تراثنا ـ العدد [ 130 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 130 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٢٨٦

حدّثنا زيد بن الحباب قال : حدّثنا أبو يعقوب الضبّي قال : سمعت جعفر بن محمّد يقول : من صلّى من الليل ثمّ استغفر في آخر الليل سبعين مرّة كتب من المستغفرين بالأسحار»(١).

فمن الواضح أنّ الشيخ الطوسي لم ينقل الرواية المذكورة عن طريق شيعي ، كما أنّ قبل الطوسي هناك نقل مشابه في تفسير العيّاشي قد جاء فيه أنّ زرارة ينقل عن الإمام الباقر عليه‌السلام ما يشابه هذا الموضوع مع تفصيل وذكر عناصر أكثر : «عن زراة قال : قال أبو جعفر : من داوم على صلاة الليل والوتر واستغفر الله في كلّ وتر سبعين مرّة ثمّ واظب على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالأسحار»(٢) فمن خلال المقارنة بين كلا النصّين يتبيّن لنا أنّ الطوسي قد نقل ذلك عن الطبري ، ونرى أنّ العيّاشي ينقل روايته عن الإمام الباقر عليه‌السلام ولكنّ الطبري والطوسي ينقلان عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، هذا وإنّ العيّاشي يزيد على ذلك في أصل روايته موضوع الدوام على صلاة الليل والاستغفار فيها والمواظبة عليها إلى سنة ، في حين أنّ المحور الأصلي في رواية الطبري والطوسي هو الاستغفار في منتصف الليل أو أوقات السحر فقط(٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الطبري ٦ / ٢٦٦.

(٢) العيّاشي ١ / ١٦٥.

(٣) إنّ ما نقله الطوسي بالمضمون من تفسير الطبري قد جاء نصّاً ـ بعد مرور قرن عليه ـ

٨١

إنّ منهجية الشيخ الطوسي المبتنية على تفسير الطبري في نقل أقواله وآرائه تختلف مع منهجيّته في نقل روايات الطبري للصحابة والتابعين ، فإنّ أقوال الطبري نفسه قد نقلت في التبيان بأشكال مختلفة :

ألف) بشكل عادي ومتعارف.

ب) مرفقة بالمدح والثناء.

ج) مردفة بالنقد والردّ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في (مجمع البيان) من دون ذكر السند ، وقد تسلّل ذلك النصّ منه إلى سائر المجاميع الحديثية والتفاسير الروائية الشيعية فيما بعد ، وفي واقع الأمر إنّ التفاسير الشيعية المتأخّرة قد نقلت رواية الطبري هذه عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، وليس رواية العيّاشي عن الإمام الباقر عليه‌السلام. ونذكر هنا نماذج من هذا النقل :

ـ «عن أبي عبدالله : أنّ من استغفر الله سبعين مرّة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية» (مجمع البيان ج٢ ، ص ٢٢٧).

ـ «عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنّ من استغفر الله سبعين مرّة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية» (نور الثقلين ج١ ، ص ٣٥٩).

ـ «قال الطبرسي رحمة الله عليه : ... وروي عن أبي عبدالله عليه السلام : أنّ من استغفر الله سبعين مرّة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية» (بحار الأنوار ، ج٨٤ ، ص : ١٢٠).

ـ «وفي المجمع عن الصادق عليه‌السلام : هم المصلّون وقت السحر ، وقال : من استغفر سبعين مرّة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية» (بحار الأنوار ج٦٦ ، ص ٣٤٧).

ـ وقال : «من استغفر سبعين مرة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية» (التفسير الأصفىج١ ، ص ١٦٦).

ـ «في مجمع البيان : ... وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام : أنّ من استغفر سبعين مرّة من وقت السحر ، فهو من أهل هذه الآية» (كنز الدقائق ج٣ ، ص ٣٣).

٨٢

أمّا النوع الأوّل : فإنّ الشيخ الطوسي يأتي برأي الطبري في كثير من الموارد إلى جانب سائر الأقوال بشكل عادي ومتعارف عار عن الحَكَميّة فيه ؛ فمثلا ذكر في قوله تبارك وتعالى (أَوْ ضَعِيْفَاً)(١) : «قال مجاهد والشعبي : هو الأحمق. وقال الطبري : هو العاجز عن الإملاء بالعيّ أو بالخرس(٢) ، أو في عقب قوله تعالى : (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض)(٣) ذكر : «وقال الطبري : (بَعْضُكُمْ) يعني الذين يذكرونني (قِيَامَاً وَقُعُوْدَاً وَعَلَى جُنُوْبِهِمْ) من بعض في النصرة ، والملّة ، والدين ، وحكم جميعكم فيما أفعل بكم حكم أحدكم في (أَنِّي لاَ أُضِيْعَ عَمَلَ عَامِل) ذكر منكم ولا أنثى»(٤).

