تراثنا ـ العدد [ 142 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 142 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

تأثّره بأُستاذيه الآخرين الفيّاض اللاهيجي ، والفيض الكاشاني(١).

والقاضي سعيد وإن كان يعدّ من المقرّرين للمقاصد الفلسفية ، وفي عداد الشرّاح والتابعين لأفكار الملاّ صدرا ، إلاّ أنّه ينفرد بأفكار فلسفية يخالف فيها الملاّ صدرا ونظريّته في الحركة الجوهرية والاشتراك المعنوي ..(٢).

وللقاضي سعيد آثار علمية مهمّة ، منها : شرح توحيد الصدوق وشرح الأربعين وحاشية على شرح الإشارات وكليد بهشت بالفارسية ، وكتاب الأربعينيّات لكشف الأنوار القدسيّات ، وقد جمع فيه أربعين رسالة ، ينفتح منها أربعون باباً من أبواب المعارف والتحقيقات(٣).

١٦ ـ محمّد السراب بن عبد الفتّاح التنكابني (ت ١١٢٤ هـ) :

الفقيه الفيلسوف الأديب ، كان في الفقه تلميذ المحقّق السبزواري ، وفي الفلسفة كان يعدّ من المدرسة المعتدلة الملتئمة نسبياً مع الحكومة ، مدرسة رجب علي التبريزي ، المعارض للمدرسة الصدرائية الحادّة ، ولذلك نرى العلاّمة النوري في الفيض القدسي يعدّه السادس والعشرين من تلاميذ المجلسي(٤) ؛ أي : إنّه كان من أركان جامعة إصفهان بزعامة معاصره المجلسي ، وله تصانيف كثيرة منها : سفينة النجاة في الكلام ، وضياء القلوب في الإمامة ، وأصول الدين وإثبات

__________________

(١) حركة الفكر الفلسفي ٢ / ٤٧٧ ـ ٤٧٨.

(٢) منتبخات ٣ / ٦١.

(٣) الروضات ٤ / ١٠ ، وانظر : المنتخبات ٣ / ٧٧ ومابعدها ، والذريعة ٦ / ١٠.

(٤) الفيض القدسي : ١٩١ ، وتلامذة العلاّمة المجلسي : ٦٦.

٨١

الواجب(١).

١٧ ـ محمّد نعيما الطالقاني :

وهو العالم المحقّق مؤلّف رسالة أصل الأصول(٢) ، ومنهج الرشاد بالإضافة إلى تعليقاته وحواشيه المفصّلة على كتاب شرح الإشارات ، ورسائله المفصّلة في الجبر والتفويض ، وشرحه وتعليقه على بعض أحاديث أصول الكافي.

عاصر هذا المحقّق الفاضل أواخر الدولة الصفوية وفي عصر الشاه حسين الصفوي ، وشاهد مأساة فتنة الأفغان وسقوط عاصمة الدولة الصفوية إصفهان ، حيث خرج هارباً منها إلى مدينة قم ، يقول في مقدّمة رسالته أصل الأصول : «.. هذا مع تشتُّت الحال وتوزّع البال .. حين جرّد الزمان على أهاليه سيف العدوان وذلك بغلبة عساكر الأفغان على بلدة إصفهان ، وإهلاك من كان فيها من معظم المتوطّنين والسكّان .. وفراري منها إلى بلدة ـ قم ـ بلدة أمن وأمان ـ حماها الله تعالى ـ من طوارق الحدثان وآفات الأفغان ؛ واغترابي فيها وبعدي عن الأهل والأوطان ..».

لا توجد له ترجمة مفصّلة في كتب التراجم ، فلا نعرف شيئاً عن أساتذته ، ولا عن تلامذته ، وإن احتمل بعضهم تتلمذه على الأردستاني والفاضل الهندي(٣).

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ، الكواكب المنتشرة ٦ / ٦٧١ ـ ٦٧٢.

(٢) انظر : نصّ الرسالة في موسوعة الآشتياني : منتخبات آثار ٢ / ٤٦٥ وما بعدها.

(٣) المرجع نفسه ٣ / ٤٦١.

٨٢

١٨ ـ بهاء الدين محمّد الإصفهاني الشهير بـ : (الفاضل الهندي) (ت ١١٣٧ هـ) :

وهو الفقيه الشهير ، صاحب كتاب كشف اللثام ، والذي تحدّثنا عنه سابقاً كفقيه كبير ؛ اعتنى بأقواله وآرائه الفقهية أكابر فقهاء الشيعة ، من أمثال صاحب الرياض ، وكاشف الغطاء ، وصاحب الجواهر(١).

ولم تقتصر إبداعات هذا العلَم على ميدان الفقه والفقاهة ، بل تعدّى ذلك إلى ميدان الحكمة والفلسفة والكلام .. وخلَّف لنا آثاراً علمية تمثّلت في تلخيص كتاب الشفاء لابن سينا ، حيث حذف مكرّرات هذا الكتاب ، وبيّن مطالبه بأجمل العبارات ، وحلَّ الكثير من مشكلات هذا الكتاب ، وعنون كتابه بـ : (عون إخوان الصفا على فهم كتاب الشفاء)(٢).

