السيّد زين العابدين بن نور الدين الحسيني الكاشاني
المحقق: عمار عبودي نصار وحيدر لفتة مال الله
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار مشعر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-540-056-7
الصفحات: ١٣٥
لحسن ظنّي به ويكون لي طريق إلى أساسها. وكلّما (أرضيه) (١) يجيء (بعض) (٢) الناس يخوّفونه من سلطان الروم حتّى وقف (عن) (٣) البناء وأرسل الخبر إلى مصر و [ال](٤) قسطنطينيّة (٥) فلمّا سمعوا أرسلوا رجلين وكيلاً من جهة السلطان ومباشراً وشرعوا يوم الثلاثاء (الثالث) (٦) من جمادى الثاني (الآخرة) (٧) سنة ألف وأربعين [للهجرة](٨) في هدم ما خرب من (بقيّة) (٩) جدران البيت الشريف ، فحثّني داعي (الشوق) (١٠)
__________________
(١) وردت في (ك) (أرضيته).
(٢) سقطا من (ق).
(٣) وردت فى (ق) (على).
(٤) إضافة تقتضيها استقامة اللفظ.
(٥) تظهر أهمية مصر والقسطنطينية لأن الاولى كانت محلا لصناعة كسوة الكعبة المعظمة ومنها يرسل المحمل الذى يحمل الكسوة متوجها إلى مكة ، أما الثانية فهى عاصمة الدولة العثمانية المسيطرة على بقاع عديدة من العالم الإسلامى لا سيما الأماكن المقدسة فى مكة والمدينة ـ المرتبطتان مباشرة بالخليفة العثمانى ـ وهى المشرفة على شؤون البلاد الواقعة تحت سيطرتها. وقد ذكر باسلامة أنه «لما وصل النبأ (تهدم الكعبة) إلى خارج أحدث هياجا شديدا ، كما أن الموسم قد قرب ، فرأى والى مصر محمد [على] باشا الألبانى أن لا ينتظر ورود الأمر السلطانى من القسطنطينية خوفا من ازدياد التصدع فى الكعبه ، فأرسل رضوان آغا من حاشية البلاد العثمانى مندوبا ... إلى مكة المكرمة ، وخوله صلاحيات تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة». ينظر : تاريخ الكعبة المعظمة ، ص ١٠٣.
(٦) وردت في (ك) (ثالث).
(٧) سقطت من (ك).
(٨) إضافة يقتضيها السياق.
(٩) سقطت من (ك).
(١٠) وردت فى (ك) (الشرق).
وغلبة الوجد ودخلت معهم في الشغل (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)(١) وسألت الله أن يمنحني (حسن) (٢) الأدب في ذلك المحل العظيم ويلهمني ما (يستحقّه) (٣) من الإجلال و (التعظيم) (٤) وأن يرزقني منه القبول والرضى والتجاوز عمّا سلف ومضى ، وكنت في بعض الأوقات أجلس في وسط الكعبة (المشرّفة) (٥) وأتلو القرآن ، فلمّا رآني الوكيل والمباشر (٦) والبناؤون والفعلة (٧) اعتقدوا فيَّ اعتقاداً عظيماً ، ببركة المعصومين عليهمالسلام وكلّ كلام أقوله لهم من جهة البيت الشريف يقولون : سمعاً وطاعة ، حتّى هدموا بقيّة جدران البيت إلّاالحجر الفوقاني (٨)
__________________
(١) سورة البقرة ، آية ٢٢٠.
(٢) وردت في (ك) (حتّى).
(٣) وردت في (ك) (أستحقّه).
(٤) وردت في (ك) (التعظم).
(٥) وردت في (ق) (الشريفة).
