.................................................................................................
______________________________________________________
وروي العياشي بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أرسل الله على أهل الفيل طيرا مثل الخطاف أو نحوه ، في منقاره حجر مثل العدسة فكان يحاذي برأس الرجل فيرميه بالحجر ، فيخرج من دبره ، فلم تنزل بهم حتى أتت عليهم ، قال : فأفلت رجل منهم فجعل يخبر الناس بالقصة فبينا هو يخبرهم إذ أبصر طيرا منها فقال : مثل هذا هو منها ، قال : فحاذى به فطرحه على رأسه فخرج من دبره.
وقال عبيد بن عمير : لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث عليهم طيرا نشأت من البحر كأنها الخطاطيف ، كل طير منها معه ثلاثة أحجار ، ثم جاءت حتى صفت على رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ، فما من حجر وقع منها على رجل إلا خرج من الجانب الآخر ، إن وقع على رأسه خرج من دبره وإن وقع على شيء من جسده خرج من الجانب الآخر.
وعن ابن عباس قال : دعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليها الطين فلما حاذت بهم رمتهم فما بقي أحد منهم إلا أخذته الحكة فكان لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه ، قال : وكانت الطير نشأت من قبل البحر لها خراطيم الطيور ورؤوس السباع ، لم تر قبل ذلك ولا بعده.
وروي الشيخ المفيد (ره) في مجالسه بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهمالسلام قال : لما قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها فأخذوا سرحا (١) لعبد المطلب بن هاشم ، فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فأذن له وهو في قبة ديباج على سرير له ، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه ، فراقه (٢) حسنه وجماله وهيئته ، فقال له : هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟ قال : نعم أيها الملك
__________________
(١) السرح : الماشية.
(٢) أي أعجبه.