مقاماً واحداً أحييت به له ديناً ! أو
أمّتُ له فيه باطلاً!! أفهذا شكرك من استحملك ؟! ما أخوفني أن تكون كما قال الله تعالىٰ في كتابه : (
أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )استحملك
كتابه ، واستودعك علمه ، فأضعتهما ! فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به ! والسلام... .
وهكذا يتّضح من سطور هذه الرسالة
وحروفها وكلماتها ، أنّ الإمام السجاد عليهالسلام
دخل في مواجهة مكشوفة مع السلطة الحاكمة ، عبر تنديده العلني هذا بأحد رموزها ، المقربين من بلاطها ، أي عبر تحذيره وإنذاره وتوبيخه وتأنيبه له : « مالك لا تنتبه من نعستك ؟ ولا تستقيل
من عثرتك ؟ »... « أما ترىٰ ما أنت فيه من الجهل والغرّة ؟ وما الناس فيه من البلاء والفتنة ؟ ».
إذن ، وبايجاز جليّ وواضح ، وكلمات
ساطعة صادحة ، كشف الإمام ، من خلال هذه الرسالة ، كل الخيوط المخفية التي يتستر بها وعّاظ السلاطين عادة ، للتعتيم علىٰ نفعيتهم ووصوليتهم ولصوصيتهم ..
_______________________