.................................................................................................
______________________________________________________
فلا يقع حجر من حجارتهم تلك على بطن إلا خرقه ولا عظم إلا أوهاه (١) وثقبه وثاب (٢) أبو يكسوم راجعا قد أصابته بعض الحجارة ، فجعل كلما قدم أرضا انقطع له فيها إرب (٣) حتى إذا انتهى إلى اليمن لم يبق شيء إلا أباده فلما قدمها انصدع صدره وانشق بطنه فهلك ، ولم يصب من خثعم والأشعريين أحد.
قال وكان عبد المطلب يرتجز ويدعو على الحبشة يقول :
يا رب لا أرجو لهم سواكا |
|
يا رب فامنع عنهم حماكا |
إن عدو البيت من عاداكا |
|
إنهم لم يقهروا قواكا |
قال : ولم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك ، وليس كل القوم أصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ويسألون عن نفيل ليدلهم على الطريق (٤).
وقال مقاتل : السبب الذي جر أصحاب الفيل إلى مكة هو أن فئة من قريش خرجوا تجارا إلى أرض النجاشي ، فساروا حتى دنوا من ساحل البحر وفي حقف من أحقافها (٥) بيعة للنصارى تسميها قريش الهيكل ويسميها النجاشي وأهل أرضه ماسرخشان ، فنزل القوم فجمعوا حطبا ثم أججوا نارا فاشتووا لحما فلما ارتحلوا تركوا النار كما هي في يوم عاصف ، فذهبت الرياح بالنار فاضطرم الهيكل نارا ، فغضب النجاشي لذلك فبعث أبرهة لهدم الكعبة.
__________________
(١) أي كسره.
(٢) أي عاد.
(٣) أي عضو من أعضائه.
(٤) وفي المصدر بعد قوله « على الطريق » هكذا وقال نفيل في ذلك :
ردينة لو رأيت ولن ترينه |
|
لدى جنب المحصب ما رأينا |
حمدت الله اذ عاينت طيرا |
|
وخفت حجارة تلقى علينا |
وكلّ القوم يسأل عن نفيل |
|
كأنّ على للحبشان دينا |
(٥) الحقف : ما اعون من الرمل واستطال.