غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٧

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٧

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦١

قلبي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجّة الله على بريّته ، وأنت ركن الإيمان ، وأنت مصباح الدجى وأنت منار الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح وأنت الصراط المستقيم وأنت قائد الغرّ المحجّلين، وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت وليّ من أنا مولاه ، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة لا يحبّك إلّا طاهر الولادة ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة ، وما عرج بي ربّي عزوجل إلى السماء قط وكلّمني ربّي إلّا قال : يا محمّد أقرأ عليّا منّي السلام وعرّفه أنّه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي ، وهنيئا لك هذه الكرامة يا عليّ» (١).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة سبع عشرة وثلاثمائة وهو ابن مائة وسبع سنين ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ابن الطفاوي قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد الخفاف عن عطية العوفي عن مخدوج بن زيد الذهلي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين المسلمين ثمّ قال : «يا عليّ أنت أخي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ، أما علمت يا عليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ثمّ يدعى بأبينا إبراهيم عليه‌السلام فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ثمّ يدعى النبيّين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله ويكسون حللا خضرا من حلل الجنّة.

ألا وإنّي أخبرك يا عليّ أن أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة ، ثمّ أبشّرك يا عليّ أن أوّل من يدعى يوم القيامة يدعى بك ، هذا لقرابتك منّي ومنزلتك عندي ، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين ، وإن آدم وجميع ما خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قصبه فضّة بيضاء ، زجّه درّة خضراء ، له ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة في المشرق ، وذؤابة في المغرب ، وذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر : الأوّل بسم الله الرحمن الرحيم ، والآخر الحمد لله ربّ العالمين ، والثالث لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ثمّ ينادي المنادي من عند العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ ، ألا وإنّي أبشّرك يا عليّ أنّك تدعى إذا دعيت ، وتكسى إذا كسيت وتحبى إذا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٨٢ / مجلس ٥٠ / ح ١٤.

٤١

حبيت» (١).

الرابع : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال : أخبرني أبو عليّ الحسن ابن عليّ بن الفضل الداودي قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال : حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأبلي قال : حدّثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا هارون الرشيد قال : حدّثني أبي المهدي قال : حدّثني أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ قال : حدّثني أبي محمد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن عبد الله بن العباس عن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يا أيّها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا» فقال له قائل بأبي أنت وأمّي يا رسول الله من الركبان؟

قال : «أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء ، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة ، خطمها من اللؤلؤ الرطب ، وعيناها من ياقوتتين حمراوين ، وبطنها من زبرجد أخضر ، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، وظاهرها من رحمة الله ، وباطنها من عفو الله ، إذا أقبلت زفّت وإذا أدبرت زفّت ، وهو أمامي على رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع ، ذلك التاج له سبعون ركنا ، كلّ ركن كالكوكب الدرّي في افق السماء ، بيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة ، لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله فلا يمرّ بملإ من الملائكة إلّا قالوا : نبي مرسل ، ولا بنبي إلّا يقول : ملك مقرّب ، فينادي مناد من بطنان العرش : يا أيّها الناس ليس هذا بملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب ، ويجيء شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته : من أنتم فيقولون : نحن العلويّون فيأتيهم النداء : أيّها العلويّون أنتم الآمنون ، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون» (٢).

الخامس : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثني أبو بكر محمد بن صالح السبيعي قال : حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البزاز قال : حدّثني عيسى بن عبد الرحمن الكوفي الخزاز قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن عليّ عن أبان بن تغلب عن أبي داود الأنصاري عن الحارث الهمداني قال دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : «يا حرث أتحبّني»؟

فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٤٠٢ / مجلس ٥٢ / ح ١٤.

(٢) أمالي الطوسي : ٣٤ / مجلس ٢ / ح ٤.

٤٢

قال : «أمّا لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله لرأيتني حيث تحبّ» (١).

السادس : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ الرازي قال : حدّثنا جعفر بن محمد الحنفي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال : حدّثنا عمرو بن شمر قال : حدّثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله بن حزام قال : أتيت رسول الله فقلت : يا رسول الله من وصيّك؟

قال : فأمسك عنّي عشرا لا يجيبني. ثمّ قال : يا جابر ألا أخبرك عمّا سألتني؟

فقلت : بأبي أنت وأمّي ، أما والله لقد سكتّ عنّي حتّى ظننت أنّك وجدت عليّ.

فقال : «ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء فأتاني جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد ربّك يقول : إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك وخليفتك على أهلك وأمّتك ، والذائد عن حوضك ، وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة».

