عليهالسلام بما شاء ففعل ما أمر به ولسنا نقول فيه إلا ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من تبجيله وتصديقه فلو كان أمر الحسين أن يصيرها في الأسن أو ينقلها في ولدهما يعني الوصية لفعل ذلك الحسين وما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه ولقد ولى وترك ذلك ولكنه مضى لما أمر به وهو جدك وعمك ـ فإن قلت خيرا فما أولاك به وإن قلت
______________________________________________________
أي بتعيين أشخاص أن يكونوا أوصياء واحد بعد واحد « ولم يؤامر » أي لم يشاور « ولسنا نقول فيه » أي في علي عليهالسلام « من تبجيله » أي تعظيمه « وتصديقه » والضميران لعلي عليهالسلام وقيل : لما أوحى الله ، والمعنى أنا لا نقول في علي أنه يجوز له تبديل أحد من الأوصياء بغيره ، أو لا نقول ما ينافي تبجيله وتصديقه ، وهو أنه خان فيما أمر به وغير أمر الرسول صلىاللهعليهوآله.
« فلو كان أمر » على بناء المعلوم أي علي عليهالسلام ، أو على بناء المجهول « أن يصيرها » أي الوصية والإمامة « في الأسن » أي في الأسن من أولادهما أو في أولاد الأسن وهو الحسن عليهالسلام « أو ينقلها في ولدهما » بأن يعطي تارة ولد هذا وتارة ولد هذا بشروط معينة ، أو بأن يكون مفوضا إليه يختار ولد أيهما أراد ، وقيل : يعني من ولده جميعا كعبد الله وولده ، أو يكون في بمعنى من كما في بعض النسخ أيضا أي ينقلها من أولادهما إلى غيرهم « يعني الوصية » كلام موسى أو الجعفري ، والواو في « ولقد » حالية أو عاطفة « ولى » بالتشديد أي أدبر ومضى « وترك » أي الإمامة والوصية أو الحياة ، أي كيف يظن به صلوات الله عليه أنه يدخر الإمامة « لنفسه » أي لأولاده في وقت يعلم أنه يقتل ويستشهد ويتركها لغيره ، وربما يقرأ ولي بالتخفيف أي الأمر وهو بعيد « ولكنه مضى » استدراك للنفي في قوله : وما هو.
« وهو جدك » لأن أم عبد الله كانت بنت الحسين عليهالسلام أي لا ينبغي أن تقول فيه ذلك وهو من جهة الأم جدك ، ومن جهة الأب عمك « فما أولاك به » أي بقول الخير فيه ، وقال المطرزي في المغرب : لا آلوك نصحا ، معناه لا أمنعكه ولا أنقصكه من إلا في الأمر يألو إذا قصر ، انتهى.