وحكّمت عدوك ... وطالت خصومتهم لعليّ ... فأرسل إليهم عليّ عبد الله بن عباس وصعصعة بن صوحان فدعوا هم إلى الجماعة وناشداهم ... ) (١).
محاورة ابن عباس مع المحكمة في حروراء :
قال ابن اعثم في كتابه ( الفتوح ) وغيره في غيره : ( فبينا عليّ كرّم الله وجهه مقيم بالكوفة ينتظر انقضاء المدّة التي كانت بينه وبين معاوية ثمّ يرجع إلى محاربة أهل الشام ، إذ تحركت طائفة من أصحابه في أربعة آلاف فارس ، وهم من النساك العبّاد أصحاب البرانس ، فخرجوا عن الكوفة وتحزّبوا وخالفوا عليّاً كرّم الله وجهه ، وقالوا : لا حكم إلاّ لله ولا طاعة لمن عصى الله.
قال : وانحاز إليهم نيّف عن ثمانية آلاف رجل ممّن يرى رأيهم ، فصار القوم في اثني عشر ألفاً ، وساروا حتى نزلوا بحروراء ، وأمّروا عليهم عبد الله ابن الكوّاء.
قال : فدعا عليّ رضياللهعنه بعبد الله بن عباس فأرسله إليهم ، وقال : ( يا بن عباس أمض إلى هؤلاء القوم فأنظر ما هم عليه ، ولماذا اجتمعوا؟
[ وأوصاه بقوله : ( لا تخاصمهم بالقرآن ).
فقال له ابن عباس : يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم ، في بيوتنا نزل.
قال : ( صدقت ، ولكن القرآن حمّال ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن
____________
١ ـ أنساب الأشراف ٢ / ٣٥٣ ، وتاريخ مدينة دمشق ( ترجمة ابن الكواء ).