تراثنا ـ العدد [ 142 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 142 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

تاريخ الحوزات العلمية

والمدارس الدينية عند الشيعة الإمامية

(تاريخ الحوزة العلمية في إصفهان)

(١)

الشيخ عدنان فرحان القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم

* من معطيات حوزة إصفهان العلمية :

للحوزة العلمية في إصفهان ـ وعبر مسيرها التاريخي التكاملي الطويل ـ كثير من المعطيات والمنجزات الخلاّقة ؛ ولها إسهام في مختلف العلوم والمعارف الدينية ؛ حيث توزّعت حلقات الدروس فيها ، وتنوّعت لتشمل حلقات الدروس الفقهية ، والأصولية ، ودروس الحديث وعلومه ، كما كان للدروس العقلية والفلسفية مكانها البارز وحضورها الفاعل في التدريس والتدوين ، بالإضافة إلى العلوم الأخرى كعلم النجوم والرياضيّات ، وعلوم اللغة العربية وآدابها ؛ وغيرها من العلوم والمعارف التي برع فيها جملة من كبار العلماء والفقهاء والحكماء والفلاسفة ممّن تخرّجوا من هذه الحوزة المعطاءة.

 

٤١

ولا يمكن لنا أن نستوعب كلّ التفاصيل المتعلّقة بالعلوم والمعارف التي ترسّخت في الحوزة العلمية الإصفهانية ؛ ومن برع فيها من أعلام مدرستها العلمية ؛ ولكن سوف نتوقّف وقفة مختصرة عند أهمّ المدارس العلمية في هذه الحوزة المباركة والتي منها :

أوّلاً : المدرسة الفقهية والأصولية.

ثانياً : المدرسة العقلية والفلسفية.

ثالثاً : مدرسة الحديث وعلومه.

بالإضافة إلى الإشارات المقتضبة لبعض العلوم الأخرى التي برع فيها علماء وفضلاء حوزة إصفهان العلمية.

أوّلا ـ المدرسة الفقهية والأصولية وأعلامها في حوزة إصفهان العلمية :

تعدّ المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان العلمية في مصافّ مدارس الفقه الشيعي الإمامي ، من حيث كثرة فقهائها الذين يشار إليهم بالبنان ، ووفرة نتاجها الفقهي ، وسعة وعمق وجدّة الابتكارات الفقهية التي جادت بها أقلام فقهائها ومجتهديها.

ويمكن أن نؤرّخ لتاريخ الفقه ودوره التكاملي في حوزة إصفهان العلمية من المحقّق الكركي (ت ٩٤٠ هـ) والتي تبدأ في المقطع الصفوي من تاريخ حوزة إصفهان(١) ؛ إذ لم يكن للدولة الصفوية عند تأسيسها دستور فقهي تستند عليه

__________________

(١) مقدّمة كتاب كشف اللثام ١/٣٣ عن حسين مدرسي في كتابه : (مقدّمه بر فقه شيعه) : ٥٦٥.

           

٤٢

سوى كتاب قواعد الأحكام للعلاّمة الحلّي (٧٢٦ هـ) «حتّى كان ـ كتاب القواعد ـ بعد ظهور الدولة الصفوية في إيران دستور البلاد ، والمنهل القانوني الذي يعتمد عليه الحكّام آنذاك»(١).

ومن المحقّق الكركي سوف ننطلق لاستعراض معالم المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان ؛ ونواصل من خلال الفقهاء الأعلام الذين واصلوا الطريق والمنهج الفقهي الذي سلكه المحقّق الكركي ، أو ممّن كان لهم منهج خاصّ في الاجتهاد والاستنباط الفقهي.

١ ـ المحقّق الثاني الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ هـ) :

توجد هناك عدّة محطّات مهمّة في مسيرته الذاتية والعلمية(٢) ومن أهمّ مؤلّفاته كتابه الشهير الموسوم بـ : جامع المقاصد في شرح القواعد والذي يعدّ من الموسوعات الفقهية القيّمة ، «واعتمد عليه الفقهاء في أبحاثهم ومؤلّفاتهم ، بل ادّعي أنّه يكفي للمجتهد في استنباطه للأحكام أن يكون عنده كتاب جامع المقاصد ..»(٣).

لقد كان للمنهج الفقهي الاستنباطي الذي انتهجه هذا المحقّق الكبير دورهُ المؤثّر في فقه الدولة الصفوية ، والتي امتدّت لأكثر من قرنين من الزمن (٩٠٧ ـ

__________________

(١) مقدّمة كتاب جامع المقاصد ١ / ٤٥.

