عيون التفاسير للفضلاء السماسير - ج ١

شهاب الدين أحمد بن محمود السيواسي

عيون التفاسير للفضلاء السماسير - ج ١

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمود السيواسي


المحقق: الدكتور بهاء الدين دارتما
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار صادر
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9953-13-157-0

الصفحات: ٣٠٣

١
٢

٣
٤

شهاب الدين السيواسي

وتفسيره

١. النسخ المخطوطة لتفسير عيون التفاسير للفضلاء السماسير :

وصف نسخ التحقيق والرموز المستخدمة فيها :

المجلد الأول :

١. مكتبة المخطوطات والمطبوعات القديمة في بروسه ، القسم العام قيد رقم ٩٥٣ ، وجدت هذه النسخة البنية اللون المجلدة بالجلد والمغلفة. كتبت من طرف الخطاط مسعود بن حسين في سنة ٧٩٧ ه‍ من بداية سورة الفاتحة حتى نهاية سورة الإسراء ، وتبلغ أبعاد هذه النسخة ٢٧٢* ١٨٨ ، ٢١٨* ١٣٦ مم في ٢٣ سطر ، وقد كتبت آياتها بحبر أحمر وعلى ورق أبيض بخط النسخ في ٣١٤ ورقة. ورمز لهذه النسخة بحرف «ب» دلالة على بروسه وعلى الهامش قد رمز للتصحيح بكلمة «صح» بالإضافة إلى معلومات أخرى متعددة.

٢. مكتبة مغنيسا المركزية ، قيد رقم ١ / ٦٩ ، هذه النسخة موجودة وقد غلفت الكرتون المقوى ، كتبت في سنة ٧٩٩ ه‍ من بداية سورة الفاتحة حتى نهاية سورة الإسراء ، وتبلغ أبعاد هذه النسخة ٢٥٠* ١٧٠ ، ٢٢٠* ١٣٥ مم في ٢٧ سطر ، وكتبت آياتها بحبر أحمر في ورق أبيض بخط النسخ في ٢٦٩ ورقة ولم يذكر اسم ناسخها.

ورمز لهذه النسخة بحرف «م» دلالة على مغنيسا ، وعلى الهامش قد رمز للتصحيح بكلمة «صح» بالإضافة إلى معلومات أخرى متعددة.

٣. مكتبة السليمانية ، قسم السلطان أحمد الأول ، قيد رقم ٥٩ ، وجدت هذه النسخة مجلدة بجلد أسود ، وغلف هذا الجلد الأسود بورقة أبرو ، وقد استنسخت هذه النسخة في ١٧ رمضان سنة ٨١٩ ه‍ بخط الخطاط بهاء الدين بن يوسف بخط النسخ في ورق أبيض من بداية سورة الفاتحة حتى نهاية سورة الإسراء ، وتبلغ أبعاد هذه النسخة ٢٨٠* ١٧٥ ، ٢٢٠* ١٤٠ مم في ٢٧ سطر ٢٥٣ ورقة ، وقد كتبت بخط أسود وفوق الآيات خطت خطوط حمراء.

ورمز لهذه النسخة بحرف «س» دلالة على السلطان أحمد الأول ، وعلى الهامش قد رمز للتصحيح بكلمة «صح» بالإضافة إلى معلومات أخرى متعددة.

٤. مكتبة السليمانية ، قسم محمود پاشا قيد رقم ٨ وجدت هذه النسخة مجلدة بجلد أسود وعليها ورق من أوراق الأبرو باللون الأحمر ، وقد استنسخت هذه النسخة في سنة ٨٣٩ ه‍ من بداية سورة

٥

الفاتحة إلى نهاية سورة الناس في نسخة كاملة ، وتبلغ أبعاد هذه النسخة ٢٧٥* ١٨٠ ، ١٢٠* ١٣٥ مم في ٢٩ سطر ، وكتبت الآيات مع البسملات وأسماء السور بالحبر الأحمر بيد أن التفسير كتب بالحبر الأسود على ورق أبيض بخط النسخ وكل ذلك في ٤٢٥ ورقة ولم يذكر اسم الخطاط ، وقد رمز لهذه النسخة بحرف «د» دلالة على محمود پاشا.

