فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة فقال الله تبارك وتعالى يا محمد قال لبيك ربي قال من لأمتك من بعدك قال الله أعلم قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين قال ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام ـ لأبي بصير يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية علي عليهالسلام من الأرض ولكن جاءت من السماء مشافهة.
______________________________________________________
سبحانه وقربهم وبعدهم وهجرهم ووصلهم.
و « سم الإبرة » ثقبها ، وهذا أيضا كأنه كناية عن قلة ما ظهر له صلىاللهعليهوآلهوسلم من معرفة ذاته وصفاته بالنسبة إليه سبحانه ، وإن كان غاية طوق البشر كما أشار إليه بقوله : إلى ما شاء الله ، وإن احتمل أن يكون المراد ظاهره بأن يكون الرب تعالى كشف من ذلك الحجاب له شيئا يسيرا حتى نظر إلى ما ورائه من أنوار العرش والحجب وغرائب إسرارها ، والله يعلم وحججه عليهمالسلام غرائب حكمهم وغوامض علومهم وأسرارهم.
والقائد : الهادي في الدنيا إلى الحق وفي الآخرة إلى الجنة ، وقال في النهاية : المحجل : هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين لأنها مواضع الأحجال وهي الخلاخيل والقيود ، ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان ، ومنه الحديث : أمتي الغر المحجلون أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام ، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه ، انتهى.
« مشافهة » أي بدون توسط ملك.
فائدة مهمة
اعلم أن هذين الخبرين من الأخبار الدلالة على معراج النبي صلىاللهعليهوآله والآيات المتكثرة والأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة دالة عليه ، وقد روي عن الصادق عليهالسلام : ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء : المعراج ، والمساءلة في القبر ، وخلق الجنة والنار ، والشفاعة ، وعن الرضا عليهالسلام : من كذب بالمعراج فقد كذب