كلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على أنّه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوث.
وذكر أنّ من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم ، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث ، نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحّتها ، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحّته (١).
وأمّا محمّد حسين آل كاشف الغطاء فقال : إنّ الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه للإعجاز والتحدّي ، ولتعليم الأحكام ، وتمييز الحلال من الحرام ، وأنّه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة (٢).
هذا هو إجماع الشيعة في القرآن ، واعتبر فضيلته أنّ الأخبار الواردة في نقصه أو تحريفه ، سواء كانت من طريق الشيعة أو طريق غيرهم ، ضعيفة شاذة ، وأخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ، فإمّا أن تؤوّل بنحو من الاعتبار أو يضرب بها الجدار.
هذا هو موقف الشيعة في ما أنزل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ القرآن الكريم المتداول بين أيديهم ليس فيه تحريف بزيادة أو
______________________
(١) أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ١ ص ١٥.
(٢) محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ، أصل الشيعة وأصولها ، ص ٦٦.