وقد استخدمت هذه النسخة في تحقيق سورة البقرة من الآية رقم ١٩٦ إلى آية رقم ٢٠٧ ، وذلك لأن هذا القسم كان مفقودا في النسخة السابقة «نسخة السلطان أحمد الأول».

جميع النسخ المذكورة قد بدئت بنفس العبارة وانتهت أيضا بنفس العبارة :

البداية : الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاما قيما ، لا يحوم حوله عوج وجعله كتابا محكما ..

النهاية : الحمد لله أنعم علينا وهدانا إلى الإسلام وصلّى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين.

المجلد الثاني :

١. مكتبة بايزيد ، قسم ولي الدين أفندي ، قيد رقم ١٧٧ ، وجدت هذه النسخة مجلدة بجلد بني ، وتم إنهاء استنساخ هذه النسخة في نهاية رمضان سنة ٧٩٧ ه‍ ، وعلى ورق أبيض بخط النسخ من بداية سورة الكهف إلى نهاية سورة الناس ، وتبلغ أبعاد هذه النسخة ٢٧٠* ١٨٠ ، ٢٢٠* ١٤٠ مم في ٢٣ سطر ٢٣٦ ورقة ، وكتبت آياتها وبسملاتها بالحبر الأحمر لكن كتبت أسماء السور بخط عريض وبالحبر الأسود ، وقد رمز للنسخة بحرف «و» دلالة على «ولي الدين أفندي» ، وعلى الهامش كتبت بعض المعلومات.

٢. مكتبة السليمانية ، قسم يوسف آغا ، قيد رقم ٨٠ ، وجدت هذه النسخة مجلدة بجلد أسود وعليها ورق أبرو ، وقد كتبت هذه النسخة من بداية سورة الكهف حتى نهاية سورة الناس بخط الخطاط سليمان بن محمود في ١٣ صفر سنة ٨٠٩ ه‍ في منطقة قره باغ ، وتبلغ أبعادها ١٩٠* ١٤٠ ، ١٥٥* ١١٠ مم في ٢١ سطر ، وكتبت آياتها بالحبر الأحمر بخط النسخ على ورق أبيض في ٢٣١ ورقة.

ورمز لهذه النسخة بحرف «ي» دلالة على «يوسف آغا» ، وعلى الهامش كتبت بعض المعلومات ، وفي مقدمة الكتاب يوجد الفهرس.

٣. مكتبة السليمانية ، قسم حاجي محمود أفندي ، قيد رقم ٤٤ ، وجدت هذه النسخة مجلدة بجلد بني ، وقد كتبت هذه النسخة من بداية سورة الكهف حتى نهاية سورة الناس سنة ٨١٩ ه‍ ، وتبلغ أبعاد هذه النسخة ٢٨٠* ١٨٠ ، ٢٠٥* ١٣٠ مم في ٢٧ سطر ، وكتبت آياتها وأسماء السور بالحبر الأحمر والتفسير بالحبر الأسود على ورق أبيض بخط النسخ في ٢٥٤ ورقة.

ورمز لهذه النسخة بحرف «ح» دلالة على «حاجي محمود أفندي» وعلى الهامش رمز للتصحيح بكلمة «صح» بالإضافة إلى بعض المعلومات المتعددة ، لم يذكر اسم خطاطها ، وهذه النسخة تعتبر المجلد الثاني لمخطوطة السلطان أحمد الأول.

جميع النسخ المذكورة قد بدئت بنفس العبارة وانتهت أيضا بنفس العبارة :

البداية : سورة الكهف مكية بسم الله الرحمن الرحيم ، قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ) تلقين من الله ...

النهاية : قال عثمان بن واقد سألت من محمد بن المنكدر عن المعوذتين ، أهما من كتاب الله تعالى؟

٦

قال : من لم يزعم أنهما ليس من كتاب الله تعالى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجعين.

