٩٣ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن ربعي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به (١).
بيان : يدل على وجوب التقية في كل ما يضطر إليه الانسان ، إلا ما خرج بدليل ، وعلى أن الضرورة منوطة بعلم المكلف وظنه ، وهو أعلم بنفسه كما قال تعالى : «إن الانسان على نفسه بصيرة» (٢) والله يعلم من نفسه أنه مداهنة أو تقية.
٩٤ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان أبي يقول : وأي شئ أقر لعيني من التقية؟ إن التقية جنة المؤمن (٣).
بيان : «جنة المؤمن» أي من ضرر المخالفين.
٩٥ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن محمد بن مروان قال : قال لي أبوعبدالله عليهالسلام : ما منع ميثم رحمهالله من التقية؟ فوالله لقد علم أن هذه الاية نزلت في عمار وأصحابه : «إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان» (٤).
تبيان «ما منع ميثم» كأنه كان ميثما فصحف (٥) ويمكن أن يقرأ «منع» على بناء المجهول أي لم يكن ميثم ممنوعا من التقية في هذا الامر فلم لم يتق فيكون الكلام مسوقا للاشفاق لا الذم والاعتراض كما هو الظاهر على تقدير النصب ويحتمل أن يكون على الرفع مدحا له بأنه مع جواز التقية تركه لشدة حبه لامير المؤمنين عليهالسلام ، ويحتمل أن يكون المعنى لم يمنع من التقية ولم يتركها
____________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٢١٩.
(٢) القيامة : ١٤.
(٣ و ٤) الكافى ج ٢ ص ٢٢٠.
(٥) هذا ان قلنا ميثم بكسر الميم كما ضبطه بعض على وزن منبر ، وعلى ما هو الحق من كونه اسما أعجميا بفتح الميم كما هو المشهور بين الاكراد ففيه العجمة العلمية فلا ينصرف.