ساعة وبالسنة سنة وليقومن بثأر بني أبي طالب جميعا فقال له أبو عبد الله عليهالسلام يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا منتك نفسك في الخلاء ضلالا لا والله لا يملك أكثر من حيطان المدينة ولا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل يعني إذا أجهد
______________________________________________________
« والله ليجازين (١) » أي محمد « باليوم » أي بكل يوم ظلم لبني أمية وبني العباس « يوما » أي يوم انتقام ، والثأر بفتح الثاء وسكون الهمزة طلب الدم « يغفر الله لك » إشارة إلى كذب يمينه « وهذا البيت » فاعل يلحق و « صاحبنا » مفعوله والمراد بالبيت ما سيذكر مصرعا منه ، وبالصاحب عبد الله أو ابنه.
والبيت للأخطل يهجو جريرا صدره : « انعق بضأنك يا جرير فإنما » يقال : نعق بغنمه كضرب ومنع إذا صاح بها وزجرها ، أي إنه ضأنك عن مقابلة الذئب « منتك » أي جعلتك متيقنا بالأماني الباطلة « ونفسك » فاعله ، والخلاء الخلوة « وضلالا » مفعول ثان لمنتك أي محالا ، وهو أن يغلب الضأن على الذئب وهذا مثل يضرب للضعيف جدا إذا تمنى الغلبة على القوي جدا.
« لا والله » لا تمهيد للنفي بعده ، والمراد بالطائف الحجاز ، وقيل : المراد به ما أطاف بالمدينة من القرى وهو بعيد ، وفي المصباح المنير : الطائف بلاد الغدر وعلى ظهر جبل غزوان ، وهو أبرد بلاد الحجاز ، والطائف بلاد ثقيف ، انتهى. وقيل : الطائف موضع قرب المدينة يأتي منه سيل وادي قناة من أودية المدينة ، وفي القاموس : حفل الماء واللبن اجتمع كتحفل واحتفل ، والوادي بالسيل : جاء يملأ جنبيه كاحتفل ، والسماء : اشتد مطهرها والقوم : اجتمعوا كاحتفلوا ، والاحتفال الوضوح والمبالغة وحسن القيام بالأمور ، ورجل حفيل وحفلة مبالغ فيما أخذ فيه ، واحتفل الفرس أظهر لفارسه إنه بلغ أقصى حفرة وفيه بقية ، انتهى.
وأكثر المعاني قريبة من تفسير موسى ، يقال : جهد دابته : كمنع إذا بلغ بها غاية طاقتها.
__________________
(١) كذا في النسخ وفي المتن « ليحارين ».