جميع النسخ الآنف ذكرها قد صححت كما أنها تعتبر من أقدم النسخ الموجودة حاليا.

يوجد في مكتبات مدينة إسطنبول تقريبا ٨٠ نسخة لتفسير عيون التفاسير للفضلاء السماسير هذا بالإضافة إلى النسخ المتعددة الموجودة في مدن أخرى وإذا جمعنا جميع النسخ الموجودة لهذا التفسير فانها تتجاوز المائة.

٢. أصول التحقيق لتفسير عيون التفاسير للفضلاء السماسير :

١. وضح أماكن الآيات والأحاديث ومصادرها بالإضافة إلى كتب التفاسير التي ذكرتها.

كتب الأحاديث المعتبرة التي راجتها في التحقيق : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن ابن ماجة ، وسنن النسائي ، ومسند أحمد بن حنبل ، وسنن الدارمي ...

٢. ذكر كل من شكل القراءة وصاحبها.

٣. لم يرتبط في التحقيق بنسخة محدودة ، فقد رجح أصح الكلمات والجمل في الفروقات والزيادات والنواقص كل حسب مكانه. وكتبت هذه الكلمات والجمل المرجحة مع رموزها والتي لم ترجح كتبت بعد نقطتين رأسيتين ، وأشير إلى الزيادات باشارة (+) وإلى النواقص باشارة (ـ) ، وتم الاستفاد في هذا العمل من مصادر التفسير المختلفة وأشرنا إلى كل من المجلد ورقم الصفحة المأخوذ منها.

٤. وذكرنا الأقوال المنقولة بين علامتي التنصيص في التفسير بعد قول «قال فلان» مع ذكر القائل ، وكما ذكرنا أيضا القائل والمصدر المأخوذ منه القول في الأقوال التي لم يشر إلى قائلها واكتفي بكلمة «قيل» أو «روي» ... إلخ في عرض الأقوال المختلفة والمستخدمة في التفسير ، وذكرنا مصادر كل من الأقوال الغير المعروف صاحبها أو التي تغيرت أو التي اختصرت أو التي أخذها معنى أو التي تتكون من كلمة أو كلمتين لم نضعها بين علامتي التنصيص. وعموما هذه الأقوال التي ذكرت بعد «قيل» أو «روي» ... في نهايتها وضعت أرقام تشير إلى المصادر المأخوذة منها والتي كتبناها في أسفل الصفحة ، وذكرنا جميع المصادر التي روت الأقوال المذكورة في التفسير.

٥. ذكرنا مصادر أسباب النزول ورواتها ـ ان ذكروا ـ ولم نضعها بين علامتي التنصيص ، لأنها كتبت بشكل مختصر ومتغير عموما. وأسباب النزول التي ذكرت عموما بعد «نزل» أو «نزلت» أو «روي» في نهايتها وضعت أرقام تشير إلى المصادر المأخوذة منها والتي كتبناها في أسفل الصفحة ، وذكرنا جميع المصادر التي روت أسباب النزول.

٦. ذكرنا مصادر الأقوال في الآيات التي قيل إنها منسوخة مع ذكر رواتها ـ إن ذكروا ـ.

٧. راجعنا التوراة وكتب الأحاديث الصحيحة وآراء العلماء المشهورين كفخر الدين الرازي وابن كثير في التحقق من الإسرائليات الموجودة في هذا التفسير.

٨. أشرت إلى الآيات المستعملة بها في تفسيره بذكر اسم السورة ورقم الآية فحسب.

٩. كتبت كلمات الآيات في أثناء الإعراب بين علامتي التنصيص ليسهل فهم الآيات وإعرابها.

٧

١٠. وضع لكل مجلد فهرس للسور خاصا به.