بالإضافة إلى تعليقات على شرح المواقف للسيّد الشريف ، وحواش على شرح الهداية للميبدي ، وكتاب الزبدة في العقائد .. وغيرها من الآثار الحكمية والفلسفية والكلامية ، والتي تتجلّى فيها براعته وجامعيته للعلوم العقلية ، بالإضافة إلى العلوم النقلية ، والتي كان له قدم السبق فيها.

وللبحث صلة ...

__________________

(١) منتخبات ٣ / ٦٧٤.

(٢) للاطلاع عن نص الكتاب ، انظر المرجع السابق ٣ / ٦٧٧ وما بعدها.

           

٨٣

(الفَوائِدُ الحِسانُ الغَرائِبُ)

روايةُ الشيخِ الجَليلِ الأَقدمِ محدِّثِ الشيعَةِ في عَصرِهِ

أَبِي الحَسَنِ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ عِمرانَ البَغدادِي

المعروفِ بـ : (ابنِ الجندي)

(٣٠٥ ـ ٣٩٦هـ)

(٤)

الشيخ أمين حسين پوري

بسم الله الرحمن الرحیم

لقد تناولنا في الأعداد السابقة دراسة عن شخصية ابن الجندي ومكانته العلمية وأقوال العلماء فيه ، وأضواء على وثاقته ومشايخه ونستأنف البحث هنا.

٩ ـ هناك عدد من الرواة صرّح أصحاب التراجم بسماع ابن الجندي منهم ولكن لم نجد من خلال استقرائنا حديثاً رواه ابن الجندي عنهم وهم كالتالي :

أ ـ إبراهيم بن دبيس بن أحمد الحدّاد :

ذكر الخطيب جماعة من شيوخه وتلامذته ووثّقه (تاريخ بغداد ٦ / ٧٠).

ب ـ الحسن بن الحسين بن محمّد أبو علي التميمي :

قال عنه الخطيب : «من أهل الكوفة. ذكر أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بن عمران بن

 

٨٤

الجندي : أَنَّهُ قدم عليهم بغداد فِي سنة نيف وعشرين وثلاثمائة ، وحدّثهم عَنْ مُحَمَّد بن تسنيم» (تاريخ بغداد ٧ / ٣٠٩) ولم نعرف عنه أكثر من هذا لحدّ الآن.

ت ـ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بن سعدان بن عُبَيْد اللَّهِ ، أَبُو عَلِي العرزمي الكوفي :

قال عنه الخطيب : «قدم بَغْدَاد وحدّث بِهَا .. روى عنه علي بن عمر الحريري ، وأبو حفص الكتاني ، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، وأبو القاسم بن الثلاّج ، في آخرين». (تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٠).

ث ـ الحسين بن علي بن أحمد أبو بكر الزيّات (م بعد ٣٥٠ ق) :

قال عنه الخطيب : «كان صدوقاً» وذكر ابن الجندي في جملة تلامذته (تاريخ بغداد ٨ / ٧٢).

ج ـ زكريّا بن حبيش أبوالقاسم البندار :

لم نجد من ذكره إلاّ الخطيب حيث قال : «حدّث عَنْ عَبَّاس الدوري. وَمحمّد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي. روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران بن الجندي». (تاريخ بغداد ٨ / ٤٦٥).

ح ـ ظفر بن محمّد بن خالد أبو نصر السرّاج (راجع تاريخ بغداد ٩ / ٣٧٤).

خ ـ عبد الرحمن بن محمّد بن خسرماه أبو سعيد القزويني (م بعد ٣٣٩ ق) (راجع : تاريخ بغداد ١٠ / ٢٨٩).

د ـ غانم بن محمّد الورّاق (راجع : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٢٨).

ذ ـ غريب بن عبد الله الخادم المعتضدي :

قال الخطيب : «حدّث عن جعفر بن محمّد الفريابي. روى عنه أحمد بن محمّد بن عمران الجندي. وذكر أنّه سمع منه في دار الخلافة ـ باب بيت المال ـ

 

٨٥

في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة» (تاريخ بغداد ١٢ / ٣٢٨).

ر ـ ميسور بن محمّد بن ميسور التكريتي : (راجع تاريخ بغداد ١٣ / ٢٧٤ وفيه «أنّه سمع منه بعكبرا»).

ز ـ نصر بن محمّد بن عبد العزيز أبو القاسم الدلاّل المعروف بـ : (الباقرحي) (م ٣٣٤ ق)(١).

تلامذته ومن روى عن ابن الجندي :

١ ـ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود أبو بكر الثقفي الأصبهاني (م ٤١٦ ق) :

كان من مشايخ أبي بكر البيهقي وقد روى عنه في السنن الكبرى (راجع كنموذج : السنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٩٢) قال عنه الخطيب : «نيسابوري. ولد بها ... ثمّ قدم علينا في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، فكتبنا عنه وكان صدوقاً شديداً جميل الطريقة» (تاريخ بغداد ٤ / ٢٤١) وتجد روايته عن ابن الجندي في (السنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٩٢). تصحّف اسمه في الطبعة التي اعتمدناها إلى : (أحمد ابن إبراهيم بن محمّد) وهو خطأ.

