الأرض ومغاربها ، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟
وفي رواية أخرى : فإن أخبركم عن الثنتين ، ولم يخبركم بالروح ، فهو نبيّ.
فانصرفا إلى مكة ، فقالا : يا معاشر قريش! قد جئناكم بفصل ما بينكم ، وبين محمد. وقصّا عليهم القصة. فجاؤوا إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فسألوه ، فقال : أُخبركم بما سألتم عنه غداً ، ولم يستثن ، فانصرفوا عنه ، فمكث صلى الله عليه وآله وسلم ، خمس عشرة ليلة ، لا يحدث الله إليه في ذلك وحياً ، ولا يأتيه جبرائيل ، حتى أرجف أهل مكة ، وتكلموا في ذلك ، فشّق على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يتكلم به أهل مكة عليه ، ثم جاءه جبرائيل عليه السلام عن الله سبحانه وتعالى بسورة الكهف ، وفيها ما سألوه عن أمر الفتية ، والرجل الطوّاف ، وأنزل عليه : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ) (١) » (٢).
١٢ ـ في تفسير قوله تعالى : (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً * قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً) (٣).
____________
(١) الإسراء / ٨٥.
(٢) مجمع البيان ٦ / (٣١٣) ـ ٣١٤.
(٣) الإسراء / (٩١) ـ ٦٥.