لقد ارتأينا أن نكتب بايجاز عن حياة المؤلف وآثاره وبعض خصائص تفسيره :

حياته :

عاش المفسر المعروف بشهاب الدين السيواسي في منطقة أناطولي منطقة الاضطراب الفوضى السياسي. واسمه الكامل أحمد بن محمود ولقبه شهاب الدين ولقب أيضا أياسلوغي ، لكن أشتهر أكثر بالسيواسي ولقد دفن بعد موته ـ رحمه‌الله ـ في مدينة قريبة من أزمير تدعى سلچوق اليوم ، وما زال يعرف في هذه المدينة باسم «شهاب الدين ده ده». بمعنى الجد شهاب الدين.

وعلى حسب ما ترويه المصادر أنه كان عبدا لشخص ما في سيواس وأثناء فترة عبوديته اتجه للعلم ، فتعلم وهو صغير العلوم الآلية (كالصرف والنحو ...) وبعدها تعلم العلوم العالية (كالتفسير والحديث ...) من العلماء الكبار الذين عاصرهم ، وقد فاق أقرانه في العلم.

وانتسب المفسر بعد اتمام علمه إلى الطريقة الزينية والتي مؤسسها زين الدين الخوافي وكان ذلك على يد الشيخ محمد أفندي وقد ذهب معه من سيواس إلى أياسلوغ (مدينة مرتبطة بمقاطعة أزمير المعروف اليوم سلچوق). وأقام فيها حتى لقي ربه ـ رحمه‌الله ـ. وقد اشتغل فيها بالتدريس والإرشاد.

مؤلّفاته :

١. عيون التفاسير للفضلاء السامسير.

٢. رياض الأزهار في جلاء الأبصار.

٣. شرح على الفرائز السراجية.

٤. رسالة النجاة من شر الصفات.

٥. جذاب القلوب إلى طريق المحبوب.

٦. شرح لب الألباب (١).

__________________

(١) وللاستزادة عن حياة المؤلف طالع هذه المصادر : بروسلي محمد طاهر بن رفعت ، عثمانلي مؤللفلري ، إسطنبول ، ١٣٣٣ ، ١ / ٩٠ ؛ ونفس المؤلف ، آيدين ولايتنه منسوب مشايخ علماء شعراء مورخين وأطبانك تراجم أحوالي ، أزمير ، ١٣٢٤ ، ص. ١٦ ـ ١٨ ؛ خواجه سعد الدين بن حسن ، تاج التوارخ ، إسطنبول ، ١٢٧٩ / ١٨٦٢ ، ٢ / ٤١٥ ؛ مكتوبي ، عرت زاده عبد العزيز ، تراجم أحول علما ومشايخ ، مكتبة جامعة إسطنبول ، رقم ت ي (المخطوطة التركية) ٢٤٥٦) Y.T.٦٥٤٢ (، ورقة ٩ ب ؛ شمس الدين سامي ، قاموس الأعلام ، إسطنبول ، ١٣١١ ، ٤ / ٢٨٨٦ ؛ أحمد مدحت ، مفصل تاريخ قرون جديده ، إسطنبول ، ١٣٠٣ ؛ ١ / ٥٨٩ ـ ٥٩١ ؛ طاشكبري زاده ، عصام الدين أبي الخير أحمد بن مصطفى ، الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية (التحقيق : الدكتور أحمد صبحي فرات) إسطنبول ، ١٤٠٥ ه‍ ، ص. ٣١ ؛ مجدي محمد أفندي ، حدائق الشقائق (الناشر عبد القادر أوزجان) ، إسطنبول ، ١٩٨٩ ، ١ / ٥٥ ؛ محمد ثريا ، سجلي عثماني ، إسطنبول ، ١٣١١ ، ٣ / ١٧٦ ؛ مستقيم زاده ، مجلة النصاب في النسب والكنى والألقاب ، مكتبة السليمانية ، قسم خالت أفندي ، رقم ٦٢٨ ، ورقة ٢٦٧ أ؛ أحمد بن محمد ، طبقات المفسرين ، مكتبة ولي الدين أفندي ، رقم ٤٢٧ ، ورقة ٦٩ ب ـ ٧٠ أ؛ كاتب چلبي ، مصطفى بن عبد الله ، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، إسطنبول ، ١٩٧١ ، ص. ١١٨٥ ؛ نفس المؤلف ، سلم الوصول إلى طبقات فحول ، مكتبة السليمانية قسم شهيد علي پاشا ، رقم ١٨٨٦ ، ورقة ٣٧ ب (٣٨ ب).

