أول الزمان ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عزوجل أرحم بك وأرأف عليك منّي لمكانك منّي وموقعك في قلبي ، قد زوجك الله زوجك وهو أعظمهم حسبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت عزوجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي» قال عليّ عليهالسلام : «لم تبق فاطمة بعده إلّا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله تعالى به» (١).
الثامن والسبعون : صاحب الأربعين بإسناده عن حذيفة قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله فذكر ما هو كائن ثم قال : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من ولدي اسمه اسمي» فقام سلمان وقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله من أي ولدك هو؟ قال : من ولد هذا ، وضرب بيده على رأس الحسين عليهالسلام. (٢)
التاسع والسبعون : الأربعين بإسناده عن عبد الله بن عمر قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهديعليهالسلام من قرية يقال لها كرعة» (٣).
الثمانون : الأربعين بإسناده عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري» (٤).
الحادي والثمانون : الأربعين بإسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المهدي رجل من ولدي ، لونه لون عربي ، وجسمه إسرائيلي ، على خده الأيمن خال ، كأنّه كوكب درّي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا ، يرضى في خلافته أهل الأرض والسماء والطير في الجو» (٥).
الثاني والثمانون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المهديّ منّا أجلى الجبين ، أقنى الأنف» (٦).
الثالث والثمانون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد عن النبي صلىاللهعليهوآله : «المهديّ منّا أهل البيت ، رجل من أمتي أشمّ الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (٧).
الرابع والثمانون : الأربعين عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «بينكم وبين الروم أربع هدن تقوم الرابعة على يد رجل من آل هرقل ، يدوم سبع سنين» فقال له رجل من عبد قيس
__________________
(١) بحار الانوار ٤٧ / ٧٩ ح ٣٧ ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي : ١ / ١٤٩.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٧٩ ح ٣٧.
(٣) بحار الانوار ٤٧ / ٨٠ ح ٣٧.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٠ ح ٣٧.
(٥) عقد الدرر : ١٨ باب ١.
(٦) ينابيع المودة : ٣ / ٤٠٧ ، وغريب الحديث لابن قتيبة : ١ / ٣٥٩.
(٧) بحار الانوار ٤٧ / ٨٠ ح ٣٧.
يقال له المستورد بن غيلان : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، من إمام الناس يومئذ؟ قال : «المهدي من ولدي ابن أربعين سنة ، كأنّ وجهه كوكب درّي ، في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان كأنّه من رجال بني إسرائيل ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك» (١).
الخامس والثمانون : الأربعين بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا أقنى الجبهة ، يملأ الأرض عدلا ، يفيض المال عليه فيضا» (٢).
السادس والثمانون : الأربعين بإسناده عن أبي أمامة قال ، خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وذكر الدجال قال : «فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص» فقالت أم شريك : فأين العرب يومئذ يا رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : «هم يومئذ قليل ، وجلّهم ببيت المقدس ، إمامهم المهدي عليهالسلام رجل صالح» (٣).
السابع والثمانون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «يخرج المهدي في أمتي ، يبعثه الله غياثا للناس ، تنعم الأمة وتعيش الماشية وتخرج الأرض نباتها والمال صحاحا» (٤).
الثامن والثمانون : الأربعين بإسناده عن عبد الله بن عمر قال النبي صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهدي وعلى رأسه (٥) غمامة فيها مناد ينادي ، هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه» (٦).
التاسع والثمانون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحا» فقال له رجل : ما معنى صحاحا؟ قال : «التسوية بين الناس» (٧).
التسعون : الأربعين بإسناده عن عبد الله بن عمر قال النبي صلىاللهعليهوآله : «لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا» (٨).
__________________
(١) المعجم الكبير : ٨ / ١٠١ ، ومسند الشاميين : ٢ / ٤١٠.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
(٣) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
(٤) كشف الغمة : ٣ / ٢٧٠.
(٥) في الأصل : وعليه.
(٦) المصادر السابقة.
(٧) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
(٨) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
الحادي والتسعون : الأربعين بإسناده عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي ، وخلقه خلقي ، يكنى أبا عبد الله» (١).
الثاني والتسعون : الأربعين بإسناده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما» (٢).
الثالث والتسعون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لتملأن الأرض ظلما وعدوانا ، ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وعدوانا» (٣).
الرابع والتسعون : الأربعين بإسناده عن زرارة بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي ، يملأها قسطا وعدلا» (٤).
الخامس والتسعون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له ، المهدي يكون عطاؤه هنيئا» (٥).
السادس والتسعون : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يخرج رجل من أهل بيتي ، يعمل بسنتي ، وتنزل له البركة من السماء ، وتخرج له الأرض بركتها ، ويملأ الأرض عدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ويحكم على هذه الأمة سبع سنين ، وينزل بيت المقدس» (٦).
السابع والتسعون : الأربعين بإسناده عن ثوبان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فائتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي» (٧).
الثامن والتسعون : الأربعين بإسناده عن علقمة بن عبد الله قال : بينا نحن عند النبيصلىاللهعليهوآله إذ أقبلت فتية من بني هاشم ، فلمّا رآهم النبي صلىاللهعليهوآله اغرورقت عيناه وتغير لونه ، فقالوا : يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه قال : «إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون
__________________
(١) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٣) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٥) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٦) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٧) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود ، فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون وينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلوا حتى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي ، فيملأها قسطا وعدلا كما ملؤها جورا ، فمن استطاع منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج» (١).