فقلت : يا نبي الله ، أرأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟

قال : «نعم يا جابر ، ما وضع هذا الوضع إلّا ليتابع عليه فمن تابعه كان معي غدا ومن خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (٢).

السابع : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمد بن جعفر بن الصولي قال : حدّثنا محمد بن الحسين الطائي قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن جعفر بن سلمان الضبعي قال : حدّثني أبي عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن الفضل قال : حدّثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أعطيت في عليّ تسعا : ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة ، واثنتين أرجوهما له ، وواحدة أخافها عليه ، فأمّا الثلاث التي في الدنيا ، فساتر عورتي والقائم بأمر أهلي ووصيي فيهم ، وأمّا الثلاث التي في الآخرة : فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي ، وأعتمد عليه في مقام الشفاعة ، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة ، وأما اللتان أرجوهما له فإنّه لا يرجع من بعدي ضالا ولا كافرا ، وأمّا التي أخافها عليه فغدر قريش به من بعدي» (٣)

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٤٨ / مجلس ٢ / ح ٣٠.

(٢) أمالي الطوسي : ١٩٠ / مجلس ٧ / ح ٢٣.

(٣) أمالي الطوسي : ٢٠٩ / مجلس ٨ / ح ٩.

٤٣

الثامن : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا أبو جعفر السعدي قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن الحوض فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أما إذا سألتموني عنه فسأخبركم أن الحوض أكرمني الله به وفضّلني على من كان قبلي من الأنبياء ، وهو ما بين أيلة وصنعاء فيه من الآنية عدد نجوم السماء ، يسيل فيه خليجان من الماء ، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، حصاه الزمرد والياقوت ، بطحاؤه مسك أذفر ، شرط مشروط من ربّي لا يرده أحد من أمّتي إلّا النقيّة قلوبهم الصحيحة نيّاتهم المسلّمون للوصي من بعدي الذين يعطون ما عليهم في يسر ، ولا يأخذون ما عليهم في عسر ، يذود عنهم يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب من إبله ، من شرب منه لم يظمأ أبدا» (١).

التاسع : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين قال : حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال : حدّثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكبا إلّا نحن أربعة» فقال له العباس بن عبد المطلب عمّه : فداك أبي وأمّي من هؤلاء الأربعة؟

قال : «أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين ، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ركنا ، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام ، وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا؟ ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش ، فينادي مناد من بطن العرش : ليس بملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم» (٢).

العاشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا أحمد قال : حدّثنا عبد الرحمن قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة عن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «أتزعمون أن رحم نبي الله لا تنفع يوم القيامة؟ بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة ـ ثمّ قال ـ يا أيّها الناس أنا فرطكم على الحوض ، فإذا جئت

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٢٧ / مجلس ٨ / ح ٥٠.

(٢) أمالي الطوسي : ٢٥٨ / مجلس ١٠ / ح ٤.

٤٤

وقام رجال يقولون ، يا نبيّ الله أنا فلان بن فلان ، وقال آخر : يا نبي الله أنا فلان بن فلان ، وقال آخر: يا نبي الله أنا فلان بن فلان ، فأقول : أمّا النسب فقد عرفت ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى»(١).

الحادي عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا الحفار قال : حدّثنا إسماعيل قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا دعبل قال : حدّثنا مجاشع بن عمر عن ميسرة بن عبيد الله عن عبد الكريم الجزري عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنّه سئل عن قول الله عزوجل (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) قال : سأل قوم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟

قال : «إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد ، ليقم سيّد المؤمنين ومعه الذين آمنوا فقد بعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم عليّ بن أبي طالب فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا ، فيعطي أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة ، إنّ ربّكم يقول لكم : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم يعني الجنّة ، فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة ، ثمّ يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم الى الجنّة ويترك أقواما على النار ، فذلك قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا ... عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يعني السابقين الأوّلين والمؤمنين وأهل الولاية له وقوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم» (٢).

الثاني عشر : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن الوليد ، حدّثني محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام عن ابيه عن جده عليهما‌السلام قال بلغ أم سلمة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أن مولى لها ينتقص عليّا ويتناوله فأرسلت إليه فلمّا صار إليها قالت له : يا بني بلغني إنّك تنتقص عليّا وتتناوله؟

قال : نعم يا أمّاه.

قالت له : أقعد ثكلتك أمّك حتّى أحدّثك بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ اختر لنفسك ، إنّا كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتيت الباب فقلت: أدخل يا رسول الله عليك؟

__________________

(١) أمالي الطوسي : صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢٦ / مجلس ١٠ / ح ٣٨.

