تراثنا ـ العددان [ 97 و 98 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 97 و 98 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٥٢٤

بنى والدي نهجاً إلى ذلك العلى

وأفعاله كانت إلى المجد سلّما

كبنيان جدّي جعفر خير ماجد

فقد كان بالإحسان والفضل مغرما

وجدُّ أبي الحبر الفقيه أبي البقا

فما زال في نقل العلوم مقدّما

يودُّ أُناس هدم ماشيَّد العلى

وهيهات للمعروف أن يتهدّما

يروم حسودي نيل شأوي سفاهة

فمن أين في الأجداد مثل التقي نما

وله أيضاً في مدح أهل البيت عليهم‌السلام :

إن كنت في آل الرسول مشكّكاً

فاقرأ هداك الله في القرآن

فهو الدليل على علوّ محلّهم

وعظيم فضلهم وعظم الشأن

وهم الودائع للرسول محمّـد

بوصية نزلت من الرحمن

وله في مدح الإمام علي عليه‌السلام :

جاد بالقرص والطوى ملء جنبيه

وعاف الطعام وهو سغوب

فأعاد القرص المنير عليه

القرص والمقرص الكريم كسوب».

ولادته ووفاته :

توفّي عام (٦٨٠ هـ) ، أمّا تاريخ ولادته فلم أعثر عليها ، نوّر الله رمسه.

 

٣٠١

٨٣ ـ الشيخ جعفر بن مليك الحلّي :

ذكره الشهيد الأوّل في إجازته لابن الخازن الحائري عند تعداد مشايخه ومن يروي عنهم والمثبتة في كتاب بحار الأنوار(١) للمجلسي قائلاً :

«... وبهذا الإسناد مصنّفات ومرويّات الشيخ العالم نجم الدين جعفر ابن مليك الحلّي ، عن جماعة من مشايخ الإمام جمال الدين ، عنه ...».

٨٤ ـ الشيخ جلال الدين الحسن بن نما :

هو العلاّمة الفقيه العابد الزاهد الشيخ أبو محمّـد جلال الدين الحسن ابن نظام الدين أحمد ابن نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن هبة الله بن نما الربعي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(٢) قائلاً :

«الشيخ جلال الدين أبو محمّـد الحسن ابن نظام الدين أحمد ابن نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي ، كان فاضلاً عالماً ، يروي الشهيد عنه عن يحيى بن سعيد ، ويروي هو عن آبائه الأربعة بالترتيب : أب عن أب».

وفي روضات الجنّات(٣) قال الخونساري عند ذكره لوالد المترجم له الشيخ نظام الدين أحمد بن نما :

«... وهو والد الفقيه الصالح ـ بنصّ الشهيد الثاني ـ جلال الدين أبي

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٤ / ١٨٩.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٦٢.

(٣) روضات الجنّات ٢ / ١٨٠.

  

٣٠٢

محمّـد حسن بن نما الحلّي الذي يروي عنه الشهيد وهو عن يحيى بن سعيد وكذا عن آبائه الأربعة على الترتيب».

وفي مستدرك الوسائل(١) قال النوري عند ذكر الشيخ علي بن أحمد المطار آبادي ومن يروي عنهم :

«... رابعهم الشيخ الأجلّ الأكمل جلال الدين أبو محمّـد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ نجيب الدين أبي إبراهيم أو عبد الله محمّـد بن نما العالم الفاضل الفقيه الكامل أحد الفقهاء المعروفين بابن نما ، قال الشهيد في الأربعين : الحديث الثالث : ما أخبرني به الشيخ الفقيه العالم الصالح الدَيِّن جلال الدين أبو محمّـد الحسن بن أحمد ابن الشيخ السعيد شيخ الشيعة ورئيسهم في زمانه نجيب الدين أبي عبد الله محمّـد بن نما الحلّي الربعي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بالحلّة ... إلى قوله : وهذا الشيخ يروي عن المزيدي وقد تقدّم ، وعن نجيب الدين يحيى بن سعيد ابن عمّ المحقّق ويأتي ، وعن والده نظام الدين أحمد عن والده نجيب الدين أبي عبد الله محمّـد بن نما الآتي ذكره في مشيخة المحقّق ، وعن أخيه نجم الملّة والدين جعفر بن محمّـد العالم الفاضل صاحب كتاب مثير الأحزان في مصائب يوم الطف ...».

