قائمة الکتاب
تفسير سورة الشعراء
تفسير سورة النمل
تفسير سورة القصص
تفسير سورة العنكبوت
تفسير سورة الروم
تفسير سورة لقمان
تفسير سورة السجدة
تفسير سورة الأحزاب
تفسير سورة سبأ
تفسير سورة فاطر
تفسير سورة يس
تفسير سورة الصافات
آية 179
٥٩٥تفسير سورة ص
تفسير سورة الزمر
إعدادات
تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٨ ]
تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٨ ]
المؤلف :أبي منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :719
تحمیل
والثاني : فيه دليل حفظه إياه وعصمته عما كانوا يهمون به من القتل والإهلاك ؛ حيث منعه من مقاتلتهم ونهاه عن التعرض لهم إلى وقت ، على المعلوم ما كان منهم من الهم بقتله وإهلاكه لو وجدوا السبيل إليه ؛ فدل أن الله ـ عزوجل ـ قد عصمه وحفظه عنهم حين قال لهم ما قال حيث قال ـ عزوجل ـ : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) ؛ كقوله : (فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) [هود : ٥٥].
قوله تعالى : (وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩)
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ).
عيانا ومشاهدة.
وقال بعضهم : وأبصرهم العذاب إذا نزل بهم خير فسوف يبصرون وقوعا.
ويحتمل قوله : (وَأَبْصارِهِمْ) أي : عرفهم أن العذاب ينزل بهم فسوف يعرفون إذا نزل بهم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ).
دل هذا أنهم كانوا يستعجلون نزول العذاب بهم ـ والله أعلم ـ إنما يستعجلون العذاب استهزاء بالرسول ـ عليهالسلام ـ وتكذيبا له فيما يوعدهم أن العذاب ينزل بهم.
ثم قوله : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) هو حرف التعجب أن كيف يستعجلون عذابي؟! ألم يعرفوا قدري وسلطاني في إنزال العذاب والإهلاك إذا أردت تعذيب قوم وإهلاكهم؟! أي : قدرت ذلك وملكت عليه.
ثم أخبر أنه إذا نزل العذاب بساحتهم يساء صباحهم ، حيث قال ـ عزوجل ـ : (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) [الصافات : ١٧٧].
ثم قوله ـ عزوجل ـ : (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ) يحتمل النزول بالساحة ، أي : بقربهم.
ويحتمل النزول بالساحة : النزول بهم والوقوع عليهم ؛ كقوله ـ عزوجل ـ : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) [الرعد : ٣١] حتى يأتي وعد الله في نزوله بهم ـ والله أعلم ـ يحتمل نزوله بساحتهم ما ذكرنا من نزوله بقربهم ووقوعه عليهم.
ثم قوله ـ عزوجل ـ : (فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) ساء صباحهم ؛ لأن ذلك العذاب إذا حل بهم صيرهم معذبين في النار أبد الآبدين ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ).
قد ذكرنا هذا فيما تقدم.
وكذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) ويقول بعضهم : أي : انظر فسوف ينظرون ، لكن الوجه فيه ما ذكرنا.