وكلهم رجال الصحاح. ولعل سبب الاعتراض هو أنّ صحيح البخاري من أصح الكتب بعد كتاب الله ؛ وعليه فعدم إخراجهما للحديث يقدح في صحته.
أقول : ليس المفهوم المخالف لعبارة « أصح الكتب بعد كتاب الله » هو القدح في ما لم يخرجاه. على أنّ ليس كل ما في الصحيحين صحيح فكم من حديث مخالف للعقل والقرآن ، كأحاديث رؤية الله جهرة ودخول آخر رجل الجنة وغيرها من الأحاديث المنافية لحكم العقل والقرآن الحاكم بعدم كون الله جسماً (١).
فاتّضح لنا أنّ التشيّع قد عاصر بدء الدعوة الإسلامية ، وأنّه ظهر كحركة سياسية بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالتشيّع هو لبّ الإسلام وروحه ، وليس كما يدّعي البعض من أنّها فكرة سياسية خالصة ظهرت نتيجة للظلم الحاصل عليهم من قبل الحكام ، وكذا اتّضح أنّه ليس وليد فكرة يهودية جاءت لهدم الإسلام من الداخل.
اتّضح بما ذكرنا أنّ التشيّع ظهر منذ عهد الرسالة ، وأنّ هناك الكثير من الصحابة الذين كانوا على وفاق مع الإمام علي عليهالسلام في
______________________
(١) راجع للمزيد كتاب عفواً صحيح البخاري للدكتور عبد الأمير الغول.