التاسع والتسعون : الأربعين بإسناده عن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويطردون المطيعين إلّا من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفرّ منهم بقلبه فإذا أراد الله تعالى أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد ، وهو القادر على ما يشاء ، وأصلح الأمة بعد فسادها ، يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي ، تجري الملاحم في يديه ويظهر الإسلام ، والله لا يخلف وعده وهو سريع الحساب» (٢).
المائة : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «تتنعم أمتي في زمان المهدي نعمة لم يتنعموا قبلها قط ، يرسل السماء عليهم مدرارا ، ولا تدع الأرض من نباتها شيئا إلّا أخرجته» (٣).
الحادي والمائة : الأربعين بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة ، أنا وأخي علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي» (٤).
الثاني والمائة : الأربعين بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة لملك رجل من أهل بيتي» (٥).
الثالث والمائة : الأربعين بإسناده عن ثوبان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يقتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم ، ثم يجيء خليفة الله المهدي ، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي» (٦).
الرابع والمائة : الأربعين بإسناده عن ثوبان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «تجيء الرايات السود من قبل المشرق ، كأنّ قلوبهم من حديد ، فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم ولو حبوا على الثلج» (٧).
الخامس والمائة : الأربعين بإسناده عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : «قلت : يا رسول الله أمنّا آل
__________________
(١) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٣) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٥) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٦) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٧) بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧ ، وينابيع المودّة : ١ / ٤٠٧.
محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : منّا ، يختم الله به الدين كما فتح ، بنا ينقذون من الفتن كما أنقذوا من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا كما ألف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» (١).
السادس والمائة : الأربعين بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة واحدة لطوّل الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما جورا ، ويقسم المال بالسوية ، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة ، فيملك سبعا أو تسعا ، ولا خير في عيش الحياة بعد المهدي» (٢).
السابع والمائة : الأربعين بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يفتح الله القسطنطينية وجبل الديلم على يده ، ولو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يفتحها» (٣).
الثامن والمائة : الأربعين بإسناده عن قيس بن جابر عن أبيه عن جدّه أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «سيكون بعدي خلفاء ، ومن بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (٤).
التاسع والمائة : الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «منّا الذي يصلّي عيسى ابن مريم خلفه» (٥).
العاشر والمائة : الأربعين بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميركم المهدي : تعال صلّ بنا ، فيقول : ألا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأمة» (٦).
الحادي عشر والمائة : الأربعين بإسناده يرفعه إلى محمد بن إبراهيم الإمام حدّثه أنّ أبا جعفر المنصور حدّثه عن أبيه عن جدّه عن عبد الله بن العبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لن تهلك أمة أنا في أولها ، وعيسى ابن مريم في آخرها ، والمهدي في وسطها» (٧).
الثاني عشر والمائة : ابن الخشاب قال : حدّثنا صدقة بن موسى قال : حدّثنا أبي عن الرضا عليهالسلام
__________________
(١) بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٣) سبيل الهدى والرشاد : ١٠ / ١٧٢.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٥) بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٦) بحار الانوار ٤٧ / ٨٥ ح ٣٧.
(٧) بحار الانوار ٤٧ / ٨٥ ح ٣٧.
قال : «الخلف الصالح من [ولد أبي محمد] الحسن بن عليّ [العسكري] وهو صاحب الزمان وهو المهدي» (١).
الثالث عشر والمائة : ابن الخشاب قال : حدّثني أبو القسم الطاهر بن هارون بن موسى العلوي عن أبيه هارون عن أبيه موسى ، قال سيّدي جعفر بن محمد : «الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي ، اسمه محمد وكنيته أبو القاسم ، يخرج في آخر الزمان ، يقال لأمه صيقل» قال لنا أبو بكر المزارع : وفي رواية اخرى بل أمّه حكيمة ، وفي رواية ثالثة يقال لها نرجس ، ويقال بل سوسن والله اعلم بذلك «ويكنى أبا القاسم وهو ذو الاسمين خلف ومحمد ، يظهر في آخر الزمان ، على رأسه غمامة تظله عن الشمس تدور معه حيثما دار ، تنادي بصوت فصيح : هذا المهدي عليهالسلام» (٢).
الرابع عشر والمائة : ابن الخشاب قال : حدّثني محمد بن موسى الطوسي ، حدّثني عبيد الله بن محمد بن القاسم بن عدي قال : يقال كنيته الخلف الصالح أبو القاسم ، وهو ذو الاسمين (٣).
الخامس عشر والمائة : أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي صاحب كتاب كفاية الطالب وكتاب البيان في أخبار صاحب الزمان قال : إني جمعت هذا الكتاب وعربته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد وهو أبواب ، الأول في ذكر خروجه في آخر الزمان عن زر عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» اخرجه أبو داود في سننه (٤).
السّادس عشر والمائة : الكنجي هذا عن عليّ عليهالسلام عن النبي : «لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا» (٥) هكذا اخرجه أبو داود في سننه.