(٢) أمالي الطوسي : ٣٧٨ / مجلس ١٣ / ح ٦١.

٤٥

قال : لا ، قالت فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطه أو نزل فيّ شيء من السماء ، ثمّ لم ألبث أن أتيت الباب الثاني فقلت : أدخل يا رسول الله؟

فقال : لا ، وكبوت كبوة أشد من الأولى ثمّ لم ألبث حتّى أتيت الباب الثالث فقلت : أدخل يا رسول الله فقال : أدخلي يا أمّ سلمة فدخلت وعليّ عليه‌السلام جاث بين يديه وهو يقول : «فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني به»؟

قال : «آمرك بالصبر» ثمّ أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه الثالث فقال له : «يا عليّ يا أخي إذا كان لك ذلك منهم فسلّ سيفك وضعه على عاتقك ، وأضرب قدما قدما حتّى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم» ثمّ التفت صلى‌الله‌عليه‌وآله إليّ فقال لي : «تالله ما هذه الكآبة يا أمّ سلمة»؟

قلت : الذي كان من ردّك إياي يا رسول الله.

فقال لي : «والله ما رددتك من موجدة وإنّك لعلى خير من الله ورسوله ولكن أتاني جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي فأمرني أن أوصي بذلك عليّا.

يا أم سلمة اسمعي واشهدي ، هذا عليّ بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب ، هذا حامل لوائي في الدنيا وحامل لواء الحمد غدا في القيامة ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي ، هذا عليّ بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذاب عن حوضي ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب سيّد المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».

قلت : يا رسول الله من الناكثون؟

قال : «الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة».

قلت : من القاسطون؟

قال : «معاوية وأصحابه من أهل الشام».

قلت : من المارقون.

قال : «أصحاب النهروان» فقال مولى أم سلمة : فرّجت عنّي فرّج الله عنك ، والله لا سببت عليّا أبدا (١).

الثالث عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : أخبرنا محمد بن جرير

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٤٢٥ / مجلس ١٥ / ح ٩.

٤٦

أبو جعفر الطبري قراءة قال : حدّثني محمد بن عمارة الأسدي قال : حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال : حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد عن أبيه قال : حدّثني أبو سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : شهدت مع عليّ عليه‌السلام يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس ، حتّى إذا كان عند الظهر فكشف الله ذلك عنّي ، فقاتلت قتالا شديدا قال : ثمّ أتيت بعد ذلك المدينة فاتيت أم سلمة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّمت فاستأذنت فقيل : من ذا؟

فقلت : سائل.

فقالت : اطعموا السائل.

فقلت : إنّي والله ما أسأل طعاما ولا شرابا ولكنّي أبو ثابت مولى أبي ذر.

فقالت : مرحبا ، فقصصت عليها قصّتي قالت : فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال : فقلت إلى أحسن ذلك ، كشف الله ذلك عنّي حين زوال الشمس ، فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين عليه‌السلام حتّى فرغ.

قالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : «إنّ عليّا مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض» (١).

والروايات في هذا الباب كثيرة جدّا ، من أراد الوقوف بكثرته فعليه بكتابنا معالم الزلفى فإنّ فيه من طريق المخالف والمؤالف ما يبلغ حدّ التواتر.

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٥٠٦ / مجلس ١٨ / ح ١٥.

٤٧

الباب التاسع والثلاثون والمائة

في أنّه عليه‌السلام حامل اللواء يوم القيامة وساقي الحوض وقسيم الجنّة والنار

من طريق العامّة زيادة في ما تقدم وفيه ثمانية وعشرون حديثا

الأوّل : روى صدر الأئمّة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفّق بن أحمد المكي الخوارزمي بإسناده المتصل عن سلمان قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أوّل الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب» (١).

الثاني : موفّق بن أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال أبي دفع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ففتح الله تعالى عليه ، وأوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنّه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة وقال له : «أنت منّي وأنا منك» وقال له : «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل» وقال له : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» وقال له : «أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت».

وقال له : «أنت العروة الوثقى» وقال له : «أنت تبيّن لهم ما يشتبه عليهم من بعدي» وقال له : «أنت إمام كلّ مؤمن ومؤمنة وولي كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي» وقال له : «أنت الذي أنزل الله فيه (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) وقال له : «أنت الآخذ بسنّتي والذاب عن ملّتي» وقال له : «أنا أوّل من تنشق الأرض عنه وأنت معي» وقال له : «أنا عند الحوض وأنت معي» وقال له : «أنا أوّل من يدخل الجنّة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة» وقال له : «ان الله تعالى أوحى إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلّغتهم ما أمرني الله بتبليغه» وقال له : «اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلّا بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون».