وأمّا في النوع الثاني : فإنّ الشيخ الطوسي يؤيّد رأيّ الطبري حتّى يعدّه الرأي المختار ، وقد استفاد الشيخ الطوسي في تأييد آراء الطبري من تعابير مثل : «هو جيّد مليح»(٥) ، «وهو المعتمد عليه في تأويل الآية»(٦) «وهوالصحيح وبه قال جميع الفقهاء»(٧) ، «والصحيح عندنا هو الأوّل ، وهو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة : ٢٨٣.

(٢) التبيان ٢ / ٣٧٢.

(٣) سورة آل عمران : ١٩٥.

(٤) التبيان ٣ / ٩٠.

(٥) التبيان ٣ / ١٧٢.

(٦) التبيان ٣ / ١٣٢.

(٧) التبيان ٢ / ٣٧٦.

٨٣

اختيار الطبري»(١) ، «واختاره الطبري ، وهو مذهبنا»(٢) ، وإنّ عدد هذه الموارد قليلة في القياس مع النوع الأوّل والثالث.

وأمّا في النوع الثالث : فإنّ الشيخ الطوسي لم يذر آراء الطبري وسائر المفسّرين من السّنة والمعتزلة في تبيانه بدون نقد وتقييم ، وإن أمكننا أن نقوم بتقييم كلّي فإنّ الشيخ الطوسي بالنسبة لمفسّرين مثل الطبري ، الجبّائي والأهمّ من ذلك كلّه نظرته إلى الرمّاني إنّما هي نظرة إيجابية ولكن مع ذلك فإنّه لا يغضّ النظر عن الموارد التي يختلف فيها رأيه معهم ، فإن لم يستحسن رأياً من آراء الطبري أو أقواله التفسيرية ، الكلامية ، الفقهية ، واللغوية فإنّه لا يتردّد في نقد وردّ تلك الآراء أبداً ، ويتبيّن من خلال ذلك أنّ القدرة والهيمنة العلمية للطبري في التفسير ـ وخاصّة في بغداد ـ لم تكن بدرجة من الأهميّة بحيث يرى الشيخ الطوسي نفسه ملزماً على المداراة أو التقية(٣) ، فتارة ينقل هذه الانتقادات عن قول الآخرين مثل الرمّاني(٤) ، ولكن في أغلب الأحيان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) التبيان ٣ / ٢٠٥.

(٢) التبيان ٣ / ٢٠٨.

(٣) وهي نفس الطريقة التي اتّخذها الرّمّاني في تفسيره قبل عقود من الشيخ الطوسي ، وقد تكرّرت بوضوح عند الشيخ الطوسي ، كما أنّ الرّمّاني كان يهتمّ بالروايات المنقولة في تفسير الطبري وكذلك الآراء التفسيرية للطبري لكنّه كان يردّها في بعض الأحيان ، ويمكننا أن نعثر في مصنّفات الشريفين الرضي والمرتضى على نماذج من هذه الطريقة في النقد الموجّهة للطبري.

(٤) «قال الرمّاني : وهذا غلط» ، (التبيان ٢ / ٥٦٣) ؛ «وقال الرّمّاني : هذا ليس بشيء» ، (التبيان ٣ / ٢٠٢).

٨٤

يبدو منه أنّه كان يجعل رأيه في قبال رأي الطبري ففي مثل هذه الموارد يستفيد الشيخ الطوسي من تعابير مثل «وهذا باطلٌ لأنّ ...»(١) ، «وهذا ليس بصحيح ، لأنّه ...»(٢) ، «وقال الطبري القراءة بتقديم المفعولين لا تجوز ، وهذا خطأ ظاهر ، لأنّ ...»(٣) ، «وطعن الطبري على هذا الوجه ... وهذا الذي ذكره ليس بشيء لأنّ ...»(٤) ، «وهذا يبطل ما قاله»(٥) ؛ «والبيت الذي أنشدناه ، يفسد ما قاله»(٦) ، «وليس الأمر على ما ظنّ»(٧).

وأمّا بالنسبة إلى منهجيّة الشيخ الطوسي فإنّنا قلّما نعثر على صفحة من صفحات تفسير التبيان لم ترد فيها رواية تفسيرية للصحابة والتابعين ، مفصّلة كانت أو مختصرة ، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ أهمّ مصدر اعتمده الشيخ الطوسي في هذا المجال هو تفسير الطبري(٨) ، إنّ هذه المنهجية في المدرسة التفسيرية عند الشيخ الطوسي قد استمرّت من بعده عند المفسّرين مثل الطبرسي (ت ٥٤٨هـ) في مجمع البيان ، أبو الفتوح الرازي (ت القرن السادس الهجري) في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) التبيان ٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥.

(٢) التبيان ٢ / ٥٢٧ ، ٢ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩.

(٣) التبيان ٣ / ٨٨.

(٤) التبيان ١ / ٤١٦ ـ ٤١٧ ؛ ٣ / ٣٨٧.