٢ ـ أحمد بن عبد الواحد بن محمّد أبو يعلى الوكيل (٣٨١ ـ ٤٣٨ ق) :

من مشايخ الخطيب. قال عنه : «كتبت عنه وكان صدوقاً» (تاريخ بغداد ٥ / ٢٥) وراجع روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٥ / ٤١٥ ، ١٢ / ٢٥؛ ١٣ / ٢٠٨).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠١

           

٨٦

٣ ـ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نصر البخاري المعروف بـ : (الثابتي) (م ٤٤٧ ق) :

قال عنه الخطيب : «قدم بغداد وهو حدث .. ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني ولم يزل قاطناً ببغداد إلى آخر عمره يدرس الفقه ، ويفتي ، له حلقة في جامع المنصور. وحدّث شيئاً يسيراً .. كتبت عنه وكان ليّناً في الرواية ...» (تاريخ بغداد ٤ / ٤٦٣) ولاحظ روايته عن ابن الجندي في (تلخيص المتشابه في الرسم ١ / ٣٩٦).

٤ ـ أحمد بن عبد الله بن عمر أبو الفضل :

لم نجد عنه شيئاً راجع روايته عن ابن الجندي في (تاريخ مدينة دمشق ٦٤ / ٢٨٢).

٥ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد أبو الحسن المعروف بالعتيقي (٣٦٧ ـ ٤٤١ق) :

من مشايخ الخطيب ويعبّر عنه الخطيب كثيراً بـ : (أحمد بن أبي جعفر القطيعي) أو (ابن أبي جعفر) (راجع : الأنساب ٤٦٥ ـ ٤٦٦). وقال عنه : «روياني الأصل. ولد ببغداد. وبُكّر به في سماع الحديث .. سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا الحسن العتيقي فأثنى عليه خيراً ووثّقه» (تاريخ بغداد ٥ / ١٤٣) وهو الذي قال عن شيخنا ابن الجندي أنّه «كان يرمى بالتشيّع وكانت له أصول حسان» (تاريخ بغداد ٥ / ٢٨٢) ومهما يكن فقد روى العتيقي عن شيخنا في المصادر التالية : (تاريخ بغداد ١٠ / ٤٠٤؛ ١٤ / ١٩؛ الطيوريّات ١ / ٥٩ ، ٢ / ٣٤٣ ، ٣٤٤).

 

٨٧

٦ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد أبو الحسين البزّاز المعروف بابن النّقور (٣٨١ ـ ٤٧٠ق) :

من مشايخ الخطيب. قال عنه : «كتبت عنه وكان صدوقاً» (تاريخ بغداد ٥ / ١٤٦) راجع روايته عن ابن الجندي في (تاريخ مدينة دمشق ١ / ٣٨٤؛ ٨ / ٦١؛ ١٠ / ١٨ ، ١٤ / ١٩٦؛ ١٥ / ٢١٥ ، ٢١٨ ، ٢٢٠ ، ١٩ / ٤١١).

٧ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد أبو نصر السلمي الغزّال ويعرف بـ : (ابن الوتّار) (م ٤٢٩ق) :

من مشايخ الخطيب. قال عنه : «سمع [ابن الوتّار] محمّد بن المظفّر ، وأبا بكر بن شاذان ، وأبا المفضّل الشّيباني ، وأبا الحسن بن الجندي ، وغيرهم. كتبت عنه ولم يكن ممّن يعتمد عليه في الرواية ، ولا أعلم سمع منه غيري ، وكان يتشيّع» (تاريخ بغداد ٥ / ١٤١) ولاحظ روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٤ / ٣٢٧؛ ٥ / ٥٤؛ ١٢ / ٣٨٥ و٤٨٦؛ ١٣ / ٤٦٤؛ ٨ / ٣٢٩).

٨ ـ أحمد بن مطرّف بن سوار أبو الحسن القاضي البستي :

عنونه الخطيب ولكن لم يفدنا بمعلومات كثيرة حوله سوى تسمية بعض شيوخه وأساتذته وأنّه حدّث بسامرّاء وسمع منه بعض تلامذته سنة (٣٢٧ ق) (تاريخ بغداد ٥ / ٣٨٠) كما صرّح ابن عساكر بتحديثه بدمشق (تاريخ دمشق ٦ / ١٦).

هذا وقد أرّخ الذهبي وفاته ما بين سنتي (٣٢١ و٣٣٠ ق) (تاريخ الإسلام ٧ / ٦٠٠) وحتّى لو لم نجزم بهذا التحديد لوفاته فبإمكاننا القول إنّه مات في النصف

 

٨٨

الأوّل من القرن الرابع دونما شكّ ولا سيّما إذا أخذنا بنظر الاعتبار روايته عن أحمد بن عبيد النرسي (تاريخ دمشق ٦ / ١٦) الذي توفّي سنة (٢٧٩ / ٢٨٠ق).