ثمّ بكى صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له : ممّ بكاؤك يا رسول الله؟

قال : «أخبرني جبرئيل عليه‌السلام أنّه يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده ، وأخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمّة على محبتهم ، وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا ، وكثرة المادح لهم ،

__________________

(١) المناقب : ٥٢ / ح ١٥.

٤٨

وذلك حين تغيّر البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج ، فعند ذلك يظهر القائم فيهم.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي ، هو من ولد ابنتي فاطمة ، يظهر والله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ، وتبعتهم الناس راغب إليهم وخائف لهم».

قال : وسكن البكاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال : «معاشر المسلمين أبشروا بالفرج فإنّ وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يردّ وهو الحكيم الخبير وإن فتح الله قريب ، اللهمّ إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهمّ اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزّهم ولا تذلّهم وأخلفني فيهم ، إنّك على ما تشاء قدير» (١).

الثالث : موفّق بن أحمد بإسناده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّه قال : جاءنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب قال : ترقدون في المسجد ، قلنا : قد أجفلنا وأجفل عليّ معنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي إنّه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، ألّا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة ، والذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة ، تذود عنه رجالا كما تذود البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج ، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي» (٢).

الرابع : موفّق بن أحمد بإسناده عن زيد بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح خيبر : «لو لا ان تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا بحيث لا تمرّ بملإ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي.

يا عليّ أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنّتي ، وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي وإنّك غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين ، وأنت أوّل من يرد عليّ الحوض ، وأنت أوّل داخل في الجنّة من أمّتي ، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين ، مبيضّة وجوههم حولي ، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني وإنّ اعداءك غدا ظماء مظمئون ، مسودّة وجوههم مقمحون ومقمعون ، يضربون بالمقامع وهي سياط من نار مقمحين (٣) ، وحربك حربي وسلمك سلمي وسرّك سرّي وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك سريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وإن ولدك

__________________

(١) المناقب : ٦١ / ح ٣١.

(٢) المناقب : ١٠٩ / ح ١١٦.

(٣) في ينابيع المودة (١ / ٢٠٠) : مقتحمين.

٤٩

ولدي لحمك لحمي ودمك دمي ، وإن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك ، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وإن الله عزوجل قد أمرني أن أبشّرك أنّك وعترتك في الجنّة وعدوّك في النار ، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك ولا يغيّب عنه محب لك».

قال عليّ : «فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما أنعم به عليّ من الإسلام والقرآن وحبّبني إلى خاتم النبيين وسيّد الوصيين صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

الخامس : موفّق بن أحمد بإسناده عن مخدوج بن زيد الباهلي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين المسلمين ثمّ قال : «يا عليّ أنت أخي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير انّه لا نبي بعدي ، أما علمت يا عليّ أن أوّل من يدعى به يوم القيامة بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ثمّ يدعى بالنبيّين بعضهم على بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ألا وإنّي أخبرك يا عليّ أن أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة ، ثمّ أنت أوّل من تدعى لقرابتك منّي ومنزلتك عندي ، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين ، آدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة ، وطوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قصبته فضّة بيضاء ، زجّه درة خضراء ، له ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط السماء الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر : الأوّل بسم الله الرحمن الرحيم ، والثاني الحمد لله رب العالمين ، والثالث لا إله إلّا الله محمد رسول الله طول كلّ سطر ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة ، ولتسير بلوائي والحسن عن يمينك والحسين عن شمالك حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ، ينادي مناد من تحت العرش ، نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك عليّ أبشر يا عليّ فإنّك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت» (٢).

السادس : موفّق بن أحمد أيضا بإسناده في حديث طويل قال : لمّا قدم عليّ رضى الله عنه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد فتح خيبر قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح عليه‌السلام لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى وأنا منك وأنت منّي ، ترثني وأرثك إلّا أنّه لا نبي بعدي ، وأنّك تبرئ ذمّتي وتقاتل على سنّتي ، وإنّك غدا في الآخرة أقرب الناس منّي وإنّك

__________________

(١) المناقب : ١٢٨ / ح ١٤٣ بزيادة من المصنف.

(٢) المناقب : ١٤٠ / ح ١٥٩.

٥٠

أوّل من يرد عليّ الحوض ، وأوّل من يكسى معي ، وأوّل داخل في الجنّة من أمتي ، وإن شيعتك على منابر من نور وإن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك» (١).