(٥) التبيان ١ / ١٣٨.

(٦) التبيان ١ / ٤٠٠.

(٧) التبيان ١ / ٤٨٩.

(٨) يبدو أنّ الشيخ الطوسي لم يكن مطّلعاً على (تفسير القرآن العظيم) لابن أبي حاتم ولا على (تفسير ابن منذر) ، أو أنّ كلا التفسيرين لم يتوفّران لديه.

٨٥

روض الجنان ، قطب الدين الراوندي (ت القرن السادس الهجري) في فقه القرآن ، ابن شهر آشوب (٤٨٩ ـ ٥٨٨هـ) في متشابه القرآن ومختلفه ، محمّد بن الحسن الشيباني (ت ٦٤٠هـ) في نهج البيان ، والفاضل المقداد (ت ٨٢٦هـ) في كنز العرفان في فقه القرآن.

وقد تركت هذه المنهجية في العهد الصفوي وذلك بعد أن شاعت المنهجية الأخبارية بين علماء الشيعة ، حيث اعتبروا تلك المنهجية منهجية غير صحيحة ، وبذلك قد آلت منهجية نقل أقوال الصحابة والتابعين من المصادر السنّية إلى الأفول في تفاسير تلك الحقبة كتفسير الأسترآبادي النجفي (ت ٩٤٠هـ) تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة وتفسير البرهان للسيّد هاشم البحراني (ت ١١٠٧هـ) وتفسير الصافي للفيض الكاشاني (ت ١٠٩١هـ) وتفسير نور الثقلين للعروسي الحويزي (القرن الحادي عشر).

ومن خلال هذا البحث يمكننا القول بأنّ تفاسير الشيعة التي سلكت منهجيّة مدرسة الشيخ الطوسي قديماً وحديثاً ـ ما عدا التفاسير الإخبارية في الحقبة الصفوية ـ جميعها اعتمدت منهجية الشيخ الطوسي وتفسيره التبيان باعتمادها على تفسير الطبري ونقل الروايات السنّية من مصادرهم.

٨٦

المصادر

١ ـ الإسرائيليّات في تفسير الطبري : (دراسة في اللغة والمصادر العبرية) : ربيع ، آمال محمّد عبد الرحمن ، القاهرة : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، ١٤٢٢هـ. ق/٢٠٠١م.

٢ ـ الأصفى في تفسير القرآن : الفيض الكاشاني ، المولى محسن ، تحقيق : م. ح. الدرايتي ، وم. ر. النعمتي ، قم : دفتر تبليغات إسلامي (مكتب الإعلام الإسلامي) ، ١٤١٨ هـ. ق.

٣ ـ الأمالي : ابن بابويه ، محمّد بن علي ، طهران : كتابجي ، ١٣٧٦ هـ. شمسي.

٤ ـ الأمالي : الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن ، قم : دار الثقافة ، ١٤١٤هـ. ق.

٥ ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل : البيضاوي ، عبد الله بن عمر ، تحقيق : محمّد عبد الرحمن المرعشلي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، ١٤١٨ هـ. ق.

٦ ـ البحر المحيط : أبو حيّان الغرناطي ، تحقيق : صدقي محمّد جميل ، بيروت : أبو محمّد بن عاشور ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، ١٤٢٢ هـ. ق.إحسان عبّاس ، الوزير المغربي أبو القاسم الحسين بن علي : الشاعر الناثر الثائر ، عمّان : دار الشروق ، ١٩٨٨م.

٧ ـ البداية والنهاية : ابن الأثير ، أبو الفداء ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، ١٤٠٨ هـ. ق.

٨٧

٨ ـ تاريخ بغداد : الخطيب البغدادي ، تحقيق : بشّار عوّاد معروف ، بيروت : دار الغرب الإسلامي ، ١٤٢٢ هـ. ق/٢٠٠٢م.

٩ ـ التبيان في تفسير القرآن : الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن ، تحقيق : أحمد قصير العاملي ، بيروت : دار إحياء التراث ، بدون تاريخ.

١٠ ـ تفسير القرآن العظيم : ابن أبي حاتم ، تحقيق : أسعد محمّد الطيب ، الرياض : مكتبة نزار ، ١٤١٩ هـ. ق.

١١ ـ (تفسير أبي الجارود عن الإمام الباقر : مساهمة في دراسة العقائد الزيدية المبكّرة) : ماهر جرّار ، في مجلّة الأبحاث ، ش٥٠ ـ ٥١ ، (٢٠٠٢/٢٠٠٣) ص٣٧ ـ ٩٧.

١٢ ـ تفسير الشريف المرتضى : الشريف المرتضى ، المسمّى بنفائس الفنون ، تحقيق : السيد مجتبى أحمد الموسوي ، بيروت : شركة الأعلمي للمطبوعات ، ١٤٣١ هـ. ق.