(٦) الوكيل هو السيّد محمّد أفندي المعمار الذي وصل إلى المدينة المنوّرة في ربيع الثاني سنة ١٠٤١ ه / ١٦٢١ م ليستلم مهامّه متولّياً على قضاء المدينة المنوّرة ومشرفاً على الكعبة المشرّفة ، أمّا المباشر فهو الآغا رضوان بك المعمار الذي قدم من مصر ليتولّى عمارة البيت الحرام وليكون مباشراً على ذلك في السابع عشر من شوّال سنة ١٠٤٠ ه / ١٦٢٠ م. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥٣٦ ـ ٥٣٧.
(٧) الفعلة : هم عملة الطين والحفر. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة فعل.
(٨) الحجر الفوقاني : هو الحجر الذي يحيط بالحجر الأسود حفاظاً عليه من أيدي العابثين من الناس ، وتأتي حرمة دوس الفعلة عليه بسبب ملاصقته للحجر الأسود. ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠.
الذي (فوق) (١) الحجر الأسود والحجر الذي تحته ، فرأيت الفعلة يدوسون بأرجلهم على الحجر الفوقاني الذي (فوق) (٢) الحجر الأسود ، فقلت للمباشر : الوقوف على الحجر الفوقاني وقوفٌ على الحجر الشريف بواسطة (٣) (هذا غلط) (٤) فينبغي أن يمنع الركن (الشريف) (٥) من الدوس بأن تجعله خارجاً عن محطّ أقدام المشتغلة ، فقال : بسم الله فطلب (ألواحاً من الخشب) (٦) (وجعلت الزاوية خارجةً) (٧) عن محلّ تردّد الفعلة (فأسمرت) (٨) الزاوية بخمسة ألواحٍ من الخشب عدد آل العبا عليهمالسلام (٩) فخطر ببالي أنّ (هذه) (١٠) إشارة من آل العبا عليهمالسلام (١١) بأنّهم يحفظون الحجر الأسود (وما يخلون (١٢) المخالفين يرفعونه من مكانه) (١٣) وذكرت لبعض الصالحين هذه الإشارة ، وآخر الأمر صار كما خطر
__________________
(١) وردت في (ق) (على).
(٢) وردت في (ق) (على).
(٣) لفظة استخدمت يُراد بها (لأن).
(٤) سقطت من (ق).
(٥) سقطت من (ق).
(٦) وردت في (ق) (ألواح خشب).
(٧) وردت في (ق) (وجعلنا الزاوية خارجاً).
(٨) وردت في (ق) (فانسترت).
(٩) سقطت من (ك).
(١٠) سقطت من (ك).
(١١) سقطت من (ك).
(١٢) لفظة عامّية وردت في سياق الكلام وتعني (ويمنعون).
(١٣) سقطت من (ق).
ببالي والحمد لله.
فلمّا فرغوا من هدم الجدران لقينا (أساس) (١) جدرانها الثلاثة في غاية الاستحكام ودخلوا في الأساس من جهة (العرض الشامي) (٢) الذي فيه الميزاب قريب ذراع وربع وأخرجوا الصخور العظيمة والذي احتاج إلى التغيير (غيّروه) (٣) ، و [في](٤) ليلة الأحد الثاني (والعشرين) (٥) من الشهر المذكور وقع القول بأنّ غداً الصبح يشرعون في التأسيس (٦) ، وكنت (أنا أفكّر) [في](٧) تلك الليلة وأقول في نفسي : ياربّ وقت الصبح إذا (حضر) (٨) أشراف مكّة (٩) والقاضي (١٠) وشيخ الحرم (١١) ووكيل السلطان والمباشر وعلماء مكّة (والخدّام وتقدّم
__________________
(١) وردت في (ك) (بأساس).
(٢) وردت في (ك) (عرض الشامي).
(٣) وردت في (ك) (غيّره).
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) وردت في (ك) (والعشرون).
(٦) قصد المؤلِّف وضع الأساس لعمليّة بناء الكعبة ، وهنا نلاحظ أنّ المؤلّف أخذ بسرد حوادث البناء على شكل يوميّات منذ الصباح وحتّى المساء.
(٧) زيادة يقتضيها السياق.