(٢) انظر للمؤلّف : تاريخ الحوزات العلمية ٣ / ٧٥ وما بعدها ، و٥ / ١٠٥ وما بعدها ، وتطوّر حركة الاجتهاد : ٢٨٣ ـ ٢٨٥.

(٣) مقدّمة كتاب جامع المقاصد ١ / ٤٦.

           

٤٣

١١٣٥ هـ) ؛ لما تميّز به هذا المنهج من قوّة في الاستدلال ، واستعراض الأدلّة ومناقشتها ، من جهة ، ومن جهة أخرى ، تميّز فقه المحقّق الكركي في البحث في فقه الدولة الإسلامية والتي لم يُعِر لها الفقهاء السابقون أيّ أهمّية تذكر ، كحدود اختيارات الفقيه ، وصلاة الجمعة ، والخراج ، والمقاسمة .. وذلك لاحتياج الدولة الشيعية الحاكمة في إيران خلال تلك الفترة ، ولابتلاء الناس بهذه المسائل ، وقد بحثها المحقّق الكركي مفصّلاً في جامع المقاصد وتعليقات وحواشي الإرشاد وفوائد الشرائع ..(١).

وله أيضاً : الرسالة الخراجية قاطعة اللجاج ورسالة في صلاة الجهة.

٢ ـ الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (ت ٩٨٤ هـ) :

وهو والد الشيخ البهائي وتسنّم منصب شيخ الإسلام في الدولة الصفوية ، ومن أجلّ تلامذة الشهيد الثاني والمجاز من قبله ، وله تصانيف فقهية منها : العقد الطهماسبي ورسائل فقهية في صلاة الجمعة وغيرها ، بالإضافة إلى حاشية الإرشاد(٢).

٣ ـ الشيخ عبد العالي بن علي بن عبد العالي الكركي (ت ٩٩٣ هـ) :

وهو ابن المحقّق الكركي ، والمتأثّر بمنهجه الفقهي ، والراوي عنه وعن غيره من معاصريه ، وله من المؤلّفات الفقهية : حاشية المختصر النافع والنظامية ورسالة في البلوغ وحدّه واللمعة في عدم عينية ـ صلاة ـ الجمعة ورسالة في

__________________

(١) المصدر نفسه ١ / ٢٤ ، ومقدّمه بر فقه شيعه : ٥٦.

(٢) طبقات أعلام الشيعة ؛ إحياء الداثر من القرن العاشر ٤ / ٦٢.

           

٤٤

القبلة(١).

٤ ـ الشيخ بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملي (ت ١٠٣٠ هـ) :

تتلمذ على والده وعلى الشيخ عبد العالي الكركي ، وغيرهم ، وتسنّم منصب مشيخة الإسلام في الدولة الصفوية ، وله آثار علمية كثيرة ، أوصلها بعض المحقّقين إلى أكثر من (٦٠) مؤلّفاً ، في مختلف العلوم والمعارف ، منها في الفقه : الجامع العبّاسي في الفقه ورسائل فقهية كثيرة منها : رسالة في صلاة الجمعة ، والمواريث ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، والصلاة ..(٢).

٥ ـ السيّد ميرداماد (ت ١٠٤٠ هـ) :

وهو محمّد بن باقر بن شمس الدين محمّد الإسترآبادي الشهير بالميرداماد ، والده صهر المحقّق الكركي فاشتهر بشهرة والده (داماد) وتعني الصهر ، وتلقّب بأُستاذ البشر ، وهو معاصر للشيخ البهائي ، ويروي عن خاله عبد العالي بن المحقّق الكركي ، وعن الحسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي .. وله تصانيف فقهية كثيرة منها : أجوبة المسائل ، وخطب الجمعة والأعياد ، وشارع النجاة وعيون المسائل وضوابط الرضاع وغيرها(٣) ، وسوف تأتي الإشارة إلى مؤلّفاته الأخرى ضمن أسماء الحكماء والفلاسفة في مدرسة إصفهان الفلسفية.

__________________

(١) المرجع نفسه ٤ / ١٢٣ ، ومقدّمه فقه شيعه : ٥٦ ، وتطوّر حركة الاجتهاد : ٢٨٥.

(٢) انظر : مشرق الشمسين وإكسير السعادتين : المقدّمة : ٩ ـ ١١ ، وطبقات أعلام الشيعة (الروضة النضرة) ٥ / ٨٥ ـ ٨٧.

(٣) طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٦٧ ـ ٦٩.

           

٤٥

٦ ـ الشيخ حسين بن رفيع الدين محمّد المرعشي (ت ١٠٦٤ هـ) :

وهو الشهير بـ : (سلطان العلماء) ، زوّجه الشاه عبّاس الأوّل بنته في حياة والده واستوزره ، فكان هو وزيراً ، ووالده رفيع الدين صدراً في عصر واحد ، وهو من تلاميذ المحقّق حسين الخوانساري ، وله من الآثار الفقهية : حاشية المعالم وحاشية اللمعة ورسائل أخرى(١).