١٣ ـ تفسير الصافي : الفيض الكاشاني ، المولى محسن ، تحقيق : حسين الأعلمي ، طهران : إنتشارات سعدي ، ١٤١٥ هـ. ق.

١٤ ـ تفسير القرآن الكريم للشريف المرتضى : الشريف المرتضى ، قم : مؤسّسة السبطين العالمية ، ١٤٣٠ هـ. ق.

١٥ ـ التفسير الكبير : مفاتيح الغيب : الرازي ، فخرالدين ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، ١٤٢٠ هـ. ق.

١٦ ـ تفسير المنار : رشيد رضا ، محمّد ، القاهرة : الهيئة العامة المصرية للكتاب ، ١٩٩٠م.

١٧ ـ (تفسير الوزير المغربي : قراءة في نسخه الخطّية) : كريمي نيا ، مرتضى ، في مجلّة تراثنا ، السنة الثلاثون ، العددان ١١٧ و ١١٨ ، محرّم الحرام ١٤٣٥ هـ. ق ، ص ٣٤٣ ـ ٣٧٤.

٨٨

١٨ ـ تنزيه الأنبياء : الشريف المرتضى ، قم : منشورات الشريف الرضي ، ١٣٧٧هـ. شمسي.

١٩ ـ جامع البيان في تفسير القرآن : الطبري ، أبو جعفر محمّد بن جرير ، بولاق : المطبعة الأميرية ؛ أفست بيروت : دار المعرفة ، ١٤١٤ هـ. ق.

٢٠ ـ حقائق التاويل في متشابه التنزيل : الشريف الرضي ، تحقيق : محمّد رضا آل كاشف الغطاء ، طهران : موسّسة البعثة ، ١٤٠٦ هـ. ق.

٢١ ـ الخصال : ابن بابويه ، محمّد بن علي ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين ، ١٤٠٣ هـ. ق.

٢٢ ـ (روايات صادقين عليهما‌السلام در قديم ترين تفاسير أهل سنت) در طبري : كريمي نيا ، مرتضى ، پژوهي : انديشه گذاري طبري ، نابغه إيراني (مجموعة من المقالات) ، ويراستارى : محمّد حسين ساكت ، طهران : خانه كتاب ، ١٣٩٣هـ. شمسي ، جلد ١ ، ص ٣٨١ ـ ٤٥٣.

٢٣ ـ سير أعلام النبلاء : الذهبي ، شمس الدين ، تحقيق : محمّد أيمن الشبراوي ، القاهرة : دار الحديث ، ٢٠٠٦م.

٢٤ ـ طبقات أعلام الشيعة : آقا بزرك الطهراني ، بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٩٥٤م.

٢٥ ـ علل الشرائع : ابن بابويه ، محمّد بن علي ، قم : إنتشارات داوري ، ١٩٦٦م.

٢٦ ـ الفهرست : ابن النديم ، تحقيق : رضا تجدّد ، طهران : ابن سينا ، ١٩٧١م.

٢٧ ـ الفهرست : الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن ، تحقيق : جواد القيّومي ، قم : نشر الفقاهة ، ١٤١٧ هـ. ق.

٢٨ ـ الكافي : الكليني ، محمّد بن يعقوب ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، ١٣٨٨هـ. شمسي.

٨٩

٢٩ ـ كتاب التفسير : العيّاشي ، محمّد بن مسعود ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي ، طهران : المكتبة العلمية الإسلامية ، ١٣٨٠ هـ. شمسي.

٣٠ ـ كتاب الرجال : النجاشي ، أبو العبّاس أحمد بن علي ، تحقيق : موسى الشبيري الزنجاني ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين ، ١٤٠٧ هـ. ق.

٣١ ـ الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل : الزمخشري ، أبو القاسم محمود بن عمر ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، ١٤٠٧ هـ. ق.

٣٢ ـ الكشف والبيان عن تفسير القرآن : الثعلبي ، أبو أسحاق ، تحقيق : أبو محمّد ابن عاشور ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، ١٤٢٢ هـ. ق.

٣٣ ـ المجازات النبوية : الشريف الرضي ، تحقيق : طه محمّد الزيني ، القاهرة : مؤسّسة الحلبي ، ١٩٦٧م.

٣٤ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن : الطبرسي ، الفضل بن الحسن ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي ، طهران : المكتبة العلمية الإسلامية ، ١٣٧٩ هـ. شمسي.

٣٥ ـ المحرّر الوجيز : ابن عطّية ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمّد ، بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٢٢ هـ. ق.

٣٦ ـ (المراحل الأربعة في مدرسة التفسير الشيعي : تمهيد في تاريخ التفسير الشيعي) : كريمي نيا ، مرتضى ، مجلّة تراثنا ، السنة الثلاثون ، العددان ١١٩ـ١٢٠ ، رجب ـ ذوالحجّة ١٤٣٥ هـ. ق ، ص ٧ ـ ٤٣.

