ثم التفت إلي فقال سل وقم فقلت ما تقول في النبيذ فقال حلال فقلت إنا ننبذ فنطرح فيه العكر وما سوى ذلك ونشربه فقال شه شه تلك الخمرة المنتنة فقلت جعلت فداك فأي نبيذ تعني فقال إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله تغيير الماء وفساد طبائعهم فأمرهم أن ينبذوا فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له فيعمد إلى كف من التمر فيقذف به في الشن فمنه شربه ومنه طهوره فقلت وكم كان عدد التمر الذي كان في الكف فقال ما حمل الكف فقلت واحدة وثنتان فقال ربما كانت واحدة وربما كانت ثنتين فقلت وكم كان يسع الشن فقال ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك فقلت بالأرطال فقال نعم أرطال بمكيال العراق قال سماعة قال الكلبي ثم نهض عليهالسلام وقمت فخرجت وأنا أضرب بيدي على الأخرى وأنا أقول إن كان شيء فهذا فلم يزل الكلبي يدين الله بحب آل
______________________________________________________
والوبر بالفتح دابة تشبه السنور ، والورك محركة دابة كالضب أو العظيم من أشكال الوزغ طويل الذنب صغير الرأس « فقال : حلال » حمل عليهالسلام النبيذ أولا على الحلال لإرادة بيان التفصيل ثانيا تنبيها على أن خطاء عبد الله إنما نشأ من اشتراك النبيذ بين الحلال والحرام ، وقال الجوهري : العكر : دردي الزيت وغيره ، وقد عكر المسرجة بالكسر يعكر عكرا إذا اجتمع فيها الدردي ، انتهى.
وكأنهم كانوا يجعلون فيه العكر ليصير مسكرا أو يشتد إسكاره ، وفي القاموس : شاه وجهه شوها وشوهة قبح كشوه كفرح فهو أشوه ، وفلانا أفزعه وأصابه بالعين وحسده ونفسه إلى كذا طمحت ، وشوهه الله قبح وجهه ، وقال : شاهه يشيهه عابه وهو شيوه عيوب ، انتهى.
فقوله عليهالسلام : شه ، كلمة تقبيح واستقذار ، والشن بالفتح : القربة الخلقة الصغيرة.
« فقلت واحدة » أي ما ذكرت كف واحدة أو اثنتان والرطل العراقي مائة وثلاثون درهما « إن كان شيء » أي إمام فهو هذا ، وقيل : المعنى إن كان أمر مبهم يجب سؤال