______________________________________________________
ومعه أصحابه حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له باب جبرئيل ، فنظرت إلى يحيى بن عبد الله قد قصده وفي يده السيف ، فأراد حماد أن ينزل فبدره يحيى فضربه على جبينه وعلى البيضة والمغفر والقلنسوة فقطع ذلك كله وأطار قحف رأسه وسقط عن دابته وحمل على أصحابه فتفرقوا وانهزموا.
وحج في تلك السنة المبرك التركي فبدأ بالمدينة فبلغه خبر الحسين فبعث إليه من الليل إني والله ما أحب أن تبتلي بي ولا أبتلي بك فابعث الليلة إلى نفرا من أصحابك ولو عشرة يبيتون عسكري حتى أنهزم وأعتل بالبيات ، ففعل ذلك حسين ووجه عشره من أصحابه فجعجعوا بمبرك وسيحوا في نواحي عسكره ، فطلب دليلا يأخذ به غير الطريق فوجده فمضى به حتى انتهى إلى مكة.
وحج في تلك السنة العباس بن محمد وسليمان بن أبي جعفر وموسى بن عيسى فصار مبرك معهم واعتل عليهم بالبيات.
وخرج الحسين قاصدا إلى مكة ومعه ومن تبعه من أهله ومواليه وأصحابه وهم زهاء ثلاثة مائة واستخلف رجلا على المدينة فلما صاروا بفخ تلقتهم الجيوش ، فعرض العباس علي الحسين الأمان والعفو والصلة فأبى ذلك أشد الإباء.
وعن سليمان بن عباد قال : لما أن لقي الحسين المسودة أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوح به والحسين يملي عليه حرفا حرفا يقول : ناد فنادى : يا معشر الناس يا معشر المسودة هذا حسين بن رسول الله وابن عمه يدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله ، وفي رواية أخرى : قال : أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى أن يطاع الله ولا يعصى وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد ، وعلى أن نعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله ، والعدل في الرعية ، والقسم بالسوية ، وعلى أن تقيموا معنا وتجاهدوا عدونا فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا ، وإن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم.
قال : ولقيته الجيوش بفخ وقادتها العباس بن محمد وموسى بن عيسى وجعفر ومحمد