السابع عشر والمائة : الكنجي هذا قال : أخبرنا الحافظ إبراهيم بن محمد الازهري الصيرفي بدمشق والحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي بجامع جبل قاسون ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن عبد الجبار بن عبد الرحمن قال : أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي ، أنبأنا عيسى بن شعيب بن إسحاق السحري ، أنبأنا الحافظ أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن عاصم الابري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث وقال فيه : وزاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك
__________________
(١) تاريخ ابن الخشاب : ٤٥ ، وليس فيه : العسكري.
(٢) تاريخ ابن الخشاب : ٤٥ ـ ٤٦.
(٣) تاريخ ابن الخشاب : ٤٦.
(٤) كفاية الطالب : ٤٨١.
(٥) كفاية الطالب : ٤٨٢.
اليوم حتى يبعث رجلا منّي أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
قال الكنجي : قد ذكر الترمذي الحديث في جامعه ولم يذكر : اسم أبيه اسم أبي ، وذكر أبو داود في معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار (اسمه اسم أبي) فقط ، والذي رواه اسم أبيه اسم أبي فهو زيادة وهو يزيد في الحديث ، وإن صحّ فمعناه واسم أبيه اسم أبي الحسين عليهالسلام وكنيته أبو عبد الله فجعل الكنية اسما كناية عنه أنه من ولد الحسين دون الحسن ، ويحتمل أنه قال : اسم أبيه اسم ابني أي الحسن ، ووالد المهدي اسمه حسن فيكون الراوي قد توهم قوله ابني فصحّفه فقال أبي ، وإنما قال هذا جمعا بين الروايات (١).
قال : الشيخ الفاضل عليّ بن عيسى في كشف الغمة بعد أن ذكر ما ذكرته : أما أصحابنا والمصنفون فإنهم لم يلتفتوا إلى هذا الحديث ما ثبت عندهم من اسمه واسم أبيه ، وأما الجمهور فقد نقلوا أن زيادة هذه تزيد في الأحاديث ، فوجب المصير الى أنه من زياداته ليكون جمعا بين الأقوال والروايات (٢).
الثامن عشر والمائة : الكنجي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال : كنّا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» أخرجه ابن ماجة في سننه» (٣).
التاسع عشر والمائة : الكنجي بإسناده عن سعيد بن المسيب أيضا عنها قالت : سمعت النبيصلىاللهعليهوآله : «يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة» أخرجه الحافظ أبو داود في سننه (٤).
العشرون والمائة : الكنجي بإسناده عن عليّ عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المهديّ منّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة» (٥).
الحادي والعشرون والمائة : الكنجي عن أنس بن مالك قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : «نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة ، أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهدي» أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه (٦).
__________________
(١) كفاية الطالب : ٤٨٣ ، وينابيع المودة : ٢ / ٣١٨.
(٢) كشف الغمة : ٣ / ٢٧٧ ذيل ب ١.
(٣) كفاية الطالب : ٤٨٦.
(٤) كفاية الطالب : ٤٨٦.
(٥) كفاية الطالب : ٤٨٧.
(٦) كفاية الطالب : ٤٨٨.
الثاني والعشرون والمائة : الكنجي عن ثوبان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم» ثم ذكر شيئا لا احتفظه ثم قال النبي صلىاللهعليهوآله : «فإذا رأيتم أميرهم فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي» اخرجه الحافظ ابن ماجة (١).
الثالث والعشرون والمائة : الكنجي عن عبد الله بن الحرث بن جز الزبيدي قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : «يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي» يعني سلطانه ، هذا حديث صحيح رواه الثقات والأثبات أخرجه الحافظ أبو عبد الله ماجة القزويني في سننه (٢).
الرابع والعشرون والمائة : ابن الاعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله أنه قال : «ويحا للطالقان فإن لله تعالى كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ، ولكن بها رجال مؤمنون ، وعرفوا الله حق معرفته ، وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان» (٣).
الخامس والعشرون والمائة : عن أبي سعيد الخدري قال : حسبنا أن يكون بعد نبيّنا حدث ، فسألنا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : «إن في أمتي المهدي يخرج فيعيش خمسا أو سبعا أو تسعا» قال : قلنا؟
وما ذاك؟ قال : «سنين يجيء الرجل إليه فيقول : يا مهدي أعطني قال : فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله». قال الحافظ الترمذي : حديث حسن وقد روي من غير وجه أبي سعيد عن النبيصلىاللهعليهوآله (٤).
السادس والعشرون والمائة : عن أبي سعيد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلّا فتسع ، تنعم فيه أمتي نعمة لم يتنعموا مثلها قط ، تقر الأرض بما فيها ولا تدخر فيها شيئا، والمال يومئذ كثير ، يقول الرجل : يا مهدي أعطني ، فيقول : خذ» (٥).
السابع والعشرون والمائة : عن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله قال : «يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث الشام فتنخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق ، فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كليب ، فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب ، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ، فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض ، فيلبث سبع
__________________
(١) كفاية الطالب : ٤٨٩.
(٢) كفاية الطالب : ٤٩٠.
(٣) كشف الغمة : ٣ / ٢٧٩ عن الفتوح.
(٤) صحيح الترمذي ٣ / ٣٤٣ ح ٢٣٣٣.
(٥) بحار الانوار ٤٧ / ٨٨.
سنين ، ثم يتوفّى ويصلّي عليه المسلمون» قال أبو داود : وقال بعضهم عن هشام : تسع ، قال : وهذا سياق الحفّاظ كالترمذي وابن ماجة القزويني وأبي داود (١).
