باقر شريف القرشي
المحقق: مهدي باقر القرشي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة: ٢
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: ٢٣٢
الشيء المحقّق الذي اتّفق عليه المؤرّخون والرواة هو أنّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قد ولد في الكعبة المقدّسة (١) ولم يولد بها أحد سواه ، وكان ذلك من آيات سموّه وعظيم مكانته عند الله تعالى ، فقد اختار لولادته أفضل مكان في الأرض وهو البيت المعظّم. قال شهاب الدين السيّد محمود الآلوسي في شرحه لقول عبد الباقي العمري :
أنت العليّ
الّذي فوق العلى رفعا |
|
ببطن مكّة عند
البيت إذ وضعا |
قال : وكون الأمير كرّم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين : السنّة والشيعة ... ولم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه به كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة إلاّ عليه ، وما أحرى بإمام الامّة أن يكون وضعه فيما هو
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٣ : ٤٨٣ ، قال الحاكم : « وتواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في الكعبة ».
وذكر ذلك كلّ من المسعودي في مروج الذهب ٢ : ٢. ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة : ١٤. محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السئول : ١١. السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٧. والشنقيطي في كفاية الطالب : ٣٧. الشبلنجي في نور الأبصار : ٧٦. عبد الرحمن الصفوري الشافعي في نزهة المجالس ٢ : ٢٠٤. الشيخ علي القاوي الحنفي في شرح الشفاء ١ : ١٥١. علي الحلبي الشافعي في السيرة النبوية ١ : ١٥٠. والبردواني في روائح المصطفى : ١٠. علاء الدين الكتواري في محاضرة الأوائل : ١٢٠. عبد الحقّ الدهلوي في غاية الاختصار : ٩٧. العقّاد في عبقرية الإمام : ٣٨.
قبلة للمؤمنين ، وسبحان من يضع الأشياء في موضعها وهو أحكم الحاكمين » (١).
كيفيّة ولادته :
وصف الرواة كيفيّة ولادة إمام المتّقين فقالوا : إنّ والدته السيّدة الزكية فاطمة لمّا أحسّت بالطلق نهضت وهي مبهورة الأنفاس ، فاتّجهت صوب الكعبة المقدّسة ، وهي على يقين لا يخامره شكّ أن لحملها شأنا كبيرا عند الله تعالى ، ولمّا مثلت أمام الكعبة اتّجهت بعواطفها نحو الله تعالى ، وأخذت تناجيه وتدعوه أن ييسّر لها ولادتها ، وتعلّقت بأستار الكعبة قائلة :
« ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ... وانّه بنى البيت العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت وبحقّ المولود الذي في بطني لمّا يسّرت عليّ ولادتي ... » (٢).
وحكت هذه الكلمات إيمانها العميق بالله تعالى وبرسله وكتبه وبما جاء من عنده ، وأنّها لم تؤمن بالأوثان والأصنام التي لوّثت جدران الكعبة التي أقامها القرشيّون يعبدونها من دون الله تعالى ، وقد اتّجهت بعواطفها نحو الله تعالى ليسهّل لها ولادة مولودها العظيم.
وما انتهت السيّدة فاطمة من دعائها حتى انشقّ لها جدار البيت المعظّم فدخلت فيه وقلبها مطمئن بذكر الله تعالى وبعظمة وليدها الذي ستضيء الدنيا به.
مشرق النور :
ولم تمكث السيّدة فاطمة في حرم البيت المعظّم إلاّ زمنا قليلا حتى وضعت
__________________
(١) شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية : ١٥.
(٢) بحار الأنوار ٣٥ : ٨.
وليدها المبارك حجّة الله في أرضه الذي طوّق الدنيا بمواهبه وعبقرياته.
وليدها المبارك حجّة الله في أرضه الذي طوّق الدنيا بمواهبه وعبقرياته.
لقد ولد هذا العملاق العظيم في أقدس بيت من بيوت الله ليضيء رحابه ويرفع فيه شعلة التوحيد والإيمان.
لقد ولد أخو النبيّ المصطفى ، وباب مدينة علمه ، وناصر دينه ، وحامي رسالته.
لقد ولد أبو الغرباء ، وأخو الفقراء ، وملاذ المنكوبين ، وصديق المحرومين.
لقد ولد هذا الإمام العظيم الذي غيّر بكفاحه ونضال ابن عمّه مجرى التأريخ وأقاما كلمة العدل والحقّ في الأرض.
