قال قلت دخلت الكبائر في الاستثناء قال نعم.
______________________________________________________
الإيمانية ، وبالمغفرة المغفرة بغير توبة ، وقال في مجمع البيان : معناه أن الله لا يغفر أن يشرك به أحد ولا يغفر ذنب الشرك لأحد ، ويغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يريد ، قال المحققون : هذه الآية أرجى آية في القرآن لأن فيه إدخال ما دون الشرك من جميع المعاصي في مشية الغفران ، وقف الله سبحانه المؤمنين الموحدين بهذه الآية بين الرجاء والخوف ، وبين العدل والفضل ، وذلك صفة المؤمن ، انتهى.
وروى الصدوق في التوحيد عن علي عليهالسلام قال : ما في القرآن آية أحب إلى من قوله : « إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ » الآية ، وبإسناده عن أبي ذر رضياللهعنه في حديث طويل قال : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى قاع (١) حوله حجارة ، فقال لي : اجلس حتى أرجع إليك ، فانطلق في الحرة (٢) حتى لم أره وتوارى عني فأطال ، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول : وإن زنى وإن سرق ، قال : فلم أصبر حتى قلت يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلم في جانب الحرة فإني ما سمعت أحدا يرد عليك شيئا قال : ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال : بشر أمتك أن من مات لا يشرك بالله عز وجل شيئا دخل الجنة ، قال : فقلت : يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق؟ قال : نعم ، قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : نعم وإن شرب الخمر ، والذي يدل على أن الشرك شامل للإخلال بجميع العقائد وأن المغفرة مختصة بالمؤمنين الذين صحت عقائدهم ما رواه علي بن إبراهيم في التفسير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أما قوله : إن الله لا يغفر أن يشرك به ، يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي عليهالسلام وأما قوله : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، يعني لمن والى عليا عليهالسلام ، وروى الصدوق رحمهالله في الفقيه قال : لقد سمعت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ، ثم قال عليهالسلام
__________________
(١) القاع : أرض سهلة قد انفرجت عنها الجبال والاكام.
(٢) الحرة : أرض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار.