مفرّحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام

السيّد زين العابدين بن نور الدين الحسيني الكاشاني

مفرّحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام

المؤلف:

السيّد زين العابدين بن نور الدين الحسيني الكاشاني


المحقق: عمار عبودي نصار وحيدر لفتة مال الله
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار مشعر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-540-056-7
الصفحات: ١٣٥

لحسن ظنّي به ويكون لي طريق إلى أساسها. وكلّما (أرضيه) (١) يجيء (بعض) (٢) الناس يخوّفونه من سلطان الروم حتّى وقف (عن) (٣) البناء وأرسل الخبر إلى مصر و [ال](٤) قسطنطينيّة (٥) فلمّا سمعوا أرسلوا رجلين وكيلاً من جهة السلطان ومباشراً وشرعوا يوم الثلاثاء (الثالث) (٦) من جمادى الثاني (الآخرة) (٧) سنة ألف وأربعين [للهجرة](٨) في هدم ما خرب من (بقيّة) (٩) جدران البيت الشريف ، فحثّني داعي (الشوق) (١٠)

__________________

(١) وردت في (ك) (أرضيته).

(٢) سقطا من (ق).

(٣) وردت فى (ق) (على).

(٤) إضافة تقتضيها استقامة اللفظ.

(٥) تظهر أهمية مصر والقسطنطينية لأن الاولى كانت محلا لصناعة كسوة الكعبة المعظمة ومنها يرسل المحمل الذى يحمل الكسوة متوجها إلى مكة ، أما الثانية فهى عاصمة الدولة العثمانية المسيطرة على بقاع عديدة من العالم الإسلامى لا سيما الأماكن المقدسة فى مكة والمدينة ـ المرتبطتان مباشرة بالخليفة العثمانى ـ وهى المشرفة على شؤون البلاد الواقعة تحت سيطرتها. وقد ذكر باسلامة أنه «لما وصل النبأ (تهدم الكعبة) إلى خارج أحدث هياجا شديدا ، كما أن الموسم قد قرب ، فرأى والى مصر محمد [على] باشا الألبانى أن لا ينتظر ورود الأمر السلطانى من القسطنطينية خوفا من ازدياد التصدع فى الكعبه ، فأرسل رضوان آغا من حاشية البلاد العثمانى مندوبا ... إلى مكة المكرمة ، وخوله صلاحيات تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة». ينظر : تاريخ الكعبة المعظمة ، ص ١٠٣.

(٦) وردت في (ك) (ثالث).

(٧) سقطت من (ك).

(٨) إضافة يقتضيها السياق.

(٩) سقطت من (ك).

(١٠) وردت فى (ك) (الشرق).

٤١

وغلبة الوجد ودخلت معهم في الشغل (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)(١) وسألت الله أن يمنحني (حسن) (٢) الأدب في ذلك المحل العظيم ويلهمني ما (يستحقّه) (٣) من الإجلال و (التعظيم) (٤) وأن يرزقني منه القبول والرضى والتجاوز عمّا سلف ومضى ، وكنت في بعض الأوقات أجلس في وسط الكعبة (المشرّفة) (٥) وأتلو القرآن ، فلمّا رآني الوكيل والمباشر (٦) والبناؤون والفعلة (٧) اعتقدوا فيَّ اعتقاداً عظيماً ، ببركة المعصومين عليهم‌السلام وكلّ كلام أقوله لهم من جهة البيت الشريف يقولون : سمعاً وطاعة ، حتّى هدموا بقيّة جدران البيت إلّاالحجر الفوقاني (٨)

__________________

(١) سورة البقرة ، آية ٢٢٠.

(٢) وردت في (ك) (حتّى).

(٣) وردت في (ك) (أستحقّه).

(٤) وردت في (ك) (التعظم).

(٥) وردت في (ق) (الشريفة).

(٦) الوكيل هو السيّد محمّد أفندي المعمار الذي وصل إلى المدينة المنوّرة في ربيع الثاني سنة ١٠٤١ ه‍ / ١٦٢١ م ليستلم مهامّه متولّياً على قضاء المدينة المنوّرة ومشرفاً على الكعبة المشرّفة ، أمّا المباشر فهو الآغا رضوان بك المعمار الذي قدم من مصر ليتولّى عمارة البيت الحرام وليكون مباشراً على ذلك في السابع عشر من شوّال سنة ١٠٤٠ ه‍ / ١٦٢٠ م. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥٣٦ ـ ٥٣٧.

(٧) الفعلة : هم عملة الطين والحفر. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة فعل.

(٨) الحجر الفوقاني : هو الحجر الذي يحيط بالحجر الأسود حفاظاً عليه من أيدي العابثين من الناس ، وتأتي حرمة دوس الفعلة عليه بسبب ملاصقته للحجر الأسود. ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠.