مع الشعراء :
وانبرت كوكبة من الشعراء من قدامى ومحدّثين إلى نظم ولادة الإمام في بيت الله الحرام ، كان منهم :
١ ـ السيّد الحميري :
أمّا السيّد الحميري فهو من أعلام الفكر الشيعي الذي هام بحبّ أهل البيت عليهمالسلام ونظم ببليغ نظمه مآثرهم ومناقبهم ، قال في ولادة الإمام عليهالسلام في الكعبة :
ولدته في حرم
الإله وأمنه |
|
و البيت حيث
فناؤه والمسجد |
بيضاء طاهرة
الثّياب كريمة |
|
طابت وطاب
وليدها والمولد |
في ليلة غابت
نحوس نجومها |
|
و بدت مع القمر
المنير الأسعد |
والسيّد الحميري قريب من عصر الإمام عليهالسلام فقد نظم هذه المأثرة التي شاعت في عصره ، وقد حكت هذه الأبيات الثناء العاطر على أمّ الإمام وأنّها كريمة الأصل طاهرة الذيل ، وأنّها ولدت الإمام في ليلة لا نحس فيها.
٢ ـ بولس سلامة :
عرض الشاعر الملهم المسيحي بولس سلامة في ملحمته الرائعة في أهل البيت إلى ولادة الإمام في أعزّ بيت من بيوت الله تعالى ، قائلا :
صبرت فاطم على
الضّيم حتّى |
|
لهث اللّيل لهثة
المكدود |
وإذا نجمة من
الافق خفّت |
|
تطعن اللّيل
بالشّعاع الجديد |
وتدانت من
الحطيم وقرّت |
|
وتدلّت تدلّي
العنقود |
تسكب الضّوء في
الأثير دفيقا |
|
فعلى الأرض وابل
من سعود |
واستفاق الحمام
يسجع سجعا |
|
فتهشّ الأركان
للتّغريد |
بسم المسجد
الحرام حبورا |
|
وتنادت حجاره
للنّشيد |
كان فجران : ذلك
اليوم فجر |
|
لنهار وآخر
للوليد (١) |
٣ ـ منعم الفرطوسي :
أمّا شاعر أهل البيت العلاّمة الزكي الشيخ عبد المنعم الفرطوسي فقد كان من أعلام الشعراء ، وقد وهب حياته وفكره للأئمّة الطاهرين ، وقد نظم في ملحمته الكثير من مناقبهم وفضائلهم ، وهي أهمّ موسوعة شعرية في الأئمّة عليهمالسلام ، قال فيما يخصّ ولادة الإمام بالبيت الحرام :
قبسات من
الهداية شقّت |
|
ظلمات العمى
بصبح مضاء |
ولواء التّوحيد
رفّ فلفّت |
|
عذبات الإلحاد
والكبرياء |
ويقين أهاب
بالشّكّ حتّى |
|
أذهب الرّيب من
ضمير الرّياء |
نفحات من
الإمامة أوحت |
|
بشذاها شمائل
الأنبياء |
حملتها أمانة
ورعتها |
|
حين أدّت ما
عندها بوفاء |
__________________
(١) ديوان بولس سلامة : ٤٨.
خير أمّ عذراء
قدسا وطهرا |
|
هي أسمى قدرا من
العذراء |
وضعتها في حيث
أزكى مكان |
|
فتجلّت كالدّرّة
البيضاء |
حين شقّ البيت
الحرام جلالا |
|
يوم ميلاد سيّد
الأوصياء |
فأقامت فيه
ثلاثا بأمن |
|
وثمار الجنان
خير غذاء |
وقريش في حيرة
تتقرّى |
|
غامض السّرّ في
ضمير الخفاء |
وإذا بالفضاء
يزهو بهاء |
|
من محيّا مبارك
وضّاء |
وعليّ كالبدر
يشرق نورا |
|
وهي بشر تضيء
كالجوزاء |
حملته كالذّكر
بين يديها |
|
حين وافت لسيّد
البطحاء |
فتجلّى والحقّ
فجر مبين |
|
دامغا كلّ باطل
وافتراء |
ويقينا يمحو
الظّنون وتمحو |
|
آية النّور آية
الظّلماء (١) |
تسمية امّه له :
وبهرت السيّدة فاطمة بمنظر وليدها العظيم ، فقد رأت الفروسية بادية عليه ، والشجاعة ماثلة فيه ، ورأت سلامة جسده فسمّته حيدرة ، وهو من أسماء الأسد ، وكان الإمام كما سمّته امّه بالأسد ، فقد كان أسد الله وأسد رسوله ، وهو الذي حصد بسيفه رءوس شجعان العرب في سبيل الإسلام ، وكان عليهالسلام يعتزّ بهذه التسمية ، وخاطب فارس العرب عمرو بن عبد ودّ حين نازله في ميدان الحرب فقال له :
« أنا الّذي سمّتني امّي حيدره |
|
كليث غابات شديد
قسوره » |
ولم يلبث أن أطاح برأس عمرو ، وكان ذلك من الانتصارات الباهرة التي أحرزها الإسلام.