الثامن والعشرون والمائة : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم عليهالسلام فيكم وإمامكم منكم» (٢) قال : هذا حديث صحيح حسن متفق على صحته من حديث محمد بن شهاب ، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما (٣).
التاسع والعشرون والمائة : عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم : تعال صلّ بنا فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله تعالى لهذه الأمة» قال : هذا حديث حسن ورواه مسلم في صحيحه (٤) ، وإن كان الحديث المتقدم قد تؤوّل فهذا لا يمكن تأويله لأنه ذكر فيه أن عيسى ابن مريم يقدّم أمير المسلمين ، وهو يومئذ المهدي ، هذا يبطل تأويل من قال : إن معنى قوله : وإمامكم منكم أي يأتيكم بكتابكم.
قال : فإن سأل سائل مع صحة الأخبار وهي أن عيسى ابن مريم يصلّي خلف المهديعليهالسلام ويجاهد بين يديه وأنه يقتل الدجال بين يديه ، ورتبة المقدّم في الصلاة معروفة ، وكذلك رتبة المتقدم للجهاد ، وهذه الأخبار مما ثبت طرقها عند السنة وكذلك ترويها الشيعة ، وهذا هو الجهاد والإجماع من كافة أهل الإسلام ، إذ من عدا الشيعة والسنة من الفرق قولهم ساقط مردود وحشو مطروح ، فيثبت أن هذا اجماع كافة أهل الإسلام ، ومع ثبوت الإجماع على صحة ذلك جمعا.
والجواب عن ذلك أن نقول : هما قدوتان نبي وإمام فإن كان أحدهما قدّمه لصاحبه في حال اجتماعهما وجب أن يكون الإمام قدوة للنبي في تلك الحال لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قوله صلىاللهعليهوآله : «يؤم بالقوم أقرأهم ، فإن استووا فأعلمهم ، فإن استووا فأفقههم ، فإن استووا فأقدمهم هجرة ، فإن استووا فأصبحهم وجها» (٥).
والمهدي عليهالسلام أفقه من عيسى وأعلم منه بالكتاب العزيز والسنّة وغير ذلك ، مع أنه ليس فيهماعليهماالسلام من تأخذه في الله لومة لائم ، وهما معصومان من القبائح والمداهنة والرياء والنفاق
__________________
(١) سنن ابن داود ٢ / ٣١٠ ح ٤٢٨٦.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ١٤٣ ، صحيح مسلم ١ / ١٣٧ ح ٢٤٦.
(٣) صحيح البخاري : ٤ / ١٤٣ ، وصحيح مسلم : ١ / ٩٤ ط. دار الفكر.
(٤) صحيح مسلم : ١ / ٩٥.
(٥) دعائم الاسلام ١ / ٥٢ (بتفاوت يسير).
ولا يدعي الداعي لأحدهما إلى فعل بما يكون خارجا عن حكم الشريعة ولا مخالفا لمراد الله تعالى ورسولهصلىاللهعليهوآله ، فإذا كان الأمر كذلك فالإمام أفضل من المأموم ، ولو علم الإمام أن عيسى أفضل منه لما جاز له أن يتقدم عليه ، وكذلك لو علم عيسى أنه أفضل منه لما جاز له أن يقتدي به لعصمتهما ولموضع تنزيه الله تعالى لهما عن كل مكروه من رياء أو نفاق أو محاباة أو غير ذلك ، ولمّا تحقق عيسى أن الإمام أفضل منه وأعلم منه قدّمه وصلّى خلفه ، ولو لا ذلك لم يسعه الاقتداء بالإمام ، فهذه درجة الفضل في الصلاة ثم الجهاد وهو بذل النفس بين يديه يرغب إلى الله تعالى بذلك ، ولو لا ذلك لم يصح لأحد جهاد بين يدي النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا بين يدي غيره ، والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (١) الآية ، وإن كان الإمام نائبا للرسول في أمته لا يسوغ لعيسى عليهالسلام أن يتقدم على نائب الرسول ، وما يؤكد قولنا أن عيسى عليهالسلام يصلّي خلف المهدي.
الثلاثون والمائة : ما رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث صحيح طويل في نزول عيسى عليهالسلام فمن ذلك قالت أم شريك بنت أبي العكري : يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال : «هم يومئذ قليل ، وجلّهم ببيت المقدس ، وإمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم قد تقدم يصلّي بهم الصبح إذا نزل عيسى عليهالسلام ، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسىعليهالسلام يصلّي بالناس ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم» (٢) قال : هذا حديث صحيح ثابت ، ذكره ابن ماجة القزويني في كتابه عن أبي أمامة الباهلي قال : خطبنا رسول اللهصلىاللهعليهوآله ... وهذا مختصره.
الحادي والثلاثون والمائة : ابن ماجة القزويني هذا بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبيصلىاللهعليهوآله : «المهدي منّي ، أجلى الوجه ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين» (٣) قال : هذا حديث ثابت صحيح أخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في صحيحه ، ورواه غيره من الحفاظ كالطبراني وغيره وذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الألف بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المهدي طاوس أهل الجنة» (٤).
__________________
(١) التوبة : ١١١.
(٢) سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦١ ح ٤٠٧٧.
(٣) سنن أبي داود ٤ / ١٠٧ ح ٤٢٨٥ ، صحيح الترمذي ٥ / ٥٠٦ ح ٢٢٣٢.