٤٢

الذي (فوق) (١) الحجر الأسود والحجر الذي تحته ، فرأيت الفعلة يدوسون بأرجلهم على الحجر الفوقاني الذي (فوق) (٢) الحجر الأسود ، فقلت للمباشر : الوقوف على الحجر الفوقاني وقوفٌ على الحجر الشريف بواسطة (٣) (هذا غلط) (٤) فينبغي أن يمنع الركن (الشريف) (٥) من الدوس بأن تجعله خارجاً عن محطّ أقدام المشتغلة ، فقال : بسم الله فطلب (ألواحاً من الخشب) (٦) (وجعلت الزاوية خارجةً) (٧) عن محلّ تردّد الفعلة (فأسمرت) (٨) الزاوية بخمسة ألواحٍ من الخشب عدد آل العبا عليهم‌السلام (٩) فخطر ببالي أنّ (هذه) (١٠) إشارة من آل العبا عليهم‌السلام (١١) بأنّهم يحفظون الحجر الأسود (وما يخلون (١٢) المخالفين يرفعونه من مكانه) (١٣) وذكرت لبعض الصالحين هذه الإشارة ، وآخر الأمر صار كما خطر

__________________

(١) وردت في (ق) (على).

(٢) وردت في (ق) (على).

(٣) لفظة استخدمت يُراد بها (لأن).

(٤) سقطت من (ق).

(٥) سقطت من (ق).

(٦) وردت في (ق) (ألواح خشب).

(٧) وردت في (ق) (وجعلنا الزاوية خارجاً).

(٨) وردت في (ق) (فانسترت).

(٩) سقطت من (ك).

(١٠) سقطت من (ك).

(١١) سقطت من (ك).

(١٢) لفظة عامّية وردت في سياق الكلام وتعني (ويمنعون).

(١٣) سقطت من (ق).

٤٣

ببالي والحمد لله.

فلمّا فرغوا من هدم الجدران لقينا (أساس) (١) جدرانها الثلاثة في غاية الاستحكام ودخلوا في الأساس من جهة (العرض الشامي) (٢) الذي فيه الميزاب قريب ذراع وربع وأخرجوا الصخور العظيمة والذي احتاج إلى التغيير (غيّروه) (٣) ، و [في](٤) ليلة الأحد الثاني (والعشرين) (٥) من الشهر المذكور وقع القول بأنّ غداً الصبح يشرعون في التأسيس (٦) ، وكنت (أنا أفكّر) [في](٧) تلك الليلة وأقول في نفسي : ياربّ وقت الصبح إذا (حضر) (٨) أشراف مكّة (٩) والقاضي (١٠) وشيخ الحرم (١١) ووكيل السلطان والمباشر وعلماء مكّة (والخدّام وتقدّم

__________________

(١) وردت في (ك) (بأساس).

(٢) وردت في (ك) (عرض الشامي).

(٣) وردت في (ك) (غيّره).

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

(٥) وردت في (ك) (والعشرون).

(٦) قصد المؤلِّف وضع الأساس لعمليّة بناء الكعبة ، وهنا نلاحظ أنّ المؤلّف أخذ بسرد حوادث البناء على شكل يوميّات منذ الصباح وحتّى المساء.

(٧) زيادة يقتضيها السياق.

(٨) وردت في (ك) (حضروا).

(٩) ممّن قصد المؤلّف بقوله «أشراف مكّة» الشريف عبدالله بن أبي رميثة حسن بدر الدِّين الذي أعقب ابن أخيه الشريف مسعود ، المتوفّى على سدانة الكعبة. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥٣٧ ؛ جارشلي ، أُمراء مكّة ، ص ١١١.

(١٠) قاضي مكّة هو الأفندي حسين أروسي. ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٠٤.

(١١) شيخ الحرم هو شمس الدِّين عتاقي أفندي ، ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٠٤.

٤٤

كلّ واحدٍ منهم) (١) [للمشاركة في بدء التأسيس](٢) كيف يكون حالي حين التأسيس؟ وأتضرّع إلى من له الحول والقوّة وأُناجي بهذه الأبيات :

(يارب) (٣)بالحرم الشريف بزمزم

بالحجر والميزاب والأستار

بمقام إبراهيم (وما) (٤) حوله

بالركن (الأسحم) (٥) سيّد الأحجار

بالمروة العظمى فضلاً بالصفا

بفضيلة المسعى وجري (الجار) (٦)

بمنى (بجمع) (٧) المشاعر كلّها

بالواقفين بموقف الأخيار

بمحمّدٍ بوصيّه (وبنيّه) (٨)

(بأئمّة) (٩) النجباء والأبرار

__________________

(١) سقطت من (ق).

(٢) إضافة يقتضيها السياق.

(٣) وردت في (ق) (بالبيت).

(٤) وردت في (ق) (مع ما).

(٥) سقطت من (ق).

(٦) وردت في (ك) (الجاري).

(٧) وردت في (ق) (بجميع).

(٨) وردت في (ك) (وببنته).

(٩) وردت في (ك) (بالأيمّة).

٤٥

أسألك أن تجعلني مؤسّساً لبيتك الحرام ، وقمت سحر تلك الليلة ، واغتسلت غسل دخول الكعبة (١) ، ودخلت المسجد وصلّيت صلاة الليل وصلاة الصبح ، فرأيت المباشر دخل الكعبة مع جماعة قليلة من البنّائين وليس معهم أحد من أهل المناصب حتّى الوكيل كأنّ الله (سبحانه وتعالى) (٢) قيّدهم (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً)(٣) فدخلت معهم فقال (لي) (٤) المباشر : يا سيّد زين العابدين إقرأ الفاتحة ، فرفعت يديّ وقرأت الفاتحة (بعدها) (٥) دعوت بالدّعاء المسمّى بدعاء سريع الإجابة (٦) الذي رواه ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني في (أُصول الكافي) (٧) في كتاب الدّعاء (٨) وهو هذا :

__________________

(١) غسل دخول الكعبة : من المناسك التي يجب على من يروم الدخول إلى الكعبة الالتزام بها ، فقد أكّدت الأحاديث المرويّة عن أهل البيت عليهم‌السلام وجوب العمل بهذا النسك وعدم التساهل فيه بجعله من مستحبّات الأعمال. ينظر : المفيد ، المقنعة ، ص ٤٢٣ ؛ الحلّي ، السرائر ، ج ١ ، ص ٦١٤.

(٢) سقطت من (ك).

(٣) سورة الحاقّة ، آية ٣٢.

(٤) سقطت من (ق).

(٥) وردت في (ك) (وبعد الفاتحة).

(٦) ورد في (الأُصول من الكافي) سلسلة أدعية تحت عنوان (باب دعوات موجزات لجميع الحوائج في الدُّنياوالآخرة) وعنى بهاالأئمّة عليهم‌السلام لقضاءحوائجهم. ينظر : ج ٢ ، ص ٥٨٢ ـ ٥٨٣.

(٧) وردت في (ك) (أُصوله الكافي).

(٨) كتاب الدّعاء : هو أحد أبواب كتاب (الأُصول من الكافي) للكليني ، وقد نهج المؤلِّفون في

٤٦

«اللهُمَّ إنّي أسألك باسمك العظيم ، الأعظم ، الأجلّ ، الأكرم ، المخزون ، المكنون ، النور ، الحقّ ، البرهان المبين ، الذي هو (نورٌ مع نور) (١) ونورٌ من نور ، (ونور) (٢) في نور ، ونورٌ على نور ، ونورٌ فوق كلّ نور ، (ونورٌ على كلّ نور) (٣) ونور (يضيءُ) (٤) (به) (٥) كلّ ظلمة ، (ويكسر) (٦) به كلّ شدّة ، وكلّ شيطانٍ مريد ، وكلّ جبّارٍ عنيد ، ولا تقرُّ به أرض ، ولا تقوم به سماء ، (ويأمن به) (٧) كلّ خائف ، ويبطل به سحر كلّ ساحر ، وبغي كلّ باغٍ ، وحسد كلّ حاسدٍ ، ويتصدّع لعظمته البرّ والبحر ، (ويستقلّ) (٨) به الفلك حين (٩) يتكلّم به الملك فلا يكون (للموج) (١٠) عليه سبيل ، وهو اسمك الأعظم (الأعظم) (١١) ، الأجلّ (الأجل) (١٢)

__________________

مصنّفاتهم إطلاق تسمية (كتاب) على الفصول التي يتضمّنها الكتاب كما جاء في المتن من تسمية فصل الدُّعاء ب (كتاب الدّعاء) ، ينظر : الاصول من الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٦٦ ـ ٥٧٥.

(١) وردت فى (ق) (نور مع نور فوق نور) وفى (ق) (نور على نور).

(٢) سقطت فى (ك).

(٣) لم ترد فى (الاصول من الكافى).

(٤) وردت فى (ك) (تضىء).

(٥) وردت فى (ك) (فيه).

(٦) وردت فى (ق) (ألواح خشب).

(٧) وردت فى (ق) (ويا من يؤمن به).

(٨) وردت فى (ق) (ويستقر).

(٩) وردت فى (ك) (حتى).

(١٠) وردت فى (ك) (للموحى).

(١١) سقطت من (ك) و (ق).

(١٢) سقطت من (ك) و (ق).

٤٧

(الأكرم) (١) النور الأكبر الذي سمّيت به نفسك واستويت به على عرشك ، وأتوجّه إليك بمحمّدٍ (وأهل بيته) (٢) (و) (٣) أسألك بك وبهم أن تصلّي على محمّد وآل محمّد» (٤). (انتهى) (٥).

ودعوت (للسلطان وقصدت المهدي) (٦) وأخذت حجر الركن المبارك الغربي وهو الآن في داخل الأساس ، وجاء رجل من المؤمنين اسمه محمّد حسين من أهل (أبرقوه) (٧) بطاسٍ من (نورة) (٨) وكبَّ (في الأساس) (٩) وفرشت تلك النورة بيدي وقلت : «بسم الله الرحمن الرحيم : اللهمَّ ثبّت دولة محمّد وآل محمّد ، وعجِّل

__________________

(١) لم ترد في (الاصول من الكافي).

(٢) وردت في (ك) (وأهل بيته).

(٣) سقطت من (ق).

(٤) الكليني ، الاصول من الكافي ، ج ٢ ، ص ٥٨٢.

(٥) سقطت من (ق).

(٦) أشار المؤلّف في هذا الموضع من المخطوطة أنّه دعى للسلطان العثماني مراد الرابع (١٠٣٢ ـ ١٠٤٩ ه‍) ـ الذي وقع في عهده السيل وعمارة البيت الحرام ـ ظاهراً ، لكنّه قصد بالدّعاء الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإماميّة ، وهو الإمام الغائب محمّد بن الحسن العسكري الملقّب بالمهدي (عجّل الله فرجه الشريف) ، وقد نهج المؤلّف هذا التصرّف من باب التقيّة.

(٧) ابرقوه : بلد مشهور بأرض فارس من كورة اصطخر قرب مدينة يزد وهي بليدة صغيرةبنواحي اصبهان. ينظر : ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٦٩.

(٨) النورة : نوع من الحجر يُحرَق ويعمل منه الكلس الذي يستخدم مادّة أساسيّة في البناء. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة نور.

(٩) وردت في (ك) (على الأساس).

٤٨

فرجهم» ، (وحطيت) (١) ذلك الحجر في زاوية الركن الشريف الغربي في أساس إبراهيم عليه‌السلام والحمد لله.

وشرعت في البناء ، وقلت (في) (٢) أوّل شروعي :

«اللهُمَّ إنّي أُشهدك (وأُشهد) (٣) ملائكتك المقرّبين بأنّي أشركت معي جميع المؤمنين والمؤمنات ، أحيائهم وأمواتهم ، والذين في أصلاب الرجال ، (وفي بطون الامّهات) (٤) إلى يوم الدِّين في عملي هذا» ، واغتنمت الفرصة ، ولله درّ (مَن قال) (٥) :

تمتّع إن ظفرت بنيل قرب

وحصّل ما استطعت من إدّخاري

فقد وسعت أبواب التداني

وقد قربت للزوّار داري

وقد (هبت) (٦) نسيمات بنجدٍ

(فطب واشرب بكاساتٍ لباري) (٧)

(فودّع أهل نجدٍ قبل بُعدٍ

فما نجدٌ ولم تحلل بدار) (٨)

(أقول لمن لم يمرّ بأرض نجدٍ

ويظفر من رباها بالدِّيار) (٩)

__________________

(١) كلمة عامّية وردت في سياق الكلام ويُراد بها (وضعت).

(٢) سقطت من (ق).

(٣) سقطت من (ق).

(٤) سقطت من (ك).

(٥) استشهد الرواة بهذا الشعر ـ وإن اختلفوا في بعض كلمات أبياته ـ ولكن دون نسبةٍ لقائلها ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ، ج ١٠ ، ص ١١٠ ؛ ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٤٦٢.

(٦) وردت في (ق) (بنيت).

(٧) وردت في (ك) (ويظفر من رباها بالدِّيار).

(٨) سقط من (ك).

(٩) سقط من (ك).

٤٩

تزوّد من شميم (عرار) (١) نجدٍ

فما بعد العشيّة من عرار

واشتغلت إلى نصف النهار و (حطيتُ) (٢) (أحجاراً) (٣) كثيرة حتّى ارتفع تمام جدار (العرض الشامي) (٤) من أصل الأساس قريب من ثلاثة أذرع (٥) ، فلمّا قضيت من ذلك الوطر ومتّعتُ عيني (من ذلك) (٦) الأساس بالنظر لأتحف بوصفه المشتاقين ، وأنشر من طيب أخباره في المحبّين ، وقع الكلام (بين المخالفين ، وتحرّك عرق حسدهم ، وسمعت أنّ شيخ الحرم تكلّم في الخفية بين المخالفين) (٧) بأنّ الذي أسّس الكعبة مجتهد الرافضة ، فلمّا سمعتُ هذه الحكاية قلت [في نفسي](٨) : «(مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) ما لكم من علاج ، قد كان ما كان» فقلّلت المدخل (٩) ، لأنّ

__________________

(١) عرار : طيب الرائحة. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة عرر.

(٢) كلمة عامّية وتعني (وضعت).

(٣) وردت في (ك) (أحجار).

(٤) وردت في (ك) (عرض الشامي).

(٥) أشار (هنتس) في كتابه أنّ الذراع الشرعيّة هي ذراع اليد المصرية وطولها ٨٧٥ / ٤٩ سم وتبلغ ذراع الحديد ذات الثمانية والعشرين إصبعاً والتي كانت تستعمل في الحجاز ومصر خلال القرن الخامس عشر الميلادي ٧٦ ذراع اليد ، فطولها إذن ١٨٧ / ٥٨ سم بالضبط شأنها في ذلك شأن ذراع يد القاهرة والإسكندرية. ينظر : المكاييل والأوزان الإسلاميّة ، ص ٨٧ ـ ٩٠.

(٦) وردت في (ك) (في ذلك).

(٧) سقطت من (ق).

(٨) إضافة يقتضيها السياق.

(٩) قصد المؤلّف (الدخول).

٥٠

الذي يُفهم (من) (١) حديث عليّ بن الحسين عليه‌السلام الآتي ذكره نفس التأسيس فقط ، (لا بناء) (٢) الجدران ، فأحضر بعض الأوقات وأغيب بعضها حتّى وصل العمل إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود يوم التاسع من رجب ، هذا وأنا أتّقي وما أدخل معهم (في) (٣) الشغل ، فذكرت لبعض أشراف مكّة من بني حسن (٤) وهو شريك سلطنتهم وقلت له احضر (في) (٥) الكعبة عسى [أن](٦) تمنعهم من أن يرفعوا الحجر ،

__________________

(١) وردت فى (ك) (فى).

(٢) وردت فى (ك) (لإتمام).

(٣) وردت فى (ك) (إلى).

(٤) تعاقبت على إمارة مكة المكرمة اربع أسر من الشرفاء أولها (اسرة أولاد إخيضر) وينتسبون إلى الإمام حسن عليه‌السلام ، وقد تولوا إمارة مكة واليمامة اعتبارا من سنة ٢٥١ ه‍ / ٨٦٥ م (عهد إسماعيل بن الأخيضر) وحتى سنة ٣٦٠ ه‍ / ٩٧٠ م عندما فرض القرامطة سيطرتهم على مكة المكرمة فى عهد آخر امرائهم (الشريف محمد بن جعفر) ، وبعد انسحاب القرامطة من الحرم الشريف ، تصدت (اسرة موسى الجون) ـ وتعود بنسبها إلى الإمام الحسن عليه‌السلام أيضا ـ لإمارة مكة لأكثر من ٣٥٠ عاما وأول امرائها هو الشريف (موسى بن عبدالله) وآخرهم (تاج المعالى الشريف أبو الفتوح) ومدة إمارتهم ١٠٩ سنوات ، وبعد وفاة أبوالفتوح لم يخلفه أحد ، فانتقلت إمارة مكة إلى (اسرة بنى هاشم) المعروفين ب (بنى فليطة) وبقوا امراء عليها طيلة ١٣٨ عاما ، ثم انتقلت الإمارة إلى (اسرة أبو عزيز قتادة بن إدريس) وهو إيضا (حسنى نسب) وبقيت هذه الإمارة إلى (اسرة ابو عزيز قتادة بن إدريس) وهو أيضا (حسنى نسب) وبقيت هذه الاسرة معتلية زعامة مكة على مدى سبعة قرون ، وبعد ثورة الحسين بن على (شريف مكة) سنة ١٩١٦ م ، ببضع سنوات آلت إمارة مكة إلى آل سعود بعد أن فرضوا سيطرتهم على الحجاز. ينظر : جارشلى ، امراء مكةص ٩٩.

(٥) سقطت من (ق).

(٦) إضافة يقتضيها السياق.

٥١

وأُلهمت في ذلك اليوم بقراءة الدُّعاء السيفي المبارك (١) ، فلمّا (قرأته) (٢) (سبعاً) (٣) وعشرين مرّة وصل إليَّ الخبر بأن لمّا اكتشفوا الحجر (الشريف نزل شريف مكّة والسادات من الأشراف والقاضي ، والمفتي ، وعلماء مكّة ، إلى المسجد الحرام ليتشرّفوا ببناء البيت الحرام ، فلمّا وصلوا إلى الحجر الشريف) (٤) تخيّل لهم

__________________

(١) ونصّه : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ : رَبِّ أَدْخِلْنى فى لُجَّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ ، وَطَمْطامِ وَحْدانِيَّتِكَ ، وَقَوِّني بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ ، حَتّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفى وَجْهى لَمَعاتُ بَرْقِ الْقُرْبِ مِنْ آثارِ حِمايَتِكَ ، مَهيباً بِهَيْبَتِكَ ، عَزيزاً بِعِنايَتِكَ ، مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْليمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ ، وَأَلْبِسْنى خِلَعَ الْعِزَّةِ وَالْقَبُولِ ، وَسَهِّلْ لى مَناهِجَ الْوُصْلَةِ وَالْوُصُولِ ، وَتَوِّجْنى بِتاجِ الْكَرامَةِ وَالْوَقارِ ، وَأَلِّفْ بَيْنى وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ فى دارِ الدُّنْيا وَدارِ الْقَرارِ ، وَارْزُقْنى مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِىَ الْقُلُوبُ وَالْأَرْواحُ ، وَتَخْضَعُ لَدَىَّ النُّفُوسُ وَالْأَشْباحُ ، يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ ، وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ أَعْناقُ الْأَكاسِرَةِ ، لامَلْجَأَ وَلا مَنْجى مِنْكَ إِلّا إِلَيْكَ ، وَلا إِعانَةَ إِلّا بِكَ ، وَلَا اتِّكاءَ إِلّا عَلَيْكَ ، ادْفَعْ عَنى كَيْدَ الْحاسِدينَ ، وَظُلُماتِ شَرِّ الْمُعانِدينَ ، وَارْحَمْنى تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ ، أَيِّدْ ظاهِرى فى تَحْصيلِ مَراضيكَ ، وَنَوِّرْ قَلْبى وَسِرى بالْاطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعيكَ. إِلهى كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ ، وَقدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِكَ ، وَكَيْفَ تُؤْيِسُنى مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَنى بِدُعائِكَ ، وَها أَنَا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ ، مُلْتَجِئٌ إِلَيْكَ ، باعِدْ بَيْنى وَبَيْنَ أَعْدائى كَما باعَدْتَ بَيْنَ أَعْدائى ، اخْتَطِفْ أَبْصارَهُمْ عَنى بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ ، إِنَّكَ أَنْتَ اللهُ الْمُعْطى جَلائِلَ النِّعَمِ الْمُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ ، بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا وَنَبيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ.

ينظر : القمّي ، مفاتيح الجنان.

(٢) وردت في (ق) (قرأت).

(٣) وردت في (ك) (سبعةً).

(٤) سقطت من (ق).

٥٢

كأنّه تِنّين (١) عظيم يريد أن يأكلهم ، (ودخل) (٢) السيّد علي بن بركات (٣) (ـ أيّده الله تعالى ـ) (٤) وهو من أكابر أشراف مكّة ومنعهم (أيضاً) (٥) وقال لهم لا (تشيلوه) (٦) (مالكم قدرة عليه) (٧) ، فالحاصل منع المعصومون عليهم‌السلام (المخالفين عن) (٨) أن يرفعوا الحجر الأسود وأعطانا الله (ببركاتهم) (٩) منصب التأسيس (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١٠)(وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)(١١).

ويوم الثاني (والعشرين) (١٢) من رجب هذا (المذكور) (١٣)

__________________

(١) التنين : ضرب من الحيات كأكبر ما يكون منها له أنياب كأسنة الرماح وهو طويل يخافه حيوان البر والبحر ينظر : الدميرى ، حياة الحيوان الكبرى ، ج ١ ص ٥١٧.

(٢) وردت فى (ك) (فقال).

(٣) على بن بركات : هو على بن بركات بن أبى نمى محمد ، كان أديبا ، ظريفا ، شاعرا ، وعرف قاضيا ـ لآل أبى نمى ـ مطاعا ، وإليه مرجعهم فى جميع شؤونهم ، له من الأولاد أربعة هم : الحسن والحسين وبشر وبشير. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥١٧.

(٤) سقطت من (ك).

(٥) سقطت من (ك).

(٦) لفظة عامية قصد بها المؤلف (لا تعرفوه).

(٧) سقطت من (ك).

(٨) سقطت من (ك).

(٩) وردت فى (ق) (بركاتهم).

(١٠) سورة ص ، آية ٣٩.

(١١) سورة الروم ، آية ٤٧.

(١٢) وردت فى (ك) (والعشرون).

(١٣) سقطت من (ك).

٥٣

علّقوا الباب الشريف (١) و (٢) يوم الثالث عشر من شعبان بعد رجب (المذكور) (٣) أدخلنا أعمدة سقف بيت الله الحرام ، ويوم الخامس عشر دخلت الكعبة ووضعت في باطن جدارها أربعة من الأحجار (وضعت) (٤) حجراً (٥) في نفس زاوية الحجر الأسود ، وحجراً في الحطيم ، وحجراً في مولد (٦) (٧) (أمير

__________________

(١) اختلفت الروايات حول أوّل من عمل باباً للكعبة المعظّمة فقيل إنّ آنوش بن شيث بن آدم عليه‌السلام ، وقيل إنّ قبيلة جرهم العربية هي التي بنيت البيت ووضعت له باباً ، وذكر أنّ تبع اليماني الثالث ـ هو أحد ملوك اليمن المتقدّمين على البعثة النبويّة الشريفة ـ هو الذي وضع للبيت باباً. ومهما يكن أوّل من وضعها فقد ورد أنّ الناصر محمّد بن قلاوون (٦٩٢ ـ ٦٩٤ ه‍) وضع باباً جديدة للكعبة سنة ٧٣٣ ه‍ / ١٣٣٢ م ، ثمّ أبدلها الناصر حسن سنة ٧٦١ ه‍ / ١٣٥٩ م ثمّ قلعت لعمل الحلية عليها واعيدت إلى مكّة سنة ٧٨١ ه‍ / ١٣٧٩ م ، وعندما انتهب الناس الفضّة الموجودة على أطرافها ، عمل ـ فيما بعد ـ السلطان العثماني سليمان القانوني سنة ٩٦١ ه‍ / ١٥٥٢ م بتصفيحها بالفضّة وسمّرت بمسامير من الفضّة المموّهة بالذهب وبقيت كذلك حتّى وقوع سيل ١٠٢٩ ه‍ / ١٦٢٩ م حيث ركّب باب خشب بشكل مؤقّت بعدما قلع السيل الباب المذكور ، وقد قام السلطان مراد الرابع في العام ١٠٤٤ ه‍ / ١٦٢٤ م بصنع باب جديد. ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٨٤ ـ ١٨٥.

(٢) سقطت من (ك) و (ق).

(٣) سقطت من (ق).

(٤) سقطت من (ك).

(٥) في (ك) و (ق) (خام باطن).

(٦) أورد الشيخ المحقّق محمد علي الأردوبادي مصنّفاً مستقلّاً أشار فيه إلى جميع النصوص والأخبار التي رواها علماء المسلمين في تأكيد المكان الذي ولد فيه الإمام عليّ عليه‌السلام في كتابه الموسوم (علي وليد الكعبة). ينظر : ص ٢ ـ ١٢٨ (من هذا الكتاب).

(٧) في (ف) (ثمّ أعمل).

٥٤

المؤمنين) (١) علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) (٢) وهو بعيد عن زاوية الحجر (الأسود) (٣) (بثلاثة) (٤) أذرع من جهة الركن اليماني (٥) تخميناً ، (كذا سمع) (٦) والله أعلم. وحجراً (قرب) (٧) زاوية الركن اليماني.