ويقول الشاعر الملهم بولس سلامة :
__________________
(١) ملحمة الفرطوسي ٢ : ٧ ـ ٨.
هالت الامّ صرخة
جال فيها |
|
بعض شيء من
همهمات الاسود |
دعت الشّبل
حيدرا وتمنّت |
|
وأكبّت على
الرّجاء المديد |
أسدا سمّت ابنها
كأبيها |
|
لبدة الجدّ
اهديت للحفيد (١) |
تسمية أبي طالب له :
أمّا أبوه شيخ البطحاء ومؤمن قريش فإنّه دخل الكعبة المقدّسة وناجى الله تعالى بإخلاص أن يلهمه تسمية وليده المبارك قائلا :
يا ربّ هذا
الغسق الدّجى |
|
والقمر المنبلج
المضيّ |
بيّن لنا من
أمرك الخفيّ |
|
ما ذا ترى في
اسم ذا الصّبيّ |
فألهمه الله تعالى أن يسمّيه عليّا ، فخرج من البيت الحرام وهو ينشد أمام قريش :
سمّيته بعليّ كي
يدوم له |
|
عزّ العلوّ وفخر
العزّ أدومه |
لقد كان هذا الاسم المبارك الذي سمّته به السماء من أحسن الأسماء وأجملها ، فقد كان الإمام عاليا في مواهبه وعبقرياته ، وعاليا في إيمانه وسموّ أخلاقه ، وعاليا فيما وهبه الله من طاقات الفضل والأدب والكمال. يقول عبد الباقي العمري :
أنت العليّ
الّذي فوق العلى رفعا |
|
ببطن مكّة عند
البيت إذ وضعا |
سمّتك امّك بنت
اللّيث حيدرة |
|
أكرم بلبوة ليث
أنجبت سبعا (٢) |
__________________
(١) ديوان بولس سلامة : ٤٨.
(٢) ديوان عبد الباقي العمري : ٩٦.
سنة ولادته :
ولد أمير البيان ورائد العدالة الإسلامية الإمام عليهالسلام في يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة (١) وبالحساب الميلادي كانت ولادته سنة ( ٦٠٠ م ) ، وقد ولد قبل البعثة النبوية باثنتي عشرة سنة ، وقيل أقلّ من ذلك.
ألقابه :
أمّا الألقاب التي تضفى على الشخص فإنّها تحكي صفاته ونزعاته. يقول الشاعر :
وقلّما أبصرت
عيناك من رجل |
|
إلاّ ومعناه إن
فكّرت في لقبه |
وألقاب الإمام عليهالسلام تشير إلى بعض محاسن صفاته ، وهي :
١ ـ الصدّيق :
لقّبه النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك (٢) ، وإنّما لقّب به لأنّه صدّق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وآمن بجميع ما جاء به من عند الله تعالى ، وقد أسلم قبل أن يسلم غيره ، قال عليهالسلام :
« أنا الصّدّيق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم » (٣). وقد اشتهر هذا اللقب في عصره وعرف به. يقول الصحابي الكبير مالك الأشتر مخاطبا الإمام عليهالسلام : « أنت الصدّيق الأكبر ». أجل والله إنّه الصدّيق الأكبر الذي لا يضارعه أحد من المسلمين في ذلك.
٢ ـ الوصي :
من الألقاب الكريمة التي عرف بها الإمام عليهالسلام « الوصي » أي وصي
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٩٠ ، وفي تاريخ الخميس أنّه ولد بعد عام الفيل بسبع سنين.
(٢) تأريخ الخميس ٢ : ٢٧٥.
(٣) المعارف : ٧٣. الذخائر : ٥٨. الرياض ٢ : ٢٥٧.
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أضفاه عليه الرسول ، فقد منحه ذلك في كوكبة من الأحاديث كان منها :
ـ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ : « هذا وصيّي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي » (١).
ـ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ وصيّي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ، ويقضي ديني ، عليّ بن أبي طالب » (٢).
ـ سأل سلمان الفارسي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : من وصيّك؟ فقال له : « يا سلمان ، من كان وصيّ موسى؟ » ، قال : يوشع بن نون ، قال : « فإنّ وصيّي ووارثي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي ، عليّ بن أبي طالب » (٣).
