لأوليائه بحكم موصول وقضاء مفصول وحتم مقضي وقدر مقدور ـ وأجل مسمى
______________________________________________________
فرض الطاعة مخصوص بواحد منا ، ووجوب المودة لجميع أولاد الرسول وأقاربه صلىاللهعليهوآله إلا أن يكونوا خارجين عن الدين « وأمر الله » أي الإمامة ووجوب الطاعة أو حكمه بخروجهم وقيامهم بأمر الإمامة ، أو الأعم منه ، ومنه صبرهم على الأذى وهدنتهم ومصالحتهم مع المخالفين ، وسائر ما يأتون به ، وقيل : أمر الله عبارة عن مظلومية أهل الحق ، فاللام للانتفاع فإن كل ما يجري عليهم خير لهم « بحكم موصول » أي متصل بعضه ببعض ، أراد لواحد بعد واحد ، كما ورد في تأويل قوله سبحانه : « وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ » (١) أي إمام بعد إمام « وقضاء مفصول » أي مفروغ عنه ، أو مبين غير مشتبه ، أو المراد بالحكم الموصول الإمضاء المتصل بالفعل ، والقضاء السابق على الفعل ، وقيل : بحكم موصول أي متتابع ليس فيه استثناء بعض أوليائه ، والقضاء المفصول الفصل بين الحق والباطل ، ووصفه بمفصول للمبالغة كقوله تعالى : « حِجاباً مَسْتُوراً » (٢) « وحتم مقضي » إشارة إلى تأكيد القضاء ورفع احتمال البداء وقيل : الحتم الحكم ، والمقضي المحتوم ، والوصف للمبالغة « وقدر مقدور » إشارة إلى قوله تعالى : « وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً » (٣).
قال البيضاوي : أي قضاء مقضيا وحكما مبتوتا ، وقال الطبرسي قدسسره : أي كان ما ينزله الله على أنبيائه من الأمر الذي يريده قضاء مقضيا ، وقيل : معناه جاريا على مقدار لا يكون فيه تفاوت من جهة الحكمة ، وقيل : أن القدر المقدور هو ما كان على مقدار ما تقدم من غير زيادة ولا نقصان ، انتهى.
والأجل آخر المدة لوقت معلوم هو الوقت الذي قدر لتسبب أسباب أمورهم كخروجهم وظهورهم وتسلطهم على أعدائهم ، أو الأجل عبارة عن ابتداء تسلطهم والوقت عن امتداده.
والحاصل أن هذه الأمور لا بد من حصولها حتى يتحقق ما قدره الله لنا من
__________________
(١) سورة القصص : ٥١.
(٢) سورة الإسراء : ٤٥.
(٣) سورة الأحزاب : ٣٨.