كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة ودركا لما
______________________________________________________
أن يصحبه إذا أو إذ الفجائيان ، وعند غيره أن يجرد عنهما.
والآتي أما الخضر عليهالسلام كما يدل عليه رواية رواها الصدوق (ره) في إكمال الدين عن الرضا عليهالسلام ، أو جبرئيل عليهالسلام كما يدل عليه ما سيأتي في كتاب الجنائز إنشاء الله.
« أهل البيت » منصوب بالنداء أو بالاختصاص « إن في الله عزاء » العزاء الصبر ، والتعزية حمل الغير على الصبر ، والمراد هنا ما يوجب التعزية والتسلية ، أي في ذات الله تعالى فإن الله باق لكل أحد بعد فوت كل شيء ، أو في ثوابه تعالى وما أعد للصابرين ووعدهم أو في التفكر فيها أو في التفكر في أنه سبحانه حكيم لا يفعل إلا الأصلح بعباده ما يوجب التصبر والتسلي والرضا بالمصيبة ، ويحتمل أن يكون الكلام مبنيا على التجريد ، كما قال صاحب الكشاف في قوله تعالى : « رِيحٍ فِيها صِرٌّ » (١) بعد ذكر وجهين : الثالث : أن يكون من قوله تعالى : « لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » (٢) ومن قولك إن ضيعني فلان ففي الله كاف وكافل ، قال : وفي الرحمن للضعفاء كاف ، انتهى.
وقال في تلخيص المفتاح وشرحه في عد أقسام التجريد : ومنها ما يكون بدخول « في » في المنتزع منه ، نحو قوله تعالى : « فِيها دارُ الْخُلْدِ » (٣) أي في جهنم وهي دار الخلد لكنه انتزع منها دارا أخرى ، وجعلها معدة في جهنم لأجل الكفار تهويلا لأمرها ومبالغة في اتصافها بالشدة ، انتهى.
والدرك محركة اللحاق والوصول ، أي يحصل به تعالى أو بثوابه الخلف والعوض من كل هالك وتدارك ما قد فات ، أو الوصول إلى ما يتوهم فوته عن الإنسان من
__________________
(١) سورة آل عمران : ١١٧.
(٢) سورة الأحزاب : ٢١.
(٣) سورة فصّلت : ٢٨.