لقد شاع هذا اللقب للإمام بين العامّة والخاصّة ، واستمدّوا ذلك من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
مع الشعراء :
وانتشر هذا اللقب في جميع العصور الإسلامية ، ونظمه الشعراء من قدامى ومحدثين ، ولنستمع إليهم :
١ ـ خزيمة بن ثابت :
أمّا خزيمة فهو من ألمع أصحاب الإمام وأكثرهم ولاء له ، وكان من قادة جيشه في حرب الجمل ، خاطب الإمام بقوله :
يا وصيّ النّبيّ
قد أجلت الحر |
|
ب لنا وسادت
الأضغان |
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٣ : ١٠٦.
(٢) كنز العمّال ٦ : ١٥٤.
(٣) الرياض النضرة ٢ : ١٧٨.
وقد نقم على عائشة وأنكر عليها خروجها لحرب الإمام قائلا لها :
أ عائش خلّي عن
عليّ وعيبه |
|
بما ليس فيه
إنّما أنت والده |
وصيّ رسول الله
من دون أهله |
|
و أنت على ما
كان من ذاك شاهده |
إنّ خزيمة بن ثابت من أوثق الصحابة ، ومن أكثرهم تحرّجا في دينه ، وأنّه على بيّنة أنّ الإمام عليهالسلام وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخليفته من بعده على امّته.
٢ ـ عبد الرحمن الجمحي :
ولمّا بويع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالخلافة انبرى عبد الرحمن يهنّئ المسلمين ببيعته قائلا :
لعمري لقد
بايعتم ذا حفيظة |
|
على الدّين
معروف العفاف موفّقا |
عليّ وصيّ
المصطفى ووزيره |
|
و أوّل من صلّى
لذي العرش واتّقى |
لقد كان لقب الوصيّ من أشهر ألقاب الإمام وأكثرها ذيوعا بين الناس.
٣ ـ جرير بن عبد الله البجليّ :
أمّا جرير بن عبد الله البجليّ فهو من أفذاذ أصحاب الإمام عليهالسلام ، وقد أنكر على شرحبيل بن السمط الكنديّ انضمامه إلى معاوية ومناجزته للإمام ، وقد أرسل له أبياتا من الشعر عاب فيها حربه للإمام كان منها هذا البيت الذي نظم فيه « الوصاية » :
وصيّ رسول الله
من دون أهله |
|
و فارسه الحامي
به يضرب المثل |
٤ ـ سعيد بن قيس :
وسعيد بن قيس من طلائع أصحاب الإمام ، ومن أكثرهم ولاء له ، وكان معه في حرب الجمل الذي قادته عائشة بنت أبي بكر لإسقاط حكومة الإمام عليهالسلام ، وقال سعيد في وصف الحرب وضراوتها ، وقد نظم لفظ الوصيّ قال :
أيّة حرب أضرمت
نيرانها |
|
و كسّرت يوم
الوغى مرّانها؟ (١) |
قل للوصيّ أقبلت
قحطانها |
|
فادع بها
تكفيكهم همدانها |
هم بنو هاشم وهم إخوانها |
٥ ـ حجر بن عدي :
كان حجر بن عدي من خيار صحابة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن أكثرهم ولاء لوصيّه وباب مدينة علمه الإمام عليهالسلام وقد استشهد في سبيل ولائه له ، قتله معاوية بن هند ، وكانت شهادته من الأحداث الجسام في ذلك العصر.
وكان حجر من قادة جيش الإمام في حرب الجمل ، وهو القائل :
يا ربّنا سلّم
لنا عليّا |
|
سلّم لنا
المبارك المضيّا |
المؤمن الموحّد
التّقيّا |
|
لا خطل الرّأي
ولا غويّا |
بل هاديا موفّقا
مهديا |
|
و احفظه ربّي
واحفظ النّبيّا |
فيه فقد كان له
وليّا |
|
ثمّ ارتضاه بعده
وصيّا |
٦ ـ النعمان بن عجلان :
كان النعمان بن عجلان مع الإمام في معركة صفّين ، فقال محرّضا لجيش الإمام على حرب معاوية :
كيف التّفرّق
والوصيّ إمامنا |
|
لا كيف إلاّ
حيرة وتخاذلا |
فذروا معاوية
الغويّ وتابعوا |
|
دين الوصيّ
لتحمدوه آجلا |
٧ ـ أبو الأسود الدؤلي :
ونظم العالم الكبير أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام لفظة الوصيّ بهذا البيت :
__________________
(١) مرّانها : رماحها.