ويوم الثامن عشر من هذا الشهر أدخلنا ألواحاً بين أعمدة السقف وركّبتْ مع الأعمدة ، ويوم (التاسع عشر) (٨) من شعبان المذكور (المبارك) (٩) ركّب ميزاب الرحمة (١٠) ، ويوم الثاني من شهر رمضان (المعظّم) (١١) بعد شعبان المذكور (المبارك) (١٢) شرعوا في عمل الرخام في

__________________

(١) سقطت من (ك) ، وسقطت من (ف).

(٢) سقطت من (ك).

(٣) سقطت من (ك).

(٤) وردت فى (ك) و (ف) ثلاث.

(٥) ترجع أهمية الركن اليمانى لكثرة ما كان النبى محمد صلى الله وعليه وآله يقبل هذا الركن ويضع خده الشريف عليه ، وقد أشار إلى ذلك ابن عباس بأن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكثر من تقبيل هذا الركن ، وقد وجه ابن عمر يزاحم الناس على الركنين وعندما سئل عن السبب قال : (افعل ما سمعت رسول الله صلى الله وعليه وآله يقول عنهما إن الدعاء يستجاب فيه. ينظر : الأرزقى ، أخبار مكة ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ، ٢٢٩.

(٦) سقطت من (ق). وفى (ف) (سمع كذا).

(٧) وردت فى (ك) و (ف) (قريب).

(٨) وردت فى (ك) و (ف) (التاسع والعشرون).

(٩) سقطت من (ك).

(١٠) ينظر هامش ٨ ص ٧.

(١١) سقطت من (ك).

(١٢) سقطت من (ك) و (ق).

٥٥

سطح الكعبة (الشريفة) (١) ، ويوم التاسع منه ابتدأوا في شغل الرخام في (٢) باطن جدران الكعبة وأرضها ، (وفي يوم الأربعاء) (٣) التاسع و (العشرون) (٤) منه تمّ العمل (٥) ، و [في يوم](٦) (الجمعة) (٧) آخر الشهر ، أعني شهر رمضان المذكور ، أُدخل الخلَق الكعبة والحمد لله.

فأوّل التأسيس إلى آخر البناء ، ثلاثة أشهر وخمسة أيّام ، (ولا يخفى على أهل العرفان أنّه إذا كان سلطنة الحرمين الشريفين بين المخالفين وناس كثير من أهل المناصب مجتمعون في مكّة المعظّمة (ويحط) (٨) الله (سبحانه وتعالى) أرجلهم (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً)(٩) حتّى لايحضر وكيل السلطان أيضاً (١٠) في ساعة التأسيس) (١١) وموافقة ابتداء هذا الأساس مع أساس عليّ بن الحسين (زين العابدين) (١٢) عليه‌السلام وهو

__________________

(١) وردت فى (ك) (الشريف).

(٢) سقطت من (ف).

(٣) وردت فى (ك) (ويوم).

(٤) وردته فى (ق) (والعشرين).

(٥) سقطت من (ف).

(٦) إضافة يقتضيها السياق.

(٧) وردت فى (ك) ، (ف) (جمعة).

(٨) لفظة عامية وتعنى (ويضع).

(٩) سورة الحاقة ، آية ٣٢.

(١٠) فى (ف) (وافقه).

(١١) سقطت من (ق).

(١٢) سقطت من (ك) و (ف).

٥٦

أساس العرض الشامي الذي رماهُ الحجّاج (١) بالمنجنيق ، لأنّ أساس الجدران الثلاثة (٢) على حالها الأوّل ، وموافقة (٣) اسم العبد الذليل مع (الاسم الشريف) (٤) (علي بن الحسين زين العابدين (عليهما‌السلام) (٥) وكمال ضعفه وقلّة حيلته (بين هؤلاء المخالفين) (٦) مع هذا يؤسّس بيت الله الحرام ، لا شكّ (في) (٧) أنّ هذا معجزة (من) (٨) معجزات المعصومين عليهم‌السلام لإدخال السرور على محبّيهم كي يفرحوا (ويؤرّخوا) (٩) في التواريخ والتصانيف حتّى (يُسَّر) (١٠) بهذا (الحديث و) (١١) الخبر من كان في

__________________

(١) هو الحجاج بن يوسف الثقفى ، كان واليا على العراقين ٠ الكوفة والبصرة) ، أسند إليه الخليفة الأموى عبدالمالك بن مروان مهمة قمع حركة عبدالله بن الزبير فى مكة وكان ذلك سنة ٧٣ ه‍ / ٦٩٢ م فالتحم الفريقان فى الطائف وعندما أحس ابن الزبير بالهزيمة هرب إلى مكة ولاذ بالكعبة الشريفة فسمى (العائذ بالبيت) عندها وضع الحجاج المنجنيق ـ وهو آلة حربية تستخدم لنقب الحصون بقذفها بالاحجاز الملتهبة ـ على جبل أبى قبيس ، وقذف الكعبة الملتهبة فتهدم أحد أركانها واحترقت أستارها. للمزيد من التفاصيل ينظر : الطبرى ، تاريخ الطبرى ، ج ٦ ، ص ١٨٧ ـ ١٩٤ ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج ٤ ، ص ٣٨ ـ ٤٦.