وفي طرائف المقال(٢) : «الشيخ جلال الدين أبو محمّـد الحسن ابن نظام الدين أحمد بن جعفر ابن نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن هبة الله

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٣ / ٤٤٣.

(٢) طرائف المقال ١ / ١٠٠.

  

٣٠٣

ابن نما الحلّي ، كان فاضلاً عالماً يروي الشهيد عنه عن يحيى بن سعيد ، وهو يروي عن آبائه : أب عن أب».

أقول :

لم يذكر لنا أصحاب التراجم تاريخ ولادته أو وفاته إلاّ أنّه كان حيّاً عام (٧٥٢ هـ) رضوان الله عليه.

للموضوع صلة ...

 

٣٠٤

من ذخائر الترّاث

٣٠٥

 

٣٠٦

 

تفسير سورة الدهر

تأليف

السيّد صدر الدين محمّـد بن نصير الدين الحسني

المتوفّى ١١٥٤ هـ

تحقيق

السيّد حسين الوردي

 

٣٠٧

 

٣٠٨

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الناشر في الخلق فضله ، والباسط فيهم بالجود يده ، نحمَدُه في جميع أُموره ، ونستعينه على رعاية حقوقه.

وصلّى الله على محمّد وآله عبده ورسوله ، أرسله بأمره صادعاً ، وبذكره ناطقاً ، فأدّى أميناً ، ومضى رشيداً ، وخلّف فينا راية الحقّ : من تقدّمها مَرَق ، ومن تخلّف عنها زهق ، ومن لزمها لحق.

أزمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق. أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي. فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن. آل محمّـد (صلى الله عليه وآله) كمثل نجوم السماء :

إذا خوى نجم طلع نجم.

لا يُقاس بآل محمّـد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأُمّة أحد.

وترك لنا : قرآناً عظيماً ، وذكراً حكيماً ، وحبلا ممدوداً ، وعهداً معهوداً ، وظلاًّ عميماً ، وصراطاً مستقيماً.

فيه : معجزات باهرة ، وآيات ظاهرة ، وحجج صادقة ، ودلالات ناطقة.

مبيّناً فيه : حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ،

 

٣٠٩

ورخصه وعزائمه ، وخاصّه وعامّه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه.

فالقرآن الكريم وأهل البيت عليهم‌السلام صنوان لا يفترقان ، وأحدهما يهدي إلى الآخر.

وعلوم القرآن جمّة وغزيرة ، يقصر عنها القول وإن كان بالغاً ، ويتقلّص عنها ذيله وإن كان سابغاً.

لكن ما يمكن الإشارة إليه في هذا الشأن هو علم التفسير ، الذي نشأ منه علم أسباب نزول القرآن ، ولنا أن نشير إلى نبذة مختصرة عن علم أسباب النزول ، الذي يعتبر أحد أنواع العلوم التي بحثت في مباحث علوم القرآن الكريم ، وأُلّف فيه كتب كثيرة تبيّن أسباب نزول الآيات.

تعريف سبب النزول :

هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدّثة عنه أو مبيّنة لحكم أيّام وقوعه(١).

أنواعه :

من المعروف أنّ نزول القرآن ينقسم إلى قسمين :

الأوّل : ما نزل ابتداءً غير متعلّق بحادثة أو سؤال ، وهو أكثر القرآن من آيات العقائد والخلق وغيرها.

الثاني : ما نزل عقيب واقعة أو سؤال.

__________________

(١) مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ١ : ٨١.

  

٣١٠

وهو بدوره ينقسم إلى قسمين :

أ ـ أن تقع حادثة أو تحصل واقعة في المجتمع المسلم ، فيرتبط بها سبب نزول مبيّناً حكم الله في ذلك ، أو توجيه المسلمين لما يفعلون حيالها.

ب ـ أن يُسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أمر فينزل الملك بشيء من القرآن جواباً على ذلك السؤال.

