طلبها فلأيا بلأي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم وسألهم ما يمنعهم من مواساة صاحبهم فشكوه وشكاهم فقال أمير المؤمنين عليهالسلام وصل امرؤ عشيرته
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : فلأيا بلا أي ما لحقت ، قال الجوهري : يقال فعل كذا بعد لأي أي بعد شدة وإبطاء وفي النهاية : في حديث أم أيمن فبلأي ما استغفر لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي بعد مشقة وجهد وإبطاء ومنه حديث عائشة وهجرتها ابن الزبير فبلأي ما كلمته ، انتهى.
وأقول : هذا الكلام يحتمل وجوها : الأول : أن يكون المعنى فلحقت مراكب القوم مركبة عليهالسلام بعد إبطاء مع إبطاء وشدة مع شدة « وما » مزيدة للتفخيم فقوله لأيا منصوب بنزع الخافض أي لحقت متلبسة بلأي مقرون بلأي ما ، أو على الحال أو على المصدرية بغير لفظ الفعل ، ولحقت على بناء المعلوم ، والمستتر راجع إلى البعض بتأويل الجماعة ، أو على بناء المجهول والضمير لراحلته عليهالسلام.
الثاني : أن يكون لأي مصدرا لفعل محذوف ، وما مصدرية في موضع الفاعل أي فلأي لأيا بعد لأي لحوقها.
الثالث : أن يكون نصب لأي على العلة ولحقت على بناء المجهول كقولهم : قعدت من الحرب جبنا ، أي أنه عليهالسلام جذب زمام راحلته ، وأبطأ في السير حتى لحقوا لما رأى توجه أصحابه.
الرابع : ما قيل : إن كلمة ما نافية أي فجهد جهدا بعد جهد ومشقة بعد مشقة ما لحقت.
الخامس : قال بعضهم فلأي بلأي ما لحقت ، ما مصدرية يعني فأبطأ عليهالسلام واحتبس بسبب إبطاء لحوق القوم ، وفي بعض النسخ : فلأيا على التثنية بضم الرجل معه عليهالسلام أو بالنصب على المصدر.
قوله عليهالسلام : وسألهم ما يمنعهم ، ما استفهامية وضمير الغائب في يمنعهم وصاحبهم لتغليب زمان الحكاية على زمان المحكي « وصل امرؤ » أمر في صورة الخبر وكذا قوله