وعلى ضوء هذه المعلومات فيبدو من المستغرب رواية البستي عن ابن الجندي المتأخّر طبقةً عن البستي بشكل ملحوظ ولكن ممّا يساعد على تبديد الاستغراب الأخذ في الحسبان أنّ ابن بطّة العُكبَري هو الذي روى عن شيخه أحمد بن مطرّف عن ابن الجندي (الإبانة لابن بطّة ٢ / ٤٥٨) وابن بطّة هو من أقران ابن الجندي حيث ولد سنة (٣٠٤ ق) وتوفّي سنة (٣٨٧ ق).

وبعد هذا وذاك فبإمكاننا أن نعتبر رواية البستي عن ابن الجندي من رواية الأكابر عن الأصاغر وهذا القسم من رواية الحديث وإن لم نعتبره قاعدة أوّلية مطّردة إلاّ أنّـه طالما عرفه المحدّثون وتحدّثوا عن نماذجها من الرواة الذين تمثّل ذلك في أسانديهم (راجع كنموذج : تدريب الراوي ٢ / ٧١٢ ـ ٧١٥) وأفردوا لهذا الموضوع عدداً من التصانيف (راجع مثلاً : ما رواه الأكابر عن مالك لمحمّد بن مخلد ، تحقيق عوّاد الخلف ، بيروت ، مؤسّسة الريان ، ١٤١٦ق) و (الجزء الأوّل ممّا رواه الأكابر عن الأصاغر من المحدّثين من الأفراد ، جمع الحافظ أبي بكر محمّد ابن محمّد الباغندي ، تحقيق : خالد بن محمّد باسمح ، دار التوحيد ، ١٤٢٨ ق وغيرهما من الدراسات).

٩ ـ إسماعيل بن علي بن الحسين أبو سعد السمّان الحافظ الرازي (م ٤٤٥ ق) :

قال عنه السمعاني : «من أهل الري ، كان حافظاً رحّالاً ، سافر إلى العراق

 

٨٩

والحجاز و .. وانصرف إلى الري .. وكان شيخ المعتزلة بها في عصره» (الأنساب ٧ / ٢١٠) وأورد له ابن عساكر ترجمة ضافية فنقل عن بعضهم : «كان من الحفّاظ الكبار ، كان فيه زهد وورع ، وكان يذهب إلى الاعتزال» (تاريخ مدينة دمشق ٩ / ٢١ ـ ٢٢) الظاهر أنّ العامّة لم يأخذوا عليه إلاّ مذهبه في الاعتزال كما نقل السمعاني عن بعضهم أنّه «قدري خبيث» في حين أقرّ بأنّه : «شيخ ثقة في الرواية حافظ يفهم» (الأنساب ٧ / ٢١٠).

وعلى كلّ تجد روايته عن ابن الجندي في (تاريخ مدينة دمشق ٩ / ٢٢).

١٠ ـ باي بن جعفر بن باي أبو منصور الجيلي الفقيه (م ٤٥٢ ق) :

قال عنه الخطيب : «سكن بغداد ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني. وسمع من أبي الحسن بن الجندي ، و ... وكان ثقة. ولي القضاء بباب الطّاق» (تاريخ بغداد ٧ / ١٤٢).

لاحظ روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٢ / ٣٢٧؛ ٤ / ١٠٨ ، ١١٢ ، ١١٣؛ ١٠ / ١٨٢ ، ١٨٨).

١١ ـ الحسن بن علي بن محمّد أبو محمّد الجوهري (٣٦٣ ـ ٤٥٤ق) :

قال عنه الخطيب : «كتبنا عنه وكان ثقة أميناً كثير السماع» (تاريخ بغداد ٧ / ٤٠٤) وقال الذهبي : «الشيخ الإمام المحدّث الصدوق مسنِد الآفاق ... وكان من بحور الرواية» (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٨ ـ ٦٩). راجع روايته عن ابن الجندي في (مشيخة المحدّثين البغدادية ١ / ٧٥ رقم ٥٩؛ الأمالي الخميسية ٢ / ١٢٦).

 

٩٠

١٢ ـ الحسن بن محمّد بن الحسن بن علي أبو محمّد الخلاّل (٣٥٢ ـ ٤٣٩ق) :

هو من أبرز أساتذة الخطيب وممّن عوّل عليه في غالبيّة كتبه وروى بتوسّطه مئات الروايات في شتّى المواضيع من التاريخ وتراجم الرواة والحديث و .... اللاّفت أنّ الخطيب روى بتوسّط الخلاّل كمّاً هائلاً من الروايات عن ابن الجندي في كثير من كتبه وعلى ضوء ذلك فباستطاعتنا أن نعتبر الخلاّل من أبرز تلامذة الشيخ ابن الجندي وأكثرهم رواية عنه ، ومن ثمّ فنحن في غنى عن الإكثار من ذكر نماذج لرواية الخلاّل عن ابن الجندي وعليه فنركّز هنا على بعض كتب الخطيب فحسب ونذكر نماذج قليلة من روايته عن الخلاّل عن ابن الجندي :

(تاريخ بغداد ٢ / ٣٢٧ ، ٣٩١؛ ٣ / ١٤ ، ٣٥٥؛ ٤ / ١٠١ ، ١٠٧ ، ٢٨٨؛ ٦ / ٣٥؛ ١٠ / ٥٢ ، ٥٨ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٨٨).

