ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) (١).
قال ابن عباس : « يريد ابني ملك كان في بني إسرائيل ، توفي وترك ابنين ، وترك مالاً جزيلاً ، فأخذ أحدهما حقه منه ، وهو المؤمن منهما ، فتقرّب إلى الله تعالى ، وأخذ الآخر حقه فتملك به ضياعاً ، منها هاتان الجنتان » (٢).
٢١ ـ في تفسير قوله تعالى : (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (٣).
عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ) ، لولاّه من ساعته ، ولكنه أَخر ذلك سنة ».
قال ابن عباس : « فأقام في بيت الملك سنة ، فلمّا انصرفت السنة من يوم سأل الإمارة ، دعاه الأمير ، فتوّجه وردّاه بسيفه ، وأمر بأن يوضع له سرير من ذهب ، مكلّل بالدر والياقوت ، ويضرب عليه كلّة من استبرق ، ثم أمره
____________
(١) الكهف / (٣٢) ـ ٣٩.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٣٤٢.
(٣) يوسف / ٥٥.