قال كفرة أهل الكتاب اليهود والنصارى وقد كانوا على الحق فابتدعوا في أديانهم ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) ثم نزل عن المنبر وضرب بيده على منكب ابن الكواء ثم قال يا ابن الكواء وما أهل النهروان منهم ببعيد.
فقال يا أمير المؤمنين ما أريد غيرك ولا أسأل سواك.
قال فرأينا ابن الكواء يوم النهروان فقيل له ثكلتك أمك بالأمس تسأل أمير المؤمنين عما سألته وأنت اليوم تقاتله؟ فرأينا رجلا حمل عليه فطعنه فقتله.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام عن علي عليهالسلام قال : سلوني عن كتاب الله عز وجل فو الله ما نزلت آية من كتاب الله في ليل ولا نهار ولا مسير ولا مقام إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلمني تأويلها.
فقام إليه ابن الكواء فقال يا أمير المؤمنين فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟
قال كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا غائب عنه حتى أقدم عليه فيقرئنيه ويقول لي يا علي أنزل الله علي بعدك كذا وكذا وتأويله كذا وكذا فيعلمني تنزيله وتأويله.
وجاء في الآثار ـ أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان يخطب فقال في خطبته سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فتنة تضل مائة وتهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة.
فقام إليه رجل (١) فقال يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر؟
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام والله لقد حدثني خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآله بما سألت عنه وأن على كل طاقة شعر في رأسك ملكا يلعنك وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطانا يستفزك وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله ذلك مصداق ما أخبرتك به ولو لا أن الذي سألت يعسر برهانه لأخبرتك به ولكن آية ذلك ما نبأتك من لعنك وسخلك الملعون وكان ابنه في ذلك الوقت صبيا صغيرا يحبو فلما كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان تولى قتله وكان الأمر كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام.
روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه ـ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم
__________________
(١) هو الأشعث بن قيس لعنه الله.