السابع : موفّق بن أحمد بإسناده عن جابر بن سمرة قال : قيل : يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة؟

قال : «من عسى يحملها إلّا من حملها في الدنيا وهو عليّ بن أبي طالب» (٢).

الثامن : موفّق بن أحمد بإسناده عن مالك بن دينار قال : سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

فنظر إليّ وقال : كأنّك رخيّ البال قال : فغضب وشكوت إلى إخوانه من القرّاء قالوا لي : لأنّك سألته وهو خائف من الحجاج ، وقد لاذ بالبيت ، فسله الآن ، فسألته فقال : كان حاملها عليّ ، هكذا سمعته من ابن عباس (٣).

التاسع : موفّق بن أحمد بإسناده عن عيسى بن عبيد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب قال : حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة وأنت معي ، ومعي لواء الحمد وهو بيدك تسير به أمامي وتسبق به الأوّلين والآخرين»(٤).

العاشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس قال ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلّا نحن أربعة» فقال له العباس بن عبد المطلب عمّه فداك أبي وأمّي ومن هؤلاء الأربعة؟

قال : «أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمّي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء ، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين ، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن ، وعلى رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ألف ركن ، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام ، وبيده لواء الحمد وهو ينادي : لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا؟ هو ملك مقرّب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا بملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي

__________________

(١) المناقب : ١٢٨ / ح ١٤٣ بتفاوت.

(٢) المناقب : ٣٥٨ / ح ٣٦٩.

(٣) مستدرك الصحيحين : ٣ / ١٣٧ ، مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٨٥.

(٤) المناقب : ٣٥٩ / ح ٣٧١.

٥١

طالب وصي رسول الله وأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين في جنات النعيم» (١).

الحادي عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن محمد بن الحسين المعروف بشلقان عن جعفر بن محمدعليه‌السلام عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين والصدّيقين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه» فقام أبو دجانة فقال : ألم تخبرنا عن الله سبحانه وتعالى أنّه أخبرك أن الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى تدخلها أنت ، وعلى الأمم حتّى تدخلها أمتك؟

قال : «بلى ولكن أما علمت أن حامل لواء الحمد أمامهم ، وعليّ بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يديّ يدخل به الجنّة وأنا على أثره» فقام عليّ رضى الله عنه وقد أشرق وجهه سرورا وهو يقول : «الحمد لله الذي شرّفنا بك يا رسول الله» (٢)

الثاني عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي أحمد بن عامر بن سليمان قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمد ، حدّثني أبي محمد بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ إني سألت ربّي فيك خمس خصال فأعطاني : أما أولها فسألت ربي أن تنشق الأرض عنّي وانفض التراب عن رأسي وأنت معي ، وأما الثانية فسألت ربّي أن يوفقني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني ، وأمّا الثالثة فسألت ربّي أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الحمد لله الأكبر الذي تحته المفلحون الفائزون بالجنّة فأعطاني ، وأمّا الرابعة فسألت ربّي أن تسقي أمّتي من حوضي فأعطاني ، وأما الخامسة فسألت ربّي أن يجعلك قائد أمّتي إلى الجنّة فأعطاني ، والحمد لله الذي من عليّ بذلك» (٣).

الثالث عشر : موفّق بن أحمد أيضا بإسناده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : «يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة» فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمّي ، أنت ومن؟

قال : «أنا على دابّة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت وعمّي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد ينادي ، لا إله إلّا الله ، محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقول الآدميّون : ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش ، فيجيبهم رجل من بطنان العرش : يا معاشر الآدميّين ليس هذا ملكا مقرّبا ولا نبيّا مرسلا ولا حامل عرش ، هذا عليّ

__________________

(١) المناقب : ٣٥٩ / ح ٣٧٢.

(٢) تقدم الحديث مع مصدره في الباب ١٣٧ ح ٩ ، وهو في المناقب للخوارزمي : ٣١٧ ح ٣١٩.

(٣) المناقب : ٢٩٣ / ح ٢٨٠.

٥٢

ابن أبي طالب رضى الله عنه» (١).

الرابع عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا بريدة(٢) إن الله ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب فقال : إنّه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني ، يا بريدة عليّ بن أبي طالب أنسي (٣) غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، وهو يعينني غدا في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربّي» (٤).

