زقاق العماريين فطعنه طعنة أنفذ السنان فيه فكسر الرمح وحمل على حميد فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه ثم نزل إليه فضربه حتى أثخنه وقتله وأخذ رأسه ودخل الجند من كل جانب وأخذت المدينة وأجلينا هربا في البلاد قال موسى بن عبد الله
______________________________________________________
العماريين متعلق بخرج ، والزج : بالضم والتشديد : الحديدة في أسفل الرمح « فصرعه » أي أسقطه على الأرض.
ويقال : جلا القوم عن الموضع ومنه جلوا وجلاءا وأجلوا : تفرقوا ، وأجلا من الجدب وجلاه الجدب وأجلاه ، كذا ذكره الفيروزآبادي ، فيمكن أن يقرأ هنا على بناء المعلوم والمجهول « هربا » مفعول له أو بمعنى هاربين.
وإبراهيم هو أخو محمد كان يهرب من المنصور في البلاد خمس سنين ، مرة بفارس ، ومرة بكرمان ، ومرة ببابل ، ومرة بالحجاز ، ومرة باليمن ، ومرة بالشام إلى أن قدم البصرة في السنة التي خرج فيها أخوه في المدينة وبايعه من أهلها أربعة آلاف رجل ، فكتب إليه أخوه يأمره بالظهور فظهر أمره أول شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة فغلب على البصرة ، ووجد في بيت مالها ألفي ألف درهم ، ووجه جنودا إلى أهواز والفارس ، وقوي أمره واضطرب المنصور ووصل إليه نعي أخيه محمد قبل الفطر بثلاثة أيام ، فاشتد في الأمر وكان قد أحصى ديوانه مائة ألف مقاتل ، وكان رأي أهل البصرة أن لا يخرج عنهم ويبعث الجنود إلى البلاد فلم يسمع منهم وخرج نحو الكوفة ، فبعث إليه المنصور عيسى في خمسة عشر ألفا ، وعلى مقدمته حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف.
فسار إبراهيم حتى نزل باخمري وهي من الكوفة على ستة عشر فرسخا ، ووقع القتال فيه وانهزم عسكر عيسى حتى لم يبق معه إلا قليل ، فأتى جعفر وإبراهيم ابنا سليمان بن علي من وراء ظهور أصحاب إبراهيم وكانوا يتبعون المنهزمين فلما رأوا ذلك رجعوا إلى قتال هؤلاء ، فرجع المنهزمون وأحاطوا بهم من الجانبين ، وقتل إبراهيم وتفرق أصحابه وأتى برأسه إلى المنصور.
وكان قتله يوم الاثنين لخمس بقين من ذي القعدة ، ومكث مذ خرج إلى أن قتل