أهمّيته :

لهذا النوع من العلوم أهمّية كبيرة ؛ لأنّه يُعين على تفسير الآية ، ولهذا نجد ابن دقيق العيد يقول : بيان سبب النزول طريق قويّ في فهم معاني القرآن(١).

وقال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية ، فإنّ العلم بالسبب يورث العلم بالمسبّب(٢).

وقال الواحدي : لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصّتها وبيان نزولها(٣).

فوائده :

١ ـ المساعدة على استكشاف حكمة الله تعالى في تشريعه.

٢ ـ الاستعانة على فهم الآية ودفع الإشكال عنها.

__________________

(١) حكاه عنه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ١ / ٢٩.

(٢) مجموعة الفتاوى ١٣ : ٣٣٩.

(٣) أسباب النزول للواحدي : ٩٦.

  

٣١١

ومثاله : إنّه أشكل على مروان بن الحكم قوله تعالى : (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا)(١).

فقال : لئن كان كلّ امرئ فرح بما أتى ، وأحبّ أن يُحمَد بما لم يفعل معذّباً ، لنعذبنّ أجمعين!

فأرسل إلى ابن عبّاس ، فأخبره ابن عبّاس أنّها نزلت في اليهود لمّا سألهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن شيء فكتموه إيّاه ، وأخبروه بغيره ، وأظهروا له أنّهم أخبروه سؤاله ، واستحمدوا إليه بذلك ، وفرحوا بكتمانهم ما عرفوا(٢).

٣ ـ ومنها دفع توهّم الحصر عمّا يفيد بظاهره الحصر.

مثاله : قوله تعالى : (قُل لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِم يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِير فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ)(٣).

رأى الشافعي أنّ الحصر في هذه الآية غير مراد ، فقال :

إنّ الكفّار لمّا حرّموا ما أحلّ الله ، وأحلّوا ما حرّم الله ، وكانوا على المضادّة والمحادّة ، جاءت الآية مناقضة لغرضهم ، فكأنّه قال : لا حلال إلاّ ما حرّمتموه ، ولا حرام إلاّ ما أحللتموه ، والغرض المضادّة ، لا النفي والإثبات على الحقيقة ، فكأنّه قال : لا حرام إلاّ ما أحللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به ، ولم يقصر حلّ ما وراءه ، إذ القصّة

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ١٨٨.

(٢) أسباب النزول للواحدي : ٢٦٨ / ١٥٧.

(٣) سورة الأنعام ٦ : ١٤٥.

  

٣١٢

إثبات التحريم لا إثبات الحلّ(١).

٤ ـ تخصيص الحكم بالسبب عند من يرى أنّ العبرة بخصوص السبب ، لا بعموم اللفظ.

٥ ـ معرفة من نزلت فيه الآية على التعيين حتّى لا يُشتبه بغيره.

بين يدي الرسالة :

وهذه الرسالة ـ التي بين أيدينا ـ تتناول تفسير إحدى السور القرآنية المباركة ، الموسومة بسورة «الدهر» أو «الإنسان» ، هذان الإسمان مقتبسان من الآية المتصدّرة لهذه السورة.

حاول فيها المؤلّف تسليط الضوء على أقوال العلماء والمفسّرين ، مشيراً إلى الراجح منها ، ومبيّناً رأيه في ذلك.

ناسباً بعض هذه الأقوال إلى مصادرها ، وذلك بإعطائها رمزاً خاصّاً ، فمثلا : لتفسير مجمع البيان أعطى الرمز «ن» ، وتفسير الكشّاف «ف» ، وكنز الدقائق «الكنز» ، وتفسير الوسيط للنيسابوري «ري» ، وزبدة الأحكام للأردبيلي «ي» ، وكافي الكليني «في» ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي «ق».

والسورة تذكر خلق الإنسان بعد ما لم يكن شيئاً مذكوراً ، ثمّ هدايته السبيل ، إمّا شاكراً وإمّا كفوراً ، وأنّ الله سبحانه اعتدّ للكافرين أنواع العذاب ، وللأبرار ألوان النعم ، وقد فصّلت القول في وصف نعيمهم في ثمان عشرة آية ، وهو الدليل على أنّه المقصود بالبيان.