٣٧ ـ المصابيح في تفسير القرآن : الوزير المغربي ، أبو القاسم حسين بن علي ، نسخة خطّية ، الرياض ، ٢٠٠٢م ؛ نسخة خطّية ، فاس ، جامع القرويّين.

٣٨ ـ (المصابيح في تفسير القرآن : كنز من تراث التفسير الشيعي) : كريمي نيا ، مرتضى ، في مجلّة تراثنا ، السنة التاسعة والعشرون ، العددان ١١٣ و ١١٤ ، محرّم الحرام ١٤٣٤ هـ. ق ، ص ٥٥ ـ ١٠٠.

٩٠

٣٩ ـ معاني القرآن : النحّاس ، أبو جعفر أحمد بن محمّد ، تحقيق : محمّد علي الصابوني ، مكّة : جامعة أم القرى ، ١٤٠٩ هـ. ق.

٤٠ ـ معجم الأدباء : الحموي ، ياقوت بن عبد الله ، تحقيق : إحسان عبّاس ، بيروت : دار الغرب الإسلامي ، ١٤١٤ هـ. ق/١٩٩٣م.

٤١ ـ نور الثقلين : العروسي الهويزي ، عبد علي بن جمعة ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاّتي ، قم : إسماعيليان ، ١٤١٥ هـ. ق.

_ - Ayoub, Mahmoud M. (٢٠٠٠). ``Literary exegesis of the Qur\'a¦n : the case of al-Sharâ¦f al-Rad¤â¦,\'\' in Literary Structures of Religious Meaning in the Qur\'a¦n, ed. Issa J. Boullata, London : Curzon, PP. ٢٩٢ ـ ٣٠٩.

_ - Bar-Asher, Meir M.(١٩٩٩). Scripture and exegesis in early Ima¦m⦠Shiism, Leiden : E.J. Brill.

_ - Fudge, Bruce (٢٠١١). Qur\'a¦nic hermeneutics : Al-T¤abris⦠and the craft of commentary, London and New York : Routledge.

_ - Gilliot, Claude (١٩٩٠). Exإgإse, langue, et thإologie en Islam : I\'exإgإse coranique de T¤abar⦠(m.٣١١/٩٢٣), Paris : Vrin.

_ - Gleave, Robert (٢٠٠٧) Scripturalist Islam : the history and doctrines of the Akhba¦r⦠Shâ¦`⦠Islam, Leiden : Brill.

_ - Goldziher, Ignaz (١٩٢٠). Die Richtungen der islamischen Koranauslegung, Lieden : E.J. Brill.

_ - Horst, Heribert (١٩٥٣). ``Zur غberlieferung im

٩١

Korankommentar at¤-T¤abarâ¦,\'\' in Zeitschrift de_r Deutschen Morgenlandischen Gesellschaft CIII, ٢٩٠ ـ ٣٠٧.

_ - Keremer, Joel L. (١٩٩٢). Humanism in the Renaissance of Islam : The Cultural Revival During rht Buyid Age, Leiden : Brill.

_ - Kohlberg, Etan (١٩٨٧). ``Al-us¤u¦l al-arba `umi\'a,\'\' in Jerusalem Studies in Arabic and Islam X, ١٢٨ ـ ١٦٦.

_ - Kohlberg, Etan, & Amir-Moezzi, Mohammad Ali (٢٠٠٩). Revelation and falsificatoin : the Kita¦b al-qira¦\'a¦t of Ah¤mad b. Muh¤ammad al-Sayya¦râ¦, critical edition with an introductoin and notes, Leiden : E.J. Brill.

_ - Madelung, Wilferd (١٩٧٠). ``Imamism and Mu`tazilite Theology,\'\' in Toufic Fahd, ed., Shâ¦`isme Ima¦mite : Colloque de Strasbourg (٦ ـ ٩ mai ١٩٦٨), Paris : Presses Universitaires de France, PP. ١٣ ـ ٢٩؛ repr. in W. Madelung, Religious Schools and Sects in Medieval Islam (London, ١٩٨٥), article Vll._ - Modarressi, Hossein (١٩٨٤). An introduction to Shâ¦`⦠law, London : Ithaea Press.

_ - Modarressi, Hossein (٢٠٠٣). Tradition and survival : A Bibliographic Survey of Early Shi`ite Literature, Oxford : Oneworld.

٩٢

التراث الحديثي لابن أبي جمهور

(دراسة تحليليّة)

السيّد حسن الموسوي البروجردي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيّين وآله الطيّبين الطاهرين ، واللعن على أعدائهم أجمعين.

