في يومك أو من غد فقال له أبو عبد الله عليهالسلام نعم وهذا ورب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلا أقله فأستودعك الله يا أبا الحسن وأعظم الله أجرنا فيك وأحسن الخلافة على من خلفت و « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » قال ثم احتمل إسماعيل ورد جعفر إلى الحبس قال فو الله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبد الله
______________________________________________________
تعهده إلى أهلك وأصحابك « أو من غد » إما تبهيم من الإمام عليهالسلام للمصلحة ، لئلا ينسب إليهم علم الغيب ، أو ترديد من بعض الرواة « وهذا » أي محمد بن عبد الله « أستودعك » أي استحفظك « الله » وأجعلك وديعة عنده « على من خلفت » على التفعيل « ثم احتمل » على بناء المجهول.
« بنو معاوية » أولاد معاوية كانوا رجال سوء على ما ذكره صاحب مقاتل الطالبيين منهم عبد الله والحسن ويزيد وعلى وصالح ، كلهم أولاد معاوية بن عبد الله بن جعفر ، وخرج عبد الله في زمان يزيد بن الوليد من بني أمية ودعا الناس إلى بيعته على الرضا من آل محمد ، ولبس الصوف وأظهر سيماء الخير ، فاجتمع إليه نفر من أهل الكوفة وبايعوه ، ثم لما لم يجتمع عليه جمهور أهل الكوفة فقاتل وإلى الكوفة من قبل يزيد وانهزم ، وجعل يجمع من الأطراف والنواحي من أجابه حتى صار في عدة ، فغلب على مياه الكوفة ومياه البصرة وهمدان وقم والري وقومس وأصفهان وفارس ، وأقام هو بإصبهان واستعمل أخاه الحسن على إصطخر ، ويزيد على شيراز ، وعليا على كرمان ، وصالحا على قم ونواحيها ، فلم يزل مقيما في هذه النواحي حتى ولي مروان الحمار ، فسير إليه جيشا فانهزم وذهب إلى خراسان ، وقد ظهر أبو مسلم فأخذه وحبسه ثم قتله.
قال صاحب المقاتل : كان عبد الله جوادا فارسا شاعرا ولكنه كان سيئ السيرة ، رديء المذهب ، قتالا مستظهرا ببطانة السوء ومن يرمي بالزندقة ، وكان يغضب على الرجل فيأمر بضربه بالسياط وهو يتحدث ويتغافل عنه حتى يموت تحت السياط.
أقول : وكان الذين بايعوا محمدا من أولاد معاوية على ما ذكره صاحب المقاتل