احبّ محمّدا حبّا شديدا |
|
وعبّاسا وحمزة والوصيّا |
٨ ـ الفضل بن العباس :
قال الفضل بن العباس في مدحه للإمام عليهالسلام :
إلا إنّ خير
النّاس بعد محمّد |
|
وصيّ النّبيّ
المصطفى عند ذي الذّكر |
و أوّل من صلّى
وصنو نبيّه |
|
و أوّل من أردى
الغواة لدى بدر |
٩ ـ حسّان بن ثابت :
نظم حسّان بن ثابت أبياتا في مدح الإمام عليهالسلام ذكر فيها لفظ الوصيّ :
حفظت رسول الله
فينا وعهده |
|
إليك ومن أولى
به منك من ومن؟ |
ألست أخاه في
الهدى ووصيّه |
|
و أعلم فهر
بالكتاب وبالسّنن؟ |
١٠ ـ الكميت :
أمّا الكميت الأسدي فهو من طلائع الفكر الإسلامي ، وتعدّ هاشميّاته من ذخائر الأدب العربي ، وقد صوّر فيها ـ بصدق ـ حقيقة أهل البيت عليهمالسلام وما عانى شيعتهم من المحن والخطوب. قال في مدح الإمام :
والوصيّ الّذي
أمال التّجوبي |
|
به عرش أمّة
لانهدام |
كان أهل العفاف
والمجد والخي |
|
ر ونقض الامور
والإبرام |
١١ ـ المتنبّي :
أمّا المتنبّي فهو شاعر الحياة على امتداد التأريخ ، ولم يؤثر عنه ـ فيما نعلم ـ مدح للإمام سوى هذين البيتين ، وقد ذكر فيهما لفظ الوصيّ :
وتركت مدحي
للوصيّ تعمّدا |
|
إذ كان نورا
مستطيلا شاملا |
وإذا استطال
الشّيء قام بذاته |
|
و صفات ضوء
الشّمس تذهب باطلا |
١٢ ـ أبو تمام الطائي :
أمّا أبو تمام الطائي فهو من ألمع شعراء العربية في العصر العبّاسي ، قال في
مدحه للإمام ، وقد ذكر لفظ الوصيّ :
ومن قبله أحلفتم
لوصيّه |
|
بداهية دهياء
ليس لها قدر |
فجئتم بها بكرا
عوانا ولم يكن |
|
لها قبلها مثلا
عوان ولا بكر |
أخوه إذا عدّ
الفخار وصهره |
|
فلا مثله أخ ،
ولا مثله صهر |
وشدّ به أزر
النّبيّ محمّد |
|
كما شدّ من موسى
بهارونه الأزر |
١٣ ـ دعبل الخزاعي :
أمّا دعبل الخزاعي فقد وهب حياته لآل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وناضل في سبيلهم كأشدّ وأقسى ما يكون النضال ، لقد نشر مآثرهم في العصر العباسي الذي تنكّر للسادة العلويّين وطاردهم تحت كلّ حجر ومدر ، وكان من نظمه في الإمام عليهالسلام مع ذكر الوصيّ بهذه الأبيات :
سلام بالغداة
وبالعشيّ |
|
على جدث بأكناف
الغريّ |
ولا زالت عزالي
النّوء تزجي |
|
إليه صبابة
المزن الرّويّ (١) |
ألا يا حبّذا
ترب بنجد |
|
و قبر ضمّ أوصال
الوصيّ |
وصيّ محمّد بأبي
وامّي |
|
و أكرم من مشى
بعد النّبيّ |
وقال في رثاء أبي الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام وقد ذكر لفظ الوصيّ :
رأس ابن بنت
محمّد ووصيّه |
|
يا للرّجال على
قناة يرفع! |
هذه شذرات ممّا نظمه أعلام الشعر العربي في مدح الإمام عليهالسلام ، وقد حفلت بذكر الوصيّ الذي هو من أكثر ألقابه شيوعا وانتشارا.
٣ ـ الفاروق :
لقّب الإمام عليهالسلام بالفاروق لأنّه يفرق بين الحقّ والباطل ، وقد اقتبس هذا اللقب
__________________
(١) عزالي النوء : الغيوم الممطرة.
من الأحاديث النبوية التي أضفت عليه ذلك ، وهذه بعضها :
ـ روى أبو ذرّ وسلمان أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد عليّ عليهالسلام وقال : « إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصّدّيق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الامّة يفرق بين الحقّ والباطل » (١).
ـ روى الصحابي الجليل أبو ذرّ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعليّ : « أنت الصّدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق الّذي تفرق بين الحقّ والباطل » (٢).
