لا في موضوع (١) هو المسمى جوهرا ، فالصورة أيضا جوهر. فأما المحل الذي لا يكون في محل آخر فلا يكون في موضوع لا محالة ، لأن كل موجود في موضوع فهو موجود في محل ولا ينعكس (٢). فالمحل الحقيقي أيضا جوهر ، وهذا المجتمع أيضا جوهر.
وقد عرفت من الخواص التي لواجب الوجود أن واجب الوجود لا يكون إلا واحدا ، وأن ذا الأجزاء أو المكافي لوجوده (٣) لا يكون واجب الوجود ، فمن هذا يعرف أن هذا المركب ، وهذه الأجزاء كلها في أنفسها ، ممكنة الوجود ، وأن لها لا محالة سببا يوجب وجودها.
فنقول أولا : إن كل جوهر فإما أن يكون جسما ، وإما أن يكون غير جسم ، فإن كان غير جسم (٤) فإما أن يكون جزء جسم ، وإما أن لا يكون جزء جسم ، بل يكون مفارقا للأجسام بالجملة (٥). فإن كان جزء جسم فإما أن يكون صورته ، وإما أن يكون مادته. وإن كان مفارقا ليس جزء جسم فإما أن تكون له (٦) علاقة تصرف ما في الأجسام بالتحريك ويسمى نفسا ، أو يكون متبرئا عن المواد من كل جهة ويسمى عقلا. ونحن نتكلم (٧) في إثبات كل واحد من هذه الأقسام.
__________________
(١) موضوع : موضع ط
(٢) ولا ينعكس : وليس ينعكس ط
(٣) لوجوده : الوجود طا
(٤) غير جسم : + بل يكون ط
(٥) بالجملة : وبالجملة د
(٦) له : ساقطة من د
(٧) تتكلم : ساقطة من ب ، ج ، د ، ص ، م.