.................................................................................................
______________________________________________________
كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء ، فقال له أبرهة : لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك ثم أجلسه معه على سريره وقال لسائس فيله الأعظم ـ وكان فيلا أبيضا عظيم الخلق ، له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر ، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض ـ ائتني به ، فجاء به سائسه وقد زين بكل زينة حسنة فحين قابل وجه عبد المطلب سجد له ولم يكن يسجد لملكه ، وأطلق الله لسانه بالعربية فسلم على عبد المطلب ، فلما رأى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال : ردوا الفيل إلى مكانه ، ثم قال لعبد المطلب : فيم جئت فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك؟ ورأيت من هيبتك وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك فسلني ما شئت ، وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة ، فقال عبد المطلب : إن أصحابك عدوا على سرح لي فذهبوا به ، فمرهم برده علي ، قال : فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب : لقد سقطت من عيني ، جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل ، وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض ، فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك؟
فقال له عبد المطلب : لست برب البيت الذي قصدت لهدمه ، وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسألك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم ، فقال الملك : ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة وأتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت ، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ ، وإذا تركوه رجع مهرولا ، فقال عبد المطلب لغلمانه : ادعوا لي ابني فجيء بالعباس ، فقال : ليس هذا أريد ، ادعوا لي ابني فجيء بأبي طالب ، فقال : ليس هذا أريد ادعوا لي ابني فجيء بعبد الله أب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلما أقبل إليه قال : اذهب يا بني حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وخبرني به قال : فصعد عبد الله أبا قبيس فما لبث أن جاء طير أبابيل مثل السيل والليل ، فسقط