٨

الخصائص التي ميزت تفسير عيون التفسير للفضلاء السماسير عن غيره من التفاسير الأخرى :

١. ذكر وجوه القراءات المختلفة بطريقة مختصرة ؛ ولم يذكر اسم صاحب القراءة إلا في مكان أو مكانين. وأشير إلى المعاني المختلفة والإعراب واشتقاق الكلمات على حسب القراءة.

٢. أعربت الآيات بطريقة مختصرة وسهلة بدون الدخول في التفرعات ولا النقاش فيها مع ذكر ما قدر في الإعراب.

٣. اهتم المفسر ببيان تناسق وتناسب كلمات الآيات في نفسها وفيما بينها ولكن لم يهتم اهتمامها بتناسب السور.

٤. اهتم المفسر كثيرا في إعطاء المعنى للآية بطريقة سهلة ومفهومة وبهذه الطريقة اجتهد المفسر في كشف كنوز القرآن.

كانت هذه الخصائص مميزة لتفسير عيون التفاسير عن غيره من التفاسير بيد أن هناك خصائص أخرى موجودة.

الدكتور بهاء الدين دارتما

AMTRAD nittahaB. rD

٩
١٠

١١
١٢

١٣
١٤

١٥
١٦

١٧
١٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاما قيّما ، لا يحوم حوله عوج ، وجعله كتابا محكما بنظم معجز ناطق بالبينات والحجج ، والصلوة على رسوله المصطفى لقمع الضلال ورفع الهدى ، محمد وآله وصحبه ، مصابيح الدجى.

أما بعد :

فان كتاب الله المجيد هو منبع الأصول الدينية ومجمع الأحكام الشرعية ، هو المختص بوصف الفصاحة والبلاغة من بين سائر الكتب السماوية لانتهائه إلى حد الإعجاز وغاية الإيجاز ، لا سبيل لأحد إلى درك ما فيه من الأسرار والمعاني إلا بتأييد إلهي أو بامداد نبوي.

وقد صنف كثير من العلماء الأعلام وأنصار ملة الإسلام تفاسير تكشف عن أسراره وتشرق عن أنواره بعبارات رائقة وتركيبات شائقة ، ولكن كان الإطلاع لبعض طلاب العجم والعرب من أهل الفضل والأدب على تلك الأسرار والأنوار صعبا منها لدقة مسالكها وغموض مسابكها من الكشف الشافي والبيان الوافي ، فالتجأت إلى الله الوهاب ، ملهم الصواب مع قلة البضاعة وقصور الباع في هذه الصناعة أن أنتخب من تلك التفاسير تفسيرا مختصرا ، قريبا من التناول ، بعيدا من التفاضل ، شافيا في كشف حقائقه ، وافيا لدرك دقائقه تيسيرا لكل طالب فهيم أن يكون ذا حظ من علم القرآن العظيم ، إذ به انتظام صلاح العباد واغتنام الفلاح في المعاد ، من تحلى به فقد فاز بالقدح المعلى ، ومن تخلى عنه يحشر يوم القيامة أعمى ، متوكلا على واهب العقل السليم والهادي إلى الصراط المستقيم.

وسمّيته «عيون التفاسير للفضلاء السماسير» ، فان تر فيه شيئا من الخلل والفتور فانسبه (١) إلى العجز والقصور ، وإن تعثر على ما تقر به عينك فاعرفه من فيضان نور رب العالمين أو الإمداد من جناب (٢) سيد المرسلين.

__________________

(١) فانسبه ، ب س : فانسبته ، م.

(٢) جناب ، ب س : خباب ، م.

١٩
٢٠