تبارك وتعالى « فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ » (١) فجعل لذلك محلا وقال « وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ » (٢) فجعل لكل شيء أجلا ولكل أجل كتابا فإن كنت على بينة من ربك ويقين من أمرك وتبيان من شأنك فشأنك وإلا فلا ترومن أمرا أنت منه في شك وشبهة ولا تتعاط زوال ملك لم تنقض أكله ولم ينقطع مداه ولم يبلغ الكتاب أجله فلو قد بلغ مداه وانقطع أكله وبلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل وتتابع النظام ولأعقب الله في التابع والمتبوع الذل
______________________________________________________
وعظمها « فجعل لذلك محلا » أي فجعل للقتال مع المشركين محلا ، فكذا جعل لظهور الإمام وخروجه محلا لا يجوز له النهوض به قبله.
« وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ » أي لا تقصدوا عقدة نكاح المعتدة المتوفى عنها زوجها « حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ » أي ما كتبه الله تعالى عليها من العدة « أَجَلَهُ » ونهايته.
« ولكل أجل كتابا » منها آجال دولة المخالفين ، وصبر الإمام على أذاهم « فشأنك » أي فالزم شأنك « فلا ترومن » أي لا تقصدن والتعاطي التناول وتناول ما لا يحق ، والتنازع في الأخذ وركوب الأمر كالتعطي أو التعاطي في الرفعة ، والتعطي في القبيح ، كل ذلك ذكره الفيروزآبادي ، وقال : الأكل بالضم وبضمتين الرزق والحظ من الدنيا ، انتهى.
والمدى بالفتح الغاية ، ولعل المراد هنا زمان البقاء مجازا ، أو يكون ظرفا والفاعل ضمير الملك أي لم ينقطع الملك في مداه وغايته « ولم يبلغ الكتاب » أي ما كتب من تقديرات الملك « أجله » وغايته ، والضمير للكتاب أي الأجل المكتوب فيه ، أو للملك « لا نقطع الفصل » أي الفصل الذي بين دولتي الحق ، أو الحكم المفصول المحتوم ببقاء دولة الباطل ، وربما يقرأ بالضاد المعجمة أي البقية وتتابع مصدرا عطفا على الفضل وهو بعيد ، والأظهر أن « تتابع » فعل والنظام انتظام دولة الحق وأسبابه.
« ولأعقب الله » أي أورث قال تعالى : « فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً » (٣).
__________________
(١) سورة التوبة : ٥.
(٢) سورة البقرة : ٢٣٥.
(٣) سورة التوبة : ٧٧.