(٢) فى (ف) (ثلاثة).

(٣) فى (ف) واقفه.

(٤) ورد فى (ق) (ف) (اسم شريفة).

(٥) وردت فى (ك) (على بن الحسين عليه‌السلام زين العابدين عليه‌السلام).

(٦) سقطت من (ق).

(٧) سقطت من (ك).

(٨) وردت فى (ك) (مع).

(٩) وردت فى (ق) (ويعذيعوا).

(١٠) سقطت من (ق).

(١١) سقطت من (ق) و (ف).

٥٧

أصلاب الرجال ، (ويتيقّنوا) (١) بأنّ المعصومين عليهم‌السلام ليسوا (بغافلين) (٢) عن حال رعيّتهم في كلّ أوان (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(٣).

(ولنشرّف) (٤) هذا الفصل بالحديث الشريف الذي فيه ذكر تأسيس علي بن الحسين عليه‌السلام ، (روى) (٥) ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني من كتاب الحجّ (من الكافي) (٦) في (باب) (٧) (ورود تُبّع) عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن (ابن أبي عمير) (٨) عن أبي علي صاحب الأنماط عن أبان بن تغلب (٩) قال :

«لمّا هدَّمَ الحجّاج الكعبة فرّق الناس (١٠) ترابها ، فلمّا صاروا إلى بنائهافأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حيّة فمنعت الناس من البناء ، حتّى

__________________

(١) وردت في (ك) (ويتيقّنون).

(٢) وردت في (ق) (غافلين).

(٣) سورة التوبة ، آية ١٠٥.

(٤) ورد في (ق) (ونشرف).

(٥) ورد في (ق) (رواه).

(٦) سقطت من (ق).

(٧) سقطت من (ك).

(٨) في (ف) (ابن عمر).

(٩) هو أبان بن تغلب بن رباح أبو سعيد البكري الجريري من عشيرة (بكر بن وائل) ، كان أباً مقدّماً في كلّ فنّ من الفنون ، كالقرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو ، له كتب منها (تفسير غريب القرآن) وكتاب (الفضائل). ينظر : الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ١٩ ـ ٢٣.

(١٠) سقطت من (ق) و (ك).

٥٨

هربوا فأتوا الحجّاج فأخبروه ، فخاف أن يكون قد منع بناؤها ، (فصعد) (١) المنبر ثمّ أنشد الناس وقال :

أنشد الله عبداً عنده مَن ابتلينا به علم لما أخبرنا به.

قال : فقام إليه شيخٌ فقال : إن يكن عند أحدٍ علم فعند رجلٍ رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثمّ مضى.

فقال الحجّاج : مَن هو؟

(فقال) (٢) عليّ بن الحسين عليه‌السلام.

فقال : (هو) (٣) معدن ذلك ، (فبعث إلى عليّ بن الحسين عليه‌السلام) (٤) فأتاهُ فأخبره ما كان من منع الله (إيّاهُ) (٥) البناء.

فقال له عليّ بن الحسين عليه‌السلام : (يا حجّاج) (٦) عمدت إلى بناء إبراهيم (وإسماعيل) (٧) [عليهما‌السلام](٨) فألقيته في الطريق (وانتهبته) (٩) كأنّك ترى أنّه تراثٌ لك ، إصعد المنبر وانشد الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئاً إلّاردّه.

__________________

(١) وردت في (ك) (فصد).

(٢) وردت في (ك) (قال).

(٣) سقطت من (ك).

(٤) سقطت من (ك).

(٥) وردت في (ك) (إيّاها).

(٦) وردت في (ك) (أياحجّاج).

(٧) سقطت من (ك).

(٨) إضافة يقتضيها السياق.

(٩) وردت في (ق) (وأنميته) ، وفي (ف) (أنهبته).

٥٩

(قال) (١) ففعل وأنشد الناس أن لا يبقى (أحدٌ منهم) (٢) (خذ منه شيئاً) (٣) إلّاردّه فردّوه ، فلمّا رأى جميع التراب عليّ بن الحسين عليه‌السلام فوضع الأساس وأمرهم أن (يحفروا) (٤) فتغيّبت عنهم الحيّة ، وحفروا حتّى انتهوا إلى مواضع القواعد ، قال لهم : تنحّوا ، فتنحّوا ، فدنا منها فغطّاها بثوبه ثمّ بكى ، ثمّ غطّاها بالتراب (بنفسه) (٥) ثمّ دعى الفعلة فقال : ضعوا بناءكم ، فوضعوا البناء ، فلمّا ارتفعت حيطانها أمر بالتراب (فأُلقي) (٦) في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعاً يُصعد إليه بالدرج» (٧).

__________________

(١) سقطت من (ك).

(٢) وردت في (ك) و (ق) (منهم أحد).

(٣) وردت في (ق) (عنده شيء).

(٤) وردت في (ق) (يحفروا فيه).

(٥) وردت في (ق) (بيد نفسه).

(٦) وردت في (ق) (فقلب).

(٧) ينظر : الكليني ، أصول الكافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٢.

٦٠