٧ ـ حسين الخوانساري ابن جمال الدين محمّد الإصفهاني (ت ١٠٩٨ هـ) :

قال عنه الحرّ العاملي : «فاضل عالم حكيم متكلّم محقّق مدقّق ثقة .. علاّمة العلماء فريد عصره ، له مؤلّفات منها : شرح الدروس حسن لم يتمّ»(٢).

ويعدّ كتابه الفقهي الموسوم بـ : مشارق الشموس في شرح الدروس من أجلّ الكتب والمتون الفقهية ، إلاّ أنّه لم يتمّ منه إلاّ كتاب الطهارة شرحاً لكتاب الشهيد الأوّل (ت ٧٨٦ هـ) ، قال في جامع الرواة واصفاً الكتاب : «إنّه في غاية البسط وكمال الدقّة ..» وقال الطهراني في الذريعة : «وهو لم يتمّ ، ولو تمّ لتمّ به الفقه والحديث»(٣).

وللسيّد الشهيد محمّد باقر الصدر تقييم رائع لكتاب الخوانساري مشارق الشموس يقول فيه : «وجاء .. المحقّق الجليل السيّد حسين الخوانساري ، وكان

__________________

(١) المرجع نفسه ٥ / ١٦٨ ـ ١٦٩.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٠١.

(٣) جامع الرواة ١ / ٢٣٥ ، والذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢١ / ٢٥ ـ ٢٦.

           

٤٦

على قدر كبير من النبوغ والدقّة ، فأمدّ الفكر الأصولي بقوّة جديدة ؛ كما يبدو من أفكاره الأصولية في كتابه الفقهي مشارق الشموس في شرح الدروس ونتيجة لمرانه العظيم في التفكير الفلسفي انعكس اللون الفلسفي على الفكر العلمي والأصولي بصورة لم يسبق لها نظير ..»(١).

وللمحقّق الخوانساري آثار فقهية أخرى مشتملة على رسالة في الخمس ، وأجوبة لمسائل فقهية وغيرها»(٢).

٨ ـ جمال الدين محمّد بن الحسين الخوانساري (ت ١١٢٥ هـ) ، ويعرف بـ : (جمال المحقّقين) :

قال الطهراني في ترجمته : «والمترجم له وأخوه الأصغر منه رضي الدين بن الحسين كانا ابني أخت المحقّق السبزواري (ت ١٠٩٠ هـ) ، تلمّذ المترجم له على خاله هذا وعلى والده الحسين الخوانساري .. وله مثل والده تصانيف كثيرة إلاّ أنّ مصنّفاته النقلية أكثر من والده ، وتصانيف والده العقلية أكثر من الولد .. منها : حاشية على تهذيب الأحكام ومن لا يحضره الفقيه وشرح اللمعة والشرائع ...»(٣).

٩ ـ محمّد بن الحسن الإصفهاني ، الشهير بالفاضل الهندي (ت ١١٣٧ هـ) :

«وكان من الشخصيّات العلمية البارزة في العهد الصفوي الأخير ، ويعدّ في

__________________

(١) المعالم الجديدة للأُصول : ٨٣ ـ ٨٤.

(٢) مقدّمة فقه الشيعة : ٢٥٤.

(٣) طبقات علماء الشيعة (الكواكب المنتشرة) ٦ / ١٤٦.

           

٤٧

عداد الفقهاء العظام لمذهب الإمامية في تلك الحقبة الزمنية ، وبتأليفه كتاب كشف اللثام عن قواعد الأحكام رسّخ موقفه كفقيه بارز في تاريخ الاجتهاد عند الشيعة»(١).

وعرف بالفاضل الهندي : «لأنّه سافر مع والده وهو صغير السنّ إلى الهند فاشتهر بـ : (الفاضل الهندي). درس عند والده المولى تاج الدين حسن الإصفهاني ، وتنصّ بعض المراجع أنّه كان من تلامذة العلاّمة المجلسي»(٢).

وناقش بعض المحقّقين في تلمذة الفاضل الهندي عند المجلسي فقال : «.. لايمكن عدّ الفاضل من تلامذة المدرسة الفكرية للعلاّمة المجلسي ، لأنّ العلاّمة المجلسي محدّث وأخباري معتدل المسلك ، والحال أنّ الفاضل فقيه أصولي على طريقة المدرسة الفقهية الأصولية للمحقّق الكركي ..»(٣).