الخامس عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته فغدا عليه عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ بالغداة ، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، فدخل فإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن البيت ورأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله؟

فقال : بخير يا أخا رسول الله ، فقال عليّ : جزاك الله عنّا أهل البيت خيرا ، فقال له دحية : إنّي لاحبك وإن لك عندي مدحة أزفّها إليك ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين ، وأنت سيّد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيّين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزفّ أنت وشيعتك يوم القيامة إلى الجنّة مع محمّد وحزبه إلى الجنان زفّا زفّا ، قد أفلح من تولّاك وخسر من عاداك ، فبحب محمد أحبوك ، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ادن منّي صفوة الله ، فأخذ رأس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في حجره (فذهب فرفع رسول الله رأسه) فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما هذه الهمهمة»؟

فقال عليّ بما جرى فقال : «يا عليّ لم يكن دحية ولكن كان جبرائيل ، سمّاك باسم سمّاك الله به، فهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين» (٥).

السادس عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن يزيد بن اشراحيل كاتب عليّ قال : سمعت عليّا ـ كرّم الله وجهه ـ يقول : «حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال لي : يا عليّ ألم تسمع قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّا محجّلين» (٦).

السابع عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي هريرة وجابر قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ بن

__________________

(١) المناقب : ٢٩٥ / ح ٢٨٦ وتقدم الحديث في الباب ١٣٧.

(٢) في المصدر : يا أبا برزة.

(٣) في المصدر : أخي.

(٤) المناقب : ٣١٢ / ح ٣١١ وتقدم.

(٥) المناقب : ٣٢٣ / ح ٣٢٩.

(٦) المناقب : ٢٦٥ / ح ٢٤٧.

٥٣

أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة ، فيه اكواب كعدد النجوم ، وسعة حوضي ما بين ايلة إلى صنعاء» (١).

الثامن عشر : موفّق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس رحمه‌الله قال : سأل قوم النبيّ ، فيمن نزلت هذه الآية؟

قال : «إذا كان يوم القيامة عقد لواء الحمد من نور أبيض ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده وتحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنّة ، إن ربّكم يقول : إنّ لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما يعني الجنّة ، فيقوم عليّ والقوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنّة ثمّ يرجع إلى منبره ، فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة وينزل (٢) أقواما على النار فذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يعني السابقين الأوّلين وأهل الولاية له : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) يعني كفروا وكذّبوا بالولاية وبحق عليّعليه‌السلام» (٣).

التاسع عشر : موفّق بن أحمد أيضا بإسناده عن أم سلمة قالت في حديث : لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» (٤).

العشرون : بالإسناد عن نافع عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالب: «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على الخبب من نور ، وعلى رأسك تاج قد اضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : أين خليفة محمد رسول الله فيقول: ها أنا ذا ، قال : فينادي المنادي : [يا عليّ] أدخل من أحبك الجنّة ومن عاداك في النار ، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النار» (٥).

الحادي والعشرون : كتاب الفائق أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ : «أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة ،

__________________

(١) المناقب : ٣١٠ / ح ٣٠٨ ، والمعجم الأوسط : ١ / ٦٧.

(٢) في المصدر : ويترك.

(٣) أمالي الطوسي بتفاوت : ٣٧٨ / ح ٨١٠ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٦٠٢.

(٤) مستدرك الصحيحين : ٣ / ١٢٤ وكنز العمّال / ح ١٢١٣.

(٥) بشارة المصطفى : ٩٩ / ح ٢٧.

٥٤

تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج ، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي» (١).

الثاني والعشرون : نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ صاحب لوائي وأميني على الحوض ومعيني على مفاتيح خزائن الجنّة» (٢).

الثالث والعشرون : موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ أنت تبيّن لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي ، يا عليّ أنت تغسّل جثّتي وتؤدّي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمّتي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة» (٣).

الرابع والعشرون : ابن المغازلي الشافعي في كتابه بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : «إنّك قسيم الجنّة والنار ، وأنت تقرع باب الجنّة وتدخلها بغير حساب» (٤).

الخامس والعشرون : ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : لما مرض الأعمش مرضه الذي مات فيه دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة فقالوا : يا أبا محمد هذا آخر يوم من أيام الدنيا، وأوّل يوم من أيام الآخرة ، وكنت تروي عن عليّ عليه‌السلام ، وكان السلطان يعترضك عليها وفيها تعيير بني أميّة ، ولو كنت اقتصرت لكان الرأي فقال : ألي تقولون هذا؟

أسندوني فسندوه فقال : حدّثني المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعليّ عليه‌السلام : ادخلا الجنّة من أحبكما ، وأدخلا النار من أبغضكما ، فيجلس عليّ عليه‌السلام على شفير جهنّم فيقول : هذا لي وهذا لك» (٥).

