سيتها إلى رأسها فقال كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ولا أعلمه إلا وقد قال زبرجد
______________________________________________________
وظاهر الخبر إرجاع الضمائر إلى الله تعالى ، وفي تفسير : قاب قوسين بما بين سيتها إلى رأسها خفاء إذ لا يوافق ما مر من التفاسير ، ولعله كان إلى وسطها أو إلى مقبضها وحمله على أن المراد ابتداء السية إلى رأسها ، أو حمل السية على محل العطف فقط فيكون تفسيرا للأدنى بعيد ، ويمكن أن يقرأ رئاسها بكسر الراء ثم الهمزة ثم الألف فيكون بمعنى المقبض قال في القاموس : رئاس السيف بالكسر مقبضه أو قبيعته ، انتهى.
فيكون استعماله في القوس على التوسع إذ ظاهر الفيروزآبادي اختصاصه بالسيف وضمير بينهما له صلىاللهعليهوآلهوسلم وللموضع الذي كان يسمع منه النداء أو له ولله سبحانه باعتبار أن سماع الصوت الذي يخلقه من هذا المكان أو المراد بالحجاب الحجاب المعنوي الذي بين الممكن والواجب ، يمنع الوصول إلى كنهه تعالى فما يعرفه من ذلك بوجه يناسب قابليته واستعداده كأنه حجاب بينه وبين الرب تعالى يقربه منه ، لكن يمنع الوصول إلى كنه حقيقته فكأنه شعاع يحير أبصار القلوب كالبرق الخاطف يتلألأ.
« يخفق » أي يتحرك ويضطرب قال في القاموس : خفقت الراية تخفق وتخفق اضطربت وتحركت وكذا السراب ، وخفق النجم يخفق غاب ، وفلان حرك رأسه إذا نعس ، انتهى.
« ولا أعلمه إلا وقد قال » الضمير لأبي عبد الله عليهالسلام والاستثناء مفرغ ، والواو حالية والحاصل أني أظنه ذكر الزبرجد إما بدلا من الحجاب أو بعده بأن قال : بينهما حجاب زبرجد ، لأن معرفة الممكن لما كان علما مخلوطا بنوع من الجهل فكأنه نور مخلوط بظلمة ، ومنهما يحصل اللون الزبرجدي ، وبعبارة أخرى لما كان الوجوه المتصورة منه تعالى لغيره واجبا محفوفا باللوازم الإمكانية فهو كالزجاجة التي خلفها نور فيرى زبرجديا لكن يتلألأ أنوار المعرفة مع تزلزل واضطراب واختلاف أحوال فقد يزيد وقد ينقص وقد يغيب وقد يطلع إشارة إلى اختلاف أحوال المقربين في معرفته