ـ روى أبو ليلى الغفاري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فألزموا عليّ بن أبي طالب فإنّه أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصّدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الامّة » (٣).
٤ ـ يعسوب الدين :
اليعسوب في اللغة فحل النحل ، ثمّ اطلق على السيّد الشريف في قومه ، وهو من ألقاب الإمام عليهالسلام ، لقّبه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فقد قال له : « هذا ـ وأشار إلى الإمام ـ يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظّالمين » (٤).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ يعسوب المؤمنين ». وروى أبو سعد قال : دخلت على عليّ عليهالسلام وبين يديه ذهب فقال : « أنا يعسوب المؤمنين ، وهذا ـ أي الذهب ـ يعسوب المنافقين » ، ثمّ قال : « بي يلوذ المؤمنون ، وبهذا يلوذ المنافقون » (٥).
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢. فيض القدير ٤ : ٣٥٨. كنز العمّال ٦ : ١٥٦. فضائل الصحابة ١ : ٢٩٦.
(٢) الرياض النضرة ٢ : ٦٥٥.
(٣) الاصابة ٧ : ١٦٧. اسد الغابة ٥ : ٢٨٧. الاستيعاب ٢ : ٦٥٧.
(٤) مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢.
(٥) كنز العمّال ٦ : ٣٩٤. الصواعق المحرقة : ٧٥. وفي تأريخ الخميس ٢ : ٣٧٥ : « أنّ الإمام كان يلقّب بيعسوب الأئمّة ».
٥ ـ الوليّ :
من الألقاب الرفيعة التي تقلّدها الإمام عليهالسلام ( الوليّ ) ، وقد منحته السماء هذا الوسام العظيم ، قال تعالى :
( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١).
نزلت الآية الكريمة في حقّ الإمام عليهالسلام حينما تصدّق بخاتمه على المسكين ، وقد حصرت الآية الولاية العامّة على الناس في الله تعالى ورسوله والإمام ، وعبّرت عنه بصيغة الجمع ، وهي : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) دون المفرد ؛ تعظيما لشأنه وإكبارا لسموّ منزلته.
وممّا يزيد في أهمّية هذا الحصر وتأكيده اسمية الجملة وهي أبلغ في التأكيد من الجملة الفعلية ، بالإضافة إلى حصرها بكلمة « إنّما » التي هي من أدوات الحصر ، وقد أضفى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا اللقب بكوكبة من الأحاديث وهذه بعضها :
ـ روى ابن عبّاس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ : « أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي » (٢).
ـ روى الخطيب البغدادي بسنده عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « سألت الله فيك خمسا فأعطاني أربعا ومنعني واحدة ؛ سألته فأعطاني فيك أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ، وأنت معي ، معك لواء الحمد وأنت تحمله ، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي ... » الحديث (٣).
ـ روى النسائي بسنده أنّ قوما شكوا عليّا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتألّم ، والغضب
__________________
(١) المائدة : ٥٥.
(٢) سنن أبي داود ١ : ٣٦٠.
(٣) تاريخ بغداد ٤ : ٣٣٩.
يبصر في وجهه ، وقال : « ما تريدون من عليّ؟ إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي » (١).
والمتأمّل في هذه الأحاديث يتجلّى له الأمر بوضوح أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام الإمام من بعده خليفة ووليّا على امّته ، فإنّ معنى الوليّ هو : مالك الأمر والمتصرّف في شئون من يتولّى عليه.
٦ ـ أمير المؤمنين :
من الألقاب الشائعة للإمام عليهالسلام ( أمير المؤمنين ) حتّى أنّه إذا اطلق فلا ينصرف إلى سوى الإمام ، يقول الدكتور زكي مبارك :
« أمير المؤمنين هو اللقب الاصطلاحي لعليّ بن أبي طالب ، فإن رأى القارئ في كتاب قديم من غير نصّ على اسم فليعرف أنّ المراد هو عليّ بن أبي طالب » (٢) ، وقد أفضى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا اللقب عليه.
روى أبو نعيم بسنده عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا أنس ، اسكب لي وضوءا » ، ثمّ قام فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : « يا أنس ، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وخاتم الوصيّين » ، قال أنس : قلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار وكتمته ، إذ جاء عليّ عليهالسلام ، فقال : « من هذا يا أنس؟ » فقلت : عليّ ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق عليّ بوجهه ، قال علي : « يا رسول الله ، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل » ، قال : « وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي؟ وتسمعهم
__________________
(١) خصائص النسائي : ١٩. الرياض النضرة ٢ : ١٧١. كنز العمّال ٦ : ١٩٤. معرفة الصحابة ١ : ٢٩٦.