(٤) الفردوس ٤ / ٢٢٢ ح ٦٦٦٨.
الثاني والثلاثون والمائة : ابن ماجة القزويني هذا بإسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبيصلىاللهعليهوآله قال : «المهدي رجل من ولدي ، وجهه كالقمر الدري ، لونه لون عربي والجسم منه إسرائيلي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجوّ ، يملك عشرين سنة» (١).
الثالث والثلاثون والمائة : عن أبي هارون العبدي قال : أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له : شهدت بدرا؟ قال : نعم ، فقلت : ألا تحدّثني بشيء سمعته من النبي صلىاللهعليهوآله في علي عليهالسلام وفضله؟ قلت: بلى أخبرك أن النبي صلىاللهعليهوآله مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة عليهاالسلام تعوده وأنا جالس عن يمين النبي صلىاللهعليهوآله ، فلمّا رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة ... الحديث ، وهو أنه ضرب على منكب الحسين عليهالسلام وقال : «من هذا مهدي هذه الأمة» (٢) وقد مرّ ذكر الحديث منقولا في كفاية الطالب ، وهذا أخرجه الدارقطني صاحب الجرح والتعديل.
الرابع والثلاثون والمائة : عن أبي نصر قال كنا عند جابر بن عبد الله فقال : يوشك أهل العراق أن لا يجبى لهم دينار ، فقلت : من أين ذلك؟ قال : من قبل العجم يمنعون ذلك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى لهم دينار ، فقلنا : من أين ذلك؟ قال : من قبل الروم ، ثم سكت هنيّة ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون في آخر أمتي خليفة يحثى المال حثيا لا يعدّه عدا» قال : قلت لأبي نضره وأبي العلاء : أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ قالا : لا ، قال : هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه (٣).
الخامس والثلاثون والمائة : بالإسناد عن أبي نصر عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من خلفائكم خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عددا» قال : هذا حديث ثابت أخرجه الحافظ مسلم في صحيحه. (٤)
السادس والثلاثون والمائة : عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده» (٥).
السابع والثلاثون والمائة : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
«أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل ، يملأ الأرض قسطا وعدلا
__________________
(١) الفردوس بمأثور الخطاب ٤ / ٢٢١ ح ٦٦٦٧.
(٢) كفاية الطالب : ٥٠٢ ، ذخائر العقبى : ٤٤.
(٣) صحيح مسلم ٨ / ١٨٥.
(٤) صحيح مسلم ٨ / ١٨٥.
(٥) صحيح مسلم ٨ / ١٨٥.
كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحا» فقال رجل: ما معنى صحاحا؟
قال : «بالسوية بين الناس ، ويملأ الله تعالى قلوب أمة محمد غنى ويسع عدله حتى يأمر مناديا فينادي يقول : من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلّا رجل فيقول له : ايت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له : احث ، حتى إذا جعله في حجره وابرزه ندم ، فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا وأعجز عمّا وسعهم فيرده ولا يقبل منه شيئا ، فيقال له : إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده أو قال : لا خير في الحياة بعده» (١) وقال : حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهل الحديث في مسنده ، وفي هذا الحديث دلالة على أن هذا المجمل في حديث مسلم هو هذا المبين في مسند ابن حنبل ونقل بين الروايات.
الثامن والثلاثون والمائة : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن ، يخرج رجل يقال له المهدي ، عطاؤه هنيئا» (٢) قال : هذا الحديث حسن أخرجه أبو نعيم.
التاسع والثلاثون والمائة : بالإسناد عن عليّ بن أبي طالب قال : «قلت : يا رسول الله أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : لا ، بل منّا يختم الله به الدين كما فتح بنا ، وبنا ينقذون من الفتن كما انقذوا من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتن إخوانا كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» (٣) قال : حديث حسن ، قال : ورواه الحفاظ في كتبهم ، فأمّا الطبراني فقد ذكره في المعجم الاوسط ، وأما أبو نعيم فرواه في حليته ، وأما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في غواليه.
الأربعون والمائة : عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي عليهالسلام : تعال صلّ بنا فيقول : ألا إن بعضكم على بعض أميرا تكرمة من الله تعالى لهذه الأمة» (٤) قال : حديث حسن رواه الحافظ الحارث بن أبي أسامة ، ورواه أبو نعيم في غواليه ، وفي هذه النصوص دلالة على أنّ المهدي عليهالسلام غير عيسى ، قال : وقد تواترات الأخبار واستفاضت بكثرة
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ٣٧.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٣) الملاحم والفتن ١٧٧ / ٢٤٠ ، بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٥ ح ٣٧.
رواتها عن النبي صلىاللهعليهوآله في المهدي عليهالسلام وأنه يملك سبع سنين يملأ الأرض عدلا ، وأنه يخرج مع عيسىعليهالسلام ويساعده في قتل الدجال في أرض فلسطين ، وأنه عليهالسلام يؤمّ هذه الأمة وعيسى يصلّي خلفه في طول من قصته وأمره ، وقد ذكر الشافعي في كتاب الرسالة وكتابه أصل ويرويه ولكن يطول ذكره عنده.