ومهما يكن من أمر أساتذة الفاضل الهندي ؛ فهو عَلَم من أعلام المذهب ، ومرجع كبير من مراجع الدين ، وعرّفه الجزائري بعنوان : (المفتي بإصبهان)(٤) وقد انثال عليه الناس للاستفادة منه ، والارتواء من نمير علمه ، ممّا منعه من إكمال كتابه الفقهي الموسوعي كشف اللثام عند أواخر كتاب الصلاة حيث قال :

«لانثيال الناس عليَّ للاستفتاء من جميع ممالك الإسلام»(٥).

__________________

(١) مقدّمة كشف اللثام ١ / ٥ ٦.

(٢) تاريخ حزين : ٦٤.

(٣) تذكرة القبور : ٣٩ ، وزندكينامه علامه مجلسى ٢ / ٨٢.

(٤) مقدّمة كشف اللثام ١ / ١٦.

(٥) المرجع نفسه ١ / ٣٢.

           

٤٨

ويعدّ كتابه الموسوعي الفقهي الذي اشتهر بـ : كشف اللثام ـ والذي هو بمثابة التتميم لكتاب المحقّق الكركي جامع المقاصد حيث ابتدأ الفاضل من حيث انتهى الكركي ـ من أهمّ الموسوعات الفقهية ؛ واحتلّ موقعاً مهمّاً في تخريج طلبة الفقه الاجتهادي ؛ وحينما انبرى صاحب الجواهر وصاحب رياض المسائل لكتابة موسوعتيهما الفقهية جواهر الكلام ، ورياض المسائل اعتبرا كشف اللثام آخر أثر فقهي موسوعي مكتوب بطريقة علمية عالية ، واستفادا منه في تدوين دورتيهما في الفقه فوائد جمّة(١).

وللفاضل الهندي ، آثار علمية وفقهية أخرى منها : «المناهج السوية في شرح الروضة البهية ، وهو في عدّة مجلّدات لم يطبع بعد. ومنها : الزهرة في مناسك الحجّ والعمرة(٢) بالإضافة إلى كتب ورسائل فقهية وأصولية أخرى»(٣).

١٠ ـ عبد الله المشتهر بـ : التستري الإصفهاني ، عزّ الدين بن الحسين (ت ١٠٢١ هـ) :

يقول الشيخ الطهراني : «كان من أهل شوشتر ، وارتحل إلى إصفهان وأقام بها زماناً ، ثمّ توجّه إلى مشهد خراسان .. وهو أوّل من نشر الحديث والفقه الأخباري بإصفهان .. له شرح على القواعد موسوم بـ : جامع الفوائد في سبع

__________________

(١) الإجازة الكبيرة : ٤٢.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٢ / ٥٥ ، ٣٤٥.

(٣) للتوسع انظر قائمة الآثار العلمية للفاضل الهندي والتي أعدها الأستاذ رسول جعفريان في مقدّمة كشف اللثام ١ / ٤٤ وما بعدها.

           

٤٩

مجلّدات وهو تتميم لجامع المقاصد للكركي»(١).

١١ ـ محمّد باقر السبزواري بن محمّد مؤمن (١٠٩٠ هـ) :

وصفه صاحب السلافة : بأنّه من المجتهدين المتبحّرين في علوم الدين .. قرأ في إصفهان على علمائها .. وله الرواية عن محمّد تقي المجلسي .. ومن تصانيفه : الكفاية والذخيرة والمناسك والخلافية في العبادات(٢).

١٢ ـ الملاّ محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود المشتهر بالفيض الكاشاني (ت ١٠٩٠ هـ) :

وهو المحدّث والأخباري والحكيم والفقيه ، من أسرة علمية عرفت بالعلم والفضل والفقاهة ، «عدّه العلاّمة المجلسي محمّد باقر في أواخر البحار من جملة مشايخ إجازاته الكبار»(٣).

يحكي عن السيّد الجزائري قوله : «كان أستاذنا المحقّق المولى محمّد محسن الكاشاني .. نشوؤه في بلدة قم ، فسمع بقدوم السيّد الأجلّ .. ماجد البحراني إلى شيراز فأراد الارتحال إليه لأخذ العلم منه .. فسافر إلى شيراز ، وأخذ العلوم الشرعية عنه ، وقرأ العلوم العقلية على الحكيم الفيلسوف المولى صدر الدين الشيرازي»(٤).

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الروضة النضرة) ٥ / ٣٤٣.

(٢) المرجع نفسه ٥ / ٧١ ـ ٧٢.

(٣) بحار الأنوار ١٠٧ / ١٢٤.

(٤) روضات الجنّات ٦ / ٩٣ ـ ٩٤.

