وعلمت أنك لست بدوني في الإبقاء عليهم وعلى أديانهم.
فقال علي عليهالسلام أجل ولكن أخبروني عن الذي يستحق هذا الأمر بما يستحقه؟
فقال أبو بكر بالنصيحة والوفاء ودفع المداهنة وحسن السيرة وإظهار العدل والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب مع الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها وانتصاف المظلوم من الظالم للقريب والبعيد ثم سكت.
فقال علي عليهالسلام والسابقة والقرابة.
فقال أبو بكر والسابقة والقرابة.
فقال علي عليهالسلام أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو في؟ فقال أبو بكر بل فيك يا أبا الحسن.
قال فأنشدك بالله أنا المجيب لرسول الله صلىاللهعليهوآله قبل ذكران المسلمين أم أنت؟ قال بل أنت (١).
قال عليهالسلام فأنشدك بالله أنا صاحب الأذان لأهل الموسم والجمع الأعظم للأمة بسورة براءة أم أنت؟ قال بل أنت : (٢).
__________________
(١) في « ذخائر العقبى » عن زيد بن أرقم قال : « كان أول من أسلم علي بن أبي طالب ».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « علي أول من أسلم بعد خديجة ».
وذكر الحجة الأميني في ج ٣ من كتاب الغدير ص ٢١٩ مائة حديث من طرق مختلفة ، رواها أئمة الحديث وحفاظه ، في أن عليا أول من أسلم.
وروى محب الدين الطبري في « ذخائر العقبى » عن عمر بن الخطاب قال : « كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة ، إذ ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله منكب علي بن أبي طالب فقال : « يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأنت أول المسلمين إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى » وبعد أن نقل عدة روايات في الموضوع عقبها بقوله :
وقد وردت أحاديث في أن أبا بكر أول من أسلم وهي محمولة على أنه أول من أظهر إسلامه ، وعلي عليهالسلام أول من بدر إلى الإسلام. ذخائر العقبى ص ٥٨.
(٢) عن أبي سعيد وأبي هريرة قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر على الحج فلما بلغ ضجنان ، سمع بغام ناقة علي ، فعرفه فأتاه ، فقال : ما شأنك؟ فقال : خيرا ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثني ببراءة.
فلما رجعا ، انطلق أبو بكر إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ما لي؟ قال : خيرا أنت صاحبي في الغار ، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني يعني عليا أخرجه أبو حاتم.
وفي رواية عنده من حديث جابر : إن أبا بكر قال له : أمير أم رسول؟ فقال : بل رسول ، أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوآله ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج.
وفي رواية من حديث أحمد عن علي إن النبي صلىاللهعليهوآله لما راجعه أبو بكر قال له : « جبريل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك » / ذخائر العقبى ص ٩٦.