أنه قد مر فيه لطيب عرفه وكان لا يمر بحجر ولا بشجر إلا سجد له
______________________________________________________
كانت تخيط شيئا وقت السحر فضلت الإبرة ، وطفئ السراج ، فدخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأضاء البيت ، فوجدت الإبرة بضوئه فضحكت ، ثم قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ويل لمن لا يراني يوم القيامة.
وما قيل : من أن جسده الشريف كان لطيفا فلم يكن يمنع نفوذ الشعاع فهو بعيد ، لأنه لو كان جسده الشريف كذلك لم تكن ثيابه كذلك ، وأيضا لو كان كذلك لا يمنع نفوذ شعاع البصر ولم ينقل ذلك ، وكذا ما قيل : أن السحاب كانت تظله فلذا كان لا يرى ظله فهو في غاية البعد ، لأن السحاب لم تكن دائما بل عند شدة الحر والتأذي بالشمس.
ثم اعلم أنه ورد مثل ذلك في شأن الأئمة عليهمالسلام في بعض الأحيان فالاختصاص بالإضافة إلى غيرهم فإنهم من نوره أو يكون استمرار تلك الحالة من خواصه فلا ينافي حصول ذلك لبعض الأئمة عليهمالسلام في بعض الأوقات والأحوال ، « فيمر فيه » على بناء المجهول ، والعرف بالفتح الريح ، وكثر استعماله في الأحوال ، « فيمر فيه » على بناء المجهول ، والعرف بالفتح الريح ، وكثر استعماله في الطيبة « إلا سجد له » أي سجود تعظيم لا عبادة ، والمراد بالسجود انحناؤها نحوه ، وقيل : بعض هذه الثلاثة كان قبل البعثة فارتفع بعده لشدة الامتحان ، وهو تخصيص من غير داع.
ثم اعلم أن الريح الطيبة كانت من جسده الشريف النظيف لا من استعمال الطيب ، روى القاضي عياض في كتاب الشفاء بإسناده عن أنس قال : ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعن جابر بن سمرة أنه صلىاللهعليهوآله مسح خده قال : فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جونة عطار وقال غيره : مسها بطيب أو لم يمسها يصافح المصافح يظل يومه يجد ريحها ، ويضع يده على رأس الصبي فتعرف من بين الصبيان بريحها ونام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في دار أنس فعرق ، فجاءت أمه بقارورة تجمع فيها عرقه ، فسألها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك فقالت : نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب.