تراثنا ـ العددان [ 109 و 110 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 109 و 110 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٣٠

ذا نسيج عجيب ، وفيه لغات بديعة وتراكيب مبتكرة ، كانَ لكلّ من المحدّثين والأُدباء رأي خاصّ لبيان وجوه الضبط من خلال ما تحتمله الكلمة والجملة والنصّ لغويّاً ونحويّاً وصرفيّاً وكتابةً وبلاغةً ؛ ولذلك دخلت بعض الاختلافات ونسخ البدل ، وهي في الواقع ليست إلاّ أنظاراً وآراءً للأُدباء والعلماء ، ونسختنا هذه تحمل كثيراً من هذه الوجوه والضبوط منأعلام كبار وأدباء بلغاءفي أوائل القرن السادس الهجري ؛ وإليك الاختلافات الموجودة في الخطبة (٨٢) :

١ ـ وهي من الخطب العجيبة = عجيبة تسمّى الغرّاء.

٢ ـ أَوْهاقَ = الوَهْق ، الوَهَق (معاً).

__________________

وجوه اختلاف نسخ (نهج البلاغة) في مقدّمة تصحيحه له من الصفحة ٦ إلى ١٠ ؛ من جملتها : الاختلاف بالتقديم والتأخير ، والاختلاف في حروف العطف وعدمها ، والاختلاف في التذكير والتأنيث في الأفعال المضارعة ، والاختلاف في حروف الجرّ فإنّ بعضها يقوم مقام بعض ، واختلاف الأفعال بالتضعيف وعدمه ، والاختلاف بالبناء للمجهول والمعلوم ، والاختلاف بالماضي والمضارع ، والاختلاف باللزوم والتعدية ، وتعدّي الفعل بنفسه أو بحرف الجرّ ، والاختلاف في الثلاثي المجرّد والمزيد ، والاختلاف في ضبط الكلمات لغويّاً دون تبدّل المعنى ، والاختلاف بالإفراد والجمع ، والاختلاف بالجموع ، والاختلافات الناتجة عن تعدّد وجوه الإعراب واختلاف مدارس النحو ، والاختلاف في ضبط الكلمات لغويّاً مع تبدّل المعنى ، والاختلاف في الكلمات المتقاربات الرسم خصوصاً في النقط ، والاختلاف في الكلمات غير المتقاربة في الرسم ، والاختلاف بزيادة المتن ونقصه.

٢٤١

٣ ـ بِعَقْب ، بِعَقِب = يَعْقُبُ السَّلَفَ (نسخة).

٤ ـ اخْتِراماً = احْتِزاماً.

٥ ـ الجِياد = الخِيار (نسخة س).

٦ ـ وَحَواجِزِ بَلِيَّتِهِ = وَحَواجِزِ عَافِيَّتِهِ.

٧ ـ قُذَّتَهُم = الصواب : قِدَّتَهُم ؛ أي طريقهم ، لقوله تعالى : وطرائق قِدَداً (خ).

٨ ـ مَجَازَكُم عَلَى الصِّراطِ = مَجَازَكُم عَلَى السِّراطِ(نسخةس).

٩ ـ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِيداً = معْبَرَاً لِعَاجِلَة حَمِيداً ، زَاداً لآجِلِهِ (نسخة).

١٠ ـ غُبْرِ جِمَاحِهِ = غُبْرِ (نسخة س) ، عُبِّر (نسخة).

١١ ـ الأوجاع = الأوجاع والأسقام (نسخة).

١٢ ـ مُلْهِيَة = مُلْهِثَة (نسخة).

١٣ ـ عَثْرَةِ الامْتِحَانِ = عِبْرَةِ الامْتِحَانِ (نسخة).

١٤ ـ عَلِّمُوا = عَلِمُوا (نسخة س).

١٥ ـ إِنَّا بِاللهِ عائِذُونَ = إِنَّا بِاللهِ عائِذُونَ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ.

١٦ ـ فَلَهُوا وَسُلِّمُوا = فَلَهَوا (نسخة س) ، وَسَلِمُوا.

زيادات المتن :

يقول الشريف الرضي في مقدّمة نهج البلاغة : « ... ومُفَضِّلا فيه

٢٤٢

أوراقاً ، لتكون لاستدراكِ ما عساهُ أنْ يشذَّ عنِّي عاجلا ، ويَقَعُ إليَّ آجلا ...». وعلى هذا كان للسيّد الرضي رحمه‌الله من سنة ٤٠٠ هجرية (سنة إتمام تأليف نهج البلاغة) إلى سنة ٤٠٦ هجرية (سنة وفاة السيّد) ، فرصةٌ لأن يضيف إلى الكتاب ما يجده ، ويسوّد الأوراق البيضاء التي جعلها في الكتاب لأن يستدرك عليه ما فات عنه حين تأليفه.

وهناك توجد عدّة نسخ من كتاب نهج البلاغة وردت فيها زيادات وإضافات لم ترد في بعض آخر منها ، وجاءت في صدرها عبارة : «زيادةٌ من نسخة كُتِبَتْ على عهد المصنّف»(١) أو «زيادةٌ من نسخة سريّة عراقيّة»(٢) أو «زيادةُ نسخة كُتِبَتْ في عهد المصنّف»(٣).

وهذه الزيادات أُضيفت في الأبواب الثلاثة ؛ باب خطبه ، وباب كتبه وباب حكمه عليه‌السلام.

فما أضيف إلى باب خطبه عليه‌السلام هي خمس خطب ؛ كما تلي :

١ ـ ومن كلام له عليه‌السلام قاله لعبد الله بن العبّاس رضي الله عنه.

٢ ـ ومن كلام له عليه‌السلام يَحُثُّ فيه أصحابه على الجهاد.

__________________

(١) كما في نسختنا هذه ، وفي نسخة مكتبة السيّد المرعشي في قم المقدّسة برقم : ١٢٤٥٢ ؛ والنسخة من القرن السادس الهجري ، وفي نسخة مكتبة سبهسالار في طهران ؛ والنسخة من القرن الخامس أو أوائل القرن السادس الهجري برقم : ٣٠٨٣.

(٢) كما في نسخة فخر الدين نصيري التي طبع مصوّرتها المرحوم الحجّة الشيخ حسن سعيد(رحمه الله).

(٣) كما في نسخة مكتبة السيّد الگلبايگاني في قم المقدّسة.

٢٤٣

٣ ـ ومن كلام له عليه‌السلام اقتصّ فيه ذكر ما كان منه بعد هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ثمّ لَحاقَهُ.

٤ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام في المسارعة إلى العمل.

٥ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام في شأن الحكمين وذمّ أهل الشام.

ومن المهمّ أنّ هذه الزيادات في باب خطبه عليه‌السلام تتغيّر في نسخ النهج بالتقديم والتأخير ، ولكنّها موجودة فيها كلّها ؛ فقد زِيدَ في آخر الباب في بعض منها خمس خطب ، وفي البعض الآخر ثلاث خطب ، والخطبتان الباقيتان تقدّمتا ووقعتا في أثناء الباب ، كما أنّ في البعض الآخر زيدت خطبتان في نهاية الباب وتقدّمت الثلاثة الباقية في أثنائها.

وأمّا نسختنا فقد اشتملت على هذه الزيادات ووردت فيها خطبتان من زيادات الخطب في آخر باب الخطب بخطّ نازويه القمّي ؛ وهما الرقمان

الأوّل والثاني ، والباقية تقدّمت في أثنائه ، وأنّ نازويه كتب الزيادات بعد الفراغ من كتابة أصل المخطوطة ، وحين مقابلتها وقراءتها على السيّد الراوندي ، وكأنّه نقلها من بعد عن نسخة السيّد الراوندي.

ويظهر ذلك أوّلا من نوع قلمهما وخطّهما ؛ وهما يلائمان خطّ وقلم نازويه حينما أضاف على نسخته ما أضاف من نسخة السيّد الراوندي ، وقد ذكرنا في ما سبق أنّ الفاصلة من أوّل كتابته (سنة ٥٥٦ هجرية) إلى قراءته على السيّد الراوندي (سنة ٥٧١ هجرية) هي ١٥ عاما ، والفرق في القلم والخطّ واضح بين الأوّل والآخِر.

٢٤٤

وثانياً وقّع نازويه بعد الزيادات مباشرة : «بلغت القراءة على المولى السيّد الإمام ضياء الدين تاج الإسلام علم الهدى أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني إلى هاهنا ؛ ولله الحمد». كما أنّ توقيعه في مقابلته مع ابن فندق الذي احتملنا قويّاً أنّ نازويه كتب نسخته عن نسخته أوّلا وقع قبل هذين الزيادتين في آخر باب الخطب مباشرةً.

من الجدير بالذكر أنّ الزيادات الثلاث الباقية وقعت في نسختنا هذه قبل خطبة واحدة وهي : «خطبة له عليه‌السلام يذكر فيها آل محمّد :» ، وبخطّ نازويه القمّي ، كتبها حين استنساخ الأصل في سنة ٥٥٦ هجرية ، ثمّ أنّه كتب في سنة ٥٧١ هجرية حين مقابلته وقراءته على السيّد الراوندي ، على هامش الصفحة في ابتداء الزيادات الثلاث ما نصّه : «زيادة من نسخة كتبت على عهد المصنّف وأوّله مكتوب في آخر الباب» ، كما كتب في نهاية الزيادتين في آخر الباب ما نصّه : «تعاد إلى الصفحة الأُخرى تحتها».

وأمّا بالنسبة للزيادات التي في آخر حكمه عليه‌السلام ـ وهي ١٧ من الكلمات القصار فتبدأ من قوله عليه‌السلام : «الدنيا خلقت لغيرها ، ولم تخلق لنفسها» إلى قوله عليه‌السلام : «إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه».

كتب نازويه القمّي هذه الزيادات بخطّه حين استنساخ أصل الكتاب (سنة ٥٥٦ هجرية) بدون الإشارة على أنّ هذه من الزيادات ، ثمّ كتب عبارة : «زيادةٌ من نسخة كُتِبَتْ على عهد المصنّف رحمة الله عليه» بعد سنوات حين مقابلته وقراءته على السيّد الراوندي (سنة ٥٧١ هجرية) ، ما

٢٤٥

بين السطور وقبل السطر الذي تبدأ به الزيادات يعني قبل قوله عليه‌السلام : «الدنيا خلقت لغيرها ...» ، ولضيق المجال مدّ التاء من (كتبت) إلى نهاية السطر ممّا يدلّ على أنّ هذه الزيادات كانت جزءاً موجوداً متّصلا بالأصل الذي استنسخ عنه نازويه نسخته أوّلا بدون عبارة تدلّ على انفصالها عن الأصل.

ومن يرجع إلى نسخ الكتاب يجد تفاوتاً واضحاً في إلحاق هذه الزيادات به وقد يتحيّر ، فإنّ بعضها لم ترد فيه هذه الزيادات أصلا ، والبعض الآخر وردت فيه بدون إشارة بمثل قوله : «زيادة من نسخة كتبت على عهد المصنّف» ، والثالث مع الإشارة به.

ختاماً

آمل بصنيعي هذا ، الذي حاولت في دراسة شاملة لنصّ عربيّ خالد أن أكون قد وفّقتُ إلى ما بلغه جهدي ، مع اعترافي بأنّي قصير الباع ، قاصر الذراع ، ولستُ ممّن يقدر على السباق في هذا الميدان ، إلاّ أنّ فيض كرم الوهّاب غير مقطوع ، فلا غرو أن يشرق نور فضله العميم على مرآة من لا يرى نفسه أهلا لهذا التكريم ، فللّه الحمد والمنّة ..

وكتب راجي رحمة ربّه وغفرانه

السيّد حسن الموسوي البروجردي ـ عفى الله عنه

قم المقدّسة مكتبة العلاّمة المجلسي ـ رحمه الله

ميلاد السيّدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم

عليهم الصلاة والسلام

٢٤٦

المصادر

١ ـ الإثنا عشريّة في الصلاة اليوميّة : الشيخ البهائي محمّد بن الحسين بن عبد الصمدالحارثي (١٠٣٠ هـ) ، تحقيق : الشيخ محمّد الحسون ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٠٩هـ ، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم ـ إيران.

٢ ـ إصباح الشيعة بمصباح الشريعة : قطب الدين البيهقي الكيدري (من أعلام القرن السادس) ، تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري ، الطبعة الأولى ، عام ١٤١٦هـ ، مؤسسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، قم ـ إيران.

٥ ـ إنباه الرواة على أنباه النحاة : أبي الحسن علي بن يوسف الشيباني ، المعروف بابن القفطي (٦٤٦ هـ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، الطبعة الأُولى ، عام ١٣٧٧هـ ، مطبعة دار الكتب ، القاهرة ـ مصر.

٣ ـ أعيان الشيعة : السيّد محسن الأمين (١٣٧١ هـ) ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ـ لبنان.

٤ ـ أمل الآمل : محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (١١٠٤ هـ) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف ومكتبة الأندلس ، بغداد ـ العراق.

٦ ـ الأنساب : أبي سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (٥٦٢ هـ) ، تحقيق : عبد الله عمر البارودي ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م ، مركز الخدماتوالأبحاث الثقافيّة دار الجنان ، بيروت ـ لبنان.

٢٤٧

٨ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار : العلاّمة المولى محمّد باقر بن محمّدتقي المجلسي (١١١٠ هـ) ، مؤسسة الوفاء ١٤٠٣ هـ /١٩٨٣ م ، بيروت ـ لبنان.

٣٨ ـ بعض مثالب النواصب أو كتاب النقض : نصير الدين عبد الجليل الرازي القزويني(من أعلام القرن السادس) ، تحقيق وتعليق : المير السيّد جلال الدين المحدّث الأُرموي ، الطبعة الأولى ، طهران ـ إيران.

٩ ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (٩١١هـ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، الطبعة الأُولى ، عام ١٣٨٤ هـ ، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر.

١٠ ـ البلغة (في اللغة) : أبو يوسف يعقوب بن أحمد النيسابوري اللغوي (٤٧٤هـ) ، الطبعة الأُولى ، عام ١٣٨٩ هـ ، بنياد فرهنك ، طهران ـ إيران.

١١ ـ البلغة (في تراجم أئمّة النحو واللغة) : الشيخ مجد الدين أبي طاهر محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (٨١٧ هـ) ، تحقيق : محمّد المصري ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٢١هـ /٢٠٠٠م ، دار سعد الدين ، دمشق ـ سوريا.

١٢ ـ تاريخ الإسلام : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (٧٤٨هـ) ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٠٧هـ /١٩٨٧م ، دار الكتاب العربي ، ـ بيروت لبنان.

١٣ ـ تاريخ بيهق : فريد خراسان علي بن زيد البيهقي (٥٦٥ هـ) ، ترجمة وتحقيق : يوسف الهادي ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٢٥هـ ، دار اقرأ ، بيروت ـ لبنان.

١٤ ـ تاريخ مقام الإمام المهدي عليه‌السلام بالحلّة : أحمد علي مجيد الحلّي ، الطبعة الأُولى ، مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي عليه‌السلام ، النجف الأشرف ـ العراق.

١٦ ـ التراث العربي في خزانة مخطوطات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي : السيّد أحمد الحسيني الإشكوري ، الطبعة الأُولى عام ١٤١٤هـ ، مكتبة آية الله المرعشي ، قم ـ إيران.

٢٤٨

١٥ ـ تراجم الرجال : السيّد أحمد الحسيني الإشكوري ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٢٢ هـ ، منشورات دليل ما ، قم ـ إيران.

١٧ ـ تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب : ابن الفوطي ، عبد الرزاق بن أحمد الشيباني الحنبلي (٧٢٣ هـ) ، تحقيق : الدكتور مصطفى جواد ، مطابع وزارة الثقافة والسياحة والإرشاد القومي ، عام ١٩٦٧ م ، دمشق ـ سوريا.

١٨ ـ تنقيح المقال في أحوال الرجال : الشيخ عبد الله بن محمّد حسن النجفي المامقاني(١٣٥٢ هـ) ، المطبعة المرتضويّة ، طبعة حجرية ، ١٣٥٢هـ ، النجف الأشرف ـ العراق.

١٩ ـ جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والإسناد : المولى محمّد ابن علي الأردبيلي الغروي الحائري (١١٠١ هـ) ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، عام١٤٠٣هـ ، قم ـ إيران.

٢١ ـ خريدة القصر وجريدة أهل العصر في ذيل الدمية (قسم شعراء إصفهان) : عمادالكاتب ، محمّد بن أبي الفرج محمّد عماد الدين أبي عبد الله الكاتب الأصبهاني الشافعي (٥٩٧ هـ) ، منشورات ميراث مكتوب ، طهران ـ إيران.

٢٢ ـ الدرجات الرفيعة : السيّد صدر الدين علي خان ابن الأمير نظام الدين أحمد المدني الشيرازي ، المعروف بابن معصوم (١١٢٠ هـ) ، تقديم : السيّد محمّد صادق بحرالعلوم ، المطبعة الحيدريّة ١٣٨١هـ /١٩٦٢م ، النجف الأشرف ـ العراق.

٢٣ ـ دمية القصر : علي بن الحسن بن علي الباخرزي (٤٦٧ هـ) ، تحقيق ودراسة : محمّدالتونجي ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤١٤ هـ /١٩٩٣م ، دار الجيل ، بيروت ـ لبنان.

٢٤ ـ ديوان الشريف الرضي : طبعة وزارة الإرشاد الإسلامي في إيران ومؤسّسة نهج البلاغة في طهران على طبعة دار صادر في بيروت المطبوعة سنة ١٩٧٦ م.

٢٤٩

٢٥ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : الشيخ محمّد محسن بن محمّد رضا الطهراني ، المعروف بآقا بزرك الطهراني (١٣٨٩ هـ) ، الطبعة الثالثة ، عام ١٤٠٣هـ ، دارالأضواء ، بيروت ـ لبنان.

٢٦ ـ رجال ابن داود : لتقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلّي (المتوفّى بعد سنة ٧٠٧هـ) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، الطبعة الأُولى ، عام ١٣٩٢ هـ / ١٩٧٢م ، منشورات المطبعة الحيدريّة ، النجف الأشرف ـ العراق.

٢٧ ـ رجال النجاشي : الشيخ الجليل أبو العبّاس أحمد بن علي النجاشي الأسدي الكوفي(٤٥٠ هـ) ، تحقيق : السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، الطبعة الخامسة ، عام ١٤١٦هـ ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم ـ إيران.

٢٨ ـ روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات : الميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري الإصبهاني (١٣١٣ هـ) ، مكتبة إسماعيليان ، عام ١٣٩٠ ، قم ـ إيران.

٢٩ ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء : المولى عبد الله الأفندي الأصفهاني ، تحقيق : السيّدأحمد الحسيني ، مكتبة آية الله المرعشي ، ١٤٠١ هـ ، قم ـ إيران.

٣٧ ـ السياق لتاريخ نيسابور : تقي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الصيرفني (٦٤١ هـ) ، تحقيق : خالد حيدر ، دار الفكر ، عام ١٤١٤ هـ /١٩٩٣م ، بيروت ـ لبنان.

٣٠ ـ شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد المعتزلي ، عزّ الدين أبي حامد المدائني (٦٥٦هـ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، الطبعة الثانية ، ١٣٨٥هـ /١٩٦٥م ، دار إحياء الكتب العربيّة ، القاهرة ـ مصر.

٧ ـ طبقات أعلام الشيعة : الشيخ آقا بزرك الطهراني (١٣٨٩ هـ) ، الطبعة الثانية ، مكتبة اسماعيليان ، قم ـ إيران.

٣١ ـ طبقات الشافعية : تقي الدين أبي بكر أحمد بن قاضي شهبة الأسدي الشافعي (٨٥١هـ) ، تحقيق : عبد العليم خان ، طبعة حيدرآباد ، عام ١٣٩٨هـ.

٢٥٠

٣٣ ـ الفهرست : الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله ابن بابويه الرازي (من أعلام القرن السادس) ، تحقيق : السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٠٤ ، مجمع الذخائر الإسلاميّة ، قم ـ إيران.

٣٢ ـ فهرست أسماء مصنفي الشيعة : شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي(٤٦٠ هـ) ، تحقيق : السيد عبد العزيز الطباطبائي ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٢٠هـ ، مكتبة المحقّق الطباطبائي ، قم ـ إيران.

٣٦ ـ فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه آية الله مرعشي نجفي : عدّة من المفهرسين ، مكتبة آية الله مرعشي نجفي ، قم ـ إيران.

٣٤ ـ فهرست نسخه هاي عكسي كتابخانه آية الله مرعشي نجفي : السيّد حسين الحائري وأبو الفضل حافظيان البابلي ، مكتبة آية الله مرعشي نجفي ، قم ـ إيران.

٣٥ ـ فهرست نسخهاي عكسي كتابخانه مركزى دانشگاه تهران : محمّد تقي دانش پژوه ، دانشگاه تهران ـ إيران.

٣٩ ـ كشف الإرتياب عن أتباع عبد الوهاب : السيد محسن الأمين العاملي (١٣٧١ هـ) ، دار الكتاب الإسلامي ، عام ١٤١٠هـ ، بيروت ـ لبنان.

٤٠ ـ كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار : السيّد إعجاز حسين النيسابوري الكنتوري (١٢٤٠ هـ) ، الطبعة الثانية ، عام ١٤٠٩هـ ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم ـ إيران.

٤١ ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : مصطفى بن عبد الله ، الشهير بحاجي خليفة وبكاتب چلبي (١٠٦٧ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.

٤٢ ـ الكنى والألقاب : الشيخ عبّاس القمي (١٣٥٩ هـ) ، تقديم : محمّد هادي الأميني ، مكتبة الصدر ، طهران ـ إيران.

٢٥١

٤٣ ـ لسان الميزان : شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٨٥٢هـ) ، الطبعة الثانية ، عام ١٣٩٠ هـ /١٩٧١ م ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ـ لبنان.

٤٤ ـ لمعة النور والضياء في ترجمة السيّد أبي الرضا : آية الله العظمى السيّد شهاب الدين النجفي المرعشي ، طبع بنفقة فخر الدين النصيري بطهران عام ١٣٤٣ش مع مجموعة نماذج من خطوط العلماء المخزونة في مكتبة فخر الدين المذكور في طهران ـ إيران.

٤٥ ـ مجلّة تراثنا الفصليّة : تصدر من مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، في قم ـ إيران.

٤٦ ـ مجلّة ميراث جاويدان : تصدر من إدارة الأوقاف والأمور الخيريّة في قم ـ إيران.

٤٧ ـ المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور : مجد الدين أبو الحسن عبد الغفّار ابن إسماعيل الفارسي (٥٢٩ هـ) ، تحقيق : محمّد كاظم المحمودي ، الطبعة الأُولى ، عام١٣٨٤ شمسي ، ميراث مكتوب ، طهران ـ إيران.

٢٠ ـ مستدرك الوسائل وخاتمته : المحدّث الميرزا حسين الطبرسي النوري (١٣٢٠ هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٠٨هـ /١٩٨٧م ، قم ـ إيران.

٤٨ ـ معارج نهج البلاغة : أبي الحسن علي بن زيد البيهقي المعروف بابن فندق (٥٦٥هـ) ، تحقيق : محمّد تقي دانش پژوه ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤٠٩ هـ ، قم ـ إيران. وتحقيق : أسعد الطيّب ، بوستان كتاب ، الطبعة الأُولى ، عام١٤٢٢هـ ، قم ـ إيران.

٤٩ ـ معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديماً وحديثاً : الحافظ محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (٥٨٨ هـ) ، الطبعة الثانية ، عام١٣٨٠ هـ /١٩٦١ م ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ـ العراق.

٢٥٢

٥٠ ـ معجم الأُدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) : ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (٦٢٦ هـ) ، تحقيق : الدكتور إحسان عبّاس ، الطبعة الأُولى ، عام ١٩٩٣م ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ـ لبنان.

٥٢ ـ معجم أعلام الشيعة : السيّد عبد العزيز الطباطبائي (١٤١٦ هـ) ، إعداد ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤١٧هـ ، قم ـ إيران.

٥٣ ـ معجم الشيوخ : أبي سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني (٥٦٢ هـ) ، مخطوط ، استفدنا منه بواسطة بعض كتب العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي.

٥١ ـ معجم المؤلّفين تراجم مصنّفي الكتب العربيّة : عمر رضا كحالة ، مكتبة المثنى ودارإحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.

٥٤ ـ المناجاة الإلهيّات أو مناجاة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام : برواية السيّد فضل الله الراوندي (بعد ٥٧١ هـ) ، طبع الميرزا فخر الدين النصيري الأميني في طهران على نسختين مخطوطتين قديمتين من هذه المناجاة بشكل أوفست مجرّداً من الشرح والتعليق والتحقيق. مطبعة الحيدري ، طهران إيران.

٥٥ ـ مناقب آل أبي طالب : أبي جعفر محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني (٥٨٨ هـ) ، دار الأضواء ، عام ١٤٠٥ هـ /١٩٨٥ م ، بالأفست على طبعة قم ، بيروت ـ لبنان.

٥٦ ـ منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة : قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (٥٧٣هـ) ، تحقيق : السيّد عبد اللطيف الكوهكمري ، مكتبة آية الله المرعشي ، عام ١٤٠٦هـ ، قم ـ إيران.

٥٧ ـ موسوعة طبقات الفقهاء : اللجنة العلميّة في مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، إشراف الشيخ جعفر السبحاني ، مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، الطبعة الأُولى ، عام ١٤١٩هـ ، قم ـ إيران.

٢٥٣

٥٨ ـ نكت الهميان في نكت العميان : صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (٧٦٤هـ) ، طبع باعتناء أحمد زكي باشا عام ١٣٢٩ هـ /١٩١٠ م القاهرة ـ مصر.

٥٩ ـ نوادر المخطوطات في مكتبة آية الله الحكيم العامّة : محمّد مهدي نجف ، الطبعة الأُولى ، مطبعة الآداب ، عام ١٣٨٩ هـ /١٩٦٩ م ، النجف الأشرف ـ العراق.

٦٠ ـ نهج البلاغة عبر القرون : السيّد عبد العزيز الطباطبائي (١٤١٦ هـ) ، وهو سلسلة مقالات طبعت في مجلّة تراثنا التي تصدر من مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، في قم ـ إيران.

٦١ ـ الوافي بالوفيات : خليل بن ايبك بن عبد الله الصفدي (٧٦٤ هـ) ، هلموت ريتر ، جمعية المستشرقين الألمانيّة ، عام ١٤٠٤ هـ.

٦٢ ـ هديّة العارفين أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : إسماعيل باشا البغدادي (١٣٣٩هـ) ، طبع بعناية وكالة المعارف في إستانبول ، عام ١٩٥١ م ، أعادت طبعه بالأوفست دار إحياء التراث العربي بيروت ـ لبنان.

٦٣ ـ يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر : أبي منصور عبد الملك بن محمّد الثعالبي النيسابوري (٤٢٩ هـ) ، تحقيق : مفيد محمّد قميحة ، الطبعة الأولى ، عام ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م ، دار الكتب العلميّة ، بيروت ـ لبنان.

٢٥٤

موقوفات النبيّ وأهل البيت عليهم‌السلام

السيّد عبد الهادي الشريفي

بسم الله الرحمن الرحیم

المقدِّمة :

الوقف تشريع إلهي ، وأسلوب إسلامي ، من بديهيّات الفقه ومسلّماته ، وأجلّ المعاملات العبادية في الإسلام.

والوقف في حقيقته ومفهومه ليس إلاّ الإنفاق في البِرّ والخير والإحسان ؛ لتوفير مصدر ثابت مستمرّ سواء للأفراد أو الجهات والعناوين أولعامّة المجتمع ، كتمويل الحاجات العامّة والخاصّة ، ورعاية الطبقات الفقيرة وغير الفقيرة ، ورفد العلماء والطلاّب ، وهو يلبّي كثيراً من احتياجات المجتمع المالية والاقتصادية ، فالوقف أحد الميادين الرئيسية

٢٥٥

لسباق الخير والإحسان.

والوقف عند فقهاء المسلمين هو : «عقد يفيد تحبيس الأصل وإطلاق المنفعة»(١) بمعنى : أنّ أصل المال في الوقف سيكون ثابتاً ومحبوساً ، وتطلق المنافع مستمرّة دائمة وصدقة جارية.

أو هو : «تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة»(٢) ، أو هو : «تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة على وجه سبيل البرّ»(٣) (٤).

