وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً * وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (١).
قال ابن عباس : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج يريد مكة ، فلمّا بلغ الحديبية ، وقفت ناقته ، وزجرها فلم تنزجر ، وبركت الناقة. فقال أصحابه : خلأت الناقة. فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما هذا لها عادة ، ولكن حبسها حابس الفيل. ودعا عمر بن الخطاب ليرسله إلى أهل مكة ، ليأذنوا له بأن يدخل مكة ، ويحلّ من عمرته ، وينحر هديه ، فقال : يا رسول الله! ما لي بها حميم ، وإنّي أخاف قريشاً لشدّة عداوتي إياها. ولكن أدلك على رجل هو أعز بها مني ، عثمان بن عفان. فقال : صدقت. فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عثمان ، فأرسله إلى أبي سفيان ، وأشراف قريش ، يخبرهم أنّه لم يأت لحرب ، وإنّما جاء زائراً لهذا البيت ، معظماً لحرمته ، فاحتبسته قريش عندها.
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين ، أنّ عثمان قد قتل. فقال صلى الله عليه وآله وسلم : لا نبرح حتى نناجز القوم. ودعا الناس إلى البيعة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الشجرة فاستند إليها ، وبايع الناس على أن يقاتلوا المشركين ، ولا يفروا. قال عبد
____________
(١) الفتح / (١) ـ ١٠.