بن الحسين عليهالسلام قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليهالسلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخش إلا الله ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه قال قلت له جعلت فداك فأنت هو قال فقال ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال فقلت أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن
______________________________________________________
« وأطرق » قال الجوهري : أطرق الرجل : سكت فلم يتكلم ، وأطرق أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، انتهى. فعلى الأول تأكيد وعلى الثاني كناية عن عدم الالتفات إلى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة وأفعالهم الشنيعة.
« لما حجب » بفتح اللام وتشديد الميم أو بكسر اللام وتخفيف الميم ، فكلمة « ما » مصدرية « واصطنع الأمة » أي أحسن إليهم وربهم بالعلم والعمل ، قال الفيروزآبادي : هو صنيعي أي اصطنعته وربيته ، وصنعت الجارية كعني : أحسن إليها حتى سمنت كصنعت بالضم تصنيعا ، وصنع الجارية بالتشديد أي أحسن إليها وسمنها ، وقال الجزري : فيه اصطنع رسول الله صلىاللهعليهوآله خاتما من ذهب أي أمر أن يصنع له ، والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد ، ومنه حديث آدم عليهالسلام قال لموسى عليهالسلام : أنت كليم الله الذي اصطنعك لنفسه ، هذا تمثيل لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم ، والاصطناع افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والإحسان ، انتهى.
« وقم بحق الله » من نشر العلم وهداية الأمة « وقل الحق في الخوف والأمن » الظرف متعلق بقل ، والمعنى أنه لا حاجة لك إلى التقية ، فإن الله يعصمك من الناس ، وقيل : متعلق بالحق أي بين لهم وجوب التقية في الخوف وأنها الحق حينئذ ، ووجوب ترك التقية في الأمن وهو بعيد.
« فقال ما بي » ما نافية ، والباء للإلصاق ، نحو بزيد داء ، أي ما بي بأس وضرر و « إلا » للاستثناء المفرغ ، و « على » للإضرار ، أي أن تروي عند المخالفين ويضرني ،