______________________________________________________
وقت وفاة رابع السفراء أبي الحسن علي بن محمد السمري وهو النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة فتكون قريبا من سبعين ، والعجب من الشيخ الطبرسي وسيد ابن طاوس أنهما وافقا في التاريخ الأول وقالا في وفاة السمري : توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، ومع ذلك ذكرا أن مدة الغيبة الصغرى أربع وسبعون سنة ولعلهما عدا ابتداء الغيبة من ولادته عليهالسلام.
وأما سفراؤه عليهالسلام فأولهم أبو عمر وعثمان بن سعيد العمري ، فلما توفي رضياللهعنه نص على ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان ، فقام مقامه وهو الثاني من السفراء ، وتوفي رضياللهعنه سنة أربع وثلاثمائة وقيل : خمس وثلاثمائة ، وكان يتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة ، فلما دنت وفاته أقام أبا القاسم الحسين بن روح النوبختي مقامه ، وتوفي أبو القاسم قدس الله روحه في شعبان سنة ستة وعشرين وثلاثمائة فلما دنت وفاته نص على أبي الحسن علي بن محمد السمري ، فلما حضرت السمري رضياللهعنه الوفاة سئل أن يوصي فقال : لله أمر هو بالغه ، ومات روح الله روحه في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، كل ذلك ذكره الشيخ رحمهالله.
وقال الصدوق : حدثني الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ولا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان يوم السادس وعدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيك من بعدك؟ فقال : لله أمر هو بالغه وقضى ،