__________________

(١) البرهان في علوم القرآن ١ / ٢٣.

  

٣١٣

سياق هذه الآيات سياق الاقتصاص ، تذكر قوماً من المؤمنين تسمّيهم الأبرار ، وتكشف عن بعض أعمالهم ، وهو الإيفاء بالنذر ، وإطعام مسكين ، ويتيم ، وأسير ، وتمدحهم وتعدهم الوعد الجميل.

وليس سياقها سياق فرض موضوع وذكر آثاره الجميلة ، ثمّ الوعد الجميل عليه.

ذكرُها للأسير فيمن أطعمه هؤلاء الأبرار نعم الشاهد على كون الآيات مدنيّة ، فإنّ الأسر إنّما كان بعد هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وظهور الإسلام على الكفر والشرك ، لا قبلها.

والملاحظ أنّ الله تعالى لم يذكر فيما ذكر من نعيم الجنّة نساء الجنّة من الحور العين وهي من أهمّ ما يذكره عند وصف نعم الجنّة في سائر كلامه.

قال الآلوسي في روح المعاني : ومن اللطائف على القول بنزول السورة فيهم [يعني أهل البيت عليهم‌السلام] أنّه لم يذكر فيها الحور العين ، وإنّما صرّح عزّ وجلّ بولدان مخلّدين رعاية ؛ لحرمة البتول وقرّة عين الرسول(١).

خلاصة :

١ ـ إنّ عدداً من آيات هذه السورة نازلة بعد حادثة إطعام أهل البيت عليهم‌السلام مسكيناً ويتيماً وأسيراً (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً).

__________________

(١) تفسير روح المعاني للآلوسي ٢٩ / ١٥٨.

  

٣١٤

٢ ـ إنّ هذا العمل «الإطعام» كان خالصاً لوجه الله تعالى : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله) فليس كلّ عمل مقبول ، مهما كبر حجم العمل ، إلاّ ما انطوى على نيّة خالصة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ).

ومن عمل لله ولم يرجُ جزاء عبد وشكره (لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً) ؛ فجزاؤه وشكره عليه سبحانه (إِنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً).

٣ ـ إنّ جزاء العمل بمقدار الإخلاص فيه والصبر عليه (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) و (نِعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً).

٤ ـ إنّ السورة واحدة من بين السور التي تضمّنت بيان فضيلة لم تُعهد لأحد من غير أهل هذا البيت الرفيع.

والتأكيد من لدن القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة على حقيقة فضلهم في مناسبات متعدّدة يكشف عن المنزلة الخاصّة لأهل بيت العصمة والطهارة ، ويوجّه الأمّة إلى اتّباعهم والتمسّك بحبلهم ، فالسورة تبيّن النموذج العملي وتدعو إليه.

وهذه جملة من الحقائق المستفادة من هذه السورة الشريفة.

السيّد حسين الوردي

 

٣١٥

ترجمة المؤلّف

هو السيّد صدر الدين محمّـد الحسني الطباطبائي ، المعروف بـ «ميرزا صدرا الكبير» و «المدرّس» ، ابن السيّد نصير الدين محمّـد بن ميرزا محمّـد صالح الحسني الطباطبائي الأردكاني الزواري ، جدّ السادات المدرّسيين.

يعدّ من علماء الدين البارزين في مدينة يزد في القرن الثاني عشر الهجري.

أبوه وجدّه من علماء الدين والمدرّسين المعروفين في يزد.

ولد وترعرع في مدينة يزد ، درس المقدّمات في يزد ، ثمّ سافر إلى أصفهان وأتمّ دراسته العالية هناك على يد مجموعة من كبار العلماء ، كالعلاّمة محمّـد بن حسن الشيرواني المعروف بالمدقّق الشيرواني المتوفّى سنة ١٠٩٩ هـ ، وجمال الدين الخوانساري المتوّفى سنة ١١٢٥ هـ ، وتتلمذ في علم الكلام على يد الأُستاذ الكبير في الحكمة والكلام أبي إسحاق.

