عامل يعمل على نيته.
______________________________________________________
المشهورة بين الخاصة والعامة وقد قيل فيه وجوه :
الأول : أن المراد بنية المؤمن اعتقاده الحق ولا ريب أنه خير من أعماله إذ ثمرته الخلود في الجنة وعدمه يوجب الخلود في النار بخلاف العمل.
الثاني : أن المراد أن النية بدون العمل خير من العمل بدون النية ، ورد بأن العمل بدون نية لا خير فيه أصلا ، وحقيقة التفضيل تقتضي المشاركة ولو في الجملة.
الثالث : ما نقل عن ابن دريد وهو أن المؤمن ينوي خيرات كثيرة لا يساعده الزمان على عملها فكان الثواب المترتب على نياته أكثر من الثواب المترتب على أعماله.
الرابع : ما ذكره بعض المحققين وهو أن المؤمن ينوي أن يوقع عباداته على أحسن الوجوه لأن إيمانه يقتضي ذلك ثم إذا كان يشتغل بها لا يتيسر له ذلك ، ولا يتأتى كما يريد فلا يأتي بها كما ينبغي ، فالذي ينوي دائما خير من الذي يعمل في كل عبادة ، وهذا قريب من المعنى الأول ويمكن الجمع بينهما ويؤيدهما الخبر الثالث والخامس ، وما رواه الصدوق في علل الشرائع بإسناده عن أبي جعفر أنه كان يقول نية المؤمن خير من عمله وذلك لأنه ينوي من الخير ما لا يدركه ، ونية الكافر شر من عمله وذلك لأن الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه ، ونية الكافر شر من عمله وذلك لأن الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه ، وبإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال له زيد الشحام : إني سمعتك تقول : نية المؤمن خير من عمله فكيف تكون النية خيرا من العمل؟ قال : لأن العمل إنما كان رياء للمخلوقين والنية خالصة لرب العالمين ، فيعطي عز وجل على النية ما لا يعطي على العمل ، قال أبو عبد الله عليهالسلام إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام فيثبت الله له صلاته ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه صدقة.
الخامس : أن طبيعة النية خير من طبيعة العمل لأنه لا يترتب عليها عقاب أصلا بل إن كانت خيرا أثيب عليها وإن كانت شرا كان وجودها كعدمها بخلاف