           

٥٠

وللفيض الكاشاني مؤلّفات وتصانيف وآثار علمية كثيرة(١). تنوّعت موضوعاتها ما بين التفسير ، والعقائد ، والحديث ، والأخلاق ، ومن أهمّ كتبه الفقهية :

أ ـ (معتصم الشيعة في أحكام الشريعة) : وهو مشتمل على أمّهات المسائل الفقهية الفرعيّة ...

ب ـ (مفاتيح الشرايع) : قال عنه : «تمّ جميع مطالبه التي هي أبواب الفقه كلّها مع مسائل مهمّة أخرى فقهية لم يذكرها الفقهاء ، أو أكثرهم ..»(٢).

قال صاحب الروضات : «أقول : وكتابه هذا من أجمل كتب الفقه بياناً ، وأوضحها دليلاً وبرهانا ، وأفصحها عن موارد الإجماعات ..»(٣).

ج ـ (النخبة) : واشتملت على خلاصة أبواب الفقه(٤).

هذا وقد اشتهر المولى الفيض بكتابين مهمّين ، وهما :

د ـ (الوافي) : جمع فيه الكتب الأربعة مع شرح أحاديثها المشكلة(٥).

هـ ـ (المحجّة البيضاء في إحياء كتاب الإحياء) ؛ وهو تهذيب لكتاب إحياء علوم الدين من مصنّفات أبي حامد الغزالي(٦).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.

(٢) روضات الجنّات ٦ / ٨٨.

(٣) المرجع نفسه ٦ / ٨٨.

(٤) المرجع نفسه ٦ / ٨٨.

(٥) أمل الآمل ٢ / ٣٠٥.

(٦) روضات الجنّات ٦ / ٨٩.

           

٥١

وهكذا سارت حركة الفقه والمدرسة الفقهية في حوزة إصفهان العلمية من خلال فقهاء كبار ، شكّلوا حلقات تكاملية متواصلة ، لمسيرة الفقه والاجتهاد في هذه الحوزة المباركة ، ولا يمكن لنا استيعاب كلّ الفقهاء والمجتهدين ممّن ينتسب إلى مدرسة إصفهان ؛ ولذا نكتفي بهذا المقدار منهم.

* من مميّزات المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان :

لقد امتازت المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان عن المدارس الفقهية الأخرى بجملة من الامتيازات المهمّة ، ومن أهمّها :

١ ـ تعدّد مناهج الاجتهاد وتنوّعها :

لقد أسّس المحقّق الكركي منهجاً فقهياً خاصّاً ، تتجلّى خطوطه العامّة من خلال موسوعته الفقهية جامع المقاصد ، وواصل طريقه فقهاء كبار لتنتهي سلسلتها عند الفاضل الهندي في كتابه القيّم كشف اللثام.

ثمّ جاءت الحركة الفقهية المتأثّرة بمنهج المقدّس الأردبيلي ، والكوكبة المخلصة من أعلام تلامذته والمتأثّرين بمسلكه الفقهي ، وكان منهم في إصفهان العلاّمة عبد الله الشوشتري (ت ١٠٢١ هـ) ، والمحقّق السبزواري (ت ١٠٩٠ هـ) ، ثمّ جاء المنهج الأخباري ؛ والذي تمثّل بالفيض الكاشاني والمجلسيّين.

فنجد تعدّد المناهج الفقهية في حوزة إصفهان العلمية وهي :

أ ـ منهج المحقّق الكركي ، ومن تبعه من فقهاء عصره ، وامتداد ذلك

 

٥٢

إلى الفاضل الهندي ، والذي تمثّل في موسوعتي الفقه الاجتهادي جامع المقاصد وكشف اللثام ؛ حيث يكمل أحدهما الآخر ، «ثمّ استمرّ هذا المنهج بعد ظهور صاحب الجواهر ، وصاحب رياض المسائل ، وإن كان للوحيد البهبهاني في هذه الفاصلة الزمنية دور مهمٌّ وأساسي في إحياء الفكر الاجتهادي»(١).

ب ـ منهج المقدّس الأردبيلي ، ومن تأثّر به من طلاّبه ومريديه ، ويمثّل هذا المنهج مرحلة الاتجاه العقلي في الاستنباط ؛ وهي مرحلة مهمّة من مراحل الفقه الاجتهادي عند الإمامية ، تأثّر بها النوابغ من تلامذته ، ومن حذا حذوهم(٢) ، ووجد طريقه إلى حوزة إصفهان العلمية من خلال من تأثّر بهذا المنهج العقلي ، كالمحقّق الفقيه حسين الخوانساري صاحب الكتاب الفقهي مشارق الشموس ، وولده الفقيه جمال الخوانساري صاحب الحاشية على اللمعة(٣).