وقد جرت عادة الفقهاء على التعبير عن هذا العمل الخيري بهذا العنوان : (الوقف) ، الذي لم يرد التعبير به في الكتاب الكريم أصلا ، ولا في

__________________

(١) قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام ١ / ٣٨٨.

(٢) السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ٣ / ١٥٣.

(٣) الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ٣٧٠.

(٤) واضح الفرق بين التعريف الأوّل للعلاّمة الحلّي قدس‌سره والتعريفين الآخرين ، حيث يذهب العلاّمة الحلّي إلى أنّ الوقف (عقد) ، بينما يرى ابن إدريس وابن حمزة والطوسي أنّ الوقف ليس بـ : (عقد) فلا يحتاج في تحقّقه إلى وجود طرفين موجب وقابل ، فهو في نظرهما من قبيل الإيقاع ، أو الإسقاط ، أو فكّ الملك (تحرير). كما استبدلا أيضاً كلّمة : (إطلاق) بكلمة (تسبيل) ، جرياً بما روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قوله : «حبّس الأصل ، وسبّل المنفعة» وسائل الشيعة ب٢ من أبواب الوقوف والصدقات ح١.

ومعنى (تحبيس الأصل) : عدم توريثه والتصرّف بالعين الموقوفة بالبيع أو الهبة أوالرهن أو الإجارة وما إلى ذلك ، والمراد من (إطلاق المنفعة أو تسبيلها) هو : صرفهاواستعمالها في الجهة التي يعيّنها الواقف من دون عوض.

انظر : الدروس الشرعية ٢ / ٢٦٣ ، ملحقات العروة ٢ / ١٨٤ ، الفقه على المذاهب الخمسة ٢ / ٣٥٧.

٢٥٦

السنّة والحديث إلاّ نادراً ، وإنّما التعبير الشائع في السنّة وأحاديث الأئمّة عليهم‌السلام هو الصدقة ، والصدقة الجارية(١).

وهذا واضح لمن راجع الأحاديث الشريفة ؛ ففي أوقاف أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهما‌السلام : «هذا ما تصدّق به عليٌّ وفاطمة»(٢).

وقال الفقيه البحراني : «لا يخفى على من له أنس بالأخبار ، ومن جاس خلال الديار ؛ أنّ الوقف في الصدر الأوّل ـ أعني زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وزمن الأئمّة عليهم‌السلام ـ إنّما يعبّر عنه بالصدقة»(٣).

وجاء في كثير من الأحاديث ما يؤكّد رجحانه وفضله والترغيب في إيجاده ، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : «إذا مات المؤمن انقطع عمله إلاّ من ثلاثة : ولد صالح يدعو له ، وعلم ينتفع به بعد موته وصدقة جارية»(٤).

وقد استفاض هذا المضمون في روايات أهل البيت عليهم‌السلام وأخبارهم : روى هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، أنّه قال : «ليس يتبع الرجل

__________________

(١) تحرير المجلّة ٥ / ١٣٨.

(٢) وسائل الشيعة ١٣ / ٣٠٤ ، ب٦ من أحكام الوقوف والصدقات ، ح٤ ، ٦ ، ١٠ ، الاستبصار٤ / ٩٨ والتهذيب ٩ / ١٣١ ـ ١٣٢ ، وانظر : ملحقات العروة الوثقى ٦ / ١٨٤كتاب الوقف.

(٣) الحدائق الناضرة ٣٣ / ١٢٨.

(٤) وسائل الشيعة ، كتاب الوقوف والصدقات : ١٩ / ١٧٢ ـ ١٧٣ ـ ١٧٥ مع اختلاف يسير ، وانظر : مسند أحمد ٢ / ٣٧٢ ، وصحيح مسلم ٣ / ١٢٥٥ ، كتاب الوصية ، رقم ٦٣ ، وسنن أبي داوود ٣ / ١١٧ وغيرها ، وفي شرح أصول الكافي للمازندراني ٦ / ١٣٧ذكر لفظ (المرء) بدل (المؤمن) وذكر (المسلم) بدل (المؤمن) أيضاً.

٢٥٧

بعد موته من الأجر إلاّ ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته وهي تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سنّها ، فهي يُعمل بها بعد موته ، وولد صالح يدعو له»(١) ، وروى نحوه الصدوق (ت ٣٨١هـ) في الخصال ١٥ / ١٨٤.

وفي رواية ثانية عن الإمام الصادق عليه‌السلام : «ستّة تلحق المؤمن بعد موته ، ولد يستغفر له ، ومصحف يخلّفه ، وغرس يغرسه ، وقليب يحفره ، وصدقة يجريها ، وسنّة يؤخذ بها من بعده»(٢).

وغيرها من الأخبار(٣) التي دلّت على أنّ المراد من (الصدقة) و (الصدقة الجارية) في لسان الأحاديث والروايات إنّما هو (الوقف) ، ولا شكّ أنّ أوّل من شرّع الوقف وحثّ عليه هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ووقف الإمام أميرالمؤمنين عليه‌السلام وسيّدة النساء فاطمة عليها‌السلام (٤) ومن قدر من الصحابة على ذلك(٥).