تتجلّى العقليّة العلميّة لدى كلّ عالم من خلال أسلوبه ومنهجه الخاصّ به. لذلك فإنّ الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي (ق ١٠) أحد أعلام الفقه والحديث والكلام والفلسفة والعرفان ، المعروف في الأوساط العلميّة بآرائه ومؤلّفاته ، بل بفكره ومنهجه ، وهو يعتبر مرحلة من مراحل تأريخ هذه العلوم في المدرسة الإماميّة بين فترة مدرسة الحلّة المتمثّلة بآخر فقهائها الفاضل المقداد (المتوفّى ٨٢٦ هـ) وابن فهد الحلّي (المتوفّى ٨٤١ هـ) وبين مدرسة النجف المتمثّلة بأمثال الشيخ عبد العال الكركي (المتوفّى ٩٤٠ هـ) ، كما لا يخفى علينا أنّ الأحسائي هو من نتاج هذين المدرستين واستفاد وأفاد فيهما.

٩٣

يتميّز هذا الشيخ الجليل بعقليّته الواسعة ذات الأبعاد المتعدّدة لجمعه بين علوم مختلفة من المعقول والمنقول من الفقه وأُصوله والحديث وعلومه والعرفان والفلسفة والكلام والمنطق ، وقد استطاع أن يؤلّف كتباً استدلالية عديدة في كلّ منها ، إلاّ أنّنا في هذا المقال نحاول الكشف عن منهجه الحديثىّ الذي يتعلّق بموضوع كتابَيْه الحديثيّين عوالي اللآلي العزيزيّة ودرر اللآلي العماديّة.

وقد تناولت العديد من الكتب والمقالات حياة شيخنا الأحسائي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ فلذلك أعرضنا عن الإطناب في ترجمته ، ونقتصر على نظرة سريعة في حياته وشيوخه وتلاميذه وكتبه.

المؤلّف في سطور(١) :

هو الشيخ شمس الدين ، أبو جعفر ، محمّد بن زين الدين علىّ بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي أصلاً ، والشيباني قبيلة ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) انظر لتفصيل ترجمته : مجالس المؤمنين : ١ / ٥٨١ ، أمل الآمل : ٢ / ٢٥٣ برقم ٧٤٩ ، رياض العلماء : ٥ / ٥٠ ، و ١١٥ ، لؤلؤة البحرين ١٦٦ برقم ٦٤ ، روضات الجنّات : ٧ / ٢٦ برقم ٥٩٤ ، خاتمة مستدرك الوسائل : ١ / ٣٣١ برقم ٤٨ ، هديّة العارفين : ٢ / ٢٠٧ ، إيضاح المكنون : ١ / ٦٠٦ و ٢ / ١٥١ ، و ٢٧٠ ، و ٣٢٨ ، و ٦٢٥ ، أنوار البدرين : ٣٩٨ برقم ٤ ، تنقيح المقال : ٣ / ١٥١ برقم ١١٠٧٤ ، أعيان الشيعة : ٩ / ٤٣٤ ، طبقات أعلام الشيعة : ٤ / ٢١٣ ، الذريعة : ١٦ / ٧١ برقم ٣٥٤ ، الأعلام : ٦ / ٢٨٨ ، معجم رجال الحديث : ١٦ / ٢٩٦ برقم ١١٢٥٧ ، معجم المؤلّفين : ١٠ / ٢٩٩.

٩٤

المعروف بابن أبي جمهور.

ولد حوالي سنة (٨٣٨ هـ) في منطقة الأحساء(١).

كان فاضلاً ، متكلّماً ، منطقيّاً ، فيلسوفاً ، محدّثاً ، فقيهاً.

أخذ عن جماعة ، منهم : والده زين الدين علىّ ، وزين الدين علىّ بن هلال الجزائري ، والسيّد شمس الدين محمّد بن موسى الحسيني الموسوي ، والحسن بن عبد الكريم الفتّال النجفي ، والسيّد شمس الدين محمّد بن أحمد الحسيني الموسوي ، ووجيه الدين عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن الفتحان الكاشاني القمّي الواعظ.

أخذ ابنُ أبي جمهور دروسه الأُولى على يد والده ، ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته ، فأخذ من كبار فقهائها ، لا سيّما أُستاذه شرف الدين حسن بن عبد الكريم الفتّال(٢).

وحجّ في سنة (٨٧٧ هـ) ، ثمّ عرّج على بلاد جبل عامل ، فدرس عند الشيخ الفقيه زين الدين علىّ بن هلال الجزائري تلميذ أبي العبّاس أحمد بن فهد الحلّي شهراً كاملاً في منطقة كرك نوح ، ونال منه الإجازة(٣).

وكرّ راجعاً إلى الأحساء ، ثمّ توجّه بعد فترة وجيزة إلى العراق ، فزار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وهذا التأريخ يستند إلى ما ورد في مناظرته مع الفاضل الهروي من أنّه يذكر فيها أنّه بلغ حين ذاك حوالي الأربعين سنة وكان تأريخ المناظرة سنة (٨٧٨ هـ) (التشيّع والتصوّف : ٣٣١).

(٢) مجالس المؤمنين : ١ / ٥٨١ ، روضات الجنّات : ٧ / ٣٢ ، الفوائد الرضوية : ٣٨٣.