١٣ ـ الحسين بن علي بن محمّد ، أبو طالب بن عزور :

قال الشيخ الطوسي رحمه‌الله في رجاله بعد ذكر عنوان ابن الجندي : «روى عنه ابن عزور» (رجال الطوسي / ٤١٧ رقم ٦٠٢٥) وقال في الفهرست بعد أن ذكر ابن الجندي وأسماء كتبه : «أخبرنا بجميع (كتبه ورواياته) أبو طالب ابن غرور عنه». (فهرست كتب الشيعة / ٧٧ رقم ٩٨ ـ و (ابن غرور) تصحيف عن (ابن عزور).

هذا وقد استوعب المحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه‌الله ـ مشكوراً ـ كافّة المعلومات حوله المستقاة ممّا بأيدينا من المصادر الشيعية والعامّية فلا مبرّر لتكرار ما أفاده. لم نجد في الوسط السنّي من تعرّض له إلاّ الصفدي في الوافي

 

٩١

بالوفيات حيث قال : «الحسين بن علي بن محمّد بن عزور ، أبو طالب الأنماطي. روى عنه أبو شجاع الذّهلي وغيره» ثمّ ذكر أبياتاً له ثمّ قال : «قلت : شعر جيّد في التوسّط ، وهو من تاجر كثير ، وكان شعره كثيراً إلى الغاية. وقد اختار منه مهيار في كتاب : الصفوة». (الوافي بالوفيات ١٢ / ٤٥٦) علماً بأنّ هذه المعلومات التي وافانا بها الصفدي لم نجدها عند أصحابنا ومهما يكن فأبو طالب بن عزور كان ممّن له حظّ من الحديث والرواية وإلى جانب ذلك كانت له يدٌ في الأدب والشعر.

أمّا عن مذهبه فمن المحتمل قويّاً أنّه من أصحابنا الإمامية وذلك استناداً إلى أنّ الشيخ يذكره في عداد مشايخه إلى جانب بعض الأعلام من أصحابنا مثل الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وأبي علي الحسن بن أشناس وروى عنه كمّاً هائلاً من مرويّات أبي المفضّل الشيباني (الأمالي للطوسي / ٤٤٥ رقم ٩٩٥ ـ ٦٤٢ رقم ١٣٣٥) وهو أمر مدهش حقّاً.

كما يروي الشيخ الطوسي بتوسّطه عن أبي غالب الزراري (رجال الطوسي / ٤١٠ رقم ٥٩٥٣) وجعفر بن محمّد بن قولويه (رجال الطوسي / ٤١٨ رقم ٦٠٣٨) وأحمد بن إبراهيم أبي رافع الصميري (رجال الطوسي / ٤١١ رقم ٥٩٦٠) إذن فهو من المختصّين بالوسط الشيعي المهتمّين بالرواية عن بعض فطاحل الشيعة فمن المستغرب جدّاً أن يعمد أحد من العامّة إلى مثل جعفر بن قولويه ـ وهو من أبرز أعلام الإمامية ومن البعيدين عن الجوّ السنّي من ناحية المنهج الاعتقادي ـ فيروي عنه.

على كلّ فهو من مشايخ الشيخ الطوسي وقد وقع في طريق الشيخ إلى رواية

 

٩٢

كتب بعض الرواة كما روى الشيخ بتوسّطه في كتابه الأمالي (راجع : فهرست كتب الشيعة مقدّمة المحقّق : ٧٥ ـ ٧٦).

١٤ ـ الحسين بن محمّد بن الحسن بن علي أبو عبد الله المؤدّب (م ٤٣٠ ق) :

هو أخو أبي محمّد الخلاّل السابق ذكره. كان من مشايخ الخطيب وقال عنه : «سافر إلى بلاد خراسان ، وما وراء النهر .. كتبنا عنه وكان لا بأس به» (تاريخ بغداد ٨ / ١٠٨) راجع روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٦ / ١٥).

١٥ ـ الخليل بن عبد الله بن أحمد أبو يعلى الخليلي الحافظ القزويني (م ٤٤٦ق) :

قال عنه الذهبي : «القَاضِي ، العَلاَّمَةُ ، الحَافِظُ .. وَطَالَ عُمُرُهُ ، وَعَلاَ إِسْنَادُه .. وَكَانَ ثِقَةً ، حَافِظاً ، عَارِفاً بِالرِّجَالِ وَالعِلَلِ ، كَبِيرَ الشَّأْنِ» (سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٦٦) وقد طبع في الآوانة الأخيرة كتابه : (فوائد أبي يعلى الخليلي) «وروى فيه عن ابن الجندي (راجع : فوائد أبي يعلى / ٣٥) وفيه : «أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد ابن عمران بن الجندي ببغداد سنة ثمان وثمانين ...».

١٦ ـ دجي بن عبد الله أبو الحسن الخادم الأسود (م ٤١٣ ق) :

كان مولى الخليفة العبّاسي الطائع لله (م ٣٩٣ ق) قال الخطيب : «كان قريباً منه (الخليفة) خصّيصاً به ويسفر بينه وبين الملوك ... كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً» ثمّ روى من طريقه عن ابن الجندي حديثاً (تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٧).