ج ـ المنهج الأخباري ، وهو مسلك فقهي يعتمد في الغالب على الأخبار والروايات وشروحها ، وتمثّل هذا المسلك في بعض كتابات الفيض الكاشاني صاحب كتاب النخبة ، والمعتصم ، رغم أنّه «قد وافق المنهج الاجتهادي عند المقدّس الأردبيلي ـ إلاّ أنّه كان أخباريَّ المسلك ـ وسار على هذا المنهج في فقهه

__________________

(١) مقدّمه اى بر فقه شيعه : ٥٦ ؛ مقدّمة كشف اللثام ١ / ٣٣.

(٢) انظر : كتابنا : تطوّر حركة الاجتهاد عند الشيعة الإمامية : ٢٨٧ وما بعدها.

(٣) انظر : النخبة في الحكمة العملية والأحكام الشرعية : ١٦ المقدّمة.

           

٥٣

الأخباري»(١).

كذلك نجد هذا المنهج الأخباري في كتابات المجلسي الأوّل ، والمجلسي الثاني ، والذي اتّخذ طريقاً وسطاً بين الأخبارية والأصولية ، كما يقول هو في بعض كتاباته(٢) ، إلاّ أنّ النزعة الأخبارية هي الأبرز في فقهه(٣).

هذه هي خلاصة المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان العلمية في مسالكها ومناهجها المتعدّدة ؛ وكان من معطياتها آثار فقهية لفقهاء كبار ، تعدّدت مناهجهم ومسالكهم في الاستنباط والفقه الاجتهادي.

واستمرّت هذه المدرسة في عطائها الفقهي الاجتهادي ، وبرز فيها فقهاء كبار رفدوا الفكر الفقهي من بنان أفكارهم ، وخلّفوا آثاراً فقهية وأصولية مهمّة(٤).

٢ ـ التنظير لفقه الدولة الإسلامية :

لم يكن لفقه الدولة الإسلامية وأحكامها حضور بارز في المؤلّفات الفقهية التي سبقت عصر المحقّق الكركي ، وذلك لظروف سياسية قاهرة أدّت إلى تنحّي مذهب أهل البيت عليهم‌السلام عن الساحة السياسية ، فانحسرت الأبحاث الفقهية المتعلّقة بفقه تشريعات الدولة الإسلامية ، أو تناثره ضمن أبواب فقهية متعدّدة.

وبعد قرون من الزمن برزت إلى الوجود الدولة الصفوية ، وأخذت هذه

__________________

(١) انظر : زاد المعاد : ٥٥٧ ، والحدائق الناضرة ١٢ / ٢٦٨.

(٢) مقدّمه اى بر فقه شيعه : ٥٩.

(٣) انظر : ميراث حوزه إصفهان.

(٤) انظر : ميراث حوزه إصفهان.

           

٥٤

الدولة بفقه أهل البيت عليهم‌السلام ، وتصدّى المحقّق الكركي لمهمّة الإشراف على الدولة الصفوية وإدارة شؤونها ، وخاصّة في عهد الشاه الصفوي طهماسب الذي «جعل أمور المملكة بيده ، وكتب كتاباً إلى جميع الممالك بامتثال ما يأمر به الشيخ ـ الكركي ـ وإنّ أصل الملك إنّما هو له ، لأنّه نائب الإمام عليه‌السلام ، فكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان كتاباً بدستور العمل في الخراج ، وما ينبغي تدبيره في الأمور الشرعية»(١).

ولهذا تميّز فقه المحقّق الكركي بمعالجة أمور فقهية لها أولويّتها ، وأهمّيتها في الدولة الإسلامية ، كحدود اختيارات الفقيه ، وصلاة الجمعة ، والخراج ، والمقاسمة.

وتجلّت هذه البحوث في موسوعته الفقهية جامع المقاصد ، وفي مجموعة كبيرة من رسائله الفقهية ، والتي حوتها مجلّدات كثيرة(٢).

وكانت حركة المحقّق الكركي العلمية عاملاً مُحَفِّزاً للفقهاء نحو الاهتمام بقضايا فقه الدّولة ، والبحث عن الأحكام المتعلّقة بها ومناقشتها وتنقيحها ، وتجلّى هذا النشاط في تأليف مجموعة من الرسائل الفقهية المرتبطة بقضايا الدولة ، كالخراج وصلاة الجمعة ، وحدود ولاية الفقيه ..(٣).

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ١٥٢ ـ ١٥٣ (بتصرف).

(٢) انظر : رسائل المحقّق الكركي ، بتحقيق : محمّد الحسّون؛ موسوعة مجموعة مؤلّفات المحقّق الكركي ، جمع وتحقيق : محمّد الحسّون.

(٣) انظر : كتاب الخراجيّات لمجموعة من الفقهاء : ١٤١٣ ، وكتاب : دوازده رساله فقهى در باره نماز جمعه از روزگار صفوى.