الحادي والأربعون والمائة : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لن تهلك أمة أنا في أولها ...» (١) الحديث المذكور قال : هذا حديث حسن رواه الحافظ أبو نعيم في غواليه وأحمد بن حنبل في مسنده ومعنى قوله صلىاللهعليهوآله «وعيسى في آخرها» لم يرد به أن عيسى عليهالسلام يبقى بعد المهدي عليهالسلام لأن ذلك لا يجوز لوجوه منها : أنه قال : «لا خير في الحياة بعده» وفي رواية أخرى «لا خير في العيش بعد المهدي عليهالسلام».
ومنها : أن المهدي إذا كان إماما آخر الزمان لا إمام بعده ، مذكور في رواية أحد من الأئمة ، ومنها لا يجوز أن الخلق تبقى بغير إمام ، فإن قيل : إن عيسى يبقى بعده إمام الأمة ، قلت : بقاء عيسىعليهالسلام بعد المهدي عليهالسلام لا يجوز أن يقال : لا خير فيهم ، وأيضا لا يجوز أن يقال لأنه يجل عن ذلك ، ولا يجوز أن يقال : إنه يستقل بالأمة لأن ذلك يوهم العوام انتقال الأمة المحمدية إلى الأمة العيسوية وهذا كفر يوجب حمله على الصواب وهو أنّه عليهالسلام أول داع إلى ملة الإسلام والمهدي عليهالسلام أوسط داع والمسيح آخر داع وهذا معنى الخبر عندي ، ويحتمل أن يكون معناه المهدي عليهالسلام أوسط هذه الأمة يعني خيرها إذ هو إمامها ، وبعده ينزل عيسى مصدقا للإمام وهو تاليه ومساعدا ومبيّنا للامة صحة ما يدعيه الإمام ، فعلى هذا يكون المسيح آخر المصدّقين على وفق النص (٢).
الثاني والأربعون والمائة : بالإسناد عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله» (٣) قال : حديث حسن رواه ورويناه عاليا ، ومعنى قوله صلىاللهعليهوآله : خلقه خلقي من أحسن الكنايات عن انتقام المهدي من الكفار للدين كما قال النبي صلىاللهعليهوآله وقد قال الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٤).
قال : علي بن عيسى في كتاب كشف الغمة بعد أن ذكر ذلك : العجب من قوله : من أحسن الكنايات ، إلى آخر الكلام. ومن أين يحجر على الخلق ، فجعله مقصورا على الانتقام فقط وهو عام في جميع اخلاق النبي صلىاللهعليهوآله من كرمه وزهده وعلمه وحلمه وشجاعته وغير ذلك من اخلاقه التي
__________________
(١) كنز العمال ١٤ / ٢٦٦ ح ٣٨٦٧١.
(٢) بحار الانوار ٥١ / ٩٤.
(٣) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
(٤) القلم : ٤.
عددتها صدر هذا الكتاب؟ وأعجب من قوله ذكره الآية دليلا على ما قرره (١).
الثالث والأربعون والمائة : بإسناده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة» (٢) قال : هذا حديث حسن رويناه عاليا ، أخرجه الشيخ الاصفهاني في غواليه كما سقناه.
الرابع والأربعون والمائة : بإسناده عن عبيد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه» (٣) قال : هذا حديث حسن ما رويناه عاليا إلّا من هذا الوجه.
الخامس والأربعون والمائة : بإسناده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي : هذا المهدي فاتّبعوه» قال : هذا حديث حسن رواه الحفاظ والأئمة من أهل الحديث كأبي نعيم والطبراني وغيرهما (٤).
السادس والأربعون والمائة : بإسناده عن حذيفة أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو» (٥) قال : حديث حسن رويناه عاليا بحمد الله عن جم غفير من أصحاب الثقفي وإسناده معروف عندنا.
السابع والأربعون والمائة : بإسناده عن أبي أمامة الباهلي وقد مرّ قال : هذا سياق الطبراني في معجمه الأكبر (٦).
الثامن والأربعون والمائة : وعنه ذكر حديث أنه عليهالسلام أفرق الثنايا وقد تقدم عن عبد الرحمن بن عوف قال : هذا أخرجه أبو نعيم الحافظ في غواليه (٧) (٨).
التاسع والأربعون والمائة : بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله في حديث «إنه يفتح القسطنطينية على يده» (٩) وقد مرّ : هذا سياق الحافظ أبو نعيم قال : هذا هو المهدي بلا شك وفقا بين الروايات.
الخمسون والمائة : وعنه عن قيس بن جابر عن أبيه عن جدّه عن النبي صلىاللهعليهوآله حديث ملوك
__________________
(١) كشف الغمة ٣ / ٢٧٨ ذيل ب ١٣.
(٢) كشف الغمة ٣ / ٢٦٩.
(٣) كشف الغمة ٣ / ٢٧٠.
(٤) كشف الغمة ٣ / ٢٨٨.
(٥) كشف الغمة ٣ / ٢٨٨.
(٦) كشف الغمة ٣ / ٢٨٩.
(٧) بحار الانوار ٤٧ / ٨٠ ح ٣٧.
(٨) وكشف الغمة : ٣ / ٢٨٩.
(٩) بحار الانوار ٤٧ / ٩٦.
جبابرة ثم يخرج ، وقد مرّ قال : هذا رواه أبو نعيم الحافظ في فوائده والطبراني في معجمه (١).
الحادي والخمسون والمائة : وعنه عن أبي أمامة قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد مرّ قال : حديث حسن المتن رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الأكبر (٢).
