برآء قلت « يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ » (١) الآية قال نحن
______________________________________________________
يَشْتَهُونَ ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » ففسر عليهالسلام المتقين بالأئمة عليهمالسلام وشيعتهم ، لأنهم في مقابلة المكذبين الذين عرفت أنهم المنكرون للولاية أو من يعمهم ، ولا ريب أن الإقرار بالولاية مأخوذ في التقوى ، والمنكر للإمامة لم يتق عذاب الله بل استوجبه ، والإقرار بالإمامة داخل في الإيمان فكيف لا يدخل في التقوى الذي هو أخص منه ، وملة إبراهيم ، هي التوحيد الخالص المتضمن للإقرار بجميع ما جاء به الرسل وأصله وعمدته الولاية « يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ » الآية في سورة النبإ ، وقال الطبرسي (ره) : اختلف في معنى الروح هنا على أقوال : أحدها أن الروح خلق من خلق الله تعالى على صورة بني آدم وليسوا بناس ولا بملائكة تقومون صفا والملائكة صفا ، قال الشعبي : هما سماطا (٢) رب العالمين يوم القيامة سماطا من الروح وسماطا من الملائكة.
وثانيها : أن الروح ملك من الملائكة وما خلق الله مخلوقا أعظم منه فإذا كان يوم القيامة قام هو وحده صفا وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا فيكون عظم خلقه مثل صفهم عن ابن عباس وغيره.
وثالثها : أنها أرواح الناس تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجساد عن ابن عباس أيضا.
ورابعها : إنه جبرئيل عليهالسلام قال وهب : إن جبرئيل واقف بين يدي الله عز وجل ترعد فرائصه يخلق الله عز وجل من كل رعدة مائة ألف ملك فالملائكة صفوف بين يدي الله تعالى منكسوا رؤوسهم فإذا أذن الله لهم في الكلام قالوا : لا إله إلا الله « وَقالَ صَواباً » أي لا إله إلا الله ، وروى علي بن إبراهيم بإسناده عن الصادق عليهالسلام قال : هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.
وخامسها : أن الروح بنو آدم وقوله صفا صفا معناه مصطفين « لا يَتَكَلَّمُونَ
__________________
(١) سورة النبأ : ٣٨.
(٢) المساط ـ ككتاب ـ الصف من الناس وغيرهم.