٥٥

٣ ـ تطوّر وعمق الفقه الاجتهادي الاستدلالي في حوزة إصفهان :

لقد سار الفقه الشيعي الإمامي في حركة تكاملية عبر تاريخه الطويل ؛ وبواسطة فطاحل الفقهاء ؛ حتّى انتهى إلى المحقّق الثاني علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ هـ) في القرن العاشر الهجري ، ومنه إلى الشيخ بهاء الدين محمّد بن الحسن الإصفهاني المعروف بـ : (الفاضل الهندي) (ت ١١٣٧ هـ).

ويتوسّط زمن هذين العلَمين مجموعة كبيرة من الفقهاء ، وضمن حلقات متناسقة متّصلة ساهم كلّ واحد منهم بدوره في تطوير وتجذير وتعميق الفقه الاجتهادي الاستدلالي عند الشيعة الإمامية ، وفي حوزة إصفهان العلمية تحديداً.

ويعدّ كتاب جامع المقاصد ، والذي شرح فيه الكركي كتاب قواعد العلاّمة الحلّي ، من أمّهات الكتب الفقهية المرجعية في الفقه الاستدلالي ، وذلك لقوّة استدلاله ، وعمق مبانيه العلمية ، فقد كان يناقش آراء السابقين بمتانة ، بعد ذكر دلائلهم وبراهينهم ، ثمّ يفنّدها بأُسلوب أجود وأمتن(١).

كما وإنّ كتاب كشف اللثام ، والذي شرح فيه الفاضل الهندي كتاب القواعد للعلاّمة أيضاً ، والذي يعدّ متمّماً لكتاب جامع المقاصد حيث بدأ من حيث انتهى الكركي ، هو الآخر من أمتن وأقوى المتون الفقهية الاستدلالية «حيث بذل فيه

__________________

(١) انظر : جامع المقاصد ١ / ٢٥ المقدّمة.

٥٦

مساع كثيرة ، وجهوداً متواصلة من أجل رفع مستوى الاستدلال الفقهي»(١).

ولهذا نجد اعتماد كبار العلماء على آراء هذين العلَمين (الكركي ، والفاضل الهندي) وعلى كتابيهما جامع المقاصد ، وكشف اللثام ، فقد نقل عن صاحب الجواهر قوله : «من كان عنده جامع المقاصد ، والوسائل ، والجواهر ، فلا يحتاج إلى كتاب للخروج عن عهدة الفحص الواجب على الفقيه في آحاد المسائل الشرعية»(٢).

وينقل الشيخ القمّي عن أستاذه المحدّث النوري قوله : «وكان للشيخ الفقيه صاحب الجواهر اعتماد عجيب فيه ـ أي : كشف اللثام ـ وفي فقه مؤلّفه ، وكان لا يكتب من الجواهر شيئاً لو لم يحضره كشف اللثام ، حدّثني بذلك الشيخ الأستاذ عبد الحسين (الطهراني) قال : وكان يقول : لو لم يكن الفاضل في إيران ما ظننت أنّ الفقه صار إليه ..»(٣).

ومن يراجع كتاب جواهر الكلام ، ورياض المسائل يجد سعة استفادة هذين العَلَمَين ، من هذين الكتابين جامع المقاصد ، وكشف اللثام.

ولم يقتصر أمر الاستفادة من هذين الكتابين على هذين العلَمين ، بل إنّ من تأخّر عنهما زمنياً كالشيخ الأعظم الأنصاري قد استفاد من هذين الكتابين وخاصّة

__________________

(١) مقدّمة كشف اللثام ١ / ٣٣.

(٢) جواهر الكلام ١ / ١٤.

(٣) الفوائد الرضوية ٢ / ٧٥٩ ، والكنى والألقاب ٢ / ٤٩٥ ، نقلاً عن المحدّث النوري في مستدرك الوسائل الخاتمة ٢ / ١٤٤ ـ ١٤٥.

٥٧

كتاب كشف اللثام ، كما هو واضح في كتابه الشهير المكاسب.

وقد جاء في هامش الأصل من كتاب خاتمة المستدرك للنوري : «وكان شيخنا المحقّق الأنصاري كثير الاعتماد عليه ـ أي : الفاضل الهندي ـ وعلى كتابه كشف اللثام ، وكان يقول : ليس فيه لفظة (عن) إلاّ قليلاً ، ولم ينقل إلاّ ما وجده بنفسه ، وكان يأمر بقراءة عبارة كشف اللثام له ؛ لمطالعة نفسه للتدريس ، لضعف بصره عن المطالعة في هذه الأوراق سنين عديدة»(١).