(٨) وردت في (ك) (حضروا).
(٩) ممّن قصد المؤلّف بقوله «أشراف مكّة» الشريف عبدالله بن أبي رميثة حسن بدر الدِّين الذي أعقب ابن أخيه الشريف مسعود ، المتوفّى على سدانة الكعبة. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥٣٧ ؛ جارشلي ، أُمراء مكّة ، ص ١١١.
(١٠) قاضي مكّة هو الأفندي حسين أروسي. ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٠٤.
(١١) شيخ الحرم هو شمس الدِّين عتاقي أفندي ، ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٠٤.
كلّ واحدٍ منهم) (١) [للمشاركة في بدء التأسيس](٢) كيف يكون حالي حين التأسيس؟ وأتضرّع إلى من له الحول والقوّة وأُناجي بهذه الأبيات :
__________________ (١) سقطت من (ق). (٢) إضافة يقتضيها السياق. (٣) وردت في (ق) (بالبيت). (٤) وردت في (ق) (مع ما). (٥) سقطت من (ق). (٦) وردت في (ك) (الجاري). (٧) وردت في (ق) (بجميع). (٨) وردت في (ك) (وببنته). (٩) وردت في (ك) (بالأيمّة). |
__________________ (١) كلمة عامّية وردت في سياق الكلام ويُراد بها (وضعت). (٢) سقطت من (ق). (٣) سقطت من (ق). (٤) سقطت من (ك). (٥) استشهد الرواة بهذا الشعر ـ وإن اختلفوا في بعض كلمات أبياته ـ ولكن دون نسبةٍ لقائلها ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ، ج ١٠ ، ص ١١٠ ؛ ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٤٦٢. (٦) وردت في (ق) (بنيت). (٧) وردت في (ك) (ويظفر من رباها بالدِّيار). (٨) سقط من (ك). (٩) سقط من (ك). |
تزوّد من شميم (عرار) (١) نجدٍ |
|
فما بعد العشيّة من عرار |
واشتغلت إلى نصف النهار و (حطيتُ) (٢) (أحجاراً) (٣) كثيرة حتّى ارتفع تمام جدار (العرض الشامي) (٤) من أصل الأساس قريب من ثلاثة أذرع (٥) ، فلمّا قضيت من ذلك الوطر ومتّعتُ عيني (من ذلك) (٦) الأساس بالنظر لأتحف بوصفه المشتاقين ، وأنشر من طيب أخباره في المحبّين ، وقع الكلام (بين المخالفين ، وتحرّك عرق حسدهم ، وسمعت أنّ شيخ الحرم تكلّم في الخفية بين المخالفين) (٧) بأنّ الذي أسّس الكعبة مجتهد الرافضة ، فلمّا سمعتُ هذه الحكاية قلت [في نفسي](٨) : «(مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) ما لكم من علاج ، قد كان ما كان» فقلّلت المدخل (٩) ، لأنّ
__________________
(١) عرار : طيب الرائحة. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة عرر.
(٢) كلمة عامّية وتعني (وضعت).
(٣) وردت في (ك) (أحجار).
(٤) وردت في (ك) (عرض الشامي).
(٥) أشار (هنتس) في كتابه أنّ الذراع الشرعيّة هي ذراع اليد المصرية وطولها ٨٧٥ / ٤٩ سم وتبلغ ذراع الحديد ذات الثمانية والعشرين إصبعاً والتي كانت تستعمل في الحجاز ومصر خلال القرن الخامس عشر الميلادي ٧٦ ذراع اليد ، فطولها إذن ١٨٧ / ٥٨ سم بالضبط شأنها في ذلك شأن ذراع يد القاهرة والإسكندرية. ينظر : المكاييل والأوزان الإسلاميّة ، ص ٨٧ ـ ٩٠.
(٦) وردت في (ك) (في ذلك).
(٧) سقطت من (ق).
(٨) إضافة يقتضيها السياق.
(٩) قصد المؤلّف (الدخول).