الثاني والخمسون والمائة : وعن أبي أمامة قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد مرّ قال : هذا حديث حسن ، هكذا رواه أبو نعيم الأصفهاني. (٣)
الثالث والخمسون والمائة : وعنه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله وهو حديث تنعم الأمة وقد مرّ ، قال هذا حديث حسن المتن رواه الحافظ أبو القسم الطبراني في معجمه الأكبر. (٤)
الرابع والخمسون والمائة : عنه عن ثوبان قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : «يقتل عند كنزكم ثلاثة» (٥) وقد مرّ ، قال : هذا حديث حسن المتن وقع علينا من رواية ثوبان ، وفيه دليل على شرف المهدي ، يكون خليفة الله في الأرض على لسان أصدق ولد آدم محمد صلىاللهعليهوآله وقد قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٦) الآية.
الخامس والخمسون والمائة : قال الشعبي (٧) وهو من المنحرفين عن أمير المؤمنين عليهالسلام من علماء العامة : اعلم أن رواياتنا نحن وأكثر أهل الإسلام أيضا أن نبينا صلىاللهعليهوآله قال : «لا بدّ من مهدي من ولد فاطمة ابنته عليهاالسلام يظهر فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت [من غيره] (٨) ظلما وجورا» قال السيد ابن طاوس : وقد روى ذلك أيضا جماعة من رجال الأربعة المذاهب في كتبهم وأجمع عليه أهل الإسلام ، ثم ذكر من رواياتهم الكثيرة ما رويناه هنا وغيره. (٩)
السادس والخمسون والمائة : من كتاب عمد الدر من طريق المخالفين يسند إلى الحسن بن عليّعليهالسلام أنه قال : «لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا موفقا ، وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا» (١٠).
السابع والخمسون والمائة : من مستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى تملأ الأرض جورا وظلما ولا يجد
__________________
(١) بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨١ ح ٣٧.
(٣) بحار الانوار ٤٧ / ٩٠.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٥) بحار الانوار ٤٧ / ٨٣ ح ٣٧.
(٦) المائدة : ٦٧.
(٧) في الطرائف لا ينقل هذا عن الشعبي.
(٨) ليست في المصدر.
(٩) الطرائف : ١ / ٢٥٨ ح ٢٧٣.
(١٠) عقد الدرر : ٤١.
المؤمن ملتجأ يلتجئ إليه من الظلم ، فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدّخر الأرض شيئا من بذرها إلّا أخرجته ، ولا السماء من قطرها شيئا إلّا صبّه الله عليهم مدرارا ، ويعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع ، يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عزوجل بأهل الأرض من خيره» (١).
الثامن والخمسون والمائة : من معجم الطبراني ومناقب المهدي لأبي نعيم الحافظ بسندهما إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «يلتفت المهدي وقد نزل عيسى ابن مريم يقطر من شعره الماء» وساق حديثه ، وفي آخره «قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه» الحديث(٢).
التاسع والخمسون والمائة : ومن كتاب الفتن للحافظ أبي عبد الله نعيم بن حماد يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «منّا الذي يصلّي عيسى ابن مريم معه خلفه» (٣).
الستون والمائة : ومن كتاب الفتن يرفعه إلى هشام بن محمد قال : المهدي من هذه الأمة هو الذي يؤمّ عيسى ابن مريم عليهالسلام (٤).
الحادي والستون والمائة : ومن حلية الأولياء في حديث طويل قال : في رحلهم يعني المسلمين إلى بيت المقدس ، إمامهم مهدي رجل صالح ، فبينا إمامهم قد تقدم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عيسى ابن مريم حتى كبّر للصبح ، فيرجع ذلك الإمام ينكص ليقدم عيسى ليصلي بالناس ، فيضع عيسى يديه بين كتفيه فيقول تقدم فصلّ ، فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم (٥).
الثاني والستون والمائة : من كتاب العرائس لأبي إسحاق الثعلبي بإسناده إلى تميم الداري قلت : يا رسول الله ، إني مررت بمدينة صفتها كيت وكيت ، قريبة من ساحل البحر فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «تلك انطاكية أما إن في غار من غيرانها رضاضا من ألواح موسى ، وما من سحابه شرقية ولا غربية تمرّ عليها إلّا ألقت عليها من بركتها ، ولن تذهب الأيام والليالي حتى يملكها رجل من أهل بيتي
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين : ٤ / ٤٦٥.
(٢) عقد الدرر : ٢٧٤ ، وينابيع المودة : ٣ / ٢٦٤ ، وجواهر العقدين : ٢ / ٢٢٨.
(٣) كنز العمال : ١٤ / ٢٦٦ ح ٣٨٦٧٣.
(٤) كتاب الفتن لابن حماد : ٢٣٠ ذكر نسبه ، ط. دار الفكر.
(٥) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٦١ ، وكنز العمال : ١٤ / ٢٩٤.
يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (١).
الثالث والستون والمائة : ومن كتاب فضل الكوفة لأبي عبد الله محمد بن علي العلوي يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يملك المهدي الناس سبعا (٢) أو عشرا ، أسعد الناس به أهل الكوفة» (٣).