(٣) رياض العلماء : ٥ / ١١٥.

٩٥

مراقد أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، ومنه توجّه إلى خراسان لزيارة مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام ، وأثناء السفر صنّف رسالة زاد المسافرين في أصول الدين ، ثمّ أمضى بقيّة حياته في مشهد متنقّلاً بين طوس والمدن الأخرى ، ولم يزل يدأب ويجتهد ، ويتباحث مع السيّد محسن بن محمّد الرضوي القمّي (ت ٩٣١ هـ) وغيره من العلماء في علمَي الكلام والفقه ، حتّى مهر في العلوم ، وامتلك زمام الفضل والجدل ، وانتشر صيته. وكانت له مناظرات في إثبات أحقّية المذهب الحقّ وخلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أهمّها مناظراته مع الفاضل الهروي التي جرت عام (٨٧٨ هـ) في منزل السيّد الرضوي المذكور(١).

قرأ عليه الفقه والأصول والحديث وغيرها جماعةٌ ، منهم : السيّد كمال الدين محسن بن محمّد بن عليّ الرضوي المشهدي (المتوفّى ٩٣١ هـ) وله منه إجازة ، وربيعة بن جمعة العبرمي العبادي الجزائري وله منه إجازة ، والسيّد شرف الدين محمود بن علاء الدين الطالقاني وله منه إجازة ، ومحمّد ابن صالح الغروي الحلّي وله منه أربع إجازات ، وجلال الدين بهرام الإستر آبادي وله منه إجازة ، وعلىّ بن قاسم بن عذاقة وله منه إجازة ... وغيرهم.

وهو في جميع تلك الأوقات مشتغلٌ بالتدريس والبحث والتصنيف. وصنّف أكثر من خمسين كتاباً في الكلام والمنطق والفلسفة والعرفان وأُصول الفقه والفقه وعلوم الحديث واثنتي عشرة إجازة ، منها : عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينيّة ، درر اللآلي العماديّة في الأحاديث الفقهيّة ، الأقطاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لؤلؤة البحرين : ١٦٦.

٩٦

الفقهيّة على مذهب الإماميّة ، المسالك الجامعيّة في شرح الرسالة الألفيّة الشهيديّة ، زاد المسافرين في أصول الدين ، رسالة كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال ، مسلك الأفهام في علم الكلام ، المجلي لمرآة المنجي وهو شرح لـ : مسلك الأفهام ، كشف البراهين في شرح زاد المسافرين ، أسرار الحجّ ، مفتاح الفكر لفتح الباب الحادي عشر في أُصول الدين ، معين الفكر في شرح الباب الحادي عشر ، معين المعين ، رسالة في مناظرة الملاّ الهروي ، قبس الاقتداء في شرائط الإفتاء والاستفتاء.

أشار ابن أبي جمهور إلى محلّ تأليف كتبه وتواريخ فراغه عنها ، ومن خلالهما يمكن لنا التعرّف على سيرته ونشاطاته العلميّة على وجه الإجمال :

ـ ففي سنة (٨٧٨ هـ) فرغ من تأليف كشف البراهين في مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام.

ـ في سنة (٨٨٠ هـ) أجاز للسيّد جمال الدين حسن بن حسام الدين إبراهيم بن يوسف بن أبي شبانة على نسخة كتاب تحرير الأحكام.

ـ في سنة (٨٨٦ هـ) فرغ من تأليف كتاب مسلك الأفهام في القطيف ، ومن تأليف قبس الاقتداء في الأحساء.

ـ في سنة (٨٨٨ هـ) فرغ من تأليف كتاب البوارق المحسنيّة لتجلّي الدرّة الجمهوريّة في جزيرة أوال ، ومن تأليف كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال في الاجتهاد في مشهد.

ـ في سنة (٨٨٩ هـ) فرغ من تأليف رسالة تشتمل على أقلّ ما يجب

٩٧

على المكلّفين ، وفرغ أيضاً من تأليف رسالة في النيّة.

ـ في سنة (٨٩٣ هـ) فرغ من تأليف النور المنجي من الظلام أثناء نزوله في الأحساء. وهي حاشية على كتاب مسلك الأفهام ، وكذا فرغ من كتابة وصيّته التي ضمّها في ما بعد إلى كتاب المجلي.

ـ في سنة (٨٩٥ هـ) عند إقامته في النجف الأشرف فرغ من تسويد المجلي ، وفرغ من تأليف المسالك الجامعيّة.

ـ في سنة (٨٩٦ هـ) فرغ من تبييض المجلي في مشهد ، وأجاز لمحمّد ابن صالح الغروي لرواية المجلي والمسالك وكاشفة الحال وغيرها.

ـ في سنة (٨٩٧ هـ) فرغ من تأليف عوالي اللآلي في مشهد ، وفيه أجاز للسيّد محسن الرضوي لرواية العوالي.