وبعد أن أكمل السيّد صدر الدين الطباطبائي دروسه العالية في أصفهان ، أقفل راجعاً إلى موطنه يزد ، واشتغل بتدريس العلوم الإسلامية في البقعة الإسحاقية في مدرسة المصلّى ، ومن هنا عُرف بـ «المدرّس».

كان السيّد صدر الدين محمّـد فقيهاً كبيراً ، ومتكلّماً بارزاً ، ومحقّقاً فاضلا ، وله مكانة معنوية خاصّة في عائلة السادة من بيت المدرّس وفي يزد بشكل عام.

خلّف ولدان أحدهما السيّد محمّـد الإخباري ، والسيّد نصير الدين ، وكلاهما من علماء الدين المعروفين ، وله بنت كانت أُستاذة في الطبّ وشاعرة معروفة.

 

٣١٦

ويُنقل أنّ ولده السيّد محمّـد الإخباري قد أتلف بعض مؤلّفات والده الفلسفية لأنّها كانت تخالف مشرب الإبن الإخباري.

ومن ذرّيّتة سماحة آية الله السيّد عبّاس المدرّسي اليزدي أطال الله عمره ، وهو من أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقم المقدّسة.

وفاته :

توفّي السيّد صدر الدين في سنة ١١٥٤ هـ ، ودُفن في جوار مقبرة الآخوند الكرباسي في منطقة «جوي هرهر».

مؤلّفاته :

ترك السيّد آثاراً علمية في الفقه والمنطق والتفسير والدعاء ، منها :

١ ـ سلسبيل المسلسل بالدليل (في الفقه).

٢ ـ لئالي الليالي في تهجّد الليالي (فارسي).

٣ ـ مرصّع الحواشي (في المنطق).

٤ ـ حاشية على شرح اللمعة.

٥ ـ شرح الصحيفة السجّادية.

٦ ـ حاشية على مسالك الأفهام.

٧ ـ حاشية على مدارك الأحكام.

٨ ـ الحاشية العرفانية على تفسير البيضاوي.

٩ ـ عين الحقيقة (تفسير سورة التوحيد).

١٠ ـ لسان الصدق في تحقيق الحقّ (تفسير سورة الحمد).

١١ ـ جواهر الكلام في علم الكلام.

 

٣١٧

١٢ ـ حاشية على نهج البلاغة.

١٣ ـ شرح دعاء أبي حمزة الثمالي.

١٤ ـ شرح دعاء الندبة (باللّغتين العربية والفارسية).

١٥ ـ حاشية على تفسير الصافي.

١٦ ـ حواشي على آيات الأحاكم.

١٧ ـ حاشية على مجمع البيان.

١٨ ـ رسالة كبيرة في حلّ المشكلات.

١٩ ـ تفسير سورة الدهر(١) ، وهي هذه الرسالة.

التحقيق :

اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على نسخة واحدة ، طبعت أوّلا ؛ لنتمكّن من قراءتها بوضوح ولتسهيل العمل.

قابلنا ما طُبع على النسخة الأصلية لتلافي الأخطاء المحتملة.

بدأنا بتخريج الآيات والروايات وأقوال المفسّرين والعلماء ؛ ليسهل على القارئ الرجوع إلى مضانّ هذه الرسالة.

قمنا بتقويم النصّ من حيث الإعراب والإملاء والوقف والابتداء ، حتّى خرجت الرسالة بهذا الشكل الذي هي عليه.

نسأل الله لكلّ العاملين في إحياء تراث أهل البيت عليهم‌السلام التوفيق لما يحبّ ويرضى.

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ٦ : ٣٣٧ ، اعيان الشيعة ٧ : ٣٨٥ ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٥ : ٢٧٧ ، ٦ : ٤٢ و ٤٥ و ١٩٨ ، ١٨ : ٢٦٢ ، ٢٠ : ٣١٠ ، طبقات مفسّران شيعة ٣ : ٢٢٩ ، ٥ : ٤٣٩ ، آيينة دانشوران : ٢٧١.

٣١٨

٣١٩

٣٢٠