الرابع والستون والمائة : ومن كتاب الرّد على الزيدية للشيخ عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدروستي من طريق المخالفين قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو بشر أحمد ابن إبراهيم بن أحمد القمي قال : أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي قال : حدّثنا سليمان بن إسحاق بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس قال : حدّثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب عن ذلك فقال الرشيد : إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي ، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلىاللهعليهوآله قال له : «يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدّة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجّال» (٤).
الخامس والستون والمائة : موفق بن أحمد الخوارزمي من أعيان الجمهور في كتابه قال : حدّثني فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان قال : أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي ، أخبرنا إمام الأئمة محمد ابن أحمد بن شاذان قال : حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال : حدّثني جدّي أحمد بن محمد عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة قال : حدّثنا أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان المحمدي قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله وإذا الحسين على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : «أنت سيّد ابن سيّد أبو السادة ، أنت إمام بن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة ، أنت حجّة ابن حجّة أخو حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (٥).
قال مصنّف هذا الكتاب : هذه الروايات كلها من طرق العامة وهي أكثر مما ذكرنا ، اقتصرت على
__________________
(١) قصص الأنبياء للثعلبي : ٢١٣.
(٢) في المصدر : تسعا.
(٣) فضل الكوفة : ٢٥ ح ٣ ، وينابيع المودة : ٣ / ١٧٢ ـ ٣٠٠.
(٤) بحار الانوار ٣٢ / ٣٠٠ ح ١٣٨.
(٥) الخصال ٤٧٥ / ٣٨.
هذا القدر لأنه يطول الكتاب بالزيادة على ذلك وهو يؤثر الضجر والملل وفيما ذكرته كفاية للمنصف.
فإن قلت : فيما ذكرته من الروايات تكرار في بعضها فما الحاجة إلى ذكرها مرة ثانية.
قلت : ما ذكرته وإن كان فيه تكرار لكن النقلة والمصنفين مختلفون ، بعضهم يزيد وينقص في روايته ، وبعضهم يحكم بصحة ما رواه وبحسنه ويجعله عاليا ، وهو من مقبول الحديث ومرجّحاته كما هو مذكور في الاصول ، فالتكرار في القليل من هذه الروايات لهذه النكت التي ذكرتها والله سبحانه وتعالى وهو الموفق.
الباب الثاني والأربعون والمائة
في إمامة الإمام الثاني عشر عليهالسلام من الأئمة الاثني عشر
وهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وبنيه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي ، إمام هذا العصر والزمان من موت أبيه حتى يظهره الله عزوجل بعد غيبته في آخر الزمان ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، لنص رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهم بعده بالإمامة والخلافة والوصاية من طريق الخاصة والعامة كما تقدم في هذا الكتاب وهذا الباب ، فيه خصوص فى إثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهدي القائم المنتظر الإمام المعصوم من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا.
الأول : أبو جعفر بن بابويه قدس الله سبحانه وتعالى روحه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في غيبة الإمام عليهالسلام قال : حدّثنا الحسن بن محمد سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن عليّ بن أحمد الهمداني قال : حدّثني أبو الفضل العبّاس بن عبد الله البخاري قال : حدّثنا محمد بن القسم بن عبد الله بن إبراهيم القسم بن محمد بن أبي بكر قال : حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، عن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما خلق الله خلقا أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي ، قال علي عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟
فقال صلىاللهعليهوآله : يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين ، وفضّلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا عليّ وللائمة من بعدك ، فإنّ الملائكة لخدّامنا وخدام محبينا ، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عزوجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله ؛ لأن أول ما خلق الله عزوجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ، ثم خلق الملائكة ،
فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبّحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنّه منزّه عن صفاتنا ، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ونزّهته عن صفاتنا ، فلمّا شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا الله ، فلمّا شاهدوا كبر محلّنا كبّرنا الله لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال وأنه عظيم المحل، فلمّا شاهدوا ما جعله الله لنا من العزة والقوة قلنا : لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلّا بالله : فقالت الملائكة : لا حول ولا قوة إلّا بالله ، فلمّا شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة ما لحقّ الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه ، فقالت الملائكة : الحمد لله فبنا اهتدوا إلى معرفة الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده.
ثم إن الله تعالى خلق آدم وأودعنا صلبه ، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما ، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ، ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون ، وإنه لمّا عرج بي إلى السماء أذّن جبرائيل مثنى مثنى ثم قال : تقدّم يا محمد فقلت : يا جبرائيل أتقدم عليك؟ قال : نعم ، لأن الله تبارك اسمه فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين ، وفضّلك خاصة ، فتقدّمت وصليت بهم ولا فخر ، فلمّا انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل عليهالسلام : تقدم يا محمد ، وتخلّف عني ، فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ قال : يا محمد إن هذا انتهاء حدّي الذي وضعه الله لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدّي حدود ربي جلّ جلاله ، فزخّ بي زخّة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عزوجل من ملكوته ، فنوديت : يا محمد ، فقلت : لبيك وسعديك تباركت وتعاليت. فنوديت : يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعليّ فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي ، لمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتك أوجبت ثوابي.
فقلت : يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت : يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش فإذا اثنا عشر نورا ، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي ، أولهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي فقلت : يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت : يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ، وعزّتي وجلالي لأظهرنّ بهم ديني ، ولأعلينّ بهم كلمتي ، ولأطهّرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأمكّنه مشارق الأرض