 

٩٣

١٧ ـ سعيد بن محمّد بن أحمد أبو عثمان البحيري (م ٤٥١ق) :

كان من مشايخ الصوفية. (المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور : ٨٩). قال عنه السمعاني : «كان شيخاً جليلاً ثقة صدوقاً من بيت التزكية ، رحل إلى العراق والحجاز وأدرك الأسانيد العالية وعَمّر العمر الطويل حتّى حدّث بالكثير وأملى ...» (الأنساب ٢ / ١٠٦) وعلى كلّ فقد أخذ عن ابن الجندي ببغداد وإليك مواضع ذلك : (تاريخ مدينة دمشق ٦ / ٢٢٣ ، ٦١ / ٢٠٠).

١٨ ـ عبد الباقي بن محمّد بن غالب أبو منصور المحتسب المعروف بـ : (ابن العطّار) (٣٨٤ ـ ٤٧١ق) :

قال عنه الخطيب : «كتبت عنه وكان صدوقاً» (تاريخ بغداد ١١ / ٩٢).

كما مدحه ووثّقه الذهبي في (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٠) ومهما يكن فلاحظ روايته عن ابن الجندي في المصادر التالية (تاريخ مدينة دمشق ٤ / ١٦٦ ، ١٨٢؛ ٨ / ٧٧؛ ١٤ / ١٢٥؛ ١٥ / ٥٥ ، ٢٢٥؛ ١٩ / ٤١٨؛ ٢٨ / ١٧٥؛ ٢٩ / ١٨٩؛ ٣٠ / ١٦٦ ، ١٧٠ ، ١٩٣ ، ١٩٩؛ ٣٣ / ١٢٦؛ ٣٩ / ١٥١ ، ٥٣٣؛ ٤٤ / ٣١ و ...).

١٩ ـ عبد العزيز بن علي بن أحمد أبو القاسم الخيّاط الأزجي (٣٥٦ ـ ٤٤٤ ق) :

من مشايخ الخطيب. قال عنه : «كتبنا عنه وكان صدوقاً كثير الكتاب» (تاريخ بغداد ١٠ / ٤٦٨) راجع رواية الخطيب عنه عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ١٤ / ٤٣٤).

 

٩٤

٢٠ ـ عبد الله بن الحسن بن محمّد أبو القاسم الخلاّل (٣٨٥ ـ ٤٧٠ ق) :

هو الراوي الأوّل للفوائد. قال عنه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ٩ / ٤٤٦) : «سمع أبا طاهر المخلص ، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، وأبا القاسم بن الصيدلاني. كتبت عنه ، وكان صدوقاً» ونقل الذهبي عن السمعاني قوله : «كَانَ صَالِحاً صدوقاً ، صَحِيْح السَّمَاع ، بكَّر بِهِ أَبُوْهُ ، وَسَمَّعَهُ ، وَعَمَّر حَتَّى نُقل عَنْهُ الكَثِيْرُ» (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٨) وهو شيخ عدد من أعيان أهل السنّة ومنهم الخطيب البغدادي وهناك نقطة طريفة وهي : أنّ عبد الله بن الحسن الخلاّل روى عن شيخ آخر له وهو أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتّاني (م ٣٩٠ ق) عدّة روايات منها ما رواه الخطيب عن الخلاّل عن الكتّاني في تاريخ بغداد (انظر تاريخ بغداد ٤ / ٣٩٦) ومنها ما رواه ابن عساكر عن شيوخه عن الخلاّل عن الكتّاني (تاريخ مدينة دمشق ١٢ / ٢٠١؛ ٥٣ / ٢٩؛ ومعجم الشيوخ لابن عساكر ١ / ٥٠٣) ولم يطعن أحدٌ منهم في رواية الخلاّل عن الكتّاني على الرغم من أنّه صرّح بروايته عن الكتّاني في طفولته حين كان ابن أربع سنين وذلك فيما روى عنه تلميذه أبو بكر المعروف بقاضي المارستان (م ٥٣٥ ق) في كتابه أنّه قال : «أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أبي محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل المحدّث قراءة عليه وأنا أسمع قال حدّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير المقرئ الكتّاني إملاء في يوم الجمعة في جامع المنصور قبل الصلاة لليلة بقيت من شوّال من سنة تسع وثمانين وثلاثمائة قال ...» (مشيخة قاضي المارستان ٢ / ٦٩٤).

والطريف أنّ السنة التي سمع الخلاّل فيها من شيخه الكتّاني هي نفس السنة

 

٩٥

التي روى فيها الفوائد عن أبي الحسن ابن الجندي وهي سنة (٣٨٩ ق). وعلى أيّة حال فراجع رواية الخلاّل عن ابن الجندي ـ علاوة على رواية الفوائد ـ في : (تاريخ بغداد ٧ / ٣٩ وبغية الطلب ٥ / ٢٠٧٤).