هذه هي أهمّ معالم المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان العلمية والتي بدأت في القرن العاشر بالمحقّق الكركي ، وانتهت ضمن سلسلة ذهبية بالفاضل الهندي ، ثمّ واصلت طريقها التكاملي عبر أساطين الفقهاء من مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام في حوزتي كربلاء والنجف الأشرف ، من أمثال الشيخ الوحيد البهبهاني ، وصاحب الرياض ، وكاشف الغطاء ، وبحر العلوم ، وصاحب الجواهر ، والشيخ الأنصاري ، وغيرهم من الفقهاء.

ثانياً : المدرسة الفلسفية في حوزة إصفهان :

تعدّ المدرسة الفلسفية في إصفهان وما جاورها من المدن الإيرانية ؛ من أهمّ المدارس الفلسفية في مشرق الأرض ، حيث شهد الدرس الفلسفي حضوراً مكثّفاً ؛ برز فيها فلاسفة وحكماء كبار ، كان لهم الدور الكبير في نموّ وتجذير ،

__________________

(١) خاتمة المستدرك ٢ / ١٤٦.

٥٨

وتعميق المباحث الفلسفية والعقلية.

وقد ظهرَ في إصفهان وحوزتها العلمية ـ وعلى مرور الزمن ـ شخصيّات لامعة في سماء الحكمة والفلسفة ؛ وكانت إصفهان وأجواؤها الساحرة عامل جذب لهم ؛ يقول صاحب الأعلاق النفيسة وهو يصف مدينة إصفهان : «وأمّا هواؤها فهواءٌ ؛ قد أجمع على طيبه كلُّ من وردها من الحكماء والفلاسفة والأطبّاء»(١).

ونُذكِّر بما نقلناه سابقاً عن الحموي في معجمه حيث قال : «وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمّة في كلّ فنّ ما لم يخرج من مدينة من المدن .. ومن نسب إلى إصفهان من العلماء لا يحصون إلاّ أَنّني أذكر من أعيان أئمّتهم جماعة غلبت على نسبهم ، فلا يعرفون إلاّ بالإصبهاني ..»(٢).

هذا وقد شهدت مدينة شيراز ومن بعدها إصفهان حضور مدرسة فلسفية كبيرة زاهية بفلسفتها وفلاسفتها ، ولها امتدادها التاريخي من عصر الشيخ الرئيس أبي علي بن سينا في عصر الدولة السامانية إلى عصر الفلاسفة في الدولة الصفوية وما بعدها.

من خصائص المدرسة الفلسفية في حوزة إصفهان :

تميّزت المدرسة الفلسفية في حوزة إصفهان بخصائص قد لا نجد لها مثيلاً في المدارس الفلسفية الأخرى ، والتي ظهرت في أماكن أخرى من العالم

__________________

(١) الأعلاق النفيسة : ١٤٣.

(٢) معجم البلدان ١ / ١٦٩ ـ ١٧١.

٥٩

الإسلامي ؛ ومن أهمّ هذه الخصائص :

١ ـ انسجامها مع القرآن وحديث أهل البيت عليهم‌السلام :

«إنّها تعدّ مظهراً لنوع من الفكر الذي يقترب كثيراً وينسجم مع أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام ؛ والمفكّرون الكبار الذين ترعرعوا في أحضان هذه المدرسة الفكرية ، كانوا على معرفة كاملة بأحاديث الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ورواياتهم ، فضلاً عن وقوفهم على القرآن الكريم وتفاسيره»(١).

وعندما نستعرض حياة بعض هؤلاء الفلاسفة الكبار نجد من بين آثارهم شروحاً للأحاديث ، واهتماماً بعلوم الحديث وعلم الفقه وعملية الاستنباط ، كذلك نجد للقرآن الكريم وعلومه وتفسيره حضوراً واضحاً من بين هذه الآثار والمؤلّفات.

٢ ـ الإبداع والابتكار :

ومن خصائصها أيضاً ، أنّها مدرسة إبداعية ، ترشّح عن أقلام فلاسفتها كثير من النظريات الفلسفية ، وظهر فيها فلاسفة كبار ممّن كان لهم دور كبير في الإبداع والابتكار ؛ ومنهجة الأفكار الفلسفية بصورة جديدة ، وتجلّى هذا الجانب الإبداعي عند ابن سينا ، والداماد ، وصدر الدّين الشيرازي وغيرهم من كبار فلاسفة مدرسة إصفهان ، كما هو واضح في آثارهم الفلسفية.

وهاتان الخصوصيّتان تفنّد الحكم الجائر الذي أطلقه بعض من كتب في

__________________

(١) حركة الفكر الفلسفي في العالم الإسلامي ٢ / ١٠٧.

٦٠