نقصان ، وما ذكر في بعض الروايات بأنّ فيه تحريف ونقصان فهو مخالف لعقيدتهم في القرآن ، ومناقض للوعد الإلهي الصريح بحفظه من أيّ تلاعب أو تحريف أو إضافة.
فما يمكن أن ينسب إلى المذهب إنّما هو الرأي الذي يلتزمه الجمهور الغالب ، لا الفرد ولا الجماعة الشاذّة ، إنّ رأي هؤلاء لا يحسب على الكلّ وإن اتفقوا في جوامع المذهب وأصول العقيدة ، بعد رفض الأكثرية لعمل الشاذين ، لوضوح فساد ما يلتزمون باعتبار ضعف أدلتهم.
وإذا لاحظنا قول السيد المرتضى في أنّ القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن ، وهذا اعتقاد الشيعة في القرآن ، فلا سبيل إذن لإلصاق تهمة تحريف القرآن إليهم.
ورواية جمع القرآن لها ارتباط وثيق مع أصالته ، ولكون عملية الجمع قد ابتدأت برقابة مباشرة ممن أنزل إليه ، فمن المستحيل أن يأتيه باطل أو زيغ أو يخلو مما عساه أن يكون من القرآن وليس منه.
وإذا سلّمنا بالروايات التي تتعلّق بجمع
القرآن ، وأنّه ابتدأ في عهد أبي بكر ، ومن ثمّ ملاحظتها ومقارنتها مع ما جاء في الصحاح ، فطريقة الجمع بمثل ما رويت في تلك الكتب عرضة