وسوف نستعرض موقوفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام والصدّيقة فاطمة عليها‌السلام وبعض أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وقبل ذلك نتحدّث

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٩ / ١٧٢ ، كتاب الوقوف والصدقات ، باب ١ استحبابها ، ح٢.

(٢) نفس المصدر ، ح٥.

(٣) نفس المصدر ، ح٢ ، ٣ ، ٤ ، ١٠.

(٤) انظر : نفس المصدر٢ ونفس الباب ح١ ، ٦ ، ١٠.

(٥) البحر الزخّار ٥/١٤٧ ـ ١٤٨ ، قال جابر بن عبدالله الأنصاري : «ما بقي أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذو مقدرة إلاّ وقف» انظر : المغني ، لابن قدامة المقدسي ٨/١٨٥.

٢٥٨

باختصار عن الجذور التاريخية للوقف فنقول :

هناك رأيان تعرّضا للجذور التاريخية للوقف ، وهما :

الرأي الأوّل : إنّ الوقف ـ كمصطلح شرعيٍّ ـ في مفهومه وحقيقته شأن لم يسبق إليه أحد من الأمم قبل الإسلام سواءً كان وقفاً خيريّاً أو ذرّيّاً ، بخاصّة عند العرب في العصر الجاهلي ؛ حيث لم يسجّل التاريخ المكتوب أيّ أثر لوجود وقف عندهم ولو على مستوى الرواية التاريخية الواحدة ، ولذا ذهب الإمام الشافعي (ت٢٠٤هـ) إلى أنّ الوقف من الأمور التي اختصّ بهاالإسلام.

قال في كتابه الأمّ : «لم يحبس أهل الجاهلية ـ فيما علمتُ ـ داراً ولا أرضاًتبرّراً بحبسها وإنّما حبس أهل الإسلام»(١) ، فالوقف عنده من خصائص أهل الإسلام.

وقال ابن المرتضى : «ولم يكن في الجاهلية وقف على الوجه المشروع ، بل السائبة ... والبَحيرَة .. والوصيلة .. والحامي ... قال تعالى : (مَا جَعَلَ الله مِن بَحِيرَة وَلاَ سَائِبَة وَلاَ وَصِيلَة وَلاَ حَام وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوايَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) وتفسير الكلمات (بحيرة) : الناقة تُشَقُّ أذنها ، ويترك الانتفاع بها إذا ولدت خمسة أبطن آخرهاذكر. ولا (سائبة) : الناقة ينذرونها للآلهة ويتركونها كالبحيرة.

__________________

(١) الأمّ ٣/٢٧٥. وانظر : حاشية إعانة الطالبين ٣/١٥٦.

٢٥٩

و (الوصيلة) : الشاة تلد ذكراً وأنثى ، وقد كان من عادتهم إذا ولدت ذكراً أن يجعلوه للآلهة ، وإذا ولدت أنثى فهي لهم ، وإذا ولدتهما معاً لم يذبحو الذكر ، ويقولون : وصلت أخاها. و (حام) : الفحل يولد منه عشرة أبطن ؛ فيدَعونه لا يحمل عليه ولا يُركب ، ويقولون : حمى ظهره»(١).

ويقول ابن حزم : «إنّ العرب لم تعرف في جاهليّتها الحبس»(٢).

وقال ابن رشد في المقدّمات : «لا يُعرف جاهليّ حبس داره على ولده أوفي وجه من الوجوه المتقرّب بها إلى الله تعالى ، وإنّما فعلت الجاهلية : البَحِيرة والسائبة والوصيلة والحامي»(٣).

ولعلّ هؤلاء لم ينفوا الأحباس (الوقف) في الجاهلية قطعاً ، بل نفوا الوقف الذي يكون غرضه البرّ لوجه الله تعالى والقربة إليه ، أو لذات الخير والإحسان ، وإلاّ فالعرب في الجاهلية شأنهم في ذلك شأن سائر الأمم قبلهم.

كما يرى البعض أنّ «الوقف غير موجود أيضاً في شريعة التوراة ولا في المسيحية»(٤).

كما أنّ التحقيق التاريخي يثبت أنّ الوقف الخيري لم يكن معروفاً إلاّ

__________________ ـ

(١) البحر الزخّار ٢/١٥٢ ، والآية في سورة المائدة/ ١٠٣ ، وانظر : تفسير الآية الواردة في تفسير مجمع البيان ٣/٣٨٨ ـ ٣٩٠ مفصّلا.

(٢) المحلّى ٩/٢٧٥ ، ٢١٦.

(٣) عن مجلّة الهداية الإسلامية ، الجزء الرابع ، المجلّد التاسع ، ص٢٥٠ شوّال ١٣٥٥هـ.

(٤) نفس المصدر.

٢٦٠