فات « كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ » إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه وجعلكم
______________________________________________________
المنافع بفوات من مات.
« كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ » قال الطبرسي (ره) : أي ينزل بها الموت لا محالة ، فكأنها ذاقته ، وقيل : معناه كل نفس ذائقة مقدمات الموت وشدائده وسكراته « وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ » معناه وإنما تعطون جزاء أعمالكم وافيا « يَوْمَ الْقِيامَةِ » إن خيرا فخيرا وثوابا وإن شرا فشرا وعقابا ، فإن الدنيا ليست بدار جزاء وإنما هي دار عمل والآخرة دار جزاء وليست بدار عمل « فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ » أي بوعد من نار جهنم ونحي عنها « وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ » أي نال المنية وظفر بالبغية ونجا من الهلكة « وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ » معناه : وما لذات الدنيا وزينتها وشهواتها إلا متعة متعكموها للغرور والخداع المضمحل الذي لا حقيقة له عند الاختيار ، وقيل : متاع الغرور القوارير وهي في الأصل ما لا بقاء له عن عكرمة ، انتهى.
وقال البيضاوي : شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغر حتى يشتريه ، وهذا لمن آثرها على الآخرة فأما من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ ، والغرور مصدر أو جمع غار ، انتهى.
« إن الله اختاركم » أي للإمامة « وفضلكم على غيركم وطهركم » من الذنوب والشك والشبهة والأخلاق الذميمة إشارة إلى آية التطهير « وجعلكم أهل بيت نبيه » لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أدخلهم خاصة في الكساء عند نزول آية التطهير « واستودعكم علمه » أي جعلكم حفظة لعلمه الذي أنزل من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء ، تقول : استودعته وديعة إذا استحفظته إياها « وجعلكم تابوت علمه » التابوت الصندوق الذي يحرز فيه المتاع ، وقال الجوهري : أصله تابوة مثل ترقوة وهو فعلوة ، فلما سكنت