قلت : « وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ » قال يقول ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام : « أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ. ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ » قال الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء « كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ » (١) قال من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب قلت « إِنَّ الْمُتَّقِينَ » (٢) قال نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وسائر الناس منها
______________________________________________________
وحججنا ، بل كان على أنفسهم حيث حرموا بذلك طيبات الدنيا والآخرة ، ولعل هذا أفيد ، فخذ وكن من الشاكرين.
« وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ » الآية في سورة المرسلات قال : « وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ، لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ، لِيَوْمِ الْفَصْلِ ، وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ ، وَيْلٌ » ( إلخ ) ويوم الفصل يوم القيامة يفصل فيه بين المحق والمبطل.
وقال البيضاوي : ويل في الأصل مصدر منصوب بإضمار فعل ، عدل به إلى الرفع للدلالة على بيان الهلك للمدعو عليه ، ويومئذ ظرفه أو صفته « أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ » كقوم نوح وعاد وثمود « ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ » أي ثم نحن نتبعهم نظراءهم الكفار وقرأ بالجزم عطفا على نهلك ، فيكون الآخرين المتأخرين من المهلكين كقوم لوط وشعيب وموسى « كَذلِكَ » مثل ذلك الفعل « نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ » بكل من أجرم ، انتهى.
وفسر عليهالسلام المكذبين بالذين كذبوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أوحي إليه من ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام إما لأنه مورد نزول الآية أو لأن التكذيب في الولاية داخل فيه بل هو عمدته وأشد أفراده وأفظعها ، وكذا الآيات اللاحقة يجري فيها الوجهان ، والظاهر أنه عليهالسلام فسر الآخرين بهذه الأمة على وفق القراءة المشهورة.
قيل : ليس هو من قبيل عطف الخبر على الإنشاء لأن الاستفهام الإنكاري خبر حقيقة ، ويقال : أجرم إليه إذا جنى عليه وقوله : ما ركب ، عبارة عن غصب الحق وإبطال الوصية ، ثم قال سبحانه في هذه السورة « إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ، وَفَواكِهَ مِمَّا
__________________
(١) و (٢) سورة المرسلات : ١٥ ـ ١٨ و ٤١.