(٢) عبقرية الشريف الرضي ٢ : ٢٢٨.
صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي » (١).
حكت هذه الرواية سموّ منزلة الإمام عليهالسلام وعظيم شأنه عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّه لم يحظ بمثل ذلك أحد سواه.
٧ ـ الأمين :
من ألقاب الإمام عليهالسلام ( الأمين ) لقّب بذلك لأنّه كان أمينا على امور الدين وأسرار خاتم المرسلين ، وقد منحه هذا اللقب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد قال له :
« يا عليّ ، أنت صفيّي وأميني » (٢).
٨ ـ الهادي :
من ألقاب الإمام عليهالسلام ( الهادي ) ، فقد كان هاديا للمسلمين ومرشدا للمتّقين ووليّا للمؤمنين ، وقد اقتبس هذا اللقب من
قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« أنا المنذر وعليّ الهادي ، وبك يهتدي المهتدون » (٣).
٩ ـ الاذن الواعية :
من الألقاب الكريمة للإمام عليهالسلام ( الاذن الواعية ) ، فقد كان عليهالسلام اذنا واعية لجميع ما انزل على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد قال له النبيّ حينما نزلت عليه الآية ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) :
« سألت ربّي أن يجعلها اذنك يا عليّ » ، فقال عليّ : « فما نسيت شيئا بعد ،
__________________
(١) حلية الأولياء ١ : ٦٣.
(٢) ذخائر العقبى : ٥٧. تأريخ الخميس ٢ : ٣٧٥.
(٣) مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٩. كنز العمّال ٦ : ١٥٧. وجاء هذا المعنى في ذيل تفسير الآية : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) من سورة الرعد. تفسير الطبري ١٣ : ٧٢. تفسير الحقائق : ٤٢ ، وكذلك ذكره الفخر الرازي.
وما كان لي أن أنسى » (١).
١٠ ـ المرتضى :
من ألقابه الكريمة ( المرتضى ) لقّب بذلك لأنّ الله ارتضاه وصيّا للنبيّ وخليفة له من بعده ، أو لأنّ الله تعالى ارتضاه لسيّدة النساء زهراء الرسول زوجا (٢).
١١ ـ الأنزع البطين :
لقّب الإمام بذلك لأنّه كان ذا صلعة ليس في رأسه شعر إلاّ من خلفه ، وكان عظيم البطن ولكن بلا بطنة. يقول الجواهري في جوهرته التي رثى بها أبا الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام :
فيا بن البطين
بلا بطنة |
|
و يا ابن الفتى
الحاسر الأنزع (٣) |
سأل رجل عبد الله بن عباس حبر الامّة ، فقال له : اخبرني عن الأنزع البطين فقد اختلف الناس فيه؟ فأجابه ابن عبّاس : أيّها الرجل ، والله لقد سألت عن رجل ما وطئ الحصى بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل منه ، وإنّه لأخو رسول الله ، وابن عمّه ووصيّه وخليفته على امّته ، وانّه الأنزع من الشرك ، بطين من العلم ، ولقد سمعت رسول الله يقول : « من أراد النّجاة غدا فليأخذ بحجزة هذا الأنزع ـ يعني الإمام » (٤).
١٢ ـ الشريف :
أمّا الإمام فهو من أشرف الناس بحسبه ومثله وورعه وتقواه ، وقد آمن بذلك
__________________
(١) تفسير الطبري ٢٩ : ٣٥. الكشّاف ٤ : ٦٠٠ في تفسير الآية ١٣ من سورة الحاقّة. كنز العمّال ٦ : ١٠٨. الدرّ المنثور ٨ : ٢٦٧.
(٢) ذخائر العقبى : ٣٢. كنز العمال ٦ : ١٥٢.
(٣) ديوان الجواهري ٣ : ٢٣٥.
(٤) حياة أمير المؤمنين عليهالسلام : ٤٥.
أعداؤه وخصومه ، فقد روى المؤرّخون أنّ الجيش العباسي لمّا أحاط بمروان آخر ملوك الأمويّين قال لبعض وزرائه : إنّ هذا الجيش ـ أي الجيش العباسي ـ بحاجة لعليّ ، فأنكر عليه ذلك ، وقال له : إنّ عليّا جيش بذاته ، فقال له مروان : لقد عزب عنك ما أردته ، إنّ هذا الجيش بحاجة لعليّ في شرفه ونبله ، فإنّه إذا استولى علينا يستأصل نساءنا وأطفالنا وشيوخنا ، ولا يتركون منّا نافخ رماد ، وإذا كان عليّ قائدا للجيش فإنّه لا يعمل ذلك معنا يصدّه شرفه ونبله عن اقتراف ذلك. وصدق مروان في تفرّسه فإنّ العبّاسيّين حينما استولوا على الحكم استأصلوا شأفة الأمويّين ، ومثّلوا حتّى بأمواتهم (١).