ـ في سنة (٨٩٨ هـ) أجاز للشيخ محمّد بن صالح الغروي وجلال الدين بهرام الإسترابادي لرواية العوالي في قلفان أو قلقان من ضواحي إستراباد.

ـ في سنة (٩٠١ هـ) فرغ من تأليف كتابه درر اللآلي العمادية في إستر آباد ، ومن تأليف التحفة الكلاميّة.

ـ وفي سنة (٩٠٤ هـ) أنهى آخر مؤلّفاته وهو شرح الباب الحادي عشر للعلاّمة الحلّي في المدينة المنوّرة.

ـ وفي سنة (٩٠٦ هـ) أجاز للشيخ عليّ بن قاسم بن عذاقة لرواية قواعد الأحكام في الحلّة.

لم نظفر على تاريخ وفاته ، إلاّ أنّ آخر ما وصل إلينا من نشاطاته العمليّة

٩٨

هو فراغه من تحرير رسالته في أُصول الدين في سنة (٩٠٩ هـ) ، ودعا الكاتب للمؤلّف بالحياة بما نصّه : «مدّ ظلّه وطوّل بقاؤه» ممّا يدلّ على أنّ الأحسائي توفّي بعد هذا التأريخ.

المنهج الحديثي عند ابن أبي جمهور :

رغم كثرة مؤلّفات ابن أبي جمهور إلاّ أنّ اسمه يقترن عادةً باسم كتابه عوالي اللآلي ، حيث يوصف ـ غالباً ـ بـ : صاحب عوالي اللآلي.

ويجدر بنا الالتفات هنا إلى أمور لمعرفة مستوى شيخنا الأحسائي العلمىّ في الحديث وعلومه ؛ وسوف نتناول هنا الروايات التي وردت في كتاب الدرر(١) ؛ وكتاب العوالي ، ومن خلال البحث حول كتاب العوالي يظهر موقفنا من كتاب الدرر أيضاً.

وبناءً على ذلك يمكننا أن ندرس مرويّات ابن أبي جمهور من جهتين ، وفي كلا الجهتين هناك إشكالات ترد على مرويّاته ؛ والجهتان هما :

أوّلا ما يتعلّق بمصادر مرويّاته والمباحث الرجاليّة والسنديّة لها.

ثانياً ما يتعلّق بمتنها وألفاظها ، ودقّة تلك المتون وضبطها.

أوّلاً : أمّا ما يتعلّق بمصادر ابن أبي جمهور :

نراه في كتاب العوالي خاصّة وكذلك في روايات كثيرة من كتاب الدرر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) هذا الكتاب سينشر ضمن منشورات مكتبة العلاّمة المجلسي ؛ مركز التحقيقات والدراسات التراثية في قم المقدّسة.

٩٩

لا يصرّح باسم مصادره في مرويّاته ، وليس هذا الأُسلوب غريباً آنذاك في عهده ، فهو أمرٌ اعتيادي بين المؤلّفين خلال القرون الماضية ، ثمّ تغيّرت النظرة لهذا الأمر ، واعتبر ذلك من السرقات العلميّة المشينة.

إنّ هذا المنهج في التأليف خلق مشكلةً لنا في معرفة ميول أولئك المصنّفين ومصادرهم الفكريّة ، حيث يسدل علينا حجاباً على مصادرهم التي استقوا منها واستندوا إليها في تصنيف كتبهم ، وهي المشكلة الرئيسيّة في هذين الكتابين ـ العوالي والدرر ـ إلاّ أنّنا بعد البحث والتدقيق ودراسة المرويّات ومقارنتها مع سائر المصنّفات الحديثيّة يمكننا التوصّل إلى أنّ أغلبها موجودٌ في المصادر الشيعيّة الحديثيّة ، ولا إشكال في هذا القسم من مرويّاته ، فقد أخذ فقهاؤنا نصوص تلك الروايات عن مصادرها الأصليّة المعتبرة القديمة ، وليس عن ابن أبي جمهور الذي هو من متأخّري المتأخّرين ، إلاّ أنّنا نواجه مشكلةً عويصة في غيرها من منقولاته التي لا توجد في ما قبله من المصادر الحديثيّة الشيعيّة بنصّها ، وهذه الروايات مرسلةٌ كلّها وأكثرها منسوبة إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، إلاّ القليل منها.

وبالجملة تنقسم منقولاته إلى أقسام ستّة ؛ وهي كالتالي :

القسم الأوّل : ما يوجد قبل ابن أبي جمهور في الكتب الفقهيّة لأصحابنا الإماميّة فقط ، ولم نعثر عليه في مصادر السنّة.

القسم الثاني : ما يوجد في مصادر السنّة الحديثيّة ، ونقله أصحابنا عنهم في كتبهم الفقهيّة تحت عنوان : فقه الوفاق أو الخلاف.

١٠٠