بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال يا أمير المؤمنين إني تحملت في قومي حمالة وإني سألت في طوائف منهم المواساة والمعونة فسبقت إلي ألسنتهم بالنكد فمرهم يا أمير المؤمنين بمعونتي وحثهم على مواساتي فقال أين هم فقال هؤلاء فريق منهم حيث ترى قال فنص راحلته فادلفت كأنها ظليم فادلف بعض أصحابه في
______________________________________________________
وفي النهاية : الربذة بالتحريك قرية معروفة قرب المدينة ، بها قبر أبي ذر الغفاري وفي القاموس محارب قبيلة ، وفي النهاية فيه : لا تحل المسألة إلا لثلاثة ، رجل تحمل بحمالة ، الحمالة بالفتح ما يتحمله الإنسان من غيره من دية أو غرامة مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين ، والتحمل أن يحملها عنهم على نفسه ، انتهى.
« وإني سألت في طوائف » أي منهم أو داخلا فيهم ، وفي القاموس : نكد عيشهم كفرح اشتد وعسر والبئر قل ماؤها ، وزيد حاجة عمر ومنعه إياها وفلانا منعه ما سأله أو لم يعطه إلا أقله ، ورجل نكد ونكد ونكد وأنكد شؤم عسر. والنكد بالضم قلة العطاء ويفتح وقال : نص ناقته استخرج أقصى ما عندها من السير والشيء حركة ، وقال : دلف الشيخ يدلف دلفا ويحرك ودليفا ودلفانا محركة مشى مشي المقيد ، وفوق الدبيب ، والكتيبة في الحرب تقدمت يقال : دلفناهم والدالف الماشي بالحمل الثقيل مقاربا للخطو وككتب الناقة التي تدلف بحملها أي تنهض به ، واندلف على انصب وتدلف إليه تمشي ودنا ، انتهى.
وقيل : أدلفت من باب الأفعال أو التفعل والأخير أشهر من الدليف وهو المشي مع تقارب الخطو والإسراع ، وكأنه الوخدان ، قال الثعالبي في سر الأدب : الوخدان نوع من سير الإبل وهو أن يرمي بقوائمها كمشي النعام ، والظليم : الذكر من النعام « في طلبها » أي في طلب الراحلة ، وقيل : أي طلب الجماعة المشهورين أو طلب بقية القوم وإلحاقهم بالمشهورين ، ولا يخفى بعدهما.