السادس والعشرون : إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامّة قال : حدّثني أبي رضى الله عنه قال : أنبأنا سعد بن عبد الله قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن يحيى (٦) قال : أنبأنا العباس بن معروف قال: أنبأنا أبو حفص العبدي عن أبي هارون العيدي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا سألتم الله عزوجل فاسألوه إليّ الوسيلة» فسألت النبيّ عن الوسيلة فقال : «هي درجتي من الجنّة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهر إلى

__________________

(١) المناقب : ١٠٩ / ح ١١٦ باب ٩ ، والمستدرك : ٢ / ١٣٨.

(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٣٠ ط. دار الفكر.

(٣) مناقب الخوارزمي : ٣٢٩ / ح ٣٤٦ ، وكنز العمّال : ١١ / ٦١٢.

(٤) مناقب ابن المغازلي : ٦٧ / ح ٩٧ ، والينابيع : ١ / ٢٤٩.

(٥) روي الحديث في مناقب الكلابي المطبوع بذيل مناقب ابن المغازلي : ٤٢٧ ح ٣ ، والحديث مروي في الصراط المستقيم : ١ / ٢٤٧ ، والمناقب الكوفي : ٢ / ٥٢٧ مسندا.

(٦) في المصدر : أحمد بن محمد بن عيسى.

٥٥

مرقاة زبرجد ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضّة ، فيؤتي بها يوم القيامة حتّى تنتصب مع درجة النبيّين فيه فهي درج النبيّين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صدّيق ولا شهيد إلّا قال : طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته فيأتي النداء من عند الله عزوجل يسمع النبيين وجميع الخلائق : هذه درجة محمد ، فأقبل أنا يومئذ متئزّرا بريطة من نور الجنّة ، عليّ تاج الملك وإكليل الكرامة ، وعليّ بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه : لا إله إلّا الله ، المفلحون هم الفائزون بالله ، فإذا مررنا بالنبيّين قالوا : هذان ملكان مقرّبان لم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيّان مرسلان ، حتّى أعلو درجة وعليّ يتّبعني حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها وعليّ أسفل منّي بدرجة فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلّا قالوا : طوبى لهذين العبدين ، ما أكرمهما على الله! فيأتي النداء من قبل الله جل جلاله ليسمع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد ، وهذا وليّي عليّ ، طوبى لمن أحبه ، وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا عليّ إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا (أو (١) جحدك حقا) إلّا اسودّ وجهه واضطربت قدماه ، فبينا أنا كذلك إذ ملكان قد أقبلا إليّ أمّا أحدهما فرضوان خازن : الجنّة ، وأمّا الآخر فمالك خازن النار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد فأقول السلام عليك أيّها الملك من أنت؟

فما أحسن وجهك وأطيب ريحك فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة ، فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب ، ثمّ يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك أيّها الملك ، من أنت؟ ما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ، فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب ، ثمّ يرجع مالك فيقبل عليّ ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقف على عجرة جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفرها واشتد حرّها ، وعليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم : جرني يا عليّ فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها عليّ عليه‌السلام : قرّي يا جهنّم ، خذي هذا واتركي هذا خذي هذا عدوي واتركي هذا ، وليي ، فلجهنم

__________________

(١) زيادة ليست في المصدر.

٥٦

يومئذ أشد مطاوعة لعليّ من غلام احدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق» (١).

السابع والعشرون ومائة : صاحب الأربعين حديث عن الأربعين صحابي وهو الحديث الرابع عشر قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري بقراءتي عليه ، حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد البزاز بسامراء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين [ومائتين] قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن المسرور الهاشمي الحلبي ، حدّثنا عليّ بن عادل القطان بنصيبين ، حدّثنا محمد بن تميم الواسطي ، حدّثنا الحماني عن شريك.

قال : كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه ؛ إذ دخل عليه ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة ، فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش فقال : يا سليمان اتق الله وحده لا شريك له واعلم أنك في أوّل يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، وقد كنت تروي في عليّ بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل.

فقال سليمان الأعمش : لمثلي يقال هذا؟ اقعدوني وسنّدوني ثمّ أقبل على أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة ، حدّثني أبو المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعليّ بن أبي طالب : ادخلا الجنّة من أحبّكما ، والنار من أبغضكما ، وهو قول الله عزوجل : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ).

قال أبو حنيفة : قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا.

قال الفضل : سألت الحسن بن عليّ عليه‌السلام فقلت : من الكفار؟

فقال : «الكافر بجدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ومن العنيد؟

قال : «الجاحد حق عليّ بن أبي طالب» (٢).