١٣ ـ بيضة البلد :
من ألقابه الكريمة ( بيضة البلد ) كما كان أبوه بيضة مكّة ومصدر عزّها وشرفها (٢).
١٤ ـ خير البشر :
لقّبه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ( خير البشر ) ، وقد ورد ذلك في كوكبة من الأحاديث هذه بعضها :
ـ روى الخطيب البغدادي بسنده عن جابر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ خير البشر فمن امترى (٣) فقد كفر » (٤).
ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ خير البشر من شكّ فيه كفر » (٥).
__________________
(١) حياة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ١ : ٣٣٦.
(٢) تاريخ الخميس ٥ : ٣٧٥. معرفة الصحابة ١ : ٢٩٧. حياة الحيوان ـ الجاحظ ٢ : ٣٣٦.
(٣) امترى : أي شكّ.
(٤) تاريخ بغداد ٧ : ٤٢١.
(٥) كنوز الحقائق : ٩٢.
ـ روى الخطيب البغدادي عن عليّ عليهالسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من لم يقل عليّ خير البشر فقد كفر » (١).
وأثرت عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا المضمون كوكبة اخرى من الأحاديث.
١٥ ـ سيّد العرب :
من الألقاب الكريمة للإمام عليهالسلام ( سيّد العرب ) أضفاه عليه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب » (٢).
وروت عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ادعوا لي سيّد العرب » ، فقلت :
يا رسول الله ، ألست سيّد العرب؟ قال : « أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب » (٣).
وروى سلمة بن كهيل قال : مرّ عليّ بن أبي طالب على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده عائشة فقال لها : « إذا سرّك أن تنظري إلى سيّد العرب فانظري إلى عليّ بن أبي طالب » ، فقالت : يا نبيّ الله ، ألست سيّد العرب؟ فقال : « أنا إمام المسلمين ، وسيّد المتّقين ، وإذا سرّك أن تنظري إلى سيّد العرب فانظري إلى عليّ بن أبي طالب » (٤).
١٦ ـ حجّة الله :
من ألقابه العظيمة ( حجّة الله ) فقد كان حجّة من الله على عباده يهديهم للتي هي أقوم وينير لهم طرق الهداية ، منحه هذا اللقب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « أنا وعليّ حجّة الله على عباده » (٥) ، وروى أنس بن مالك قال : كنت عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فرأى عليّا مقبلا
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٤. كنز العمّال ٦ : ١٥٧. حلية الأولياء ١ : ٦٣.
(٢) كنز العمّال ٦ : ١٥٧. حلية الأولياء ١ : ٦٣.
(٣) مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٤.
(٤) تاريخ بغداد ١١ : ٨٩.
(٥) كنوز الحقائق ـ المناوي : ٤٣.
فقال : « يا أنس » ، قلت : لبّيك ، قال : « هذا المقبل حجّتي على أمّتي يوم القيامة » (١).
هذه بعض الألقاب التي أضيفت على الإمام عليهالسلام ، وهي تحكي سموّ ذاته وعظيم شأنه ومعالي أخلاقه.
كناه :
كنّي الإمام عليهالسلام بكوكبة من الكنى الشريفة ، وهذه بعضها :
١ ـ أبو الريحانتين :
وهما الإمامان الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، كنّاه بذلك الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد قال له :
« يا أبا الرّيحانتين ، فعمّا قليل يذهب ركناك ، والله خليفتي عليك » ، فلمّا قبض رسول الله قال عليّ : « هذا أحد الرّكنين » ، فلمّا توفّيت سيّدة نساء العالمين زهراء الرسول عليهاالسلام قال : « هذا الرّكن الآخر » (٢).
٢ ـ أبو السبطين :
كنّي بولديه سبطي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الإمامين الحسن والحسين عليهاالسلام (٣) ، وقد شاعت هذه الكنية.
٣ ـ أبو الحسن :
كنّي الإمام عليهالسلام بابنه الأكبر الإمام الحسن السبط الأوّل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحبّ ذرّيّته إليه (٤).
__________________
(١) الرياض النضرة ٢ : ١٩٣.
(٢) ذخائر العقبى : ٥٦. تأريخ الخميس ٢ : ٣٧٥.
(٣) و (٤) إعلام الورى : ١٩٤.