٢١ ـ عبيد الله بن أحمد بن عثمان أبو القاسم الأزهري (٣٥٥ ـ ٤٣٥ق) :

من مشايخ الخطيب الذين اعتمد عليهم في كتبه كثيراً قال عنه الخطيب : «كان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعاً ، ومن المعنيّين به ، والجامعين له ، مع صدق أمانة ، وصحّة واستقامة ، وسلامة مذهب ، وحسن معتقد ودوام درس للقرآن. وسمعنا منه المصنّفات الكبار ، والكتب الطوال» (تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٤). راجع : رواية الخطيب عن الأزهري عن ابن الجندي في : (تاريخ بغداد ١٢ / ٢٧٦؛ ١٣ / ٢٣٦ ، تلخيص المتشابه في الرسم ٢ / ٧٢٤ ، الكفاية في علم الرواية / ٣٥٦).

٢٢ ـ عبيدالله بن أحمد بن علي أبو الفضل الصيرفي (٣٧٠ ـ ٤٥١ق) :

من أساتذة الخطيب. قال عنه : «كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً وكان من حفّاظ القرآن ومن العارفين باختلاف القراءات» (تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٧) لاحظ روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٣ / ٤٣١؛ ٤ / ١٥ ، ١٧٤ ، ٤٤٩؛ ٥ / ١٧٥؛ ١١ / ٤١٠؛ تاريخ دمشق ١٠ / ٣٥١؛ الجامع لأخلاق الراوي ١ / ٢٧٩).

٢٣ ـ علي بن الحسين بن موسى السيّد المرتضى علم الهدى أبو القاسم الموسوي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ق) :

من أعاظم علماء الإمامية وفضله يجلّ عن أن يصفه مثلي فهو كما قال سيّدنا بحر العلوم : «سيّد علماء الأمّة وأفضل الناس حاشا الأئمّة عليهم‌السلام» (الفوائد

 

٩٦

الرجالية ٣ / ٨٨) ترجم له الخطيب البغدادي وقال : «كتبت عنه» ومن الطريف أن ترجمته لم تبلغ ٧ أسطر!! وقد بخسه حقّه كما هو دأبه بالنسبة إلى رواة الشيعة وعلمائهم (تاريخ بغداد ١١ / ٤٠١) وروى السيّد المرتضى عن ابن الجندي ـ نفس المصدر ـ حديثاً وكفى شرفاً وفخراً لشيخنا ابن الجندي أن يروي عنه سيّدنا المرتضى ولو رواية واحدة.

٢٤ ـ علي بن طلحة بن محمّد أبو الحسن المقرئ المعروف بـ : (ابن البصري) :

قال عنه الخطيب : «إمام مسجد ابن رغبان ... كتبنا عنه ولم يكن به بأس» (تاريخ بغداد ١ / ٤٤١) راجع ما نقل عن ابن الجندي في البخلاء للخطيب : ١١٠).

٢٥ ـ القاسم بن سعيد :

من مشايخ الصوفي الشهير شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمّد الأنصاري الهروي (٣٩٦ ـ ٤٨١ ق) صاحب منازل السائرين وغيره من الكتب. روى الهروي بتوسّط القاسم عن ابن الجندي (راجع : ذمّ الكلام وأهله ١ / ١٣٤ ، ١٤٦ ، ١٤٨ وفيه أنّه حدّثه ببغداد؛ ٢ / ٦٠) ولكن لم نجد شيئاً عن ترجمة القاسم.

٢٦ ـ محمّد بن إبراهيم بن علي أبو نصر الهاروني الجرجاني :

أحد مشايخ الحديث ممّن سمع بقزوين من بعض مشايخ العامّة (التدوين في أخبار قزوين ٤ / ١٦٨) وقد عبّر عنه في بعض الأسانيد بـ : «الشيخ الفقيه» (نفس المصدر ١ / ١٥٧) ولم أجد من خصّه بترجمة مستقلّة ولم تتّضح وثاقته من خلال ما بأيدينا من المصادر. هذا وقد عبّر عنه في بعض الأسانيد بـ : (الهروي)

 

٩٧

(مجلس من أمالي أبي الفتح المقدسي ٢ / ٥)؛ ومن المحتمل أن يكون (الهروي) أو (الهاروني) مصحَّفاً عن الآخر. وعلى كلّ فراجع روايته عن ابن الجندي في (تاريخ دمشق ٤ / ٣٨١).

٢٧ ـ محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان أبو الحسن القمّي (ق٤ ـ ٥ هـ) :

كان من أعلام الإمامية وثقاتهم في القرنين الرابع والخامس(١) وهو صاحب كتاب : مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام المطبوع والذي اهتمّ به عدد من أعلام أهل السنّة أيضاً فضلاً عن الشيعة(٢).

هذا وقد روى ابن شاذان عن الشيخ ابن الجندي في كتابه : مائة منقبة أربعة مناقب(٣).

٢٨ ـ محمّد بن أحمد بن عيسى أبو الفضل السعدي القاضي البغدادي (م ٤٤١ ق) :

تطرّق ابن عساكر إلى شيوخه وتلامذته بالتفصيل ونصّ على سماعه ببغداد

__________________

(١) راجع ترجمته بالتفصيل في : رياض العلماء ٥ / ٢٦ ـ ٢٧ وروضات الجنّات ٦ / ١٧٩ ـ ١٨٩.

