__________________
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال : ( كتبت عنه وعن جامع الأصول انه عده ابن الأثير من مجددي مذهب الإمامية في رأس المائة الرابعة ).
« هنا » فوائد « الأول » قال ابن خلكان ـ في وصف علم الهدى ـ : كان نقيب الطالبيين وكان اماما في علم الكلام والأدب والشعر ، وهو أخو الشريف الرضي ، وله تصانيف على مذهب الشيعة ، ومكالمة في أصول الدين ، وله الكتاب الذي سماه ( الغرر والدرر ) وهي مجالس املاها تشتمل على فنون من معاني الأدب تكلم فيها على النحو واللغة وغير ذلك وهو كتاب ممتع يدل على فضل كثير وتوسع في الاطلاع على العلوم وذكره ابن بسام في اواخر كتاب الذخيرة فقال : كان هذا الشريف امام أئمة العراق إليه فزع علماؤها ، ومنه اخذ عظماؤها : صاحب مدارسها ، وجماع شاردها وآنسها ، ممن سارت اخباره ، وعرفت به اشعاره وتصانيفه في احكام المسلمين ، مما يشهد انه فرع تلك الأصول ، ومن ذلك البيت الجليل ، وأورد له عدة مقاطع. وحكى الخطيب التبريزي ان ابا الحسن علي بن أحمد الغالي الأديب كانت له كتاب نسخة الجمهرة لابن دريد في غاية الجودة فدعته الحاجة الى بيعها فاشتراها الشريف المرتضى أبو القاسم المذكور بستين دينارا وتصفحها فوجد بها ابياتا بخط بايعها أبي الحسن الفالي المذكور وهي :
أنست بها عشرين حولا وبعتها |
|
لقد طال وجدي بعدها وحنيني |
وما كان ظني انني سأبيعها |
|
ولو خلدتني في السجون ديوني |
ولكن لضعف وافتقار وصبية |
|
صغار عليهم تستهل شئوني |
فقلت ولم املك سوابق عبرة |
|
مقالة مكوي الفؤاد حزين |
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك |
|
كرائم من رب بهن ضنين |
فارجع النسخة إليه وترك الدنانير رحمهالله تعالى ) ( انتهى ملخصا ).
« الثاني » قال الشهيد رحمهالله في ـ محكي اربعينه ـ : نقلت من خط السيد العالم صفي الدين محمد بن معد الموسوي بالمشهد المقدس الكاظمي في سبب تسمية السيد المرتضى بعلم الهدى : انه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد في سنة عشرين واربعمائة فرأى في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهالسلام) يقول : قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ فقال : يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ قال (عليهالسلام) : علي بن الحسين الموسوي فكتب الوزير إليه بذلك ، فقال المرتضى رضياللهعنه : الله الله في امري فان قبولي لهذا اللقب شناعة علي فقال الوزير : ما كتبت إليك الا بما لقبك به جدك أمير المؤمنين (عليهالسلام) ، فعلم القادر الخليفة بذلك فكتب الى المرتضى ( تقبل يا علي بن الحسين ما لقبك به جدك ) فقبل واسمع الناس.
« الثالث » قال صاحب رياض العلماء : ونقل عن خط الشهيد الثاني « رحمهالله » على ظهر كتاب الخلاصة : انه كان السيد المرتضى معظما عند العام والخاص ونقل عن الشيخ عز الدين أحمد بن مقبل يقول : لو حلف إنسان ان السيد المرتضى كان اعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثما. وقد بلغني عن شيخ من شيوخ الأدب بمصر :
انه قال : والله اني استفدت من كتاب الغرر مسائل لم اجدها في كتاب سيبويه ولا غيره من كتب النحو وكان نصير الدين الطوسي « رحمهالله » اذا جرى ذكره في درسه يقول : « صلوات الله عليه » ويلتفت إلى القضاة والمدرسين الحاضرين درسه ويقول : « كيف لا يصلى على المرتضى ».
وذكر المعري اسم المرتضى والرضي ومدحهما في طي مرثيته لوالدهما في ديوان السقط ومن أبيات تلك المرثية :
أبقيت فينا كوكبين سناهما |
|
في الصبح والظلماء ليس بخاف |
وقال أيضا :
ساوى الرضي والمرتضى وتقاسما |
|
خطط العلى بتناصف ونصاف |
« الرابع » قال شيخنا البهائي في كشكوله : كان للشيخ أبي جعفر الطوسي أيام قراءته على السيد المرتضى (ره) كل شهر اثنا عشر دينارا ولابن البراج كل شهر ثمانية دنانير وكان السيد المرتضى يجري على تلامذته ... وكان السيد رحمه الله نحيف الجسم وكان يقرأ مع اخيه الرضى على ابن نباته صاحب الخطب وهما طفلان وحضر المفيد مجلس السيد يوما فقام من موضعه واجلسه فيه وجلس بين يديه ، فاشار المفيد بأن يدرس في حضوره وكان يعجبه كلامه إذا تكلم ، وكان السيد قد وقف قرية على كافة الفقهاء ، وحكاية رؤية المفيد في ـ