ثانياًً : مع نجدة بن عامر ـ عويمر ـ الحنفي رأس النجدات من الحرورية
وهذا كان شريك نافع في المسائل التي عرفت باسم نافع في غريب ألفاظ من القرآن المجيد ، فأجاب عليها ابن عباس مع شاهد من الشعر ، كما ستأتي في الحلقة الثالثة ، ويبدو بعد مفارقة الخوارج لابن الزبير وتفرّقهم في البلدان بقي نجدة يكتب إلى ابن عباس يسأله في بعض المسائل ، وكان ابن عباس يجيبه مرغماً.
ففي رواية يزيد بن هرمز ، قال : ( كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء ، فشهدت ابن عباس حين قرأ كتابه وحين كتب جوابه ، فقال ابن عباس : لولا أردّه عن شر يقع فيه ، ما كتبت إليه ولا نعمة عين ) (١).
وخشية أن يكون عدم الجواب من كتمان العلم. وهذا ما صرّح به ابن عباس رضياللهعنه. فلنقرأ ما جاء في كتاب ( الأم ) للشافعي ، و ( جامع بيان العلم ) لابن عبد البر باقتضاب :
( عن يزيد هرمز : أنّ نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خلال.
فقال ابن عباس : إنّ ناساً يقولون إنّ ابن عباس يكاتب الحرورية ، ولولا أنّي أخاف أن أكتم علماً لم أكتب إليه.
فكتب نجدة إليه : أمّا بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يغزو بالنساء؟ وهل كان يضرب لهنّ بسهم؟ وهل كان يقتل الصبيان؟ ومتى ينقضي يتم اليتيم؟ وعن الخمس لمن هو؟
فكتب إليه ابن عباس : إنّك كتبت تسألني هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يغزو
____________
١ ـ مسند احمد ١ / ٢٤٨.