(٢) راجع : مائة منقبة : ٨ (من مقدّمة المحقّق).

(٣) راجع : مائة منقبة : ٢٢ (المنقبة الرابعة) ، ٥٠ (المنقبة الخامسة والعشرون) ، ١٦٤ (المنقبة التاسعة والثمانون) و١٦٨ (المنقبة الثالثة والتسعون). والجدير بالذكر أنّ محقّق طبعتنا من مائة منقبة قد ذكر عند سرد أسماء مشايخ ابن شاذان عنوانين : «أحمد بن محمّد بن عمران الجرّاح» و «أحمد بن محمّد بن موسى بن عروة» ـ حسب اختلاف تعابير ابن شاذان ـ واعتبرهما رجلين اثنين وهو خطأ دون شكّ وكلا التعبيرين راجع إلى رجل واحد وهو شيخنا ابن الجندي وهذا من باب اختصار النسب بتعابير مختلفة.

           

٩٨

عن ابن الجندي كما نقل عن بعض علماء العامّة أنّه قال عن أبي الفضل السعدي : «بيتهم بيت القضاء والتقدمة ، وكان من المرضيّين ، يملي بمصر يحدّث ، وقد كان أبوه مالكي المذهب ، فأمّا هو فمن تلامذة أبي حامد الأسفرايني ، شافعي ...» (تاريخ مدينة دمشق ٥١ / ٩٩ ـ ١٠٠) وعلى كلّ فقد روى أبوالفضل السعدي الجزء الثاني من فوائد ابن الجندي عنه (مشيخة الشيخ الأجلّ أبي عبد الله محمّد الرازي : ٢٠٣).

٢٩ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي أبو الحسين بن الآبنوسي (٣٨١ ـ ٤٥٧ق) :

من مشايخ الخطيب. قال عنه : «كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً». (تاريخ بغداد ١ / ٣٧٣).

كما وصفه الذهبي بـ : «الشيخ الثقة» (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٥). راجع روايته عن ابن الجندي في (تاريخ مدينة دمشق ٣٣ / ٢٧٨؛ ٣٤ / ٢٠٩؛ ٤٤ / ١٠٥).

٣٠ ـ محمّد بن أحمد بن موسى أبو عبد الله الواعظ الشيرازي (م ٤٣٩ ق) :

قال عنه الخطيب : «قدم بغداد وأقام بها مدّة يتكلّم على الناس بلسان الوعظ ، يشير إلى طريقة الزهد ويلبس المرقعة ، ويظهر عزوف النفس عن طلب الدّنيا. فافتتن الناس به .. ثمّ إنّه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره من قبل ، وحصل له ببغداد مال كثير. ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة الفاخرة.

 

٩٩

وجرت له أقاصيص وصار له تبع وأصحاب ...» (تاريخ بغداد ١ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧) راجع رواية الخطيب عنه عن ابن الجندي في (شرف أصحاب الحديث / ١٠٠).

٣١ ـ محمّد بن عبد الباقي بن الحسين أبو بكر الأنصاري (٣٦٧ ـ ٤٤٨ق) :

من أساتذة الخطيب وقال عنه : «من ولد سعد بن عبادة الخزرجي. حدّث عن أبي الحسن بن الجندي ، وكان يذكر أنّه سمع من ابن شاهين. كتبت عنه وكان صدوقاً» (تاريخ بغداد ٣ / ١٩٩). لاحظ روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٣ / ١٩٩).

٣٢ ـ محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي (٣٥٨ ـ ٤٢٣ق) :

قال عنه الخطيب : «كتبت عنه وكان فيه نظر ، مع أنّه لم يخرج عنه من الحديث كبير شيء» (تاريخ بغداد ٣ / ١٥٦) لاحظ روايته عن ابن الجندي في (تاريخ بغداد ٤ / ٨٠؛ ١٤ / ٣١٣؛ طبقات الشافعية الكبرى ١ / ١٢؛ الجامع لأخلاق الراوي ١ / ٢٦٤ و٢٥٥؛ اقتضاء العلم العمل : ٣٥؛ الكفاية في علم الرواية : ٢٤٢).

٣٣ ـ محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن الشريف أبو عبد الله العلوي الكوفي (٣٦٧ ـ ٤٤٥ ق) :

قال عنه الذهبي : «الإِمَامُ ، المُحَدِّثُ ، الثِّقَةُ ، العَالِمُ ، الفَقِيْهُ ، مُسْنِدُ الكُوْفَةِ» ونقل عن بعضهم قوله : «وَكَانَ حَافِظاً ، خَرَّجَ عَنْهُ الحَافِظُ الصُّوْرِي ، وَأَفَاد عَنْهُ ، وَكَانَ يَفتَخِرُ بِهِ» (سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٣٦ ـ ٦٣٧) وهو من كبار فقهاء الزيدية في عصره وقد طبع بعض كتبه لحدّ الآن أضخمها كتاب : الجامع الكافي في فقه

 

١٠٠