وياقوتة حمراء ونور وضياء لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ولنفى معتلج الريب من الناس ولكن الله عز وجل يختبر عبيده ـ بأنواع الشدائد ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره إخراجا للتكبر من قلوبهم وإسكانا للتذلل في أنفسهم وليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه وفتنته كما قال « الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
______________________________________________________
قطرة « والنضارة » الحسن ، وفي النهج قدر الجزاء ولو كانت.
قوله عليهالسلام : « من مصارعة الشك » في بعض النسخ بالصاد المهملة أي منازعته ومجادلته ، وفي بعضها بالمعجمة أي مقاربة الشك ودنوة من النفس من مضارعة الشمس إذا دنت للمغيب ويقال : ضرع السبع من الشيء إذا دنا أو مشابهة الشك أي الأمر المشكوك فيه باليقين.
قوله عليهالسلام : « مجاهدة إبليس » بالإضافة إلى الفاعل أو المفعول.
قوله عليهالسلام : « معتلج الريب » قال في النهاية : هو من اعتلجت الأمواج إذا التطمت أو من اعتلجت الأرض إذا طال نباتها انتهى (١).
والأول أظهر وهو مصدر ميمي أي ولنفي اضطراب الشك.
قوله عليهالسلام : « بألوان المجاهدة » في النهج بألوان المجاهد » جمع مجهدة وهي المشقة.
قوله عليهالسلام : « في أنفسهم » في النهج في نفوسهم « وليجعل ذلك أبوابا فتحا » بضمتين أي مفتوحة.
قوله عليهالسلام : « ذللا » أي سهلة ».
قوله تعالى : « أَحَسِبَ النَّاسُ » أي أحسب ما تركهم غير مفتونين لقولهم آمنا؟
__________________
(١) النهاية لابن الأثير : ج ٣ ص ٢٨٦.