الثامن والعشرون : أبو الحسن محمد بن شاذان الفقيه في المناقب المائة لعليّ عليه‌السلام وبنيه الأئمّةعليهم‌السلام من طريق العامّة قال : الثالث والعشرون عن الباقر عليه‌السلام عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسئل عن قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ١٠٦ / ب ١٩ / ح ٧٦.

(٢) الأربعين لمنتخب الدين : ٥٢ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ٢٦٤ ، وبشارة المصطفى : ٨٩ / ح ٢١.

٥٧

جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) : يا عليّ إذا جمع الناس (١) يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، فيقول الله تعالى : يا محمد ويا عليّ قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذّبكما في النار» (٢).

وقد تقدّم في هذه الآية بمعنى ذلك وإنّ عليّا عليه‌السلام قسيم الجنّة والنار من طريق العامّة روايات كثيرة.

__________________

(١) في المصدر : الخلائق.

(٢) مائة منقبة : ٤٨.

٥٨

الباب الأربعون والمائة

في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قسيم الجنّة والنار

من طريق الخاصّة وفيه ثمانية عشر حديثا

الأوّل : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبو القاسم الحسيني قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن حسان قال : حدّثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في قوله تعالى (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثمّ يقول تبارك وتعالى لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وكذّبكما في النار» (١).

الثاني : عليّ بن إبراهيم أيضا قال : حدّثنا أبي عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا سألتم الله فاسألوه إليّ الوسيلة ، فسألنا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الوسيلة فقال : هي درجتي في الجنّة وهي ألف مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضّة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النبيّين ، فهي في درجة النبيّين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صدّيق إلّا قال : طوبى لمن هذه درجته ، فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين : هذه درجة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاقبل يومئذ مؤتزرا بريطة من نور ، على رأسي تاج الملك مكتوب عليه ، لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، عليّ وليّ الله المفلحون هم الفائزون بالله ، فإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان مقربان، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان ملكان لم نعرفهما ولم نرهما ، أو قالوا : هذان نبيّان مرسلان ، حتّى أعلو الدرجة وعليّ يتبعني حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها وعليّ أسفل منّي وبيده لوائي ، فلا يبقى يومئذ نبيّ ولا مؤمن إلّا رفعوا رءوسهم إليّ يقولون : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فينادي المنادي يسمع النبيّين وجميع الخلائق : هذا حبيبي محمّد ، وهذا وليّي عليّ بن أبي طالب ، طوبى لمن أحبّه وويل لمن أبغضه

__________________

(١) تفسير القمّي : ٢ / ٣٢٤.

٥٩

وكذّب عليه.

ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبّك إلّا استروح (١) إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممّن عاداك ونصب لك حربا أو جحد لك حقا إلّا اسودّ وجهه واضطربت قدماه ، فبينا أنا كذلك إذا بملكين قد أقبلا [إليّ] أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنان ، وأمّا الآخر فمالك خازن النار ، فيدنو إليّ رضوان فيسلّم عليّ ويقول : السلام عليك يا نبي الله، فأردّ عليه‌السلام فأقول : من أنت أيّها الملك الطيّب الريح الحسن الوجه الكريم على ربّه؟

فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح الجنّة ، فخذها يا رسول الله (٢) ، فأقول : [قد] قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما أنعم به عليّ ، فادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب ، فيدفعها إليه ويرجع رضوان.

ثمّ يدنو مالك خازن النار فيسلّم عليّ ويقول : السلام عليك يا حبيب الله ، فأقول له : وعليك السلام أيّها الملك ، ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك! من أنت؟

فيقول : أنا مالك خازن النار أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح النار ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما أنعم به عليّ وفضّلني به ، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب ، فيدفعها إليه ، ثمّ يرجع مالك فيقبل عليّ ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقعد على حجرة (٣) جهنّم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتدّ حرّها [وكثر شرارها] فتنادي جهنّم : يا عليّ جزني فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : أقرّي يا جهنّم ، ذري هذا وليّي ، وخذي هذا عدوي ، فلجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه فإن شاء يذهب به يمنة وإن شاء يذهب به يسرة ولجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق ، وذلك أن عليّا [يومئذ] قسيم الجنّة والنار» (٤).

الثالث : الشيخ في أماليه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عزوجل (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ) قال : «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب ، وذلك إنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا عليّ وكساني وكساك يا عليّ. ثمّ قال لي ولك يا علي : ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما وأدخلا

__________________

(١) أي وجد الراحة واللذة.

(٢) في المصدر : يا محمد.

(٣) في المصدر : يقف على شفير.

(٤) تفسير القمّي : ٢ / ٣٢٦ ، وتأويل الآيات : ١ / ١٤٨.

٦٠